أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نافع العطيوي - ايهما الشيطان الأكبر أمريكا أم أيران















المزيد.....

ايهما الشيطان الأكبر أمريكا أم أيران


نافع العطيوي

الحوار المتمدن-العدد: 2844 - 2009 / 11 / 30 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أيام قليلة من قيام الثورة الإيرانية التي أُطاحت بالشاه "محمد رضا بهلوي" ملك إيران السابق وصاحب العلاقة المميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت عائلته في طي النسيان بعد أن محيت بشكل كامل وتام أثارها وهي التي حكمت هذا البلد على مدى ألاف السنين، وتسلم الخميني السلطة في إيران ، أطلق الأخير على أمريكا اسم الشيطان الأكبر وكان شعاراً مدوياً كشعارات بعض أنظمة القومية العربية التي كانت تريد أن ترمي إسرائيل في البحر وتخلصنا من هذا الكيان بشكل نهائي وأبدي، وقد لقي هذا الاسم أو هذا الشعار رواجاً كبيراً في إيران ونكهة خاصة في ألسنة أكثر المسئولين الإيرانيين ليرددوه في كل مناسبة .
عند النظر لطبيعة الحالة التي وصلت إليها العقلية العربية بشكل عام و لو تمعنا قليلاً بحال واقعنا والتدقيق به جيداً وتمكنا من التفريق بين الغث والسمين لما وصلت إليه حالتنا سنجد أن الكثير منا نحن العرب والمسلمين مازالوا يركضون خلف مشاعرهم وعواطفهم وأصبحت هي الحكم التي نحتكم إليه مما جعل العقلية العربية في تخبط كبير ولم تسلك خط معين ولم تستقر على أي اتجاه سليم لحد الآن بالرغم من المحن والظروف التي مررنا بها جميعاً ... أقصد بذلك رجل الشارع وليس المسؤول في أي سلطة أو نظام عربي لأن من يقف خلف أي نظام ولا يمكن له الاستمرار بالنهج التي يتبناه هذا النظام أو ذاك هو الجمهور رجل الشارع وهو من يشجع تلك الأنظمة في الاستمرار على ما هي عليه والسبب يعود لولاءات لأفراد وليس على أسس وطنية.
فإذا كان يعتقد رجل هذا الشارع أن تلك الشعارات تجلب لنا نصراً لكنا انتصرنا منذُ عشرات السنين ولو أن السب والشتم يقتل أحداً لكنا قتلنا الإسرائيليين وأعداء هذه الأمة منذُ زمن بعيد جداً ولن نجد أنا وجيلي والأجيال القادمة ما نسبه أو نشتمه ولو أن الاتهامات لبعضنا البعض مثل (أنت عميل ) (أنت شيوعي ) ( أنت ماركسي ) إلى أخر القائمة الطويلة تجلب لنا الوحدة لكان توحدنا قبل مائة عام من الآن ولن تجد من ينادي بها بهذا الوقت ولم نسمع أي شيءً عن "جمعية العروة الوثقى" التي تأسست عام 1919م بهدف الوحدة العربية وكذلك لن نسمع بقصيدة "فخري بيك البارودي" زعيم الشباب / بلاد العرب أوطاني .
وقد صدقنا تلك التسمية التي أطلقها السيد "أحمد الخميني" على أمريكا كما صدقنا "شعاراتنا البالية "واتهاماتنا المخزية لبعضنا البعض، وظن الكثير منا أن حالة العداء والقطيعة بين أمريكا وإيران محكمة و أبدية ولا يمكن أن يكون أي لقاء بين هاتين الدولتين إلى الأبد ، وإن هذه الثورة التي حدثت بهذا البلد و أعلن أنها إسلامية وبحكم تقارب الشعوب العربية والإسلامية مع إيران جغرافياً وعقائدياً وثقافياً لاقت هذه الثورة قبولاً بالشارع العربي وظن هذا الشارع الذي صفق لهذه الثورة بحرارة، أن هذا البلد سوف يعود إلى صفوف الدول العربية و الإسلامية ويكون نصيراً وعوناً للكثير من القضايا العربية والإسلامية التي لا يمكن أن يتحقق نصراً لها إلا بوحدة عربية وإسلامية شاملة وبنوايا صادقة ، وبالحقيقة التي لا يساورها الشك أبداً أن العلاقة بين أمريكا إيران حتى لو نسمع عن الوضع المتأزم بينهما في وسائل الأعلام هي علاقة حميمة للغاية وأفضل من العلاقة بين عاشق ومعشوق لأن هنالك نقاط التقاء بينهما لا خلاف عليها بين الاثنتين وهي العداء العرقي للجنس العربي عموماً وبغض النظر عن المساءل الدينية سواء هنا من يعتنق دين هذا أو يعتنق مذهب ذاك .
وسبب العداء لأمريكا من الشعوب العربية والإسلامية يعود لعوامل نفسية بحته والشعور بالظلم والقهر لدى هذه الشعوب فالأفعال الأمريكية وطريقة تعاطيها لمجمل القضايا العربية التي أبرزها القضية الفلسطينية بلغة القوة والغطرسة والاستكبار ومواقفها الغير بناءة من تلك القضايا ونهجها السياسي المتبع من كل الإدارات المتعاقبة على الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية حول هذه القضايا، ولدا كرهاً حقيقياً لدى الإنسان المسلم وبعض الشعوب الأخرى للولايات المتحدة الأمريكية حكومة وشعباً مما جعلها عرضة لأكبر العمليات الإرهابية بالتاريخ التي أبرزها تدمير برجي التجارة العالمية بما عرف بهجوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م وأخرها قبل أيام قليلة قتل 13 عسكرياً وجرح 30 آخرين على يد أحد الضباط العرب داخل قاعدة أمريكية وداخل أراضيها ، فالنار عندما تشتعل يمكن إطفائها بالماء وبوسائل الإطفاء الأخرى مثل العبوات المعبأة بثاني أكسيد الكربون وإنما الإنسان العربي عندما يشعر بالظلم والقهر يبقى الدم مشتعلاً بكامل جسده حتى يستعيد حقوقه المسلوبة ولن يهدئ هذا الدم إلا بعودة تلك الحقوق مضاعفة الصاع بصاعين وبغض النظر عن التكلفة التي سوف يدفعها مقابل عودة تلك الحقوق حتى لو كان حياته .
حتى أن الشعب الأمريكي أصبح يتساءل بصدمة وذهول محير له على أثر عملية الـ 11/ من سبتمبر لما نتعرض لمثل هذه الضربة الموجعة بعقر دارنا ونحن بعيدين عن العالم ونحن شعب مسالم ليس لدينا أي خلفيات عدائية مع شعوب العالم الأخر وأعتقد أنه سوف يتساءل أكثر بعد العملية الأخيرة ، لما قتل وجرح هؤلاء العسكريين بهذه الوحشية القاسية ؟؟ وعلى ما أعتقد أن أغلب الشعب الأمريكي ما زال لا يعلم أن أكثر الكوارث التي تحصل بالعالم أجمع سواءً حروب عسكرية أو كوارث اقتصادية أو عمليات إرهابية أو سرقة قوت الشعوب الأخرى أو إثارة القلاقل بكثير من دول العالم وتعريض أمن الشعوب للخطر أو الأمراض الخطيرة التي تجتاح معظم دول العالم مثل الإيدز و إفلونزا الخنازير n1h1. كان كل هذه الكوارث سببها "السياسة العنصرية" التي تنتهجها حكومات بلادهم ضد البشرية أجمع وما ديمقراطيتهم التي يتغنون بها إلا كذبة وخدعة قذرة انطلت عليهم أولاً ومن ثم على الكثير من شعوب العالم فمن الطبيعي أن يلاقى الشعب الأمريكي هذا الكره من أغلب شعوب الأرض.
نعود لعنوان الموضوع أيهما الشيطان الأكبر أمريكا أم إيران.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت بإمكانها إنقاذ ملك إيران "محمد رضا بهلوي" من السقوط و في المقابل يبقى الوضع مستقراً ويبقى النمو المتزايد لكل دول المنطقة وهذا مالا تريده "الولايات المتحدة الأمريكية" ففضلت التخلي عن هذا الرجل بالرغم أنه الحليف المدلل لديها حتى أن أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي قال في ذات مناسبة ( سوف نسمح لشاه إيران أن يمتلك كل شيءً إلا القنبلة لذرية ، مقابل أن يأتي نظاماً جديداً قادر على إثارة القلاقل في المنطقة ) فقبل العام 1979م وقبل الثورة الإيرانية كانت منطقة الشرق الأوسط لا يوجد بها إلا صراعاً واحداً هو الصراع العربي الإسرائيلي ومنطقة الخليج والدول العربية في المغرب العربي وأفريقيا كانت مستقرة وفي مراحل نمو كانت مشجعة للغاية على مختلف الأصعدة ناهيك عن تقارب المشاعر العربية نحو بعضها البعض وتوحد النظرة الرسمية و الشعبية وتعاطفها القوي مع القضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى بالدعم والمؤازرة، فمنذُ اندلاع تلك الثورة المشئومة في أواخر العام 1979م تحولت منطقة الشرق الأوسط إلى كتلة نار ملتهبة بداية في إثارة القلاقل في بيت الله الحرام "مكة المكرمة" وأثناء مواسم الحج ، ومن ثم الحرب مع العراق لمدة 8 سنوات متواصلة ومن ثم إشعال روح الفتنة الطائفية بهذا البلد بعد الاحتلال الأمريكي له وتدخلها السافر بشؤون هذا البلد الداخلية حتى أن مجلس النواب لم يتفق على تمرير قانون لمدة عشر جلسات متتالية لحين زيارة لرجاني وعقد بعض الصفقات من خلف الكواليس حتى يمرر ذلك القانون، وأثناء أيام تلك الحرب أنفت الذكر طلبت من العراق أن يسمح لها بعبور 500 مقاتل عبر أراضيه بحجة الدفاع عن لبنان أبان الهجوم البربري الإسرائيلي على لبنان في العام 1982م الذي نتج عنه خروج مقاتلي منظمة فتح من هذا البلد مستغلة المشاعر العربية وقد سمح لها العراق بعبور هؤلاء المقاتلين ولكن الواقع أثبت عكس هذه النوايا المعلنة وإن هؤلاء المقاتلين هم من أسس ما يعرف بحزب الله الآن بقيادة "الشيخ حسن نصر الله" الذي كان الأخير يقاتل القوات العراقية إلى جانب صفوف القوات الإيرانية، وما نتج عن سلوكيات هذا الحزب مؤخراً من إثارة الذعر والفساد بهذا البلد وتحوم حوله الشكوك باغتيال بعض الشخصيات اللبنانية الذي حدثت على الأرض اللبنانية والتي كان لها التأثير بمجريات الحياة السياسية في لبنان وعزل وسط بيروت بما يسمى بضاحية بيروت ، ناهيك عن إرسال بعض العناصر للقيام بعمليات تخريبية في جمهورية مصر، ومن ثم دس أنفها بالحياة الفلسطينية وقيامها بشق الصف الفلسطيني بما يعرف بقطاع غزة الآن وقد قامت بعض الشخصيات من قيادات هذا القطاع بزيارات متتالية لطهران أخرها زيارة السيد "خالد مشعل" ومن ثم دس أنفها في "الجمهورية اليمنية" مستخدمة أحد العصابات من المرتزقة الذين لا دين لهم ولا ولاء لوطن أو إنسانية للعبث في أمن هذا البلد وإثارة الفوضى وقتل الأبرياء مستقلة تردي الأوضاع الإقتصادية فيه، ومن ثم تسليطهم بعد ذلك على الحدود السعودية لأجل جرها للحرب مع هذه الطغمة الفاسدة الذين جعلتهم وقوداً لحرب لا طائل لهم بها ولا قضية لهم يقاتلون من اجلها وإنما تبقى الأحقاد التاريخية لدولة المجوس على هذا البلد وأهله إلى الأبد ومن ناحية أخرى أنها ترى في السعودية العقبة الحقيقية أمام أطماعها التوسعية بالدول العربية والإسلامية والسد المنيع لكل العرب والمسلمين ومكامن القوة الحقيقة لهم والشريان الحيوي للعالم أجمع فما أرادت من ما حصل على الحدود السعودية يتركز على عدة أهداف ،1- خلق توتر وعدم إستقرار بهذا المكان بالذات في أيام الحج ولقرب هذه المنطقة جغرافياً من منطقة الحجاز 2- لصرف الأنظار عن الإحتجاجات والأحداث الداخلية التي تجتاح معظم المناطق الإيرانية على أثر تزوير الإنتخابات الرئاسية وتوجيه الأنظار إلى هذه البقعة لأهمية التي تمثلها المملكة العربية السعودية للعالم العربي والإسلامي والعالم الأخر أجمع،3- محاولة لزعزعة الأوضاع الأمنية على تلك الحدود وتدويل الصراع اليمني .. الحوثي ، 4- اختبار وإستطلاع الموقف الدولي وردة الفعل السعودية وما الذي سوف يقابل به هذا العمل،وأخيراً أعتقد الفعل الذي قوبل به هذا العمل المشين سواء على الصعيد الداخلي أو الدولي لهو خير دليل سواءً على مستوى ردة الفعل العسكرية أو المواقف الدولية على كل المستويات عربياً وإسلامياً ودولياً فقامت هذه الدولة المجوسية بتغيير خطابها السياسي نحو اليمن والمملكة العربية السعودية الذي أعتاد على النفاق السياسي والمراوغة، فأعتقد أن الشيطان والعياذ بالله من الشيطان هو الشيطان سواءً شيطاناً أكبر أم أصغر فلا فرق بينهما





#نافع_العطيوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نافع العطيوي - ايهما الشيطان الأكبر أمريكا أم أيران