زيدان محسن
الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 20:38
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
ان الحزب الشيوعي العراقي من اعرق الاحزاب السياسية المتواجدة والعاملة على الساحة العراقية الأن , وهو الحزب الذي شكل الحاضنة الحقيقية لهموم الناس وتطلعاتها , وهو حاضنة الثقافة والابداع وكل ماهو خير وجميل . وكم جرت من محاولات لأ ستئصاله وتصفيته ولكنه بقي دائماَ مزهراَ رغم الجراح , وسر استمرار هذه السنديانة الحمراء الضاربة الجذور في عمق العراق وفي وجدان ناسه ومحبيه , هو التاريخ النضالي لهذا الحزب الذي سطرته قوافل من الرفاق العظام شهداء كانوا ام احياء يرزقون , الرفاق الرائعون الذين عملوا وقدموا التضحيات بنكران ذات قل مثيله وصل الى حد الاستشهاد قرباناَ للشعب وللحزب .في وقت نشهد فيه كيف يحذوا بعض سياسي مابعد سقوط النظام اختزال تاريخ كل احزابهم وكتلهم وأتلافاتهم وقوائمهم على تباينها واهميتها , اختزلوها بأسمائهم واصبح القائد الفرد في الواجهة وتناسلت الاسماء والقوائم الامين , القوي , رجل القانون , شهيد المحراب , البولاني , عزيز العراق , المطلك , الهاشمي او رجل المرحلة الذي تحالفنا معه في قائمة جيرها بأسمه وتنكر للجميع .من حق تلك الاسماء ان تختزل احزابها وقوائمها وتحالفاتها بأسمائها لانها وببساطة احزاب وائتلافات وقوائم لم تثبت عمق انتماؤها الى هذا الارض الطيبة ولا الى هذا الوطن , احزاب وائتلافات تشظت وانقسمت وتناحرت لمصالح شخصية ,لانها و ببساطة احزاب وائتلا فات قابلة للتبديل والتلوين , اما الحزب الشيوعي الذي استعصى على التشكيل والتكوين والتزييف فهو ملح الارض العراقية وهو التاريخ وهو التاج ورفعة الراس , وهو شرف الانتماء .
وهاهو الحزب مقبل على مرحلة انتخابية مصيرية , انتخابات كان قد قبل تحدي المشاركة فيها على الرغم من كل الظروف الصعبة وعلى الرغم من قانون الانتخابات المجحف الذي فصلته تلك الاحزاب والائتلافات اعلاه على مقاساتها ومصالحها الشخصية .ولكي نبدأ بحملة انتخابية صحيحة ,تستقطب الناخب العراقي وجماهير واعضاء الحزب وعوائلهم واصدقاء الحزب الذين لازالوا مشدودين لهذا التاريخ الناصع ولهذا الاسم النابض في وجدان الناس بعيدا عن الاسماء وعن الصفات, ارى علينا تدقيق بعض السلوكيات والتوجهات التي ينتهجها البعض بشكل مقصود او غير مقصود , لانني اعتقد انها ببساطة ليست في مصلحة الحزب. مادفعني لكتابة هذا , هو خبرين وبطاقة معايدة استوقفتني وانا اتصفح موقع ( الطريق ) الموقع الرسمي للحزب الشيوعي العراقي . الموقع الذي يعتبر واحد من اهم بوابات ومنافذ الحزب الانتخابية .
الخبر الاول هو زيارة الرفيق على العقابي عضو اللجنة المركزية عوائل الشهداء ومناضلي الحزب القدامى ( لا اعرف لماذا قدامى !! ) .... وهذه مبادرة مشكورة وتستحق التكريم , اتمنى ان تستمر دائماَ ولا تقتصر على الاعياد او الانتخابات . ولكن ما أثار انتباهي والى حد ما استغرابي في سياق الخبر هو " وقدم الرفيق العقابي بطاقة تهنئة بمناسبة العيد موقعة من قبل الرفيق حميد مجيد موسى ...." وتحميل الرفيق العقابي تحايا الى سكرتير اللجنة المركزية وقادة الحزب الآخرين ..."
اما الخبر الثاني والذي لايختلف عن الاول وهو زيارة الرفيق جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي ( كنت اتصوره عضو ل.م ) ..... يرافقه اعضاء من لجنة العلاقات ....... (الكاتبان المعروفان ..كذا ) محمد ملا كريم والبروفيسور عز الدين مصطفى حيث يقول ايضاَ " ونقل الرفيق الحلفي تمنيات الرفيق حميد مجيد موسى والرفاق في قيادة الحزب ...."
استغرابي يكمن أولاَ , انني حين قرأت الخبرين بحيادية من يقرأ خبرَ صحفياَ , فهمت من سياق الخبر كما هو منشور وكأن سكرتير اللجنة المركزية اوالرفيق حميد مجيد موسى ليس من قيادة الحزب ( هذا انا الشيوعي وابن الحزب ) فما بال القاريء الذي لايعرف من هم قادة الحزب الشيوعي العراقي , وثانيا لماذا هذا التأكيد على ابراز شخص السكرتير وتميزه عن قيادة الحزب , وبماذا يختلف سكرتير الحزب عن اعضاء اللجنة المركزية , طالما هو كان قد انتخب في المؤتمر لعضوية اللجنة المركزية أسوة بالرفاق الاخرين ؟ . وثالثا , اليس الرفاق العقابي والحلفي هم من قيادة الحزب .
استغرابي هذا قادني الى عدم رضا وعدم قناعة ببطاقة المعايدة المنشورة على موقع الطريق بمناسبة عيد الاضحى المبارك ,التي تحمل التوقيع بالقلم الشخصي بأسم حميد مجيد موسى – رئيس قائمة اتحاد الشعب وليس بأسم القائمة. بطاقات المعايدة تلك التي ملأت جيوب البدلة الانيقة للرفيق العقابي وهو يوزعها على رفاق الحزب القدامي وعوائل الشهداء , ربما كان ينقصها صورة رئيس القائمة لكي تبقى عالقة بالذاكرة او لتميزها والتعرف عليها من قبل بعض امهات الشهداء ممن لايقرأن ولايكتبن . في سنين الانتماء الاولى للتنظيم وعضوية الحزب كا ن استخدام و تداول مفردة ( الحزب ) يعني الكثير . فهي ممكن ان تكون مرادف ومعادل للرفيق مسؤول الخلية او هي مرادف للهيئات الحزبية العليا . فقد كان يقال , يقول الحزب , يريد الحزب , يسلم عليك الحزب , وكنا نعرف ان هذا ( الحزب ) هو المسؤول هو الهيئات القيادية, واصبحت هذه المفردة تتجسد وتتداخل فيما بين الحزب ككيان تنظيمي , وبين رفاق الحزب كاشخاص .
وحتى في تجربة الكفاح المسلح والحركة الانصارية , حيث التقينا بالحزب ( الشخص القيادي وجها لوجه !!!) وعرفنا بعض مواقف هذا ( الحزب ) اوذاك, وجربنا اواختبرنا طينة هذا( الحزب ) وغيره في الشدات , وعرفنا الامكانيات التنظيمية والفكرية وتفاوتها بين هذا ( الحزب) وذاك , وعرفنا طائفية وتعصب هذا الحزب او ذاك ,ان كان تعصبا للطائفة او للقومية او للمحافظة ( اللواء), ولكن ورغم كل هذا لم يكن سائدأ ان يقال يسلم عليكم الرفيق سين عضو ل.م او الرفيق ص عضو م.س او حتى يسلم عليكم الرفيق سكرتير ل.م , فقد كان الجميع يحتمي ويستخدم مفردة الحزب حتى ( بالغلط والصح ).
عدم رضاي هذا ( الذي ربما سوف لن يعجب البعض القليل او الكثير ) نابع من تقاليد راسخة تربيت عليها , وهي اعلاء اسم وشأن الحزب وليس القائد , فعلى امتداد عمر الحزب الذي قارب ثلاثة ارباع القرن , وبطاقات تهنئته ومعايداته وفي كل المناسبات كان توقع بأسم الحزب الشيوعي العراقي , لنراجع كل البوسترات وتحايا العيد .لنراجع احتفالاتنا المهيبة في اكبر القاعات والعواصم حين كان للحزب اعضاء وانصار واصدقاء بعشرات الالاف وحين كانت الممرات والارضيات تغص بالناس . او تلك الاحتفالات البسيطة حين كنا نحتفل بغرف صغيرة وعلى عدد اصابع اليد ,لنراجع اعداد كل صحف الحزب وادبياته , لنعيد قراءة واستحضار كل اغصان الزيتون والحمامات والورود الحمراء التي طرزت لوحات وبوسترات كبار الفنانين , سنرى انها كانت لاتحمل غير اسم الحزب.
اني افترض عن قناعة ان الرفيق ( ابو داوود) لايتمنى ان يميز نفسه بشخصه عن الرفاق القادة الاخرين, واتمنى ان تبقى قناعتي هذه راسخة على الرغم من مرور ست سنوات من تغير الحال و تغيرات الاحوال. وكذلك افترض ولكن ليس عن قناعة ( مالم يثبت العكس ) انهم المحررون الجدد ووعاظ السلاطين او هو البعض الذي يتبرع بلعب ادوار غير مطلوبة ,هذا البعض ممن هم تحت تأثير دور الفرد القائد في التاريخ . او ممن لازالت تستهويهم عبادة الشخصية .
لذا اتمنى ان تبقى كل التحايا تحمل أسم الحزب , وكل الزيارت والنشاطات بأسم الحزب , واتمنى ان تكون كل المعايدات والبوسترات باسم الحزب ( لازال الوقت مبكر على بدأ الدعاية الانتخابية لقائمة اتحاد الشعب ) وأن جرى واقتضت الضرورة اتمنى ان يكون يكون التوقيع بأسم قائمة اتحاد الشعب وليس بأسم رئيسها ( رغم اني لا أستكثر علي الرفيق ابو داوود هذا ) .اتمنى كذلك ( رغم انها امنية من الممكن ان تكون خارج عن ارادة الحزب وكذلك خارج الموضوع ربما ) ان اقرأ واسمع في وسائل الاعلام والفضائيات( دائما) اسماء الرفاق حميد مجيد موسى و مفيد الجزائري مقرونةَ بأسم الحزب الشيوعي العراقي وليس بأسم عضو برلمان او رئيس لجنة الثقافة والاعلام فقط. ربما هي محاولة مقصودة و غير بريئة من هذا الاعلام في تغييب اسم وتاريخ ودور الحزب .
اتمنى النجاح ,كل النجاح لحزبنا الشيوعي العراقي و لقائمة اتحاد الشعب
اتمنى ان نبفى نغني:
" ياحزبي ياغالي , ياللي اسمك انكتب
فوك النجم عالي
وحروفه من ذهب
#زيدان_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
