أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى ناصر - الفكة ... من يفك طلسم رسائل طهران














المزيد.....

الفكة ... من يفك طلسم رسائل طهران


مصطفى ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الزوبعة التي اثارتها ايران باحتلالها احد ابار حقل الفكة النفطي اضفت مزيدا من التعصب ضدها في الوسط العربي، لكنها في الداخل العراقي كانت قضية متباعدة المواقف، اذ عرف بعض الساسة اللعبة لكنهم كتموا افواههم، تاركين للتأويلات الشعبية والصحفية مساحة ادت إلى خلق احتمالات متباينة للاشارات والرسالات التي ارادت طهران ايصالها إلى اطراف عدة.

صور البعض فحوى الرسالة وفقا لمواقف مسبقة، واستغلها اخرون لاغراض الدعاية الانتخابية، فيما حاول البعض قراءة الرسالة وفقا لمبتنيات المرحلة الايرانية وازمتها النووية والغليان الشعبي المعارض لولاية الفقيه، وغيرهم فسرها على اساس الاطماع الايرانية المتعاظمة في العراق، اما المهتمين بالشان الاقتصادي فقد راوا ذلك ردا على نجاح جولات التراخيص النفطية وخوف الجارة ايران من تراجع نفوذها في السوق النفطية.

لست هنا بصدد قراءة الرسالة وفقا للمضمون الذي اراه، لكن ما فهم من رسائل هو كالتالي:-

1- محاولة جس نبض جديدة من قبل طهران، فوصفها البعض بانها تمهيد لتنفيذ خطة محكمة تستغل ضعف العراق في المرحلة الراهنة وقرب خروج القوات الامريكية خلال السنتين المقبلتين، وقد يكون ذلك واردا في حسابات طهران التي عاودت اعلان مطالبها بتعويضات الحرب التي شنها النظام السابق عليهم.

2- ارسال اشارات إلى الشركات الفائزة بجولات التراخيص النفطية بان الوضع العراقي ما يزال هشا، وليس من صالحها تنفيذ مشاريعها على المدى القريب على الاقل. وقد يكون هذا الاحتمال واردا، لان جولة التراخيص ستضع ايران في المرتبة الثالثة بدلا من الثانية بين المصدرين الاكبر للنفط في العالم، مع تزايد الصادرات النفطية العراقية وبلوغها 12 مليون برميل يوميا، وبالتالي ضعف موقعة ايران النفطية، ما قد يشجع المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات اقتصادية جدية اذا ما واصلت برنامجها النووي. ولا يخفى ان ايران تهدد المجتمع الدولي بقطع الواردات النفطية عن السوق وخلق ازمة اقتصادية جديدة، اذ تعد ايران حاليا ثاني اكبر مصدري النفط في المنطقة. لكن هذا الاحتمال يعد بعيدا كون جولة التراخيص انتهت بنجاح، واُبرمت العقود التي تحمل شروطا جزائية، لا سيما وان حقل الفكة غير مدرج ضمن جولة التراخيص.

3- فهمها الخبراء الاقتصاديون على انها محاولة ايرانية مؤقتة لاشعال اسعار السوق النفطية التي قد تتسبب ببطء ترميم مخلفات الازمة المالية العالمية، وهو ما حدث خلال اليومين الماضيين، وقد تكون مفاهيم هذه الرسالة هي الاقرب اذا ما عولنا على تصريح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي اثناء مؤتمر صحفي في القاهرة على انها قضية اخذت اكبر من حجمها، وابدى استغرابه من الضجة الاعلامية التي رافقت الاحتلال، وكأن ايران لا تنوي سوى ارسال رسائل تحذيرية إلى الغرب.

4- اما الساسة فقد عرفوا الرسالة على انها جزءا من الدعاية الانتخابية، لكن الاراء تعددت. فمنهم من رأى انها تصب في مصلحة الائتلاف الشيعي لان الاحتلال الايراني الصريح يضر بسمعة رئيس الحكومة نوري المالكي ويضائل من رصيده الشعبي لكونه غير قادر على مواجهة البعبع الايراني، وفهمها اخرون على انها تنبيه لكل الكتل السياسية المناوئة لايران التي قد تحضى باغلبية نيابية في المستقبل. والبعض الاخر اعتبرها لعبة انتخابية لمنح المالكي والحكيم وثيقة تبرئة من العمالة لايران، بداعي حصد مكاسب انتخابية. وكما هو معروف فان السباق الانتخابي العراقي يحمل يوميا العشرات من هذه الاحتمالات، لدرجة ان المواقف السياسية لم تعد ذات اهمية في الوسط الشعبي.



ان هذه الرسائل وغيرها قرأت من الداخل العراقي بأذهان سياسية واقتصادية وشعبية، لكني أرى ان الرسالة الأبرز هي فرض طهران الأمر الواقع على العراق من خلال دفع الحكومة إلى تحريك مفاوضات اللجنة العراقية الايرانية المشتركة بشان ترسيم الحدود. اذ تخمن ايران وجود ابار نفطية مستقبلا على الحدود الصحراوية بين البلدين، ولذا فان ايران وانطلاقا من موقع قوتها تحاول تحريك المفاوضات بين الجانبين للاسراع في ترسيم الحدود، والنتيجة ستكون معروفة، حيث سيستحوذ الاقوى على القدر الاكبر من الأراضي الحدودية. وهذا ربما يفسر دافع ايران لاتخاذ خطوة الاحتلال، إضافة إلى ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي عدّ المسالة بانها لا تحتاج إلى كل هذه الزوبعة الاعلامية، وان ايران والعراق متفقون على حل هذه المسالة عن طريق المفاوضات، واضن ان هذا ما قصده وزير الخارجية الايراني.

مصطفى ناصر - كاتب عراقي
[email protected]




#مصطفى_ناصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لحظة القبض على صبي عمره 12 عاما يتسابق مع مراهق بالسيارة.. ش ...
- صحفيو غزة يدفعون ثمن الحقيقة
- العراق.. السوداني يشرف على الخطط الأمنية لعقد القمتين العربي ...
- الحوثيون يعلنون قصف هدف جنوب يافا
- رئيسة البرلمان الألماني: لا ينبغي للكنيسة أن تتحول إلى حزب س ...
- بسبب -تهديدات روسية- و-عودة ترامب-، مدنيون بولنديون يتوجهون ...
- زيلينسكي يرفض وقف إطلاق النار ل3 أيام ويوجه رسالة لمن سيحضر ...
- ترامب يُعلن كلا من 8 مايو و11 نوفمبر -يوم النصر- لأن -أميركا ...
- بنغلادش.. مظاهرة حاشدة ضد إصلاحات قانونية تضمن المساواة بين ...
- المغرب يطلق تحذيرا من خطر -سيبراني- كبير قد يطال المؤسسات ال ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى ناصر - الفكة ... من يفك طلسم رسائل طهران