أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الواحد الحمداني - ما جدوى الشعر؟














المزيد.....

ما جدوى الشعر؟


عبد الواحد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 22:02
المحور: الادب والفن
    




عن ماذا نبحث في الشعر؟ إذا كنا نبحث عن المعارف العامة، فالمعلم أغنى موردا منه؛إذا كنا نبحث عن الحكمة فالفلسفة تتقدمه؛ و لو كنا نبحث فيه عن اللغة لكان المعجم زادنا٠

إن السؤال عن جدوى الشعر، ليس دليلا على السذاجة، وإلا لما أطلقه العديد من الناس في شتى العصور،منهم الفلاسفة و المفكرون والقادة.

لعل أقدم الإجابات عن هذا السؤال تلك الإجابة التي قدمها الفيلسوف العظيم أفلاطون، حيث بنى من بنيات أفكاره مدينته الفاضلة التىتقوم على فكرة العدالة، و التي استبعد منها الشعراء،زاعما بأنهم جديرون بأن يملأوا العقول بالأوهام، فما هم بمحاربين ،ولا صناع؛ ولا حرفيين

و الشعر ـ في رأي أفلاطون ـ لاجدوى له؛ اللهم إذا كان أناشيد تتقدم صفوف المحاربين وليس أفلاطون وحده صاحب هذا الرأي؛ فالرأي تعرفه البشرية مذ وعت وجودها؛ وستظل تعرفه إلى أن يقضي الله بأمره.

و هناك من يقولون أن الشعر هو سر الحياة؛وجوهرها؛و هؤلاء و سابقوهم يقولون أن الحياة تستطيع أن تستغني عن المحاربين؛حين يسود السلام ـ ويا له من حلم ـ و عن الصناع لو عادت الحياة إلى بدائيتها؛ و استغنى كل إنسان ببراعته؛ عن شراء براعة الآخرين و يمكنهاكذلك ـ الحياة ـ أن تستغني عن المشرعين وعن الحكام أنفسهم، لكنها ـ قط ـ لا يمكن أن تستغني عن الشعراء.

و الشعر هو فن اكتشاف الجانب الجمالي و الوجداني من الحياة، فبدون الشعر ـ قصائد الحب و الغزل ـ لم نكن لنستطيع أن نرفع بالجنس إلى أفق الحب. و بدون الشعر ـ قصائد الطبيعة ـ لم نكن لنستطيع أن نبث الحياة في المادة الجامدة، و في الألوان البكماء و غليان البحر، و هدير موجه..

و الشعر قديم قدم الإنسان، و يحذثنا علماء الأنتروبوجيا عن أناشيد الرعي والإستسقاء، و العبادة عند الشعوب البدائية و تحفظ لنا الإنسانية الملاحم القديمة كملحمة جلجامش البابلية التي يعود تاريخها إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، كما يحفظ لناكتاب الموتى الفرعوني أناشيد الغزل التي أبدعها الشاعر المصري القديم. ثم تظل الذاكرة الإنسانية حافلة بالشعر على مدى عصور الحياة حتى زماننا هذا، و سيظل الشعراء يكتبون و يتفننون إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.

لم يتخلى الإنسان إذن عن الشعر قط ، بل ظل ينشئه في كل مكان وزمان، و لم يتخلى عنه مستمعا و متذوقا فهذا يأخذ منه الموال الساذج، و هذا يأخذ منه الأغنية العمل البسيطة، و هذا يأخذ منه أغنية الغرام العذبة، ولكن هل يحس الإنسان بنفع الشعر كما يحس بنفع ملابسه و أدوات الحياة اليومية ؟ و هل يحس بجدوى الشعر كما يحس بجدوى طعامه

وشرابه ؟ طبعا لا ، فقد خرج الشعر من دائرة الأعمال النافعة نفعا مباشرا إلى دائرة الأعمال التى يتغلغل نفعها متخفيا في النفس البشرية، و نفع الشعر لمتذوقه لا يتم إلا عبر التلقي الفردي، لكون أن لكل منا قدرته على رؤية الجمال ، كما أنه لكل واحد زاوية رؤيته الخاصة، فما ينفعني من الشعر قد لا ينفع غيري.



.ومن هنا عمت الحيرة في تقديرجدوى الشعر .....

عبد الواحد الحمداني







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الواحد الحمداني - ما جدوى الشعر؟