أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادريس غازي - فلسفة الوجود عند سورين كيكغارد S.Kierkgaard














المزيد.....

فلسفة الوجود عند سورين كيكغارد S.Kierkgaard


ادريس غازي

الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 17:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقديم:
لقد كانت الفلسفة دائما تهتم بمشكلة المعرفة وتنظر إلى الأشياء من حيث قدرة العقل على إدراكها، وكانت مهمة الفيلسوف تنحصر في الوصول إلى معرفة مطلقة حول الأشياء والعالم ، وهذا يعني أن الفكر الذي هو أداة المعرفة لم يكن ينظر إليه من حيث علاقته بوجود الإنسان ، وأنه مظهر من مظاهر فعاليته، بل كان يرتفع هذا الفكر إلى درجة من التجريد ، تجعله اقرب إلى مفهوم العقل المحض المستقل عن الإنسان. من هنا ظلت الفلسفة الوجودية بلا شك مدينة في كثير من أفكارها حول الكينونة للفيلسوف الدامنماركي س.كيكغارد.

1-النزعة العقلانية بنفحة وجودية:
كان شرط العقل في إنتاجات هذا الفيلسوف التجريدية هو أن يتبع تطابقه مع منطقه الخاص ولا يغيره أن كان ذلك الإنتاج له ما يبرره في تجربة الإنسان الموجود ، ولقد عمل كيكغارد على تمثل هذه النزعة العقلانية في أيامه، ولاسيما مع هيكل الذي حاول أن يشد بناء كاملا من المفاهيم ، إذا أدت إلى المنطق الصرف فلابد حسب اعتقاداته من أن تطابق الوجود .من هنا جاءت كلمته الشهيرة "كل ما هو معقول فهو واقعي، وكل ما هو واقعي فهو معقول" على أن نفهم هذه العبارة من وجهة نظر منطقية صرفة.

إن المبرر الوحيد عند كل فلسفة حقيقية عند كيكغارد هي ارتباط تفكير الفيلسوف بتفكيره الشخصي، لقد نسيت المذاهب العقلية (في نظره) بأن الفكر المدرك هو موجود وأن وجوده ذاك ليس مرتبطا بالمنطق بقدر ارتباطه باختيار شخصي مخالف كما يؤكد مونيي.

فالإنسان لا يتساءل عن عبث، وهو إن كان يريد معرفة الحقيقة اللاشخصية والموضوعية بالنسبة لكل الناس، فإنه يريد من هاته الحقيقة أن ترد كذلك على نزرعه الشخصي: وأن تجاوب مع تطلعاته وتحل له مشكلاته الذاتية ولذلك فعلى الفكر أن يتحَد العلم الحسي، فليس الموت هو المشكلة الفلسفية، ولكن المشكلة هي أن الإنسان كائن يموت.

2- الحقيقة والوجود والنزعة الشخصية:
يقول كيكغارد في مذكراته الصادرة عام 1835 "إن المسألة الكبرى هي أن أجد حقيقة من أجلي أنا، وأن أجد الحقيقة التي من أجلها أحيى وأموت"، وهو يعني أن كل إنتاجاته ليس إلا تعبيرا عن حياته الخاصة، وهذه الحياة هي الفعل وليس التفكير، أي تلك المعاناة المتكاملة بين الإحساس بالمسؤولية حيال الحقيقة، وبين النزوع نحو إيضاحها بالنسبة لقلق الفيلسوف وحده. وان أشد ما يكرهه كيكغارد هو فكرة المذهب في الفلسفة ، فالمذهب هو هذه السلسلة من الأفكار التي يضبط علاقاتها منطق عقلي صارم وتتصدى لجميع الأسئلة الخالدة في الفكر وتدعى أنها تجد الجواب عليها كلها، اعتمادا على حكم شامل واحد.

وبينما تأمر تقاليد الفلسفة أن يتناسى الفيلسوف ذاته وهو في صدد البحث عن المعرفة ، فإن كيكغارد يصرح أنه ليس سوى"انعكاس تستمر على الذات من البداية حتى النهاية" وأن اهتمامه الدائم كان ينصرف إلى الإصغاء إلى تمتمات أفكاره وإلى الاتحاد بإيقاع حياته الداخلية، وهكذا تصبح الذاتية هي معيار وحقيقة الموضوعية.

خاتمة:
يمكن القول أن كيكغارد قد توصل إلى أكثر الموضوعات الأساسية في الفلسفة الوجودية من خلال تجربته الدينية الصوفية وهو يحيى في صميم القرن الماضي، حيث سادت النزعات الرومانسية والمثالية والتفكير والإبداع الإنساني .ولم تكتشف فلسفته بالنسبة للعالم الغربي إلا في بداية القرن الماضي، حيث كان هناك فيلسوف آخر يشبهه في خطه الوجودي الإيماني العام وهو الفيلسوف غابرييل مارسيل الذي أخذ منذ بداية القرن العشرين يكتشف كثيرا الموضوعات الهامة حول فكرة الوجود بمعناها الحديث، وللتذكير فقد كان هناك فيلسوف ألماني آخر يسير في نفس المنحى ألا وهو الفيلسوف كارل ياسبرس.








ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسؤول يكشف: حصار النفط المهمة الرئيسية للجيش الأميركي في فنز ...
- الاحتلال يواصل عمليات الهدم والاقتحام في الضفة والقدس
- إصابات في قصف إسرائيلي على جناتا بجنوب لبنان
- في رسالة إلى كيم.. ماذا قال بوتين عن -دور كوريا الشمالية في ...
- ماذا نعرف عن المسؤول العسكري الليبي الكبير الذي لقي مصرعه بت ...
- كأس الأمم الإفريقية 2025 : منتخب الجزائر يتفوق على نظيره الس ...
- هندوراس: فوز مرشح ترامب المفضل نصري عصفورة بالرئاسة بعد سباق ...
- بيت لحم تستعيد بهجة عيد الميلاد بعد عامين من الصمت بسبب حرب ...
- دعوة -للتطبيع- في العراق.. السوداني يرفض والصدر يندد والبطري ...
- تنديد دولي بخطة استيطانية في الضفة.. وهكذا ردت إسرائيل


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادريس غازي - فلسفة الوجود عند سورين كيكغارد S.Kierkgaard