رافي زيوان
الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 19:26
المحور:
المجتمع المدني
لاحقوق للاقليات دون وجود مشروع سياسي مدني , حيث ان كل محاولاتنا بأستحصال حقوقنا كأيزيديين وباقي الاقليات سيصيبها الفشل بوجود الطائفية والمحاصصة.. حيث لايهم عدد المقاعد التي نادينا بها ولازلنا .؟
لاننا مهما فعلنا ( كأقليات ومن معنا من التيارات العلمانية الضعيفة ) فأن ذلك لن يغير من وضعنا بشئ , وخير دليل على ذلك هو ما تعانيه الاقليات الكبيرة ( الاكراد والعرب السنة ) التي نادت ولازالت تنادي بحكومة وطنية تجمع كل الاطياف العراقية بحكومة تسمى بحكومة وحدة وطنية خوفاً من فقدان حقوقهم وامتيازاتهم التي حصلوا عليها وهنا أقصد الاكراد أولاً ومن ثم العرب السنة... حيث لم يتمكنوا من تمرير أي قرار من القرارات التي لم يرضى بها الشيعة ( الاكثرية ) ؟
فما يهمنا كأيزيديين وباقي الاقليات ليست مقاعد البرلمان فقط ..! بل هي حقوقنا المدنية التي بدورها لن نحصل عليها دون وجود مشروع سياسي مدني.؟
وطلباتنا ليست بالتعجيزية بل هي بسيطة وتتوافق مع الدستور …! حيث اننا نريد حق الاكل, واعتقد ان هذا الطلب لايتعارض مع ديمقراطية السيد المالكي او كاك مسعود رئيس الاقليم وبايضاح أكثر نريد ان نأكل ما نريد وقت ما نشاء فأن أردنا أكل لحوم لايأكها غيرنا … وبشكل ديمقراطي طبعاً يجب ان تكون هناك قرارات وهيئات ولجان تنظم ذلك فمن غير الطبيعي ان تفرض مفاهيم فئة معينة حتى ان كانت تمثل الاكثرية بكيفية أكل اللحوم او نوعها لدرجة يصبح فيها الأُمي مفتياً ليخلق فوضى عارمة أكبر , سلبياتها عدم الاحساس بالمواطنة او الانتماء.؟
او يمنع علينا الاكل في شهر يصومون هم فيه حيث وان طبقت حقوق المواطنة فمن حقي كغير مسلم ان يحميني الدستور ويعطيني حقي بأختيار ما أكل وقت ما أُريد في المكان الذي أُريد لا كما يحدث من فوضى أيام شهر رمضان حيث ان رجال الشرطة والامن وغيرهم يصبحون مرجعييات شغلها الشاغل خلق فوضى وأضافة هَم جديد لهموم المواطن المبتلي بأزدواجية القومية والدين .
كما اننا نطالب بحق المشرب ( الشرب ) وبما ان الشرب يعني الخمر بالعراقي فأعتقد ان ابسط الطلبات هي طلباتي لانني لم أطلب الكوكايين او اية انواع من المخدرات التي يتعاطاها من لايمكنه الحصول على المشروبات الروحية في البلدان التي تمنع الخمر لكنها تستورد المخدرات بالاطنان سواء بشكل رسمي (فساد اداري ) او عن طريق التهريب.. طلبي هذا فيه حماية لكل ابناء العراق من وباء العصر , المخدرات , الذي للاسف لم نسمع فتاوي بمنعه بقدر الفتاوي التي تدعوا للقتل
اما الطلب الثالث والاخير هو حق الملبس ( الملابس ) وأعتقد ان هذا الطلب لايتعارض أبداً مع الديمقراطية التي ينادي بها كل من ظهر على شاشات التلفاز من سياسيين ومتحزبين فمن غير المنطقي ان غير المسلمين من أبناء الاقليات لايمكنهم الذهاب للمدن الكبيرة بملابسهم التقليدية , حيث انه وفي زمن الديمقراطية ينظر اليهم بعين أزدراء ان لم يحترموا التقاليد الاسلامية كما يحلو للبعض تسميتها , فأين حقوق المواطنة التي يكفلها الدستور الذي لانسمع به إلا ان كان في ذلك مصلحة للمتغنيين به وبخصاله التي لاتعد ..نريد ان تلبس نسائنا مايناسبهم لا ما يناسب الاصوليين او غيرهم من المتخلفين ممن اوصلوا بلدانهم للحضيض .
وهنا اُعيد وأقول أعطونا حقنا في المأكل وخذوا ماتشائون من كعكة العراق أعطونا حقنا في الملبس وألبسوا ما تشائون من ملابس كردية , عمامة بيضاء او سوداء
اعطونا حقنا في شرب الخمر وهنيئاً عليكم الجنة بأنهارها من العسل والخمر...؟
وبقراءة بسيطةلاحوال الاقليات في اوربا بما كانت عليه ( أيام حكم الكنيسة ) وما آلت أليه في زمن القوميين, ومايهمنا هنا هو زمن القوميين والحربين العالميتين اللتين حدثتا بسببهم... حيث ان اليهود كأقلية لم يحصلوا على حقوقهم في اوربا ومن ثم حصلوا على دعم كبير لاقامة دولة لانهم نشطين او أصحاب رؤس أموال فقط , بل ان تغير الاوضاع في أوربا من حكم قوميات معينة لحكم الشعب وفق مشاريع وطنية تشمل الجميع بالحقوق والواجبات ومن ذلك المنطلق وصلت اوربا الى ما هي عليه الان حيث ان القانون فوق الجميع فعلاً وقولاً لا شعارات شبعنا منها بل اُتخمنا...؟
ففي العراق اليوم ثقافة طائفية مقيتة أصبحت السائدة على كل شئ , الخاسر منها هم الاقليات وخاصة الايزيديين الذين يعانون الأمرين دينياً وقومياً .
فمن المضحك النظر لتحالف علاوي ـ مطلك على انه تحالف وطني لسبب بسيط انهما يتباهيان بأن أحدهم سني والاخر شيعي كأن شيئاً لم يكن.. ليثبتوا انهم من نفس طينة باقي سياسيينا الميامين من طائفيين ومحاصصين حيث أصبح العراق في زمنهم
عبارة عن دكان للكعك لايمكنه ملئ بطون الاكثريات فكيف سيكون حال الاقليات .
في ظل الحديث عن أقليات اوربا حيث ان أكبر تلك الاقليات هم اليهود والغجر ... أود هنا الاشار الى ان الحقوق التي حصل عليها اليهود في اوربا هي نتيجة نشاطهم الدؤب من اجل أقامة دولتهم ولوبيهم سواء الاوربي او الامريكي غير ان الغجر الغير منظمين كزملائهم اليهود لم ينصفهم التاريخ ولاحقوق خاصة لديهم رغم ان ما حصل معهم لم يقل عن ما حصل مع اليهود في اوربا ان لم يكن أكثر ضراوة أحيانناً .
فمثل مَن , من الاقليتين المذكورتين سيكون واقعنا كأيزيديين ….!!؟
#رافي_زيوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟