أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزيف حنا يشوع - الباص قصة قصيرة















المزيد.....

الباص قصة قصيرة


جوزيف حنا يشوع

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 18:59
المحور: الادب والفن
    



هوت المقلاة من يده للمرة الثانية .. وهبط صندوق الخشب الذي اعتاد أن يتسلقه كلما أراد الوصول إلى قمة الطباخ.. أزاح الصندوق محتضناً إياه بساعدين ضّيقين بالكاد يتّسعانه صوب المغسلة , اعتلاه مع المقلاة وفتح صنبور الماء مزيلا ما علق بالمقلاة من أوساخ ثم عاود الطقوس عينها رجوعا إلى الطباخ .. حملها هذه المرة بكلتا يديه وأسقطها لكنْ ليس على الأرض بل على منصة الطباخ.أمال قنينة الزيت وأهدر نصفها تماما ليسكب في المقلاة ما يكفي لقلي بيضه وسال ما عداه على الأرض فجر البيضة وسط إناء زجاجي صغير واختلط بياضها وصفارها بقشرتها.. أحنى طرفا من الإناء ساكبًاَ البيضة بقشورها إلى قاع المقلاة وشعر بالحيرة أمام اللوحة السريالية التي كوّنها لتوه في بطن المقلاة ثم تذكرّ أن ماما اعتادت أن تشغل ناراً عندما تريد قلي بيضة .. خانته شجاعته التي استجمعها كلّها عن حمل المقلاة الحارة إلى المنضدة فجلب خبزه إلى الطباخ. كان عاليا صوت انسحاق قشور البيض تحت أسنانه وهو يلوك بيضته.. كرع كوب ماء وخرج.. --------------------- طالعَ شمساً شتائيةً حنونة ..(حنونة!؟) وسحق المنظر مشيحا بمنكبيه صوب مبنى كلية الطب النفسي غير آبه بل ومحتقراً بشّدة حقيقة انّه يعيد سنته الثانية ويبتلع رمقه الأخير في هذا المكان . ---------------------------- خرج من المطبخ إلى الحديقة الدار, طالع الزهور الملونة بحياد مميت .. ماذا تعني الزهور لطفل في العاشرة ؟! صافحت قدماه ارض الصالة الرئيسية للمنزل , فتح التلفزيون على محطة (توم وجيري) وتوقف عند اللحظة التي سينهال فيها القط بمطرقة عل رأس الفأر، كره المنظر أطفا الجهاز وخرج. ----------------------------- ولج القاعة.. وفي رأسه تدور كل عقد (فرويد) المقيتة. انتحى ـ لتكاسله عن الاختلاط بمن حوله ـ جانبًا , وانصاع لعينيها وهي تحاضر عن (فرويد) كان يتخيلهما بندولان صنعا للتنويم المغناطيسي ونام مغناطيسياً كما اعتاد وأحب هذه العادة التي ألمته لأنها تجيز للماضي أن يحضر بل ويضارع ويأمر!! ونام أيضا, وتسير المحاضرة, ويسير الفصل الدراسي .. وتسير السنة.. ويسير العُمر ولا يسير هو.. ------------------------------
(( ماما عادتْ لتوها , منهكة أبداً, وغضبانة أبدا .. ومتغضنًا محياها الصغير والجميل , كجسدها الصغير . لمحها من وراء قضبان النافذة , واعد جسده للتقبيل العنيف (( ستقبّل يداها جسدي ويحمرّ .. وابكي محترقا من الألم.. ولكنها ستقبّلني )) لكنّ ماما اعتلتْ السُلم ولم تبن بعد ذلك .. وبكى.(( لو أنها ضربتني, لو أنها أماتتني)) لكنّ ماما اختفتْ في الطابق العلوي. حطّم جهاز السيطرة عن بعد الخاص بالتلفزيون ولم تكن الفرقعة عالية فهوى بالهاتف أرضا في باحة المنزل الداخلية . عندها , وعلى صوت التشظي هبطت ماما مستلةً عصى أفلتت من يدها الصغيرة مع أول ضربة بسبب جسدها الناحل لكنها لطمته على وجهه وسالت دماء أنفه وقبل مختنقا بدموعه وأوجاعه الدماء لأنّ ماما جعلتْها تسيل ولأنها لمستْ وجهه . حشر شاشا طبيا في منخريه ونام متألماً يملأه الفرح.. - (( ماما تذكرتني)) -------------------------- أناط بكرسيّه المفضّل عجيزته .. وبالشارع والمارّة فيه أنظاره.. وبالله ضجره.. وبحذائه تفكيره . أحب جميع أحذيته واكتشفَ حين دلف سنته العشرين أنه أمضى ثلث حياته الواعية على شراء أحذيته والاعتناء بها واحترامها (( ماما لم تكن بخيلة على الإطلاق ولم تعترض على حذائي الذي كلفني خمسين دولارا وانأ بعمر السابعة , وهي أيضا لم ترافقني يوما وأنا اشتري حذاءاً )) انسحبت عيناه من الشارع صوب النادل العجوز الذي تشبه سمرته سمرة بابا
بدرجة اللون عينها((مات بابا قبل أن أولد, وكان ينفق علينا بسخاء . وكان ميتا لما تزوج ماما وكان ميتا لما ماتت . واستمر ُينفق علينا بسخاء...)) ------------------------ على السلالم المؤدية إلى أعلى يمارس متعتهُ في الحياة, التشاجر مع شقيقة الأكبر ((وكنا جميعا نحب شقيقي الكبير لأنه كان يعد لنا الإفطار. ويصنع لنا طعام الغداء وكنت ابكي إذا ما آذيته دونما قصد. وكانتْ ماما تغسل لنا ملابسنا وحدها .. وكان بابا ينفق علينا بسخاء.. ومات بابا من زمن بعيد)). --------------------- لمح نفسه على زجاج سيارة مرتْ.. تجاهل صورته وقام( توقف من زمن بعيد جداً عن متابعة نموه ومن ثم عراكه مع الزمن في المرآة.. وكان في العاشرة لما بصق على نفسه أول مرة وفعلها الآن في العشرين)اغتصب استطالة الشارع وعهر بقطرات المطر التي شُرعت تبلل كل شيء.. دخل محلاً وابتاع حذاء.. خرج مسرعا إلى هاتف عمومي وتلفن.. لأمه أولا.. ولخطيبته ثانيا..(( لا أحسك)) للأولى.. و((انزعي الخاتم من يدك )) للثانية حط الحاكية وخرج.. ------------------------ انقضى أسبوع وماما لم تنر هذا المنزل بطلتها الغضوبة المحبة.. (( يا ترى هل تشعر ماما بالفراغ في حضنها لما تكون بعيدة. أنا أحس بالموت واكذب على شقيقي الأكبر فيحتضنني وأنام مقنعا إياه أنني أخاف النوم وحدي.. وكان شقيقي الأكبر دائماً دافئاً حضنه وليس دافئاً جداً كحضن (ماما)..)). ----------------------- ((زارنا أولاد عمي يوم أمس وشمس صباحيه مشرقة انبعث أشعتها من وجه ماما لما دخلوا المنزل مع أمهم وانهمكت ماما بشدة تحتفي بهم وصنعت لنا غداءً لذيذاً وكانت لذته أكثر مع ابن عمي الكبير.كان يصغرني بسنتين واحتضنته ماما وراحت تدفع باللقم إلى فمه بدلال.. وكان ابن عمي اسود البشرة ، قميئا وكنت ابيض وعيناي سوداوين،ولم تكن ماما قد أعدت طعام الغداء لنا في المنزل منذ زمن طويل وكان طبخ ماما لا يقلّد .. وكان أطيب حين تطعمه ابن عمي.. ولكن ماما كان طعامها لا يُطاق!!.)) ------------------------------ ((بدأ ذلك عندما أصبحت في السادسة عشرة إذ هّمتْ ماما بضربي على وجهي كما اعتادت أن تفعل وتفجّر شلال دماء من أنفي ، تحا شيتُ وتفاديت كفها المؤلمة ، الحنونة عندما أرادت أن تكرر المحاولة ، وغادرتُ المنزل ، إلى الأبد..)) ((ولن اترك ماما ، إلى الأبد)). ------------------------------ ((عصراً جاء أخي الكبير بأوراقه الجامعية يسبقه وجيف قلبه ناسياً أن يترك كراريسه في البيت إذ غادره حالما أخبرته ماما..(لنعد.. لن تتركنا حتماً.. وماما دائماً ماما حتماً). وخار وجيفه ورجيفه مخذولين بعناد نظراتي ، كان أخي يعرف نظراتي ويستشف ما فيها بحدة قلبه العطوف ، وتزوج بعد سنتين ، وتزوج أشقائي ، وغادر كل منهم إلى زفافه وخطبتُ أنا حسناء قلت لها – لا أعرف لماذا- على خط هاتف عمومي أن تنزع خاتم خطوبها من يدها ، مع السلامة.. اذكريني بخير.)) ---------------------------- ((عندما انتقلتُ لأكمل حياتي التي أطلق صافرتها الرب ، لم يطلب مني أحد الرجوع ، وعلقتُ على جدار الغرفة التي أفرغوها لي في بيت جدي صورة لأبي الهول، وكان بابا يغادر القبر باستمرار ويغدق علي بسخاء ما كان يتجاوز احتياجاتي ، ولم يكن أحد يلحظ مجيأه لأنه كان ميتاً.. ويوماً بكى أمامي لأن ماما رفضتْ أن تصنع له على العشاء حساء الجراد ليزيح عنه نوبة برد طرحته القبر لأسبوع . ولم اكره نفسي على التوقف عن شراء الأحذية الأنيقة وكنت أحبها كلها.. ورافقني هذا الولع حين وصلت أروقه كلية الطب- لطالما احببتُ جثه بابا – وأمضيت الوقت اعتني بأحذيتي ، وقعتُ على الدرجة الثالثة.. وغادرتُ منها بعد أن فشل فرويد في قراءتي )). ---------------------------- السماء في مرات كثيرة تكون غبية حد البلادة فتنظر إليها غائمةً لتستشف من وجومها شيئاً من التعزية لقلبك الرومانسي فلا تجد شيئاً ..وتعانقها مشمسة لعلها تدفع بنورها إلى قلبك المهموم فتعرش عليه بعضاً من التفاؤل فلا تجد ، عندها تتذكر أنك قد هُزمت فتترك السماء لحالها ، وقلبك لحاله وتتحمل عذابه لأنك تحملت في وجدانك من الاستلاب ما هو أسوأ.. انحاز عن السماء .. وعن بلاهة ما كان يبحث عنه فيها إلى الداخل مديراً قامته الشامخة أبداً، إلى حيث مقعده ونام.. ثم صحى على وقع أقدامهم تدلف القاعة وعلم أنه جاء إلى الكلية بعد بلوج الضياء الأول .. وقبل بدء الدرس بزمن طويل. هنيهة .. وأطلتُ بعينيها البندولين ، وشرعتُ تنومه، وشرع هو يروح بعيدا ً من جديد.. -------------------------------- ((كانتْ أشعة حنونة تعبثُ بمنتهى الرومانسية بورود الربيع وأغصان الزيتونة المنتحية جانباً من حديقة الدار.. على الجانب القريب من المدخل ..في فيء صباحي ماما جالسه بهدوء نادر على كرسي ّ تخيط شيئاً كان يتوجب أن يخاط من زمن بعيد.. لم تغادر ماما المنزل منذ يومين . ماما بدأت تغادر من زمن بعيد عندما تركت يوماً ما تخيطه الآن ، ومن يومين كاملين حقيقيين لم تغادر البيت. اقتربتُ من ماما مجتازاً الممر الذي يشطر الحديقة شطرين ، ولم تنزعج ماما ، اقتربتُ كثيراً، ولم تنزعج، ابتسمتْ فاقتربت ولمستُ ماما فرفعتْ رأسها ، ولم اعرفها ، كان وجه امرأة باسم يتطلع إلي بحنان ولم اعرف هذا الوجه ولم أجد الحاجبينْ المعقودين ولا كان تحتهما كرتي النار . طعم الحنان من عينيّ نظره المرأة الباسمة سكر. (وللحنان طعم عرفته)، ومضيتُ أداعب المرأة وتداعبني ،طعم المرأة الباسمة سكر( قلت في نفسي).
-هل جمعت كتبكَ ؟ -نعم ماما -وواجباتك؟ -أنجزتها ماما - تهيأ لأننا سنغادر سوية ، أنت اليوم على طريقي . رنّ الهاتف.. وراحت المرأة الباسمة ورفعت السماعة وشرعََت تتكلم، ودنا موعد المدرسة والمرأة تتكلم، وحملتُ الحقيبة و...تتكلم، وقفتُ قبالتها بحقيبتي و...تتكلم ، غادرتُ دون أن أوصد الباب وظلّت ... تتكلم . ---------------------------------- مساءاً عندما دلفتُ الدار عائداً من المدرسة ، كانت ماما هناك ، شامخة عصاها تنتظر الولد الذي عطل غسالة الملابس الكهربائية حيث لم تكن هي في البيت ، وحيث أراد هو شيئاً ليرتديه في المدرسة.. ورحنا نصرخ جميعناسوية أنا.. وماما .. والعصا المكسورة)). ((تحطمت العصا على ذراعي الأيسر)) . بعد الملحمة ، وقفت أمام المرآة ، نظرتُ طويلاً .. بكيت.. ونمت.. وبللت ملابسي قبل إطلاله الصباح. ---------------------------- واستيقظوا جمعهم عند نهاية المحاضرة، واستيقظ من غفوته. تطلع حوله فلم يجد ماما ، أو أيه امرأة باسمة اخرج منديلا من الذي يستخدمنه النساء كل شهر .. سرقه من حقيبة زميلته على المقعد الرابض أمامه، مسح حذاءه وغادر. -------------------------------- على فراش الموت ، محتضراً بضجر ، تذكر أنّ ماما ، في عيد الميلاد الذي وقع في آب في تلك السنة التي هطلت الأمطار فيها من الأرض بغزارة .. تذكر أنها منحته وهم يتحلقون كعائلة لمرة واحدة في تاريخهم العائلي حول مائدة الاحتفال ..قبلة .. ومنحته هدية الميلاد ، ذلك الحذاء الذي أراد أن تشتريه له عندما كان في السادسة ورفضتْ ، وعندما ألحَ غادرت ماما وكان وحيداً في الشارع المكتظ بالمارة يسأله شرطي من أنت ؟ كي يعيد هذا الطفل الضائع لأهله (( وكنتُ أعرف طريق العودة إلى البيت ورقم الباص الذي يستطيع إيصالي إلى بيتنا وظلت ماما تدور في الشوارع لأن الشرطي والمارة ظنوها راشدة ولم يعرض عليها احد أن يعيدها إلى البيت.. وظلت تدور وتبحث عن طريق العودة إلى البيت))...




#جوزيف_حنا_يشوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا
- صاحب الاسمال قصة قصيرة من العراق
- النافذة قصة قصيرة


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزيف حنا يشوع - الباص قصة قصيرة