فادي.البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 20:50
المحور:
الادب والفن
1
أربع جدران بيضاء و لوحة لامرأة وحيدة
و مكتبة صغيرة فيها بعض القصائد
لشعراء كان لهم من قبلي في الحب تجارب
وكتاب واحد لتعلم الطهي
في حالة عدم توفر زوجة أو عشيقة
وتلفاز بالأسود والأبيض
ومذياع عتيق بجانب مخدةِ البيضاء
التي قد شبعت من البكاء
2
وطاولة وكرسي وسيجارة وقلم و ورقة..
و أرضية تزخرفها أعقاب سيجاراتي
التي أحرقتها أنا ورئتاي....
عامان من الغرق في دخانها.....!!
هناك في زاوية معتمة أنفاس شخص يلهث..
من بعد سير ألاف المحطات....!
هناك في تلك الزاوية المظلمة الشاحبة
رجل ينتشي الحياة من على الأوراق
3
هذا أنا..اجل أنا حاملا على ظهري أحزاني
وأحزان من سكنوا قبلي و معي وتركوني وحيدا
في هذا البيت الذي أصبح كنيتي ووطني...!!
فيه خلقت ولعبت وكبرت وبلغت...!:
وفيه ثرت وتمردت وانتشيت
وأحلامي حتى السيل ضاجعت...!!
منه أيضا أنا تعلمت
كيف الحزن يؤسس إنسان :
4
فتناولت معطفي البني وقبعتي السوداء
وقررت الرحيل وهجر البيت وكل ما مضى
أخطو ببطء شديد نحو الباب
وقدماي على الأرض
مهزوزتان مرتجفتان
والتردد يسري بين الشرايين
والخوف كل الخوف
من هذا المجهول الذي يدعى الأتي..
الخوف من ما هو خارج هذهِ العلبة الإسمنتية
5
وصلت الباب ووضعت يدي على مقبض الباب
ثارت الأخرى وكأنها قالت لا قف..
إلى أين أنت ذاهب
أي عنوان لك خارج هذه الحيطان
وما اسمك بين الأسماء الخضراء !!!؟
فأعود أدراجي بخفي حنين
واضرب أحلامي بعرض الحائط
وقلت لنفسي
مالي أنا خارج إلى عالم الضياع
الذي فيه ياما
وياما أناس ضاعوا وفقدوا بلا عودةٍ
أو حتى خبر عنهم
6
وأنا رجل مالي سوى أوراقي وأقلامي
التي فيها أكون
ومن دونها لا اعرف والله من أكون
فأليها أعود واسكن السطور
وافرش الكلمات واجعل الحزن مخدةِ
والقصيدة والشعر حياة
وأخيرا افرح حين يأتيني الموت .......!!:)؟
" تخاريف رجل عصري "
" فادي البابلي
#فادي.البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟