أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظيمة سعد الدين - تاريخ أجدادنا.. الذين رفضوا الخضوع للمحتلين-وعد بلفور-















المزيد.....

تاريخ أجدادنا.. الذين رفضوا الخضوع للمحتلين-وعد بلفور-


نظيمة سعد الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظيمة سعد الدين
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن بفلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود بالبلدان الأخرى".
ذلك هو نص الرسالة التى أرسلها وزير الخارجية البريطانى "آرثر جيمس بلفور" إلى اليهودى "ليونيل وولتر دى روتشيلد" فى الثانى من نوفمبر عام 1917م،والتى سميت فيما بعد بوعد بلفور!! والتى وعده فيها بمساعدة اليهود بإقامة وطن قومى لهم فى فلسطين، ما أسماه المؤرخون فيما بعد، " وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
وقد اختلفت ردود أفعال العرب اتجاه التصريح بين الدهشة، والاستنكار، والغضب، وبهدف امتصاص حالة السخط والغضب التى قابل العرب بها وعد بلفور، أرسلت بريطانيا رسالة إلى الشريف حسين، بواسطة الكولونيل باست تؤكد فيها الحكومة البريطانية أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودى بفلسطين إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، ولكنها فى الوقت نفسه أصدرت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة بفلسطين، بأن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التى وصلت إلى فلسطين فى ذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمان خليفة هرتزل!!!... وكذلك عملت على تحويل قوافل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين، ووفرت الحماية والمساعدة اللازمة لهم.
أما الشعب الفلسطينى فلم يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التى بدأت تفرض على الأرض من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929م، ثم تلتها ثورة 1936م .من جهتها اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد مستنداً قانونياً لتدعم به مطالبها المتمثلة فى إقامة الدولة اليهودية بفلسطين، وتحقيقاً لحلم اليهود بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومى لهم، يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية بعد انتقالها من مرحلة التنظير لأفكارها إلى حيز التنفيذ فى أعقاب المؤتمر الصهيونى الأول الذى عقد بمدينة بازل بسويسرا عام 1897م، والذى أقرّ البرنامج الصهيونى، وأكد على أن الصهيونية تكافح من أجل إنشاء وطن للشعب اليهودى بفلسطين.
وادعى اليهود قبل عقد مؤتمرهم الصهيونى الأول، وإعلانهم عن قيام إسرائيل، أن لا وجود عربي يذكر بفلسطين، وهذا ما فندته الحقائق التاريخية وشهادات الفلسطينيين الذين عايشوا الاحتلال الإسرائيلى، حيث تؤكد شهادات استحضرها فلسطينيون عايشوا ما قبل النكبة أن وجود اليهود كان غير مرغوب بين الفلسطينيين، ولكن الوجود البريطانى عزز من وجودهم.
ويشير كتّاب التاريخ إلى أنه وبعد إعدام البريطانيين لعز الدين القسام الذى أخذ الثورة الفلسطينية على عاتقه، تنبه الناس لوجود اليهود، وصارت حرب الفدائيين مزدوجة، حيث حارب الفدائيون الجنود البريطانيين واليهود فى آن واحد، ونفذوا العمليات العسكرية البسيطة، وهجموا على المستوطنات الإسرائيلية.وتابعت الثورات الفلسطينية وهذه المرة على نطاق أوسع، فأعلن الإضراب الجماعى عام 1936، ومنع المناضلون دخول الطعام للمستوطنات اليهودية، وتزايد الوعى الفلسطينى بخطورة وجود اليهود، فقد المقاومون البريطانيين واليهود، حتى قدموا الاقتراحات لفك الإضراب.
ومن ضمن اقتراحات البريطانيين، إقامة دولة مشتركة، يحسب فيها خمسة فلسطينيين مقابل ثلاثة من اليهود، ولما لم تنجح اقتراحاتهم، نفوا "المحرضين" حسب رأيهم إلى جزيرة "سيسل" وكان وجهات القوة الإسلامية والوطنية بفلسطين أمثال الحاج أمين الحسينى من أول المنفيين، لتحريضه المواطنين على الثورة ورفض الوجود "اليهودى".وأدرك الفلسطينيون خطورة "اليهود"، واستمروا فى العمل المسلح، حتى النكبة الفلسطينية واحتلال اليهود كافة الأرض الفلسطينية.
لم تتوقف الحكومات البريطانية المتعاقبة على مدى اكثر من تسعة عقود ماضية عن دعم وتعزيز المشروع الصهيونى والدولة الصهيونية، فى الوقت الذى لم تتوقف فيه ابدا عن حبك المؤامرات وصناعة الاحداث بالمنطقة لصالح تلك الدولة وعلى حساب الامة والعروبة .!!
وبعد "بلفور" – كما يشير التاريخيون- احتلت بريطانيا كامل الأرض الفلسطينية، وشرع الجنرال "اللمبي" قائد القوات البريطانية في فلسطين آنذاك بفتح أبواب الهجرة لليهود للاستيطان في القدس"، حيث كان وجود اليهود لا يتجاوز 3% من السكان، لكن الاحتلال البريطانى جعل منهم أصحاب شأن ومشاركين أساسيين فى قرارات الحكومة:"فى حين هُمش الرأى العربى ولم يؤخذ به".
وعند انتهاء الانتداب لم يتجاوز عدد اليهود بفلسطين 32% من سكانها، إلا أنهم استمروا فى الهجرة والاستيطان، كما وأن تهيئة الهدنة العربية -اليهودية الطويلة للأجواء بعد النكبة، شجعت اليهود على إعلان ما يسمى بـ"دولة إسرائيل" على الأراضى الفلسطينية.لم يكن "وعد بلفور" ليرى النور ويطبق على ارض الواقع فى فلسطين لو تحملت الأمة والدول والأنظمة العربية حينئذ مسئولياتها القومية والتاريخية؟.
وفى الحقيقة لم تكن فلسطين لتضيع وتغتصب وتهوّد لو تصدى العرب للمشروع الصهيوني كما يجب، ولم تكن فلسطين لتتحول إلى "وطن قومي لليهود" لو ارتقى العرب إلى مستوى "الوعد والحدث"؟!




اسباب الدعم؟؟
لعل الدوافع والأسباب التي قادت بريطانيا لتبنى وإصدار هذا الوعد كثيرة، تقف فى مقدمتها، حسب رأى السياسيين والمؤرخين، تلاقى المصالح الاستعمارية وتقاطعها مع الحركة الصهيونية انطلاقاً من القيمة الإستراتيجية لفلسطين باعتبارها بوابة العبور إلى آسيا. وفى هذا الإطار وصف تيودور هرتزل دور الدولة اليهودية في فلسطين بقوله: سنكون بالنسبة لأوروبا، جزءاً من حائط يحميها من آسيا، وسنكون بمثابة حارس يقف فى الطليعة ضد البربرية . وهناك دوافع وأسباب أخرى، منها: رغبة بريطانيا فى كسب تأييد يهود العالم لها أثناء الحرب العالمية الأولى، ولتقليص موجات الهجرة اليهودية نحو أوروبا وتحويلها باتجاه فلسطين؛ لما تحمله هذه الهجرات من أعباء وتبعات تضر ببريطانيا ودول أوروبا الأخرى بشكل عام.أما بلفور نفسه فبرّر إصدار الوعد انطلاقاً من دوافع إنسانية، فى حين رأت فيه مصادر إسرائيلية تاريخية مكافأة للباحث حاييم وايزمان لخدمته بريطانيا باكتشافات علمية خدمت الأنشطة العسكرية البريطانية إبان الحرب العالمية الأولى.
موقفة القانونى:
ويرى رجال القانون أن وعد بلفور باطل من الناحية القانونية، وبالتالى فان كل ما نتج عنه، وكل ما تأسس عليه فهو باطل. فالوجود البريطانى بفلسطين كان مجرد احتلال، ولا يمنح الاحتلال، أو الانتداب الدولة المنتدبة حق التصرف بالأراضى الواقعة تحت وصايتها، أو أى جزء منها.وفلسطين ليست جزءاً من الممتلكات البريطانية، حتى تمنحها لمن تشاء، ولأن الحكومة البريطانية أعلنت فى مناسبات كثيرة أن الهدف من احتلالها هو تحرير فلسطين من السيطرة العثمانية، وإقامة حكومة وطنية فيها. من هنا يرى خبراء القانون الدولى أن تصريح بلفور ليس له صفة الإلزام القانونى، فهو تصريح من جانب واحد، لا التزامات متقابلة فيه، وقد صدر فى صيغة رسالة موجهة من وزير الخارجية إلى أحد رعايا الدولة ذاتها، فليس لهذا التصريح صفة المعاهدة أو الاتفاق أو العقد الدولى.
لقد جعل تصريح بلفور فلسطين وطناً لليهود وهم ليسوا سكان فلسطين، حيث لم يكن بفلسطين من اليهود عند صدور التصريح سوى خمسين ألفاً من أصل عدد اليهود فى العالم حينذاك، والذى كان يقدر بحوالى 12 مليوناً، فى حين كان عدد سكان فلسطين من العرب بذلك الوقت يناهز 650 ألفاً من المواطنين الذين كانوا، ومنذ آلاف السنين يطورون حياتهم فى بادية وريف ومدن هذه الأرض. ولكن الوعد المشئوم تجاهلهم ولم يعترف لهم إلا ببعض الحقوق المدنية والدينية، متجاهلا حقوقهم السياسية والاقتصادية والإدارية.
فضلا عن ذلك، فان هذا الوعد يتعارض مع احد أهم مبادئ القانون الدولى، ألا وهو مبدأ حق تقرير المصير الذى طالما نادى به الحلفاء وادعوا أنهم منحازون إليه وساعون إلى تطبيقه فى كل مكان. ولكن الوعد الذى أصدره وزير خارجية بريطانيا، أحد أركان تحالف الحلفاء بالحرب العالمية الثانية تنكر لحقوق الشعب الفلسطيني الحق به ظلما تاريخيا لا نزال نعيش تداعياته حتى يومنا هذا. اليوم وبعد اثنين وتسعين عاماً، ما زالت الجريمة التى كان ضحيتها الشعب الفلسطيني ماثلة أمام العالم، ولم تزل آثارها ترهق كاهل الشعب الفلسطينى الذى تستمر معاناته بسبب هذا الوعد، فالنكبة شرّدتهم من ديارهم عام 1948م، ودمرت بيوتهم عام 1967م، ولا زال القتل والتدمير وكل أشكال الانتهاكات مستمرة حتى اللحظة.وما زال اليهود يجدون من يعدهم بالحماية والدعم والرعاية والتفوق العسكرى وغض الطرف عن أفعالهم وجرائمهم الموصوفة بحق الشعب الفلسطينى .
ونحن اليوم اما
92 عاما على وعد بلفور...!
72 عاما على توصيات بيل...!
62 عاما على قرار التقسيم ومنح اليهود الوطن القومي...!
53 عاما على العدوان الثلاثى...!
42 على عدوان يونية/67 وهزيمة العرب واحتلال ثلاثة اضعاف فلسطين المحتلة 48...!
19عاما على الحرب الامريكية الثلاثينية على العراق...!
ونحو ستة اعوام على العدوان الامريكى –البريطانى على العراق /2003/ ..!
الى متى سنظل نحسب ونحصى نكاباتنا؟؟!!








#نظيمة_سعد_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اكتشاف مدينة مفقودة من حضارة المايا في المكسيك
- شاهد.. خلف كواليس -الجدار السحري- لـCNN في ليلة الانتخابات
- الانتخابات الأمريكية 2024: يوم حاسم في تاريخ أمريكا والشرق ا ...
- الكيولكس.. بعوض ينشر فيروسا ويسبب هلعا في ألمانيا!
- بوتين خلال تسلمه أوراق اعتماد 28 سفيرا: روسيا تتبنى سياسة بن ...
- انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية (فيديو)
- -فوكس نيوز-: اذا امتنع الرجال عن التصويت.. فستفوز هاريس!
- مكاتب المراهنات تؤكد ارتفاع فرص فوز ترامب  
- لافروف: أوكرانيا تعتبر عنصرا أساسيا في الحرب الهجينة ضد روسي ...
- مصر تحذر من اتفاقية وقعتها دول إفريقية


المزيد.....

- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظيمة سعد الدين - تاريخ أجدادنا.. الذين رفضوا الخضوع للمحتلين-وعد بلفور-