أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم دريد - لوم الى نهديك..!















المزيد.....

لوم الى نهديك..!


سليم دريد

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 19:16
المحور: الادب والفن
    


للذنب سواده القاتم
وللإثم طعم الفضيحة المر
غريبة أنت..وحاقدة
ما خبأتني
وتركتني فريسة للعيون
التي ما رحمت نورسا هائما
شمسه ترحل نحو الأفول
كم ترجيتك
في ذاك المساء
هيا..
أتركيني
أنمو مع الشرنقات
وألهو مع الفراشات
لم تع معنى أن أكون ضبابا متناثرا في الحقول
وهوسا جديدا يختلط برحيق هذا المسرور في دنيا الشجن
تضغطين على زر الخروج
كلما خاب ظنك في العثور على وصفة..للخلود
وتلك المتعة التي جمعتنا..
واللذة المتناثرة على وجنتي حيرتك
يوم رأيت تفاصيلها المخادعة
ونحن نرتوي من زبد الفراق
الذي وشمت تاريخه على ظهر السحاب
حتى يستطيع الريح قراءته
وترديد ترنيمته على مسمعيك في كل موعد جديد
تأكدت في تلك الأثناء
أنك لست سوى
راية ترفرف في سماء..
الإندثار..
وسوسنة..
معنية بالأفول مثل شمس النورس الهائم
ذاك الذي ما احتويت صرخته المنحوتة على أجراس المدينة
وأنا
مثل هذا العاشق المترامي أطرافه وراء الحدود
ومثل كل العبارات المددجة بأسئلة الدخول
أترنح
في صمت الأفاعي
وأترصد كل الطيور
لمن تقرأ هذا الزبور يا داود..؟
قلت متسائلا
وأعود إليك محملا بكل البطولات
وأسألك متشفيا
أرأيت
كيف تلفظين أنفاسك
وأنت بعيدة عن أهوالي
وعن شعاراتي
وعن صخبي
ومظاهراتي
أرأيت الآن مصرعك
وكيف يحرر الصحافيون النبأ..
وبالبنط العريض على زقزقات الكناري الذي أضعه في شرفتي
مسكينة..هي
تطاولت على حكمته
فعاقبتها قهقهات الجنون..للأبد
يختفي ظلي في إحدى مقلتيك
ويحبو كالرضيع للبراري التي فيها عطر الربيع
حتى أن المنّ الذي كان يخشاه
صار يصافحه عند الصبح ويسلم عليه في المساء
ويخدعك بكل بساطة ظلك حين تحاولين الالتفات منتصف الليل
على سريرنا الذي شهد أولى الفتوحات
ونحتنا على أسواره أجمل المستعمرات
ويهرب عن سيرك وقامتك
ويسبح ويصرخ
ها أنا اليوم في عداد الأحياء
ويفرح ويرقص
كيفما شاء
ويستقل رحلة العودة
حين يرفضه توقيعي الذي لا يقبل التزوير
ولا يأخذ في حضنه من لا يملك بوصلة تحدد المرافئ التي تستقبل الأشلاء
الم تخبرك في تلك المسارات التي كنا نبتغيها
ونلجأ إليها
حين نشعر بالبرد..
والمضايقات
أشجار السرول
ألم تعترف بفضلي عليها
وان لها من البوح ما لا يمكن أن تعرفيه
هو وعد لا يدفع دينه سواي
ألم تخبرك ..أيضا..
تلك النجيليات التي كثيرا ما احتمينا بظلها
أن لها من الدمع الكثير
الذي يتساقط مرارا على موقدي البالي
اليوم لم يعد لحلمي جمراته
كل الحرائق الجميلة ..أطفئت
وللأبد..
كان عليها أن تخبرك..
أن عيونها لا تخاطب في الكون ..إلاي
هكذا كنت أرى لحظات العناق الأولى
وهكذا كان يبدو لي المشهد حين أضع رأسي على وهج المسافة التي تفصلنا
وكم كنت قويا
حين لم أخش مكر المرايا التي وزعت صورتي عبر الفايس بوك
وفضحت طرفة بن البعد من بعد ذلك
وتسببت في مقتله
ولوركا أيضا..
كم احتميت ببياض ثلجك
واعتبرت نفسي شهيدا كما يقولون
أو كمن يناشد الحرية التي غادرت لتوها تاج الأميرة
كما غادر الشعراء قصائدهم
وتفرغوا للانتخابات والمجالس النيابية
وتبنوا مبدأ رفع الأيادي تدعيما لتسونامي الظلام الذي يجرفنا منذ حين
حتى أني سألت ذات يوم جارنا الشحرور:
ألم يأت بعد دوري في المروج وفرض الوجود
كل ماكان بيني وبينك صار وهما
عندك لن يزول
لكنه عندي استوفى كل شروط الرقاد والذبول
إنتبه لنفسك
أنت الآن تذوب سريعا على شفتي تلك الروح الآيلة للسقوط في هوة العدم
هكذا ردد طويلا
أنت فعلا مجرد زر أضغط عليه كلما تجتاحني رغبة الدخول
هذا هو يقيني دائما وأبدا
لست أنا الذي تعرفينني
لحظة ولادتي كانت كاذبة
والبيانات كلها تحمل الآن عبارة "لا أساس لها من الصحة"
لست أنا كما عرفتني
مجرد ليلة حمراء في فصل الشتاء الفارط
أمنحك قليلا من الدفء والشرف الذي لم تلتقيه
منذ تخليت عن نغمات قيثارتي
وتركت أوتارها ترتعش من شدة الهجر
حتى دمعي صادرته الرعود
ولم تعد الأمطار تتساقط حتى حين يصمت السماء
وينحني إجلالا لعمري الراحل
لا زلت أتذكر
كيف قلت للفجر
صحوك لا ينفع هذا الذي يتقن لغة التأمل
ويحارب الكلام ولا يصعد فوق المنصة حين تدعوه الجميلات
إنه على غير عادة الشعراء..ممن التقيت بهم في الكرنفال الأخير
تحملني الأشواق وأنا أمتطي أشلائي
فوق ما لا تطيقه.. ذكرياتي
وبعد أن امتزجت روحي بروحك
وتعانقتا
على وعد الشموع التي لا تنطفئ
وتشابكتا
على أمل العمر الجديد الذي ترسمه القبلات..
والأمنيات..
في عيد ميلاد سان فالنتاين
وعلى الرغم من إنتمائي لمعشر الشهداء
وتتقاضين أنت أرملتي منحة العشق
وعلى الرغم من أنني مدفون على أرض شفتيك
وقبري أزهر قبل الأوان بكل ألوان الطيف
ما عدا اللون البنفسجي الذي بقي تائها
نعم
لم أنس كل الذنوب التي اقترفتها
في تلك الليلة المسروقة من غياهب العمر الموبوء بشتى عذابات الدهر
لم أنس
وأعترف بجريمتي أمام هيئة الصرارير
هذه التي تحاكمني اليوم
نعم ارتكبت حماقة في حق سيزيف
حتى أنه دفع حياته ثمنا لذلك
كان ينتظر مني أحلى الأغنيات
وهو على سفح الجبل
وحده يكابد الموت ووحش المسافات التي تفصل تاريخي عن تاريخه
وطيبته عن طيبتي
المتهم إذن..لست أنا كما ترين
ألا توافقينني الرأي
الإجابة ..شوكة عالقة في حلق بقاياك
والحقيقة أعلم أنها من قتلتك
يوم تأكدت من حضورك ..
وبإعتراف أنفاسك
كذبة يتداولها الناس مرة كل سنة
ولا داعي لأن أتهم السمكة
بريئة هي من أيونات الجنس المتعانقة في لحظات الولوج
براءة حبيبي الذئب المخدوع..من دم يوسف
وبراءتي انا منك
وبراءة الشمس التي اختفى ضوؤها في المساء الذي انتظرتك فيه
لا تقولي لي
أنك ستشرقين على القلب من جوف حزني السحيق
وأن صقيع الليل صديقك في الخفاء
والخفافيش من تسهل عملية العبور كما جرت العادة
أتعلمين لماذا
هراء ما عاد عقلي يحتويه
براءة
أمشي أنا على قدمين
وشتان بيني وبين نهديك اللذين رضعت منهما حليب الخطيئة
التي تهدد الآن دربي الواضح
وتدفعه للعيش في عمق الوليخة
ربما يكفيني اليوم فخرا
أنني تحديت لغة الرضاعة
ووضعت على مسكني الجديد يافطة مكتوب عليها
ولأول مرة
"الفطام دواء العاشقين"
ويكفيني أيضا
أنني اتقيت شرك الرسوب وتكرار السنة
وما يتبعها من مقررات ما عاد رأسي يستوعبها
فقط لوم إلى نهديك
ديباجة
أفتتح بها كل خربشاتي التي أدونها كل هزيع
على هذا الورق
وبمداد آخذه من دواة الأرق
وما عسايا أن أقول عندما تحضرني مشاعر الغرق
غير..أني
"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"



#سليم_دريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في برزخ الهدوء - قصيدة -


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم دريد - لوم الى نهديك..!