أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله حافيظي السباعي الإدريسي - مشكل الصحراء المغربية والحلول الممكنة















المزيد.....

مشكل الصحراء المغربية والحلول الممكنة


عبدالله حافيظي السباعي الإدريسي

الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 15:14
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجد لها المتخصصون حلولا ناجعة إلا مشكل الصحراء فقد استعصى عن الحل ...

منذ سنة 1975 وهذا المشكل يتفاعل وتتشابك خيوطه وتتأزم حلوله ويفقد الأمل في أي حل ناجع نتيجة عوامل داخلية وخارجية تصب الزيت وتجعل كل الحلول المقترحة ضربا من ضروب المحال ...

السلطات الجزائرية في عهد الرئيس بومدين بدل ان تساعد المغرب على استقرار رعاياه في الصحراء عمدت على تسليحهم وتهجيرهم إلى مخيمات الحامدة ليحملوا السلاح ضد أهلهم وعشيرتهم ، وإخوانهم في الملة والدين ، الجميع محتار في تفسير هذا الموقف الجزائري الغامض المؤسف ... فالشعبين الشقيقين المغربي والجزائري تقاسما زمن لمقاومة بكل آلامه وآماله ، بخيره وشره ... وعندما استقلت المملكة المغربية سنة 1956 كان المغفور له الملك محمد لخامس طيب الله تراه يقول بان استقلال المغرب لن يكتمل لا بتحرير الجزائر من رقبة الاستعمار الفرنسي الذي كان يعد القطر الجزائري الشقيق جزءا لا يتجزأ من التراب الفرنسي ... إلا انه بعد استقلال الجزائر بدل ان يحتفل الشعبين ويذوقا حلاوة ونشوة الانتصار نشبت بين الشعبين حرب سموها حرب الرمال لا زال لجميع يجهل أسبابها الحقيقية زلا كيف من بدأها ومن أعلن نهايتها...

السلطات المغربية بدورها عندما استرجعت الصحراء اقترفت أغلاطا عفوية وأخرى مقصودة ... العفوية بعدم سيطرته على مجموع الأرض وترك المتعاطفين مع الانفصاليين يهجرون الصحراويين إلى مخيمات تيندوف في الوقت الذي كان فيه الأستاذ احمد بن سودة ـ سامحه الله ـ أول عامل مغربي في الصحراء وفي فندق البردور يقول لمن جاء يطلب منه ان يوقف النزيف : من كان يريد البقاء في الصحراء فليبق ، ومن كان يريد المغادرة فان ارض لله واسعة ... وقعت ممارسات شاذة من طرف بعض الجنود المغاربة دفعت ببعض السكان الهروب خوفا من الممارسات التي كان يقوم بها بعض ضعاف العقول ...

منح المغرب منطقة وادي الذهب لموريتانيا لإبعادها من المحور الجزائري ، وهذا من عبقرية المغفور له الملك الحسن الثاني الذي كن يعرف ان موريتانيا لن تستطيع الصمود ولن تستطيع قبض الجمرة ، بل ان نظام لمختار ولد دادا سيؤدي ثمن تحالفه مع لفرنسيين بداية الستينات لبتر موريتانيا من المغرب الذي كن يمتد من طنجة إلى نهر السنغال ...

كشر المسئولين لجزائريين عن أنيابهم ، سلحوا إخواننا الصحراويين بالسلاح المتطور واطروا اغلب هجماتهم وشاركوا فيها فعليا حيث تم اسر بعضهم في معارك : امغالا وكلتة زمور والفارسية ... تحمل المغرب أتعابا كثيرة وعانى معاناة مريرة لان الانفصاليين يحسنون الكر والفر ، فاستطاعوا التوغل في المدن الرئيسية في المنطقة كمدن : طانطان والسمارة وبوجدور ... اسروا الجنود المغاربة بالآلاف وساموهم سوء العذاب ... وهجروا قسرا مئات ألاف من المواطنين العزل ولا زلوا يحتجزونهم يستعملونهم اداة لاستجداء المسعدات الدولية التي يباع نصفها في الأسواق السواء بجنوب موريتانيا ومالي وحتى في مدن الأقاليم الجنوبية المغربية ...
لم يتنفس المغرب الصعداء إلا بعد نجاحه في إنشاء الحزام الأمني الذي يعتبر ثورة كبيرة وتجربة رائدة في الميدان الحربي ، الشيء الذي أرغم الجزائر ولانفصاليين إلى قبول إيقاف النار ودخول البعثة الأممية إلى قلب الصحراء ...

شرعت بعثة الأمم المتحدة في إحصاء الصحراويين للمشاركة في استفتاء كنا نجزم بأنه لن ينظم لا عاجلا ولا آجلا ، لان لمغرب يريده استفتاء تأكيديا لمغربية الصحراء ، والجزائر وربيبتها البوليساريو تريدانه استفتاء يقضي إلى الاستقلال التام ...وما بين الاستفتاء والاستقلال ظهر الحكم الذاتي الذي يعد حلا ناجعا لن يطبق لان المغرب ينتظر ان تقبله الجزائر والتي لن تقبله لأنه يضرب كل مخططاتها في الصفر ... فحكام الجزائر مهما لوحوا بحق الشعوب في تقرير مصيرها فإنها في الجوهر لا تبحث إلا عن منفذ نحو لمحيط الأطلسي ، فلماذا لا يسمح حكام الجزائر لشعب القبائل بتزي وزو بتقرير مصيره ؟
ان حكام الجزائر هم الذين يصرون على مناصبة العداء للمغرب ويقفون حجر عثرة أمام كل الحلول الممكنة لقضية الصحراء المغربية ... أما الشعبين المغربي والجزائري فلو كانت مقاليد الأمور بيدهما لانتفت الحدود وأزيلت الحواجز والجمارك ولذابت كل لمشاكل في مغرب عربي موحد لا مكان فيه للكيانات القزمية ...
واليوم وقد نجح المغرب في تنمية أقاليمه الصحراوية عمرانيا ، رغم فشله في تنمية الإنسان الصحراوي وكسب ثقته وذاك ما أقر به المغفور له لحسن الثاني طيب لله ثراه عندما قال : بأنه دخل الصحراء إلا أنه لم يستطع ان يدخل قلوب أهلها ...

وإذا كان المغرب قد جرب كل شئ في أراضيه الصحراوية ، جرب العصا والجزرة ، عوض المسجونين ، وعفا عن التائبين العائدين ومنحهم أرقى لمناصب ، كما منج العلاوات الظاهرة والباطنة ، والوظائف الوهمية والمنازل السكنية لمن يستحقها ومن لا يستحقها ...

المسئولين المغاربة مند استرجاع الأقاليم الصحراوية لم يستطيعوا معرفة المزاج الصحراوي المتقلب تقلب أحوال الطقس في الصحراء ... جل المسئولين إلا من رحم ربك كانوا يتعاملون مع قضية الصحراء بمنطق مكيافيللي نفعي صرف ... كل المسئولين المغاربة الذين عملوا بالمنطقة كانوا يعملون بها من اجل كسب المال وبناء المستقبل داخل المغرب ... فلا فرق بين مسئول مغربي يعمل بالصحراء وعامل مغربي يعمل بدول أوربا ...
المغرب في الصحراء حسن إلى من أساء إليه وأساء إلى من أحسن إليه، أكرم اللؤماء وأساء إلى الشرفاء ... وبين الأخذ والعطاء والنفاق والتزلف والسرقات الموصوفة العلنية والسرية قد تضيع الصحراء ويضيع الأمل في المستقبل ...

أعطى المسئولين المغاربة للصحراويين لحاجة في نفس يعقوب ... كل ذلك لم ينفع في شيء ، كمن يداوي الرمضاء بالنار، أو كمن يصب الماء الزلال في الرمال ...فلا الأمر استثب للمغرب في الصحراء ، ولا الصحراويين رجعوا إلى رشدهم ، بل تم تدويل المشكل عالميا فأصبحت المنابر الدولية وخاصة مجال حقوق
الإنسان هو المجل الوحيد الذي يمنح الأمل للجزائر وربيبتها لبوليساريو في تطويق المغرب ، بعد أن فشلتا في ألميدان العسكري بقبولهما بوقف إطلاق النار سنة 1991

ما هي الحلول المقترحة لحل هذا المشكل لذي استعصى على كل حل ؟

بعد ان فشلت كل أساليب الترهيب والترغيب ، وبعد القصور الذي أبان عنه المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية الذي خيب آمال الجميع في إيصال قافلة الصحراء إلى شاطئ النجاة ، فقد كان ينتظر منه الجميع ان يبلوره الخطاب الملكي حول الحكم الذاتي إلى واقع ملموس ، وان يساهم في تكوين نخبة صحراوية مثقفة تبشر تطبيق الحكم الذاتي على أسس من لكفاءة ... والجميع يتطلع ان يتطور هذا المجلس إلى برلمان جهوي منتخب على أسس متينة وبطريقة شفافة ديمقراطية بعيدة عن المحاباة وأحياء النعرات القبلية المقيتة التي هي إلا مجال لإعطاء الفرصة لبعض النفوس الخبيثة التي لا ترغب إلا في إطالة المشكل لان الأشياء المبنية على الوراثة تفرز الغث والسمين ، هناك من يظهر الوطنية والله اعلم بما تخفي النفوس ... قلوبهم معنا وسيوفهم مع بني امية ...

ويعتبر الخطاب الملكي السامي لسادس نونبر 2009 خارطة طريق لبدء الحل قضية الصحراء المغربية لما امتاز به الخطاب من صراحة ناذرة حيث طلب جلالته من المغاربة وخاصة الصحراويين إما ن يكون وطنيا أو خائنا يتحمل مسئولية خيانته ، فلا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار ، بين الوطنية ولخيانة ، لان عهد المحاباة والمداراة ولى لا رجعة له ... واذا كان المجلس لملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية قد فشل في ترجمة طلعات الصحراويين فلكل لسان عثرة ولكل حصان كبوة ... السيف ينبو والجواد يكبو

بعد هذا الخطاب التاريخي على المسئولين المغاربة ان يباشروا وضع لوائح شفافة للصحراويين بناء على تحيين اللوائح التي قدمها المغرب للأمم لمتحدة وإضافة إليها كل من له علاقة بالمنطقة بعيدا عن لاعتماد عن الإحصاء لاسباني الذي هيئه المستعمر لحاجة في نفس يعقوب ...

تطبيق جهوية موسعة في أفق نهاية فترة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية نهاية مارس 2010 ، وبتطبيق الجهوية الموسعة أو اللامركزية على أسس ديمقراطية حقة فانا متيقن بان الجميع سيندمج في الحل وسيبعد المتطفلين عن لقضية كما سيشجع اخوننا الصحراويين في مخيمات تيندوف إلى العودة إذا لمسوا بان مسئولين نزهاء من بين أبناء جلدتهم هم من يتولون تسيير شؤون منطقتهم ...

نجاح الحكم الذاتي مستقبلا كفيل بنجاح الجهوية المتقدمة التي نص عليها الخطاب الملكي السامي . لكي تبقى ورقة الحكم لذتي في يد المغرب ورقة رابحة في المفاوضات هذه المفاوضات التي اجزم انه لن توصلنا إلى أية نتيجة تخرج الصحراويين المحتجزين في مخيمات تيندوف من تحث الحجر والوصية ... فكما يستفيد بعض المغاربة ماديا ومعنويا من إطالة مشكل الصحراء ... فان المسئولين في البوليساريو يستفيدون من عملية احتجاز اخوننا الصحراويين في مخيمات الحمادة ...
الحل الأخير في تصوري المتواضع هو ن يبادر أحد الزعماء العرب ذوي النفوذ وخاصة الملك عبدالله والزعيم القذافي أو أمير قطر لما لهم من حظوة ونفوذ وجاه في المنطقة إلى جمع الأطراف المعنية مبشرة بمشكل الصحراء : المغرب ولجزائر والبوليساريو ، على طاولة واحدة تتصافى فيها القلوب وتتألف فيها النفوس ، يضمن فيها للجزائر منفذا نحو المحيط الأطلسي لكي تتمكن من تصدير حديد كارت الجبيلات من ميناء العيون أو طرفاية على بعد حوالي 250 كلومترا بدل تصديره حاليا من ميناء وهران على بعد 1600 كيلومتر ، كما نضمن للجزائر مصادقة المغرب النهاية على رسم الحدود الموروثة عن لاستعمار ، أما المغرب فنضمن له سيادته الكاملة على الصحراء في إطار البيعة الإسلامية والمحافظة على الهوية المغربية الممثلة في العلم والعملة لتي لا تقبل أي مساومة ، أما إخواننا الصحراويين الانفصاليين فنضمن لهم تطبيق حكم ذاتي موسع كما هو مطبق في بلاد الباسك بالمملكة الاسبانية وهو أقصى ما يمكن ان يطمح إليه الجميع لان البحث عن لاستقلال التام ما هو إلا ضرب من ضرب الخيال ... وأنا انصح إخواننا الصحراويين بالعض على هذا الاقتراح بالنواجذ فهو فرصة لنا لا تعوض فيها عزة كل الأطراف المتصارعة وكرامتهم وهو الحل الوسط لا غلب فيه ولا مغلوب...

لقد ان الأوان لإيجاد حل ناجع لمشكلة الصحراء المغربية ، ففي حلها خير للمنطقة ولشعوبها ، وبالابتعاد عن الأنانية وحب الزعامة والشوفينية نستطيع حل كل المشاكل في إطار اخوي صادق يحفظ للجميع عزته وكرامته ...



#عبدالله_حافيظي_السباعي_الإدريسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله حافيظي السباعي الإدريسي - مشكل الصحراء المغربية والحلول الممكنة