أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد جهاد - ألدانوب ألأزرق وحلم الحكومة العراقية الجديدة














المزيد.....

ألدانوب ألأزرق وحلم الحكومة العراقية الجديدة


محمد جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 859 - 2004 / 6 / 9 - 04:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حزمت حقيبتي الصغيرة من الحدباء حيث أدرس إلى بغدادَ عاصمة الدنيا حيث الاهل والأحبة وجرعات الحنان المنشطة التي تديم استمراري بالحياة بعيدا عنهم. دقائق حتى كنا مجموعة صغيرة لم نكن نأبه كثيراً بما يجري من حولنا من احداث دامية حيث يقتتل ابناء الوطن الواحد بعد تداعيات اتفاقية اذار المعروفة. حملتنا صفائح القطار الفولاذية وعجلاتها التي دارت كثيرا مقربة الأحباب تارةً ومبعدتهم تارةً اخرى. تأملت مقاعده التي ما زالت توحي بانها بخير رغم اثار اقدام من فارقهم النوم عليها وتقلباتهم الهستيرية بكل الاتجاهات المشروعة وغير المشروعة. شكرت الله لوجود وسيلة النقل هذه متذكراً الكثير من الشعراء الذين اشبعوا هذا القطار المسكين وعجلاته البريئة شتماً وكانه هو السبب في كل الفراقات. وكالمعتاد كانت في حقيبتي وسادة صغيرة اضعها على الارض وامتد بجسدي القصير في الفسحة بين كرسيين متعاقبين تاركا المقاعد الوفيرة في الاعلى لصاحبي كي يزيل الحاجز بين الكرسيين ويتكور بجسده الثقيل عليهما ثم لينام بعد ان يضغط على زر نومه الفعال. ابكرت بالنوم في هذه الرحلة على غير عادتي و كأن ايقاعات رقصات عربات قطارنا ساعدتني للنيل من الأرق الجديد القديم الذي صاحبني و تطور وكبر معي. ثم حلمت، وما اجمل احلامك ايها القطر المسرع المبكي. كنت وكأن الشمس في تلك اللحظات قررت ان تصبغ الكون بكل الوانها الزاهية مبعثرةً بعضا من الرماديات على اوصال السحب المتحركة ببطء تنير ثم تعتم قليلاً وكأنها همسات حبيبة القلب التي جاورتني على ضفاف الدانوب الازرق العليل الذي يكاد ان يتوقف عن تدفقه كلما همست لي بشيء.
احسست بقدمي الحافية تدفع شيئا من من طمى جريان الدانوب الشهير و انا اخطي خطوتي الاولى في هذا النهر الخالد و كأنني ابحث عن مرفأ لقدمي كي احمل عروسة البحر، هوى كل الاحلام لنغرق معا فيه مع انغام موسيقى العاشق المخذول شتراوس واشرب من عبيرها السرمدي وهي على يدي. احسست بألم في قدمي كلما حاولت الخوض في طمى الدانوب فأخذت ادفع بقوة في طينه الرخو حتى احسست وكأن احداً يسقط مطرقة عليه. ويا ليتني ما ولجت في طمى الدانوب!!! فها هي قدمي تدوس على رقبة الجندي المسكين الذي قرر ان ينام في ممشى القطار الطويل معتقداً بأنه سيصل سالما غانماً لأهله بعد ان سلمَ من ضراوة القتال الذي خاضه في الحرب الغير مقدسة شمال الوطن. وكأن قدمي كانت تنتظره لتدوس على عنقه بشدة في كل خطوة خطوتها في طمى الدانوب مع عروس البحر. اخبرني بذلك احد الزملاء فيما بعد و بعد ان قررت تجاهل جريمتي واتصنع النوم كي اسلم من شره رغم انه كان يرفع رجلي عن رقبته بكلتا يديه ويضربها بشدة على الارض كلما حاولت دفع طمى النهر الازرق بقدمي حاملاً حبيبة القلب.
وها هو اليوم قطار العراق وحكومته المختارة تحلم بالخوض في الدانوب مع حبيبة القلب التي نصبتهم في دفة الحكم ويدوسون بأقدامهم على رقاب ابناء الشعب. لن يطيل الانتظار وسيصحون من حلمهم الوردي بمطارق الصامتين الذين يطيلون الكلام بإسمهم ويستسخفون الحوار معهم. وغداً لناظره لقريب.



#محمد_جهاد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجه قدري وشفه صدري
- الحمار والمائدة المستدير
- سعدي يوسف و غصن الاحزان
- ألثريد والبريد
- هل يعتذر النواب؟
- علمونا قبل ان تضربونا
- أشراف منتصف ليل بغداد
- العراقييون و كلاب لندن
- رسالة مفتوحة الى الدكتور خالد السلطاني


المزيد.....




- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...
- بيونسيه تتعرض لموقف محرج تسبب بوقف غنائها أثناء حفل.. شاهد م ...
- ليس مجرمًا.. شاهد صغير الأيل هذا يحاول التسلل إلى داخل سجن أ ...
- موجة حر خانقة في جنوب أوروبا والسلطات تدعو للحذر وحماية الفئ ...
- خلافات داخل الكابينت تنهي اجتماعه دون قرار بشأن غزة
- مادة شارحة: مقارنة ميزانيات دول حلف شمال الأطلسي
- الاحتلال يعتقل أسيرا محررا ويوسع اقتحاماته بالضفة والقدس
- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- ماريوبول -مريضة-، شهادات تنفي روايات روسيا عن الوضع في المدي ...
- فيديو - إجلاء آلاف السكان جراء أمطار غزيرة في جنوب غرب الصين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد جهاد - ألدانوب ألأزرق وحلم الحكومة العراقية الجديدة