أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الحسين إدمبارك - سلطة - الجزر-














المزيد.....

سلطة - الجزر-


الحسين إدمبارك

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 06:10
المحور: كتابات ساخرة
    



في فلسطين اليوم صراع واضح على السلطة ، و بعض أولئك الذين يتصارعون، كانوا يسمونها فيما مضى سلطة غير شرعية أو سلطة أوسلو ، لكنها اليوم في نظر ذلك البعض سلطة تستحق التضحية بعشرات الأبرياء، من أجل بلوغ كراسيها و اعتلاء عرشها. والحق الذي يجب أن يقال في مثل هذه الأوضاع، التي لا تسر العدو قبل الصديق ، أن من وكلوا هؤلاء المرضى النفسيين أمورهم ، هم المخطؤون ابتداء ، و إلا فأين هذه السلطة أصلا؟ و أين الدولة و كيانها؟و أين حدودها؟بل أين هو شعبها؟
إن المأزق الفلسطيني لا يكاد يكون إلا صراعا داخليا على سلطة وهمية ، و أغلب الظن أن من يجرون وراء هذه السلطة قد فقدوا الأمل في تحرير فلسطين ، أو على الأقل في إنشاء دولة فلسطينية على حدود (1967) . والذين ينتظرون من اتفاقيات اليمن و قطر، و مكة و القاهرة التصالحية ، بين حماس و سلطة عباس شيئا فليراجعوا أنفسهم ، فكأنما ينتظرون كائنا خرافيا لا وجود له ، وكأنما ينتظرون عصا سحرية تغير عقول هؤلاء السلطويين ، فلا فتح ستترك السلطة في رام الله ، و لا حماس ستتنازل عن حكم غزة ، و بالتالي تحول بوصلة الصراع من مواجهة العدو – إن صح أنه مازال يعتبر كذلك في أبجديات الفريقين – إلى مواجهة داخلية خاسرة ، هدفها السيطرة على سلطة مزيفة لا وجود لها على أرض الواقع .
لا بد من إعادة صياغة نظرة شمولية لقضية فلسطين حتى لا تبقى القضية قربانا يسلخ على أبواب معابد طهران أو واشنطن ، أو معابد أخرى في الشرق و الغرب سواء . هذه النظرة التي يصوغها جيل مؤمن بثوابت الأمة ، عاكس لطموح المستضعفين في الأرض ، و أن تبتعد هذه النظرة كل البعد عن البحث عن السلطة كغاية ، بل جعل السلطة تحت أقدام الشعب الفلسطيني الصابر و جعلها أداة للتحرير، و ليس أداة للإثراء و الشهرة.
فلتعود القضية الفلسطينية إلى قلوب الأمة ، لا بد أن تتحرر أولا من قيود سطوة أمراء الحرب في غزة و الضفة ، و أن تجفف منابع الفرقة بين الإخوة . وبعد هذا التحرر الأول تكون قد قطعت شوطا من الوعي لمجريات الصراع الإقليمي على ثرى فلسطين ، عند ذاك يصح القول أن الحرية غاية الشعب الفلسطيني . أما و إن بقيت الأوضاع كما هي ، فما الفائدة إذن من المكوث تحت سيطرة الأجنبي بسلطة مزيفة؟ ثم ما الحكمة وراء بقاء فلسطين مختبر تجارب لنظريات سياسية و فلسفية ؟و جلها من أبجديات أجنبية ، فلا حسها فلسطيني ، و لا معدنها عربي ، و لا أصلها إسلامي .
ومن المعاني المنتقاة من الحياة اليومية كلام يقال عن" الجزر" ، فهو في أعين الناس ملك الخضر بلا منازع ، لكن تبقى تلك السلطة و الملكية شيئا لا قيمة له ، فكل الخضر مصيرها الطهي في أخر المطاف ،أو سلة القمامة في أسوأ الأحوال . نفس الشيء بالنسبة لصراع الفرقاء السياسيين في فلسطين على مشروع الوصول إلى المقام العالي في السلطة ، فمثلهم مثل الجزر ينعث بالملك ، لكنه مع رعيته من الخضر في طريقه إلى أواني الطهي .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الحسين إدمبارك - سلطة - الجزر-