أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عاهد ناصرالدين - ساركوزي يدق المسمار الأخير في نعش الحضارة الغربية















المزيد.....

ساركوزي يدق المسمار الأخير في نعش الحضارة الغربية


عاهد ناصرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 17:26
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مهما قام الثعبان بتجديد جلده الأملس؛فإنه يبقى ثعبانا ينفث سمومه القاتلة الفتاكة ،وكذا الغرب ؛فإن صورته الإستعمارية هي هي ،لا تتغير ولا تتبدل ، غيّر من أساليبه أم لم يغير،ومهما تفنن قادته،واستعملوا بديع الكلام ومحسناته،فكلها نابعة من مبدأهم وحقدهم ،ولا تريد إلا الهيمنة والسيطرة ؛فقد أتت أمريكا للعراق ووعدت شعب العراق بالعيش الرغيد بعد أن تخلصه من- ظلم صدام - ،فإذا بالصواريخ والقنابل بدلا من الورود والمواد الغذائية تنهال على أهل العراق وتطال الحجر والبشر والشجر .
وقد اعتمدت الكذب في حربها ،وأعلنت أنها ستخلص الشعب العراقي ؛ والحقيقة أن أمريكا تقصد نفط العراق ومكانته الإستيراتيجية .
وصرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن البرقع أو النقاب الذي يغطي المرآة من رأسها إلى أخمص قدميها يشكل "علامة استعباد" وأن ارتداءه "غير مرحب به" في فرنسا،وأن البرقع " ليس رمزا دينيا "،وأن النساء المرتديات للنقاب بأنهن " سجينات خلف سياج ومعزولات عن أي حياة اجتماعية ومحرومات من الكرامة".
ومؤخرا وبعد الإستفتاء الذي أجرته سويسرا حول منع بناء المآذن عبر عن تعاطفه مع الناخبين السويسريين الذين اختاروا حظر المآذن، بينما كان يحاول فرض نفسه في النقاش الدائر حول الهوية الوطنية التي دشنها في الشهر الماضي.
وأضاف ساركوزي في مقالة لصحيفة لوموند، إن نتيجة الاستفتاء السويسري أظهر كم من المهم بالنسبة لفرنسا تحديد هويتها. "لكن بدلا من إدانة السويسريين من جهة، ينبغي أن نحاول فهم ما حاولوا التعبير عنه وما يشعر به الكثير من الناس في أوروبا، بما في ذلك الناس في فرنسا". وأضاف قائلا "لا شيء سيكون أسوأ من إنكار الحقيقة".
وكتب موجها رسالة إلى المسلمين "إن أي شيء يمكن أن يبدو على أنه تحد لفرنسا في تراثها المسيحي والقيم الجمهورية من شأنه أن "ينتهي بالفشل" والإسلام المعتدل في فرنسا".
وتظهر استطلاعات الرأي القلق المتزايد من بلوغ تعداد المسلمين إلى ستة ملايين مسلم.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي في الأسبوع الماضي أن ستة وأربعين في المائة مع حظر بناء المآذن، وأن أربعين في المائة ضد حظر بناء المآذن. وأكثر من أربعين في المائة يعارضون بناء المساجد، مقارنة مع تسعة عشر في المائة فقط يؤيدون بناء المساجد .
ووفقا لبريس أورتفو وزير الداخلية فإن في فرنسا أربعة وستين مسجداً بمآذن لكن سبعة فقط بالطول الكامل لمئذنة .
وليس هذا فحسب؛فقد أثار نيكولا ساركوزي النقاش حول الهجرة حين وجه تحذيرا للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية سرا وإلا واجهوا الرفض من قبل الإسلام المعتدل في فرنسا.
أتت الحضارة الغربية ولا تريد إلا الإستعمار ، وتم ورفع شعار رفع الظلم والحرية ،ولكن على طريقته ،وما يدعو إليه من فصل الدين عن الحياة ،والديمقراطية تقدس الحريات؛ فالحرية في المفهوم الغربي ليست تحرير الإنسان من الرق؛ فالرقيق لم يعد لهم وجود. وهي ليست التحرر من الإستعمار؛ بل هي التي تستعمر الشعوب، فلا يظن أحد أن الحريات الغربية هي معارضة الاستعمار، بل هي الإستعمار نفسه،وها هم رموز الحضارة الغربية يدقون المسامير في نعشها ،المسمار تلو الآخر .
إن حرية المعتقد أو العقيدة عندهم تعني إعطاء الحق للإنسان أن يعتقد العقيدة التي يريدها دون ضغط أو أكراه كما يحق له أن يترك عقيدته ودينه للتحول إلى عقيدة جديدة أو دين جديد, وفي نظرهم يحق للفرد التحول إلى النصرانية أو اليهودية أو البوذية أو الشيوعية بمنتهى الحرية.
ولكنهم يتخلون عن هذه الحرية حسب تصريحات ساركوزي واستفتاء سويسرا .
ويجوز في ظل الديمقراطية للفرد أن يحمل أي رأي أو فكر وان يقول أي رأي أو فكر وأن يدعو لأي رأي أو فكر،وأن يعبر عن ذلك بأي أسلوب وليس للدولة أو للأفراد حق منع أي إنسان من ذلك, بل إن القوانين تُسَن عندهم لحماية حرية الرأي, وتحمي الآراء التي تخالف الدين أو تتهجم عليه ولو كانت تهاجم الأنبياء والرسل ، كإساءة بابا الفاتيكان للرسول- صلى الله عليه وسلم ، وإساءة الرسام الكاريكاتيري للرسول – صلى الله عليه وسلم – واعتبار هذه الإساءات حرية رأي .
ما الذي جرأ ساركوزي على توجيه تحذير للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية سرا وإلا واجهوا الرفض من قبل الإسلام المعتدل في فرنسا.
وما الذي جرأ ساركوزي على الإفك على الإسلام وعقيدته، والطعن بالحجاب والجلباب ؟ ما الذي جرأ الغرب على الطعن بالإسلام ووصمه بالإرهاب ؟ لو كانت خلافة المسلمين قائمة لما تجرأ ساركوزي ولا غيره على تشويه الإسلام ؟
ما الذي حمل أهل العالم الإسلامي على الإسلام وحمل أهله رجالا ونساءً على الإلتزام بأحكامه ، وآي الذكر الحكيم يصدع {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} والحديث الشريف يعلن (من كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يفتن عنها)؟ ثم ما الذي يجعل البلاد المفتوحة تتخلى عن دينها وتتمسك بدين المجاهدين الفاتحين، وتعض عليه بالنواجذ، وتحمله وتنشره وتدافع عنه بأشد مما يصـنـعـه الفاتحـون؟ ونحن نرى ونسمع أن الغرب المستعمر عندما يحل بأرض يستعمل كل قوته وجبروته لجعل الناس يحملون قيمه وأفكاره لكنهم يلعنونه صباح مساء حتى يزول دون أن تغير البلاد المستعمَرة دينها؟!
وفي الختام :-
رغم إيجاد الإسلاموفوبيا ( كراهية الإسلام ) لتكون حاجزا دائما بين أوروبا والعالم الإسلامي، واستغلال المؤسسات الإعلامية الرئيسة في أوروبا والنخب السياسية الحالة المشاعرية لدق إسفين دائم بين أوروبا والعالم الإسلامي.
رغم ذلك كله فإن أعداد المسلمين تتزايد في العالم؛فربع سكان العالم مسلمون منهم اثنان وأربعة أعشار في المائة في أوروبا، وصرح خبير أميركي بارز في شئون الشرق الأوسط أمس إن أوروبا سيكون بها أغلبية من المسلمين بنهاية القرن الجاري وذلك بناء على الاتجاهات الديموغرافية وحركات الهجرة الحالية. وقال برنارد لويس الأستاذ بجامعة برنستون ومؤلف العديد من الكتب حول الشرق الأوسط في حوار مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية «إن أوروبا ستكون جزءا من المغرب العربي .
لقد سقطت كل المبادئ وها هو ساركوزي يدق المسمار الأخير في نعش الحضارة الغربية التي تنحدر بتسارع نحو الهاوية والسقوط ،ولم يبق إلا الإسلام ،لذلك يريدون الآن أن يلبسوا الحق بالباطل بعد أن تلمست الأمة طريق النهضة .
قال عزوجل {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }النور39.



#عاهد_ناصرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإسلاميون - أم المسلمون ؟؟
- من هو المؤهل لقيادة العالم ؟
- من نماذج الغزو الغربي لبلاد المسلمين -الزواج المدني-
- أيها الإعلامي
- الحضارة الغربية ...أس الداء ومكمن البلاء
- رسالة الإسلام الخالدة ..عالمية البعد والخطاب
- أوباما ... الأزهروجامعة القاهرة
- رسالة مفتوحة إلى كل أب وأم
- الإسلام والديمقراطية لا يلتقيان
- التسول السياسي
- الأسر الفكري
- القِوامة ديكتاتورية أم رعاية ؟؟
- الداء والدواء
- انتصار الإسلام السياسي
- هل حقا أن الإسلام يبيح التحرش ؟!
- الإسلام السياسي بين القبول والرفض


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عاهد ناصرالدين - ساركوزي يدق المسمار الأخير في نعش الحضارة الغربية