أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اكرم سليم - سأرهن نوابنا














المزيد.....

سأرهن نوابنا


اكرم سليم

الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 08:52
المحور: كتابات ساخرة
    


سقطت آخر دمعة . . واستنفذتُ كلَّ ما اختزنتهُ عيوني على بلدٍ قد سقط فيه كل شئ إبتداءاً بسقوط الصنم وانتهاءاً بسقوط سياسييه ونواب شعبه الافذاذ . . ولم يتبقى لديَّ اي دمعة لأذرفها على شعب سينتخب جُهلاءهِ وسُراقه ودجاليه عما قريب ، ولهذا سارعتُ للباب العالي في السماء لأطلب قرضاً طويل الأجل لتمويل ملء خزانات عيوني بالدموع لأذرفها بهذه المناسبة ، فالإنتخابات قادمة ولم يتبقى سوى بضعة اسابيع ، وحينما طرقتُ الباب خرج عليَّ المَلك المسؤول الذي استلم طلبي وأطّلع على محتوياته ، قال لي : نحنُ مستعدون لتمويل القرض المطلوب رغم نفاذ هذه المادة من مخازننا ، حيث استهلكها العراقيون ، ولكن لابأس سنأخذ من حصص دموع شعوب اخرى لاتحتاجها ونمنحها لك . . ولكن عليك ان تُرَشد إستهلاكها لأن مشاكلكم كثيرة وكبيرة ، وسُنحيل طلبك للبنك الدولي للدموع لغرض إستحصال الموافقة النهائية ، ولكن ليس قبل ان تُقدم لنا ضمانات تسديد القرض ساعة إستحقاقه ، ولأجلِ تفادي أي إشكال ، والضمان يجب ان يكون ذهباً ، عقارات ، إختراعات ، حُكاماً ، شرفاً ، . . . الخ من الحاجات الثمينة والقيّمة .
حينما سمعتُ بأصناف هذه الضمانات الواجب عليّ تقديمها للبنك السماوي للدموع أشفقتُ على نفسي وعدتُ الى ساحة تفكيري منكسراً هائماً على وجهي ، فأني لا املك من هذا سوى الشرف الذي يعز عليّ رهنه . تسمرتُ امام التلفزيون لأُتابع التغطية الإعلامية لإحدى جلسات مجلس نوابنا العراقي لأرى تلك الوجوه الجميلة الملتحية منها والملساء ، المحجبات والسافرات ، المعممون والحاسرون ، ( الصافن ) منهم والمتحفز لإبتلاع مَنْ امامه ، المُطقطقون بالمسبحة والمطقطقات ، لابسوا الكفوف السوداء واللابسات ، الراقدون والراقدات ، الثرثارون والثرثارات ، المالئون جيوبهم سُحتاً والمالئات ، المسيئون لهذا الشعب والمسيئات ، الضاحكون علينا والضاحكات ، الاذكياء منهم والاغبياء ، المتصارعون والمتصارعات ، الهاربون خارج الوطن والهاربات ، المتخمون والمتخمات ، المتنعمون على حساب قهر هذا الشعب والمتنعمات ، المُتهالكون على تقسيم العراق والمتهالكات ، المروجون للسُخفِ والتخلفِ والمروجات .
حقيقةً لم اجد امامي شيئاً ارهنهُ سوى الحاوية التي ضمت هؤلاء فقدمتها للمَلك المسؤول وقلتُ له خذها بمن فيها رهناً لقاء القرض وفي حالة عدم السداد فبإمكانكم الاستفادة منهم إن كانت هناك من فائدة تُرتجى ، ولكم الحق ان لاتعيدونهم لنا . . ، حملق فيَّ المَلك المسؤول واستلم الحاوية ونظر الى ما بداخلها ، وعاد بالنظر إليَّ مشمئزاً وقال : الا تخشى ربك يا رجل ؟ ما حفنة التراب هذه ؟ . . وتابع قوله مشفقاً عليّ : على كل حال سوف لن نُرجعكَ خائباً وسنُسلفك ( دمعة ) كي تُسقطها وانت تستمع الى فريد الاطرش وهو يغني : عُدتَ يا يوم مولدي .



#اكرم_سليم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماتخفوش والنظام التربوي المتوارث


المزيد.....




- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اكرم سليم - سأرهن نوابنا