أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد الشبلي - الانحلال الاخلاقي داخل المؤسسات التعليمية














المزيد.....

الانحلال الاخلاقي داخل المؤسسات التعليمية


احمد الشبلي

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 13:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الانحلال الأخلاقي داخل المؤسسات التعليمية

بقدر ما تسعى الدولة جاهدة إلى تحسين وضعية التعليم ببلادنا,بقدر ما تزيد المؤسسات التعليمية انحطاطا وتدنيا على المستوى الأخلاقي والقيمي.إذ بإمكانكَ فقط,وأنت مار من إحدى المدارس التعليمية ,أن تلقي ولو نظرة سريعة على ما يجول بكواليس مؤسساتنا التعليمية.إنها كارثة حقا,لا أخلاق,لا قيم,ولا دراسة,فقط جدران كادت أن تمسها هي الأخرى العاصفة. ذات يوم حار وأنا عابر طريق التلاميذ المتوجهين نحو مؤسساتهم,إذ تتراءى لي مناظر ما رأيتها قط,مشاهد قد تثير الشفقة على حال التعليم ببلادنا ,فتيات نصف مجلدات,لا ينتظرن سوى كلمة "أجي نخدمو مجموعين"نعم لعبة الدراسة هكذا,صداقات في ظاهرها أخوية دراسية في عمقها تسلية وتلبية لرغبات الغريزة الجنسية ,إنها أبشع مظاهر الانحلال الأخلاقي داخل المؤسسات التعليمية . في كواليس المؤسسات يوجد ما يوجد,ممارسة الجنس داخل المراحيض والحجرات ,وحتى وإن اقتضى الحال في ممرات ضيقة من كواليس المؤسسة.إذ ما إن يذهب الأستاذ إلى حال سبيله,حتى تمتلأ الحجرة بأصحاب المواعيد الغرامية التي غالبا ما تكون مغلفة بقشور الدراسة,إذ يتظاهران في البداية بالانغماس في الشرح والتحليل,إلى أن يتحول التحليل إلى تحليلين. هذا ناهيك,عن استعمال مختلف أنواع المخدرات داخل الوسط المدرسي,إذ أصبح لهذه التجارة أباطرتها من التلاميذ ,يروجون لها داخل الساحات التعليمية وحتى في الحجرات,ويتم معاقرتها كما العادة في كواليس المؤسسة,سواء من طرف الفتيان أو الفتيات. وحتى الأطر التعليمية,فهم جزء لا يتجزأ من هذه الوضعية ,إذ يساهمون وفي كثير من الأحيان في الرفع من حدة الانحلال الأخلاقي داخل النظم التربوية,إذ قد يجرأ الأستاذ على مغازلة الفتيات وممارسة معهن الجنس مقابل الرفع من رصيدهن النقطي,ولا عجب في ذلك ما دامت الفتيات يساهمن في ذلك بشكل أو بآخر. من المسؤول إذن؟ هل الأسرة لعدم القيام بواجبها في التربية أم الأطر التعليمية؟ أم المدرسة نفسها؟أم أن الأمر أكثر من ذلك,يكمن في تركيبة المجتمع؟أم أن الإشكال هو إشكال الكل لا الجزء؟ فبعد تسلمه تأشيرة ركوب قطار الحياة,أول محطة ينطلق منها الطفل هي الأسرة ,فهي تعطيه إشارة المرور دون توجيهه ,حيث تتركه بدون بوصلة الحياة.فالثقافة السائدة هناك هي ثقافة الصمت,فلا الأب يحادث ابنه ولا الأم تحادث ابنتها,بل يتركانهما في حيرة محيرة,لا يجدن بديلا عن النيت والقنوات الفضائية,هناك تبدأ مرحلة الانحلال الأخلاقي ,وما يكون على المدرسة سوى استقبال ضحايا التربية ,وإدماجهم في وسط قد يزيدهم تفسخا وانحلالا,ولاسيما بعد توفر شرط الحرية وغياب مبدأ المحاسبة داخل الأوساط التعليمية,هذا ناهيك عن تواطؤ المجتمع عن بعض الممارسات اللأخلاقية التي يعتبرها من المسلمات والبديهيات,كما لو أننا في بلد لا علاقة له بالإسلام,نعم الكل يساهم في هذه اللعبة ,حتى وإن كانت بشكل متفاوت.فوسائل الإعلام هي الأخرى لها يد في ما وصل إليه المستوى الأخلاقي ببلادنا,فعرضها للقنوات الإباحية والبرامج التي تخل بالنظم الأخلاقية للمجتمع ,يساهم في تدني مستوى الأخلاق والقيم ببلادنا.
بقلم: احمد الشبلي
باحث في الفلسفة:القنيطرة






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زيلينسكي يكشف تفاصيل مكالمته مع ويتكوف وكوشنر
- يوم الهاتريك في بوندسليغا: بايرن يحافظ على صدارته يليه لايبز ...
- غزة: حماس تعلن استعدادها لتسليم سلاحها لسلطة فلسطينية بشرط - ...
- رئيس مدغشقر الانتقالي: حاليا لا أنتوي الترشح للرئاسيات المقب ...
- ترامب يضغط للعفو عن نتنياهو والرئيس الإسرائيلي يعلق
- في لقائه المستشار الألماني.. ملك الأردن يؤكد ضرورة تنفيذ اتف ...
- بعد وصف ترامب لهم بـ-الحثالة-.. شاهد رد فعل جمهوري أمريكي من ...
- -اتهامي بالإرهاب مسيّس-.. الشرع خلال منتدى الدوحة: إسرائيل ت ...
- مستشار ماكرون: إعمار غزة يجب ألا يكون صفقة تجارية
- صحف عالمية: سفك الدماء مستمر رغم الهدنة في غزة


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد الشبلي - الانحلال الاخلاقي داخل المؤسسات التعليمية