أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - صادق البصري - رساله الى بان كيمون















المزيد.....

رساله الى بان كيمون


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 01:05
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


رسالة إلى بان كيمون..


السيد الأمين العام للأمم المتحدة المحترم تحيه طيبه..

سيدي لاتتخيل مدى سروري وانأ اسمع تصريحكم الأخير لوسائل الإعلام بمناسبة انفجارات بغداد الاخيره ، قلت حينها انك صدمت وذهلت وصعقت لهول الحادث ، وهي ألكلمات التي ربتت على حزننا وواستنا أيما مواساة، حتى إن من دبر هذا الفعل الشنيع وخطط له وأمر بتنفيذه صدم لصدمتكم وراح يستنكر ويشجب ويدين قتل الأبرياء، مع انه يحتاج ذهولكم و صدمتكم ورأي المجتمع الدولي للدعاية وإيصال صوته عبر ازدياد عدد ضحاياه،وأنت تعرف وغيرك في محفلكم الاممي الموقر، مدى حاجتنا نحن العراقيين للمواساة المتكررة ، وحتى الفائضة عن حاجتكما ، ورجائنا أن لاتبخلوا بها علينا، اغد قونا بالمواساة والشجب والاستنكارلانهما أصبحا الزاد والسلوى بالنسبة لرحلتنا في حزننا الدائم، هل تعلم ياسيدي إن من عاداتنا الاصيله والمتوارثة إن القاتل يمشي في جنازة القتيل، ويبكي لبكاء ذويه، ويقوم بواجب التعزية لأيام دون كلل أو ملل ،لأنه الواجب ودون ذلك الزراية والتقصير في الواجب ،وخروج عن العادات والتقاليد،ماذا أقول لك ياسيدي وأنت ربما لم تقرأ تاريخ العراق قديمه وحديثه ، أو مجرد نبذه عن ملامح الشخصية العراقية، والصراع الأزلي بين غرباء الخارج بوصفهم ديكه تطالب بإرث القيمومه على هذه الأرض، وأجلاف الصحراء بوصفهم اسود وضواري البيداء!! وكان لزاما علينا نحن أبناء الزقاق والمدارس والشارع ممن ولدتنا مسبحة الأيام هنا عنوتاً، أن نقوم بدور الحيوانات الاليفه ،نقلد الديك في خيلائه ونتقرب إليه للتبرك بريشه وعرفه وصياحه وقت الفجر،ونتخذ منه فحلا أشم لدجاجاتنا، ويرعبنا زئير الأسد المتوثب للانقضاض علينا ساعة جوعه، وتخلب عقولنا صفاته الشرسة، وتوصينا جداتنا الاقتداء به لقسوته وفتكه ؛وبين حانه الديك ومانه الأسد ذبحنا ياسيدي، وصارت أيامنا وشوارعنا وأسواقنا، ومدارسنا مختبرات مجانية للسياسة ومثال سيء على شاشات الفضائيات، وفي صدر صفحات الجرائد..بمناسبة الأخبار نتمنى عليكم ياسيدي أدراج العراق في لائحة غينس للأرقام القياسية من حيث كثرة الإخبار وتنوع الأحداث وإعداد ضحاياها وطازجيتها، وهي ماده خصبه للدعايات التجارية في فترات الاستراحة،والتي يتم صناعتها ماديا على أديم هذه الأرض ..سيدي الفاضل: إن لنا مع الإخبار قصه طويلة وأكاد اجزم إننا في العراق أكثر شعب في العالم يستمع للإخبار السياسية حصرا ويفسرها كلا على هواه ومشتهاه،فمنذ أن وعيت على الدنيا رأيت في إذن والدي راديو الإخبار بالحجم الصغير، وهناك راديو آخرفي نفس البيت للإخبار بحجم كبير للعائلة، الكل يستمع للإخبار،أمي تعد الطعام في المطبخ وتستمع للإخبار مع أنها لأتفهم منها شيئا!البقال في السوق يضع بقربه راديو يستمع للإخبار! حتى إننا كنا تلاميذ ندرس وفي نفس الوقت نتابع الإخبار وكأننا ننتظر ونترقب حدثا ما سيذاع فجأةٍ،ياترى ما هوسبب شغفنا بالإخبارالسياسيه ؟ولماذا اهتمامنا المفرط بشؤون السياسة مع إننا لم نكن من الحزبيين أو السياسيين ولا تربطنا بالسياسة أي صله أو مصلحه لامن قريب اوبعيد؟تلك الاسئله لازالت تؤرقنا؛ ماذا يحاك ضدنا؟وهذا الخوف المؤبد من المجهول ،حتى طلع علينا مذيع الشاشة الفضية بشكل مفاجأ بعد أن قطع برامجه الممجوجة ليقول :نسترعي انتباه المشاهدين إلى إننا سنذيع بعد لحظات خبرا مهما لذلك نسترعي الانتباه ،والراديو في الطرف الأخر يبث بشفرة معينه، من صابر إلى الصامد وبصوت مكرر،!! ويظل يظهر المذيع بين ألفينه والأخرى قاطعا لذاكرتنا في متابعة ماده تلفزيونيه معينه ليكرر نفس الكلام ونحن نترقب لندخل في متاهة التخمينات ،ويمر الليل وننام ولم نحظى بسماع الخبر المهم، وهكذا عرفنا إننا نقف على بركان من الإحداث التي لا تسربكل الأحوال،وكانت تلك الإخبار المهمة عبارة عن انقلابات ،وحروب داخليه وأخرى خارجية ،إعدامات ،بيانات عسكريه تقضم أعمارنا وتؤثث لأرقام موتى مملئة المقابر بشهدائنا، وقتلاهم وأراملنا وأراملهم ،وأيتامنا وأيتامهم وخرابنا وخرابهم وهكذا.. لاتتصور ياسيدي كم كان وقع ظهور المذيع في غير أوقاته المعتادة علينا من على شاشة التلفزيون؛ والأصعب عندما تجتمع القيادة في منتصف الليل !!لتطبق القرارات في صباح اليوم التالي،لنشهد ليل آخر مدلهم وأخبار جديدة تؤسس لموتنا؛ وترمل نسائنا ويتم أطفالنا؛ وخراب عشنا ،ودخلنا أتون حرب أخرى سقطت دولة الأسود والنمور والضواري والذئاب؛ وانبلجت ولاية ألديكه والتماسيح والطواويس والدببة بأذيالهم الثعالب،وكان ماكان، وأظنكم رأيتم مركز العالم للأخبار من بغداد العروس الوادعة التي تنتظرمن ََسيئول إليه حكمها وعبوديتها مرغمه صامته كما هي عادتها في تبدل الحقب بقوة السلاح وتعفن الجثث.. شاشات سدني العملاقة ،شاشات وصحف نيويورك، باريس ولندن وموسكو وسيئول موطنكم، والفاتيكان ومدريد وجزر البهاما وسو مطره، تنقل وقائع الانتقام هو التاريخ يعيد نفسه، مادام هنا اسود ونمور كاسره مختبئة تتحين للانقضاض في غفلة من الوقت سانحة ، وديكه وطواويس خائفة تحاول الاستفادة من نكسات الماضي ،بتقنين الكراهية ورسم صورة الماضي بألوان الحاضر لتشهد منافع أكثر ولترسيخ ترهات جنونها ,ويبقى الصراع وتقليب الثارات محتدما بينهما ،كلا يريد جرنا إلى جنونه وهلوسته ، وبسبب صراعهم الدائم نبقى نحن نسمع أخبار موتنا الأزلي ،إذ أنهم تفننوا بأساليب قتلهم لنا فلم يسبقهم احد لما توصلوا إليه من فنون في طرق تنفيذ جرائمهم ، وأصبحت جرائمهم مناهج تدرس في أرقى مدارس الإجرام و لتدريب اعتي المافيات في العالم ،طرقا وتدريسا ،أي مجدا وعزا وأرتقاءحضاري بعد كل هذا !!؟والغريب والمحيرياسيدي ،أن القاتل منا في كل جريمة يبكي القتيل بحرقه لاقترافه جريمته ، الكل يبكي !!؟وفي نهاية المطاف كل حكم هو الموت لكل من كان مسؤول في الحكم السابق !!شاهدتُ كيف إن الحاكم اصدر حكمه ذات مره بالموت على احد وزرائه وهو من أقربائه المقربين جدا، وبعد تنفيذ الحكم بالمحكوم بكى الرئيس وبكى باقي الوزراء !! وتكرر المشهد وللأسف سيظل يتكرر، لهذا أيقنت يا سيدي لماذا العراقيين أكثر شغفا لسماع الإخبار السياسية من غيرهم من شعوب العالم،ولهذا أتمنى عليكم أن لا تصدموا بعد ألان من سماع إخبار محزنه ،وإذا كان لابد لكم من رأي بما يحدث بوصفكم الأمين العام للأمم المتحدة الاسترشاد بمقولة (جان برنار )-(عندما تتردد بين رأيين،أختر الرأي الذي له أقل ّعدد من الأنصار،بذلك تضمن أنك تختار الرأي المناسب)؟علني لاابالغ في وصفي لحالنا لكنها الحقيقة، وأتمنى أن تتكثف الدراسات والبحوث من قبل الأمم المتحدة للخروج بصيغه علاج ينهي دوامة العنف والصراع والتنازع الدموي والأحقاد والثارات، وتاريخ اسود يجب أن يمحى من ذاكرة كل عراقي ولأنني اوؤمن بالعلم ولما توصلتم من علاجات واقيه في بلدان عاشت نفس تجاربنا لكنها برأت من أمراضها وأصبحت من الماضي بجهودكم ومساعدتكم لها ..اشكر سعة صدركم سيدي الأمين العام للأمم المتحدة وتقبلوا احترامي .






#صادق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانيه ورقاع الرده !؟
- من كهوف تورا بورا الى غرف سوق العوره ،الكواتم هي الحل!!؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - صادق البصري - رساله الى بان كيمون