أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله طه - احلام مصر .. مؤجلة لحين ميسرة














المزيد.....

احلام مصر .. مؤجلة لحين ميسرة


عبدالله طه

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 17:15
المحور: الادب والفن
    


تناولت السينما مؤخراً فى عدد كبير من الأفلام .. الفئات الغير ممثلة طبقياً . . أو كما يحلو لبعض الكتابات الرسمية تسميتهم " سكان المناطق العشوائية شديدة الفقر " او الفئات المهمشة كما يحلو للبعض .. على أية حال تناولت افلام مثل " اللمبى 1 و 2 " و " خالتي فرنسا " و "وش إجرام " ويأتي الفيلم الابرز بالطبع حين ميسرة للمخرج خالد يوسف ..
تعانى هذه الفئات من اضطهاد وقسوة اجتماعية وتعيش فى أوضاع لا إنسانية بالغة السوء .. وللأسف تعانى هذه الفئات ليس فقراً شديداً فى مستوى معيشتها ولكن أيضا على مستوى الحقوق المدنية و الحريات السياسية أفرزتها طبيعة هذه الفئات وعدم وجود اى شكل مؤسسى لرعايتها بل بالعكس فقد تستغل السلطة ظروفها الحياتية و المعيشية الصعبة لجذب عدد منها لمساعدتها فى المعارك الانتخابية او لقمع الحركات المعارضة بالاستعانة بالعناصر الإجرامية التى تعيش بين تلك الفئات ..
حاول خالد يوسف فى فيلمه طرح كل هذا بالإضافة الى عدد كبير من القضايا السياسية و الاجتماعية وحتى الأخلاقية فى شكل " منشور سينمائي سياسي " مما اثر بالطبع على البعد السينمائي الذى يفترض معه بالطبع وجود الإمتاع البصرى الذى تقدمه السينما لجمهورها .. مع الاحتفاظ بحق السينمائي فى طرح رؤيته لهذا الواقع ..
تناول يوسف قضايا مثل ازمة الاسكان و البطالة وغياب الدور الاجتماعى لبعض الفئات و التهميش و إهدار الحقوق السياسية و مشكلة أطفال الشوارع و العنف ضد المرأة و العنف الجسدي الذى يمارسه الأمن و قضايا الحريات .. ولم يترك حتى القضايا الأخلاقية مثل " قسوة الأبناء على ابائهم المسنين " كما شاهدنا ذلك فى مشهد الأم التى توفيت .. ويتصارع ابنائها على الارث قبل دفنها " وما وراء ذلك من رسالة تبين انهيار منظومة القيم تحت قسوة ظروف الحياة وانهيار المجتمع أخلاقيا ضاربين بالمورث القائل " إكرام الميت دفنه " .. عرض الحائط .. ولم يترك حتى قضية مثل قضية الفساد و الرشوه الجنسية ..
- طوال احداث الفيلم يلهث المشاهد حول مشاكل وقضايا الفقر الذى حشرها يوسف حشراً فى فيلم واحد و كان يمكن ان تتناولها العديد من الأفلام .. الا انه على مايبدو اراد توصيل رسالة ما وهى ان كل هذه المشاكل شديدة الارتباط ولا تنفصل بل هى مسببات و نتائج فى الوقت ذاته .. أجاد يوسف فى ادارة فيلمه و أجاد الممثلين فى أدوارهم وعبر يوسف عن وجهه نظره بشكل مثير يصيب المشاهد بالصدمة فى بعض الاحيان ... بالرغم من ان كافة ما تناوله الفيلم ليس جديدً و تمتلئ صفحات الحوادث يومياً بوقائع أفظع من ما تناوله يوسف فى فيلمه .. ولكن استمر يوسف فى عرض الأحداث و نحن نلهث بدون ان تكون هناك فرصة لكى نلتقط معها انفاسنا وان تحل اى عقدة درامية من ما تناوله الفيلم .ولكن خاب ظننا حتى النهاية .
- تناولت أفلام كثيرة هذه المشكلات لكن فى نهاية الفيلم تطرح الدراما حلولا قد تكون او تترك للمشاهد بصيصاً من الامل او فرصة للتفكير فى الحل .. أو حلول غير واقعية كأن تتزوج البطلة الفقيرة البطل الغنى أو ينتهى الفيلم بوفاة الرجل الشرير و نجاة الودعاء من الاشرار وهكذا .. او عدم وضع نهاية وترك ذلك للمشاهد كما تناول مثلاً فيلم وش إجرام النهاية للمشاهد لكى يقرر الحل لهذا الواقع المرير .. ولكن لم يترك لنا خالد يوسف هذا فقد انتهى الفيلم بمشهدين اكثر فظاعة مشهد تدمير الحى على رؤؤس ساكنيه سواء ببلدوزرات الأمن أو بتفجيرات القنابل التى زرعها الارهابيين قبل انسحابهم .. ويترك هؤلاء السكان فى العراء " وبدون سقف كمعظم الشعب المصر " حالياً والمشهد الآخر هو مشهد القطار الذى يركبه البطل و البطلة وابنهم المفقود على " سطح القطار.. وقد يرمز ذلك لشىء " .. الذى يقاتل ثلاثة من صبية الشوارع لكى لا تغتصب أم ابنه .. لم يكمل يوسف جميله ويبين لنا بقية خطه السياسى الذى ورد فى هذا المنشور .. أقصد الفيلم وتصوراته لحل ذلك .. فالسكان مسلوبي الإرادة طوال الفيلم و مفتقدين لإرادة الفعل .. التى قد تكون هى الثورة ولكنه لم يفعل .. بل انتهى الفيلم بمشهد هروب البطل مع حقيبة ملابسة فى اقرب قطار وتستمر المأساة . بإصرار يوسف على تناول كل ما يحلو له .. ولكنه لم يجرؤ على طرح أو معالجة ما ينتهي اليه هذا الواقع " سينمائياً بالطبع " .. وبدون ان يعطى الأمل فى النجاة لمن عانى معه طوال الفيل سواء كمشاهد او شخصية من شخصيات الفيلم ..
- قد يحتوى الفيلم الكثير من التفاصيل .. السينمائية البارزة .. كاختيار اماكن تصوير و وواقعية الحوار والأداء التمثيلي لأبطاله مثل الام هالة فاخر و الاخ عمرو عبدا لجليل .. الا ان تشعر فى بعض الأحيان بعشوائية المونتاج وقفزاته التى تصعب على المشاهد تتبع البعد الزمنى للعمل فأنت لا تستطيع تخيل الواقع الآن أم .. "امبارح " أم " بكره " .. لنشاهد البطل عادل و البطلة ناهد لم يتغير شكلهم حتى ولم يتأثر رونقهم برغم قسوة العيش و ظروف الحياة القاسية التى تسحق الناس وتصيبهم بالشيخوخة .. فوجئنا بسبع سنوات تمر سريعاً وعادل الذى تحول الى بلطجى كبير فى الحى العشوائى .. ثم عدد من السنوات لا نعرفه ورغم ان الولد الذى انجبوه قد اصبح على اعتاب الرجولة وقام بقتل ثلاثة من الاشقياء فى نهاية الفيلم ..
- ومما لاشك فيه ان يوسف مخرج مميز مثير للجدل .. يمتلك حرفية سينمائية بالإضافة الى وجهة نظر ورؤية لواقعة مما يكسب أعماله طعما ولوناً ويضفى عليها بعداً آخر قد يتميز عن سينمائيي عصره إلى حد ما الا ان الاستغراق فى ذلك يحول السينما بأدواتها ولغتها الفريدة ودورها الاساسى كوسيلة للإمتاع البصري ويحولها الى شكل من أشكال المناشير السياسية .. الا ان ذلك يحتاج الى حس ابداعى عالى حتى لا يفقد المشاهد حماسه و متعة المشاهدة ويفقده التفاعل مع الفيلم و الدخول الى قلب الأحداث لكى يهىء هذا المشاهد لتخيل حلول وفك لهذه العقد الدرامية الكثيرة ..ويساهم فى وضع الحل






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله طه - احلام مصر .. مؤجلة لحين ميسرة