أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الكريم خليل - هدر الذات














المزيد.....

هدر الذات


عبد الكريم خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 22:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أعطانا الله ذات كجميع الكائنات، يؤدي كل عضو منها دوره بشكل منتظم علما أن الخالق هو المسأول الوحيد عن هذا العمل المنظم، فالملفت للانتباه هنا هو هل كل هذه الكائنات تعامل ذاتها نفس المعاملة؟ إلا نحن ! نحن الكائنات الحية الواعية العاقلة الناطقة-نحن- من نعامل ذاتنا معاملة الجنود في حرب الخنادق، ففي مجتمعنا كباقي المجتمعات أصبح التدخين من بين الأساسيات و ربما أسمى منها، والسيئ واللامفيد واضحين وضوح الشمس في النهار بالنسبة لهذه الآفة، إذ لا يجدر بنا أن نسأل عنها بل يتوجب علينا أن نتسائل عن السيئ واللامفيد فيها. فما هو التدخين؟ وأين يتم استعماله بشكل كبير؟ وما هي الفئة الضحية لهذه المعضلة؟
لقد أترنا من خلال هذه المشاركة البيانية أن نعمل على توضيح واحدة من أخطر مدمرات الذات ألا وهي التدخين، فيه خراب للجسم وهو عملية اعتيادية تكون بين الفنة والأخرى، يعتاد صاحبها على سحب واحدة من علبة السجائر التي تحتل مكانة لا يعطيها المدخن لدواء وصفة طبيب. ليشرع في عملية التدخين، علما أن هذا الدواء غالبا ما يكون حرب مربحة بالنسبة للذات (مقاومة الذات لداء ما بواسطة الدواء) كان الهدف الأسمى عندما سألت أحد [المبتلين] أن أعرف ولو كانت نسبة 0.05 في المائة منه إيجابية. قائلا له: بم تحس وأنت تدخن؟ فأجاب "في البداية أحس أنني إنسان يمتلك الشجاعة، وعندما أدمنت أحسست أنني أول إنسان يفتقر لهذه الشجاعة خاصة عند محاولاتي للإقلاع عن التدخين، والتي باءت كلها بالفشل". لماذا؟ "لأن البداية كيفما كانت تكون بسيطة وعبارة عن [انتيرات] وعندما تتحول إلى إدمان يتطلب الأمر مجموعة من الشروط للابتعاد عن هذه الآفة، أولها وجود فضاء لا يثير الانفعال قط؛ وثانيها المصادقة على جميع الآراء". فهناك من يدخن ويطلب العفو من الله عز وجل، وهناك من يقوم بالعملية ذاتها (التدخين) بحجة عدم تحريمها في النص القرآني. يا من تدخن أليس هو من الخبائث، إنه خبث والله في كتابه أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث وهناك من يقول أن [البلية أو التبويقة] تنسي المشاكل، أليس التدخين في حد ذاته مشكل؟ فلا يمكن لشيء يذهب الوعي أحيانا ويملي على العقل ملا يتحمل الفرد عقباه إن صح التعبير أن ينسي المشاكل، ويا من يرجع سبب التدخين إلى المشاكل افترض أن حياتك بأكملها مرت بدون أي مشكل فلا معنى لها. كما يقال في أحد الحكم حلاوة الحياة في مشاكلها.
إن الجلوس في المقهى أمام فنجان قهوة يستغرق وقت طويل قد يكفي لزيارة الأهل أو الأصدقاء، وقد يكون زمنا كافيا لأداء تمرين رياضي... فالمقهى أصبح بمثابة مكان الزفاف، لا يفرغ، خاصة في المقابلات الرياضية إن تأخرت بدقيقة قبل بداية المباراة ستجد المقهى امتلأ عن آخره، فالمشاهدات الرياضية هواية. لكن المثير للانتباه هو أن أكثر من النصف في ذلك المكان يدخن وأقل من النصف الآخر يستنشق، أي أن هذه الآفة لم يعد لها مكان مخصص فهل يمكن تخصيص مكان للمدخنين؟ يمكن ذلك للأيادي المسيرة. غير أن وجود بعض العوائق التي تقف حاجزا أمام ذلك. لأن المقهى الكل يريد الجلوس داخله و ربما هو المستهلك الأول للبن والمشروبات الغازية إذ لا يمكن لصاحب المقهى أن يمنع المدخن من الجلوس في مقهاه ذلك لأن العلاقة بين المدخن والمقهى علاقة تأثير وتأثر. لقد تجاوز التدخين في المقاهي السجائر وصولا إلى ما يسمى بالحشيش علما أن هذه المقاهي في أحياء مهيكلة، نظيفة... كما أنها تحمل شعار ممنوع تناول المخدرات ويطبق هذا الشعار في البداية فقط، لكن مع مرور الأيام وبتعرف صاحب المقهى على أناس يسميهم ب [المعارف] يصبح الشعار:"تناول المخدرات إن شئت وأنا سأراقب قدوم الأمن كي أعلمك". أنادي للمرة الثالثة يا من تدخن لا تنتظر من أحد أن يجبرك على الإقلاع عن التدخين لأن الحياة أصبحت مصلحة ذاتية وتمعن في اللغز القائل "أخذوني من بين إخوتي ومزقوا بطني وأضافوا إليه شيئا أسودا ولثموني في لثام أبيض وظنوا أنهم قتلوني لكنني أنا القاتل ولا زلت أنتقم" صحيح أننا نحن من قال هذا وبالنظر أيضا بشكل منطقي فيه يستشف منه أن السيجار ينقصه النطق ويصبح سلطان لدولة عظمى كيف لا وهو منتشر في العالم بأسره تقريبا ومسيطرة تجارته في الكثير من الدول.
لم يعد هذا المرض المزمن مقتصرا على فئة معينة، بل ضم الشيوخ والشباب. فكما جاء في اللغز أعلاه والذي تم تحريره عن الجماعة وليس فئة محددة، ليقصد ما يقصد، لكن في زمننا هذا أصبح معناه (اللغز) صحيحا أي أن التدخين ظلت تستعمله مختلف الفئات العمرية من الشيوخ شباب وحتى فتيان، ومختلف الأجناس من ذكور وإناث.
إن التدخين لم يعد يقتصر على الذكور بل انخرطت في ممارسته حتى بعض الفتيات في الأوساط التي لازالت تحترم الأعراف، التقاليد والعادات أما عند الفئة التي تسمى بالبرجوازية أمسى التدخين عند شاباتهم يحتل المرتبة الثالثة بعد الموضة والتزيين.
هكذا يمكن القول أن التدخين مهلك للذات، إذ هناك بعض الأشياء التي تنفع عضو أو عضوين أو ثلاثة أعضاء داخل الجسم كبعض الأدوية، الفواكه، الخضر والأعشاب مع ذلك نتجاوزها. في المقابل نجد التدخين مضر لجميع أعضاء الجسم والدليل كم شخصا قتل هذا الهم. فمن وجهة نظري أحسن حل للإقلاع عن التدخين هو أن يستيقظ المدخن من نومه ويتوضأ ويصلي ثم يطلب من الله العفو لصالح صحته ويطلب منه أيضا التوبة لأنه قام بعمل محرم في إطار دخوله عالم التدخين. فهل التدخين يبقى وصمة عار على جبين صاحبه؟
بقلم: الطالب عبد الكريم خليل




#عبد_الكريم_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الكريم خليل - هدر الذات