أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حذيفة سعيد جلامنة - إن الله لا يسمع من ساكت














المزيد.....

إن الله لا يسمع من ساكت


حذيفة سعيد جلامنة

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 16:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثيرة هي الدساتير التي تحوي في طياتها التأكيد على أن الشعب مصدر السلطات، والقانون الأساسي الفلسطيني المعدل يؤكد على ذلك في المادة الثانية منه، هذا يعني أن النظام السياسي هو بالأساس انعكاس لإرادة الرأي العام " الشعب " الذي تفاعل أفراده من خلال عملية الاختيار لتحقيق مصالح مشتركة، وعليه من الطبيعي والبديهي أن يكون لهذا الرأي العام الاحترام، والسطوة إذا تطلب الأمر، وأن يكون التفاعل الدائم هو السمة لطبيعة العلاقة بين النظام السياسي وهذا الرأي العام الذي يشكل بمدخلاته المتعددة أحد الأركان الرئيسة للدورة الطبيعية لعملية صنع السياسة العامة في أي مجتمع يؤمن نظامه الديمقراطي بمواطنيه، ويحترمهم، وينظر إليهم ويتعامل معهم على أنهم أصحاب تأثير، ويصون حرياتهم وحقوقهم العامة ذلك أنها الضمانة الأساسية التي تكفل ممارسة الرأي العام لدوره الحيوي.
كم نحن بحاجة لتعزيز هذا الفهم ونشره، والتأكيد على أهمية الرأي العام وقدرته على التأثير والتقرير بشأن نقل السلطة بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية، كذلك المحاسبة في مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية. هنا يظهر الفرق بين المواطن الفاعل والمواطن الخامل، بين الغث والسمين
برنامج رأي عام التي بثت أولى حلقاته على شاشة تلفزيون وطن، وغيره من البرامج – وإن لم تحمل عنوانا صريحا - خطوة في الاتجاه الصحيح، لطرح الأسئلة الصعبة، وتعريف " الرأي العام الفلسطيني" بمقومات قوته وقدرته على التأثير رغم قسوة الظروف وتعقيدها، وأن هناك الكثير بانتظاره.
البرنامج كما يقول منتجوه: " هو برنامج تفاعلي يأتي تلبية لحاجة المواطن الفلسطيني لنافذه حرة وجريئه للتعبير من خلالها عن قضاياه المختلفه الوطنية والاجتماعية والاقتصادية على حد سواء وإبداء رأيه في بناء مستقبله وايصال صوته لمستويات ودوائر صنع القرار في المؤسسات الفلسطينية كافة" . وهذا جيد لكنه ليس الوضع الطبيعي، ليس طبيعيا في ظل نظام ديمقراطي، وعلاقة تعاقدية سليمة قائمة على الحقوق والواجبات أن لا يجد المواطن منبرا لإيصال صوته، وبمقدار حاجتنا لمثل هذه البرامج، إلا أن شعار " منبر من لا منبر له " يثير في النفس غصة، فهو يعكس بوضوح طبيعة وشكل النظام السياسي ومدى كونه انعكاسا لإرادة " الرأي العام " وحجم الحريات الموجودة.
الرأي العام الفلسطيني ما زال قويا إزاء العديد من القضايا كاللآجئين، والقدس، وهو نفس الرأي العام الذي اتخذ موقفا حازما من التصويت على تقرير جولدستون، وهو ذاته الذي أدرك قوة وتأثير صوته في الإنتخابات فاختار حماس، بغض النظر عن صوابية الإختيار من عدمه، وهناك الكثير. لكنه ذاته الذي يقف مكتوف الأيدي، صامتا لا يلوي على شيء إزاء الكثير من القضايا كقضية الإنقسام الفلسطيني، رغم خطورتها وآثارها الكارثية.
ربما يكون الإحباط سببا، وربما يكون هامش الحريات في الضفة الغربية وغزة ليس على المستوى المطلوب، وربما يكون مستوى التحريض قد وصل حدا غير مسبوق في تشكيل الوعي وتحديد المنطلقات، لكن كل هذا لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، فعلى الرغم من عمق الهوة إلا أنه بإمكان الفلسطينيين البحث دون صعوبة عن العديد من المصالح المشتركة ونقاط التجانس التي من شأنها توحيد رؤيتهم إزاء الكثير من القضايا العامة التي مست وستمس مصالحهم المشتركة، لكنها النظرة الضيقة التي أوصلت الفلسطينيين – أو كادت – نحو الهاوية.
إن الانتقال من دائرة التأثير إلى دائرة التأثر الدائم بات غير مقبول بحكم الواقع المعاش وإفرازاته، وليس دور الرأي العام الفلسطيني أن يمارس فعل الترقب بإتقان، ليس المثقف وحده من يناقش الوضع الفلسطيني في الصالونات المغلقة، أو من على شاشة إحدى الفضائيات، بل يحدثك بذلك بائع الخضار وهو يزن لك بضاعة المستوطنات، وسائق التاكسي وهو يفسر لك العلاقة الجدلية بين سعر صرف الدولار وسعر برميل النفط، والموسرجي وهو يحذرك من صيف جاف ويسرد لك الإحصاءات عن معدل استهلاك الفرد الإسرائيلي من المياه مقارنة بالفلسطيني، وموظف مؤسسة عاملة في مجال الديمقراطية، وهو يبرر لك مقاطعة مؤسسته لكافة الهيئات والمؤسسات المنبثقة عن الحكومة الفلسطينية العاشرة، وصحفيان تعتريهما الخيبة وهما يشرحان لك ملابسات اعتقالهما في الضفة وغزة. وخطيب الجمعة يلهث بالدعاء لتوحيد الصف الوطني ومعه مئات المصلين، ويغادر ويغادرون على عجل للحاق بطبخة المقلوبة ساخنة، وجدي وجدك، والجارات بعد جلسة نميمة، ويختم الجميع حديثه بالقول: " ربك وحده بحلها " ونسوا جميعا – أو تناسوا – أن الله لا يسمع من ساكت.
الرأي العام الفلسطيني لا يدرك الآن مدى قوته والدور المنوط به، وأنه يملك في داخله مقومات تبديد هواجسه ومخاوفه، من المشجع أن تدرك وسائل الإعلام مهمتها السامية، فتخصص مساحة تساهم في عملية خلق وتشكيل وتفعيل الرأي العام بعيدا عن " ثقافة الردح " لأن هناك ما هو أكبر وأعظم من المصالح الضيقة، هناك ما هو أكبر من غزة، وأكبر من الضفة، هناك فلسطين، والشعب الفلسطيني، وتاريخ لن يرحم، وصرخة طفل لم يولد بعد.

حذيفة سعيد جلامنة
كاتب وناشط مجتمعي








#حذيفة_سعيد_جلامنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيم المواطنة والحالة الفلسطينية
- التربية المدنية ليست ترفا فكريا


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حذيفة سعيد جلامنة - إن الله لا يسمع من ساكت