أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى خليل - نضال حسن وجنته المزعومة















المزيد.....

نضال حسن وجنته المزعومة


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احتلت صورة الميجور نضال مالك حسن غلاف عدد مجلة تايم بتاريخ 23 نوفمبر ووضعوا على عينيه لافتة سوداء تقول "إرهابى"، وتتسائل المجلة فى بداية تقريرها عن هول المفأجاة التى سوف يواجهها الميجور نضال مالك حسن عندما يفيق من اصابته ولا يجد نفسه فى الجنة ولكن فى مركز بروك الطبى التابع للجيش الأمريكى.
وقد كتبت مقالا من قبل بعد محاولة الشاب المصرى هشام محمد هدايت تفجير مقر شركة العال بمطار لوس انجلوس فى 4 يوليو 2002 بعنوان " لن يدخل الجنة من لم يعشها على الأرض"، ولكن الرد الأكثر اقناعا جاء هذه المرة من شاب مصرى من اسيوط، أسمه خالد البرى، جندته الجماعة الإسلامية وانخرط فى أنشطتها الإرهابية والتزم بتعاليمها ودخل السجن من جراء ذلك ثم خرج من السجن وعاش الحياة الطبيعية بين البشر، ثم قارن بين تجربته وسط الجماعة وتجربته وسط البشر اخوانه فى الوطن والإنسانية وسجل هذه التجربة برمتها فى كتاب بعنوان بديع هو " الدنيا أجمل من الجنة"، والذى صدرت طبعته الثالثة عن دار ميريت للنشر فى القاهرة عام 2009 ، وكانت طبعته الأولى قد نشرت عن دار النهار بلبنان عام 2001، وحكى تجربته بعد أحداث 11 سبتمبر ليقول للإنتحاريين انهم اكلوا أكبر مقلب فى حياتهم عندما اقنعهم شيوخ التطرف والإرهاب أن هناك فاتنات من الحور ينتظرون فى جنتهم المزعومة والمزيفة من يقتلون ويفجرون اجسادهم فى اخوانهم فى الإنسانية بما فى ذلك الأطفال والنساء وكبار السن ( أحدى السيدات التى قتلها نضال حسن حامل فى شهورها الأولى وآخر ترك عروسه وهى حامل وثالث ترك طفل فى الشهور الأولى من عمره ورابع سنه 61 سنة وجميعهم تركو أسرا مكلومة وحزينة).

وقد كتب المرحوم الشهيد فرج فودة مرارا وتكرارا عن التفسير الجنسى لسلوك الإرهابيين وهوسهم بالجنس لدرجة تحريمهم النظر لآفخاذ اللأعبين فى المباريات الرياضية وتحريم بعض أنواع الخضروات والفاكهة لما فيها من إيحاءات جنسية فى نظرهم. وفى أحدى العمليات الانتحارية فى إسرائيل لم يمت الإنتحارى وكان يردد وهو فاقد الوعى أين الحور؟ أين الحور ؟، وفى الاوراق التى تركها انتحاريوا 11 سبتمبرجاء فيها أن محمد عطا قائد العمليات كان يقوى من عزيمتهم ويقول لهم كلها ساعات وسنكون فى الجنة مع الحور العين، ولو عرف أن حورياته الموعودة هى زيف ووهم ما فكر أحد منهم إيذاء ذاته وإيذاء الآخرين.
سلوك نضال حسن هو سلوك تقليدى للإرهابى الإسلامى التقليدى،يحصل على مرتب كبير اضعاف متوسط دخل الفرد فى أمريكا ذاتها وفى نفس الوقت يعيش فى شقة قذرة ايجارها 350 دولار فى الشهر وصفتها النيويورك تايمز بأنها سيئة جدا ،يذهب إلى المسجد عشرات المرات بحثا عن زوجة بها كل المتناقضات، جميلة جدا ومنطلقة وجذابة جنسيا ونغشة جدا وفى نفس الوقت محجبة ومنكسرة وشديدة التدين وورعة وتقية وتؤدى الخمس صلوات اليومية فى مواعيدها!!، ولهذا كما يقول أمام المسجد فضل الله خان لم يجد هذه الزوجة رغم طول بحثه عنها، وهذه المواصفات للملاك الغانية لن يجدها إلا فى جنته المزعومة كما يخيل له خياله الجنسى وكتب الفقه الإسلامى التى حولت الجنة إلى كباريه مبتذل.هذا الهوس الجنسى المريض هو الذى جعل هؤلاء الإرهابيين يجمعون المتناقضات. فنضال حسن كما تقول مجلة تايم كان يجمع كل المتناقضات، طبيب نفسى وهو نفسه يحتاج إلى علاج نفسى، جندى فى جيش وتمثل له الحرب كابوسا مرعبا ويتخيل نفسه لن يرجع حيا منها وخاصة إذا كانت ضد دولة مسلمة، يتظاهر بالتقوى ومع هذا كان يتردد باستمرار على ملهى ليلى للرقص العارى" استرابتيز"، ظابط فى جيش نظامى ومع هذا يرتدى الجلباب الافغانى.

يذهب له مريض منكسر نفسيا فبدلا من ان يعالجه يدعوه للإسلام كما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن أحد مرضاه. وكان يقول لزملاءه أن إسلامه اولا قبل وطنه أمريكا والشريعة الإسلامية فوق الدستور، ولهذا كان يقرر علنا أن من حق العراقيين والافغان مقاومة الجيش الأمريكى وقتل جنوده. وكطالب بالسنة النهائية ببرنامج إعداد الأطباء النفسيين بمركز وولتر ريد التابع للجيش بواشنطن كان يفترض ان يقدم عرضا طبيا لحالة من اختيارة إلا انه عرض فى يونيه 2007 أمام 25 من رؤسائه من أعضاء فريق الصحة العقلية محاضرة عن "الإسلام والإنتحاريين: وجهة النظر القرآنية بشأن المسلمين فى الجيش الأمريكى" وقال بالنص كما نشرت واشنطن بوست " تزداد الصعوبات يوما بعد يوم بالنسبة للمسلمين داخل الجيش الأمريكى لأنهم لا يجدون تبريرا أخلاقيا للمشاركة فى حرب ضد اخوانهم المسلمين".
وقال أحد زملاءه لصحيفة النيويورك تايمز إنه أثناء دراستة الماجستير فى المركز الطبى الوطنى بمدينة بثاسدة بميرلاند إنه قدم عرضا العام الماضى على الباوربوينت بعنوان " لماذا الحرب على الإرهاب هى حرب على الإسلام" وسط دهشة الحاضرين بالطبع.
صفات نضال حسن هى صفات الإرهابيين الإسلاميين التقليديين الذين يمكن تجنيدهم بسهولة للقيام بأبشع العمليات بتوجيهات من محترفى الإرهاب من شيوخ التطرف،أى أنه من هؤلاء الذين يمكن غسيل دماغهم بسهولة بدوافع دينية، خجول ومنعزل وهادئ ومتحفظ وقليل الكلام وقليل الأصدقاء وغير اجتماعى، وهى نفس الصفات التى ذكروها عن محمد عطا من قبل.قال حماد حسن عم نضال عنه ،إنه عزل نفسه بعد وفاة والديه وانغمس فى قراءة الكتب الإسلامية بدلا من أن يتفاعل اجتماعيا مع غيره، وقال أرشاد قرشى رئيس هيئة الأمناء فى مركز الجالية الإسلامية بسبرنج فيلد بفيرجينيا: كان هادئا ومتحفظا ولا يمكننى القول إن أحد يعرف عنه شيئا سوى إنه يؤدى الصلوات فى المركز.كان نضال أيضا يتجنب زميلاته ويرفض التصوير نهائيا مع امرأة فى الوقت الذى يتسلى بمشاهدة النساء العرايا فى الملاهى!!! !!، وفى أحدى المرات مازحته زميلته الملازم أول اليزابيث وايتسايد، وكانت عائدة من العراق ومصابة بطلق نارى، وعندما سعل امامها قالت له بالعربية " يرحمك الله" فقال لها بجدية لقد سعلت ولم أعطس، بما يعنى إنه ملم بتفاصيل فقه الاصوليين.
على أن هناك ما يؤكد على أن ما قام به نضال حسن عملية إرهابية مع سبق الاصرار والترصد ، من ذلك هو اعداه المسبق لهذه العملية واستعداده لتوقيع أكبر عدد من الضحايا، فقد قام بشراء المسدس فى الصيف الماضى وبعد أيام من وصوله إلى قاعدة فورت هود، ورغم بخله فقد دفع 1100 دولارا ثمنا لهذا المسدس ، وكان يراسل الإمام المتطرف اليمنى المطرود من امريكا أنور العوالقى ، وقد رصدت المخابرات الأمريكية 18 رسالة من نضال إلى العوالقى ورد الأخير على الأقل على اثنين منها، ولهذا لم استغرب أن يصف انور العوالقى ما قام به نضال بأنه عملا بطوليا مشرفا مطالبا الجنود المسلمين بالجيش الأمريكى بالسير على خطى نضال. كما تم رصد رسالة بأسم نضال حسن يشبه فيها الإنتحاريين الإسلاميين بطيارى الكاميكاز اليابانيين، ويصف الانتحارى بأنه بطل شجاع ضحى بحياته من آجل هدف نبيل،كما أنه اخبر أمام المسجد بأنه سيكون عند والديه قبل أن يذهب إلى افغانستان،مع العلم بأن والديه رحلا منذ حوالى عشر سنوات. وفى يوم تنفيذ العملية ذهب لصلاة الفجر فى مسجد قريب من القاعدة وودع أصدقاءه هناك وطلب مسامحته عن أى خطأ فى حقهم وقال لأحد رواد المسجد سوف أسافر ولن أكون هنا غدا، وقبل تنفيذ العملية انحنى وتمتم بدعاء إسلامى ثم انطلق صائحا " الله واكبر" وهو يطلق النار على زملاءه بشكل جنونى وبعقل وقلب قاسى وبارد.
ومثله مثل الاصوليين الإسلاميين لديه القناعة بإرتكاب ما يسمونه الكذب الحلال من آجل نصرة الإسلام، ولهذا رغم تدينه الشديد واداءه الصلوات الخمسة فى مواعيدها وانغماسه فى كتب التراث الإسلامى،إلا انه وصف نفسه فى سجلات الجيش الامريكى بأنه غير متدين.
ما فعله الميجور نضال مالك حسن عملية إرهابية مكتملة الأركان، ومع شديد الأسف للضحايا الأبرياء الذين سقطوا من جراء جبنه وغدره إلا أن ما تركه هذا الحادث المؤلم من مخاطر متوقعة من الاصوليين الإسلاميين فى امريكا هو الأخطر.. والاسئلة الصعبة التى تركها هذا الحادث هى الأكثر صعوبة حيال حيرة أمريكا تجاه هذه الظاهرة الخطيرة .
فمتى يستيقظ معسكر الحضارة من السبات العميق الذى يعيش فيه ؟.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارس النبيل محمد السيد سعيد
- المشاحنات المذهبية بين المسيحيين فى مصر
- الحكومة المصرية والتجسس على يهود المغرب
- الاخوان المسلمون وتدمير العمل السياسى والنقابى
- فاروق حسنى واليونسكو
- من هو الطائفى ومن هو الوطنى؟
- سؤال الهوية فى امريكا
- ماذا تبقى من 11 سبتمبر؟
- ماجد عطية: ستون عاما من العمل الصحفى الجاد
- أقباط أمريكا وزيارة الرئيس مبارك
- ليست معركة القمنى وحده
- اتهامات مختلقة وبلا دليل
- الفتور الغربى تجاه حركات الإسلام السياسى
- نظرية الورائية عند على سالم
- التحريض على قتل سيد القمنى
- الأقباط فى خطاب أوباما التاريخى بالقاهرة
- إيران :من تصدير الثورة إلى سقوط شرعيتها الداخلية
- فتنة الأمن تتحرك إلى عزبة جرجس بيه بالفشن
- القضيةالقبطية
- الفضائيات العربية والأزمة الإيرانية


المزيد.....




- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى خليل - نضال حسن وجنته المزعومة