أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - بيضة الأفعى















المزيد.....

بيضة الأفعى


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما انخفض معدل التأييد الشعبي للرئيس الأميركي باراك أوباما من نسبة 62% التي حاز عليها خلال شهر تموز/ يوليو 2009 الماضي، إلى ما يقارب 46% في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، يلحظ المراقبون أن مؤشر الإقبال الحكومي والمؤسساتي على تعلّم اللغات الفارسية والباشتو والأوردية بين الرسميين والمختصّين والعاملين في شؤون ودهاليز السياسة الخارجية قد ارتفع بشكل غير مسبوق هذا العام مقارنة بتعلّم اللغة العربية الذي تراجع الإقبال عليه إثر أفول نجم الجمهوريين في سياستهم الخارجية في الشرق الأوسط ( الكبير)، وعلى رأس تلك السياسة تجثم حربهم في العراق بثقلها الدمويّ.

وإذا كان مؤشر الإقبال على تعلّم لغة بعينها من المشتغلين في منظومة السياسة الأميركية الخارجية، وفي ميدان العمليات العسكرية، وحقل الدراسات والاستشارات، إذا كان يرتبط بالتركيز الجيوبوليتيكي على بقعة جغرافية بعينها من العالم ، يتضح ببساطة أن دخول الولايات المتحدة في حرب موسّعة في أفغانستان أصبح وشيكا، وأن القرار ـ ضمنيا ـ قد اتُّخِذَ في المكتب الرئاسي البيضاوي في العاصمة واشنطن.

صانعو القرار في البيت الأبيض، وفي مجلسيّ النواب والشيوخ ، منقسمون بصورة غير مسبوقة على الدور الأميركي في الحرب غلى طالبان وجماعات القاعدة في أفغانستان! واللافت هنا أن الرئيس الأميركي أوباما بدأ يخسر تأييده من الديمقراطيين العتاة الذين كانوا وراء وصوله إلى سدة الحكم في العام 2009! فبينما يخضع قرار إرسال أربعين ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان إلى موجات عارمة من الجدل والسبر من أطراف مجلس الأمن القومي الأميركي، دون التوصّل إلى حسم معلن حتى لحظة كتابة هذه السطور ، فإن الرئيس الأميركي يحاول التقليل من شأن الانتقادات المتلازمة التي وجهت إليه من خصومه الجمهوريين وحتى من بعض الديمقراطيين المحافظين الذين يرون أن الرئيس يبدي تردّدا ينمُّ عن ضعف في الخبرة السياسة وفي القدرات القيادية على حسم قرار الحرب كقائد أعلى للقوات المسلّحة الأميركية. ويشيع انطباع في الدوائر السياسية المقرّبة من أوباما أنه "يفضل التريّس واتخاذ القرار المدروس بعناية، عن التسرّع في قرار الحرب والوقوع في خطأ قد لا تكون هناك رجعة منه"! فالرئيس على دراية كاملة أن أعتى جيوش العالم بما فيها الجيش السوفييتي العقائدي (سابقا) قد خرجت مدحورة من تلك الجبال والوديان الجهنمية في أرض عرفت باسم "مقبرة الإمبراطوريات"، وذلك على أيدي مقاتلي طالبان وحلفائهم من أفراد القاعدة، المتمرّسين في حرب المغاور والسراديب التي وقودها نار الجهاد المقدس ـ فرض العين على كل مسلمّ!

هنا تكمن معضلة أوباما الحقيقية؛ فهو من عارض بضراوة الحرب في العراق وأسس برنامجه الانتخابي، ثم مشروعه الرئاسي، على محاربة الخطر الحقيقي للقاعدة وطالبان الذي بؤرته أفغانستان وليس العراق، حسب منظوره السياسي. والسؤال الذي يحاول الرئيس الأميركي الإجابة عليه هو كيف يمكن مواجهة خطر الإسلام الراديكالي المسلّح في محافظة الباشتون المحاذية لباكستان، وعاصمة العنف الراديكالي قندهار، دون الانخراط في حرب مجهولة الهوية والمسارات والنتائج، في االوقت الذي يطالب قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماك كريستال بزيادة القوات الأميركية بشكل عاجل نظرا لتراجع الأوضاع الأمنية بصورة دراماتيكية؟

أوباما مازال في مستهل فترته الرئاسية، وهو يواجه ـ مبكّراً ـ انتقادات واسعة عن مدى مصداقية ثوابته السياسية، إذا كانت هناك للسياسة ثوابت! فإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان يعرّضه إلى خسارة تأييد أبناء جلدته السياسية من الديمقراطيين؛ وعدم الانصياع لمشورة القادة العسكريين الميدانيين يفتح عليه جهنم انتقادات خصومه الجمهوريين الذي يرون فيه قائدا لا يتمتع بخصائص القيادة التي من بدهياتها اتخاذ القرارت الصعبة والحازمة في التوقيت المناسب.

الأسئلة المطروحة قد تجد لبّ الجواب في مواضع عدة، أهمها يكمن في حجم الثقة التي يوليها أوباما لقرارات القيادة العسكرية في البنتاغون، لا سيما أن وزير دفاعه الحالي، روبرت غيتس، قد عمل تحت إمرة الرئيس السابق، جورج دابليو بوش، في حربه في العراق، واتخذ معه قرارات عسكرية نقضها أوباما بالإجمال، مبنىً ومعنىً؛ وكذا ثقة الحكومة الأميركية بالشريك الأفغاني الرسمي في هذه الحرب لما تبدّى في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في أفغانستان من انقسام رسمي وشعبي على شخص حامد كرزاي ، وما واجهه من طعون بالتزوير في نتائج الانتخابات الأخيرة التي مددّت توليه للسلطة فترة رئاسية ثانية، هذا بالتوازي مع اتهامات موصولة بالفساد لحكومته وحواشيه. والسؤال الأكثر إلحاحا وإيلاما يتعلق بالوضع الداخلي الأميركي، فهل ستتحمل الولايات المتحدة الأميركية تكاليف هذه الحرب الباهظة ماليا وسياسيا، وهي الغارقة في ديونها، وعجزها المصرفي، وانقساماتها الحزبية؟ وهل سيقبل دافعو الضرائب الأميركيون، المرهقون أصلا بتردّي الاقتصاد وتفشّي البطالة، بالمزيد من المغامرات العسكرية لرؤسائهم، والتي ستطال ما تبقى في جيوبهم من بضع دولارات، في حرب عبثية مع مقاتلين هم أشبه بأشباح مسرح اللا معقول؟

أوباما الذي أسّس استراتيجية وصوله إلى السلطة على دحض الحرب في العراق مقابل التركيز على الهدف الطالباني في أفغانستان ـ الهدف الذي اعتبره بؤرة التطرف الإسلامي المسلح ـ قد تجاهلَ تماماً الوكر الأساس لتصدير الراديكالية الإسلامية في العالم وهو دولة الملالي التي يسيّرها حكم الفقيه في إيران، غاضّاً بصره وبصيرته عن خبائث "بيضة الأفعى" في وكرها الفارسيّ ذي النوايا النووية المبيّتة!

أوباما يقف اليوم من التاريخ في موقع لا يحسد عليه البتة بعد أن انحسرت حمى الانبهار (Obamism) بوصول أول رجل ملوّن البشرة إلى البيت الأبيض في التاريخ الأميركي، مقابل تقدّم صورة الفوضى المنظمة عسكريا، بقيادة أنصار الراديكالية الإسلامية المسلحة في العالم، والتي لا تفرّق في حربها، التي تخوضها "باسم الله"، بين مدنيّ أو عسكريّ .. بين مدينة أو مغارة!

أوباما يقف أيضا على مفترق جادة القرار، وإلحاح الأسئلة المتشنّجة، في أجواء تقارب، في احتقانها وتخبّطها، مناخات ما قبل اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، لجهة الاستهانة بالخطر الذي تشكّله الراديكالية الدينية المسلحة ـ سنيّة الهوى كانت أم شيعيّته ـ ليس على مواطني الولايات المتحدة وأمنهم وحسب، بل على أمن العالم.. والعالمين!

سلام.



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرح البقاعي: المرأة تدفع ثمن تحالف الدين مع السلطة
- جينات لغوية
- مرح البقاعي: الإنسان أولا ثم الأرض
- نصّي قميص عثمان
- زفرة
- لماذا لا يكرهون العائلات السياسية؟
- الحريّات الشباب التنمية
- مدار
- كسرة
- زعل
- هكذا
- بذرة
- خلوة
- أوباما الرسول، وشعراء باره جنار
- زهرة شانه ده ر
- نجمة آنّا
- خشخاش
- نطفة
- قصيدتان
- قَبْلَ الحب


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرح البقاعي - بيضة الأفعى