أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آزاد صبحي - انقلب التعريف















المزيد.....

انقلب التعريف


آزاد صبحي

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 20:18
المحور: الادب والفن
    



لا حلم في هذه الحركة
سأخفي ظلّي مهاجرا متأخراً
أترك المكان القديم
المليء بالندم


أزرع شيئا في وحيد
منتظراً مصادفة
تنسيني الأختفاء
أخرج من الفسحة الأولى
تلك التي بالقسوة
يتلون منظرُها
منظر
داخلَ
قسوة
حلم
خارجَ
حركة
أنشر جذوري مختفياً
لأبدو اكثر قتامة عند سخريتي من أشياءٍ
تنفصل عن مكامنها


عندما حلمتُ خارج الفسحة
خرجتُ من القناع
قائلا :أنا لست سوى ورق مضطرب
أنت لست سوى شكل منسجم
لي أقنعة تشبه أصدقائي
لي شيءأفسح من الصدق
لك وطن أضيق من ابتسامة رجل ضيق


ليتني أحتفظت بحفنة تراب
منها انبثق اسمي
أحاول تدمير اسمي عبر شكل جديد
فيه يختفي الأنبثاق .
(( هناك مشكلة منها يعاني الشكل ..
الناس يعتبرون الشكل فاصلا يهديء المضمون
لكن لا ضمانة لأقوال الشكل لأنه بكل بساطة يذوب
وتأتي الكلمة .. هل للكلمة قناع؟))


مكاني سكون يحتفل
بأصوات غائبة
منذ الخلوة الأولى
هؤلاء يتبجحون بصمتهم الصاخب
سأترك هذا الحديث
عائداً لشيء قديم ..قدم اللغة
أترك المحذوف المزدحم
مبتدءا بتعريف إنكسار البداية
( البداية تعني حرية اللّه فينا.)


الوطن تعريف متبجح
لشيء غامض لا يعنيه
سوى الذين يمجدّون الإنبساط
لكنهم يحرّفون العشق
يترجمون الوضوح ضجرا.. أو هربا
سأبني لي جدارا أوضح من وطن غير واثقٍ من سماواته
أخلقُ لغة لا تنتمي لنشيد
أسيرُ أسيراً
في شارع ينسيني الوصول
فلسفة الوصول ..حكمة النهاية
تلك كلمات مجانية
يرميها مسافرون
سخّروا اللغة لأنتهاك الطريق
نحن ننتهك الطريق.


أبدأ من النهاية المقطوفة
أرمي شجرتي
سائراً في مشطوب شاسع
أرمي شجرتي نحوي
عائدا من فضاء يحتمي أو يحتفي
ببؤس قابع ، زاهياً في القديم


أيها المشطوب
لا تمسح حريقي .. لا تغطي صوتي
سأخرج من هذا الهامشيّ الذي لا طيور له
هامشيّ
كالوطن
سماؤه له
مصائبه
هبوط.


مسروق أنا جذرياً
مقطوع من أصل ينمو دوني
لستُ خارجيا
أنا كائن داخليّ
التعريف يقتل خيالي
يسجنني في حريتي
أصولي تتدفق هنا مني
ومن الصوت الذي يختلف
عن حيطاني الأليفة
عن لغة الفراغ سأختلف
سأختلف عني


صوتي متشعب
همسي منقسم
شاهدتُك ممارساً الصمت
عرفتُك معترفاً
تخجل من لونك
( لون لا يجيد التعبير عن فشله)
عرفتك
جداراً لجمال يحمل الأنقضاء
عرفتك
مكتوفاً ينبعث


أتركني
أيها المحذوف الذي
لا يشعر بهجرة أوراقه .


أولادك
واقفون وسط الماء النادم على وضوحه
أرى ماضيك يبني بيتاً يتباهى بخسارة تتحجّر أمجادُه
دعني
هناك جدار
هناك حديقة
هناك وطن
( أعترف بالوطن كشرط ميت )


أذكياء يقفون فوق خطٍ يشبه الحياة
كي يمنعوا الكلمات من المرور
عظماء يجمعون الأوراق لزمان
لا وقت له

دعني .. أيها الّلامسمى
أحملُ لغتك لأفرشها فوق لاشيئك
لا باب لي في الموسوعة الجديدة
سوف أتبع عاطفتي
أبقى أحمقا حتى أهجر غبائي


تعال .. أنظر
( هذا كتاب .. هذا طريق)
لايعترف الكتاب
بنفسه ، بكلماته ، بلغته
الاّعند إزالة البراءة
وإيجاد دماء قاسية
تزيل الخجل عن الطريق
ليس الطريق ممرّاً للتحويل
لكنّه مسار لأستقبال قسوة الكتاب
(هناك من يعتقد أن الكتاب يختلف عن الطـريق مؤكداً إن الإخـتلاف
كامن في طريق لن يكون طريّا إلاّ عند إعـلان الكتاب نزاهة سـيلان
الدماء وبراءة القتل للحفاظ على موازنة غير قابلة للتصديق كي نسلك
نحن الكتاب ممرّاً للتحقيق والطريق وطنا لرداءة الحلم )


الكتاب جريمة
الطريق سير يشبه الوقوف عناداً
السبيل : موقع فاضل لمرور كلمات الرّب
الصفحة : فسحة مقدّسة لأنفجار الناس
هنا لا أقصد
تفجير البشر في شارع مزدحم بعبث ماجد
ولا إنفلاق دروب عاجزة عن تقريب مسافاتها
ولا النّار المبتهجة
بأشتعالها المتشرذم
ولا التفتيت
الأكثر حضورا من التبعثر

قد ترى صفحات كتب
تزلزل أصحابها
تورّق أمان المنتظرين
لكن عند أنبجاس لغة
تقدّس أملاكها مخلدةً مصادرها البعيدة
سينهار الكتاب
رغم أرق الكُتّاب
ليس الأرق ما يبديه النوم من خشونة إزاء الأستيقاظ
هناك يقظة لا تستسيغها وقفة.
عندما يتعب النص سوف
ينتحر الكاتب دون
ترك وصيّة

(كتاب مؤلم
نص مبتهج ) :
الابتهاج لا يعني الانفلات من
كآبة متأخرة
الانتهاج يرمينا في فراغ
يستدعي الاستقامة


لكن كيف المستقيم ينبسط
ضمن تعرّجات متفوّقة على إنبهار
لا يليق الاّ لتعب فقدَ مبرّراته
كيف الحصول على تعرج
في سبيل
لا ماء له

عند إنعطاف التعريف
يفقد الوصول مبتغاه
باحثا
عن نقطة لا توجد
الاّ خارج الدائرة
عن لغة فقدت زائريها
الناس في التعريف لا يتعذبون
لكن النُطق يتعذب
الألم يتهرب من مراياه
الناس معتادون
على قسط غير قليل من الغياب
معتبرين الهامش
المصير الأجمل
لأحلام لا أصحاب لها
لفراغات لا مكان فيها
الا لحزن
تركته اللغات

كن معي حتى تلملمنا أشلاؤنا في سبيل لا يعنيه
غير الذي غادر المكانَ
مهيبا قاتما تاركاً خوفه الدقيق حينما
الأوقات و الأيامُ
تستنجد بورق شجرة فيها جفّت روح النبتة
كانت اللحظات منتمية لألتواء يُنسيها
إنكسارها المجيد
كن معك أنفراجا
كن معك أنحراجا


أسألك عن الالتواء غدا حينما ينام قوسُك
أكتفي بهذا القدر الممكن من النعم
نعم .. نعم .. نعم
لا أعرف
هذا كسيح
أم كثير؟


كن مع الملتوي حين انفراج الخط
دون خوف من أنتقام الذين
سبقتهم خطوط بدائية
كن في الأوّل
دون تكاليف البداية
دون ابتذال الكذب النائم فيك
طرقات تنهمر على نصوص
لم تنجح في أمتحان الصدق
سماءات تنبثق من جذور
لم تنج من أنبهارها
سأعود لتعريف فاشل
أعود لبؤس ناجح


أحدهم سألني عن أمكانية تعايش
البؤس و النجاح
دون أن يشير الى ظلّه البائس
قلت : فوقي بلاغة ثرثارة
تحتي أصطدام فقير


هذا هو (المابين) الحرّ
الحرية تعني ترجمة الحركة
ناجيةً من آثارها
( يارب طهّرني من آثاري)
أثر أثر أثر
تراكمات لغة
لا تستثني أحداً
من كلام مباح
من سيل لا يحترم المصادفة
لا يختزن ما يعنيه من معان
تشبه الأسواق دون تنوّع.
هل هذا تجنيد الأكوان
أو تبسيط الألوان ؟
جنود لا يدافعون عن أسلحتهم
انا جندي تركت ملابسي
لذلك خلعتُ التعريف عن الوطن
كي أستبدله بشيء
يقتحم وضوحه
يخترق ثبوته
هذا إثبات غامض
رغم توسله بساطع مشمس
ساطع يختبيء
في انفاس الورّاق
الورّاق يجدد الصفحة بقديمه الزكي
برائحته
يغمرنا الورّاق للتعرف على هوائه
ذاهبون نحن لشم رائحة
تنبعث
من
كتاب



#آزاد_صبحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آزاد صبحي - انقلب التعريف