أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال عقلة خليف - -الريشات الأربع- - الشرق شرق والغرب غرب وقد يلتقيا















المزيد.....

-الريشات الأربع- - الشرق شرق والغرب غرب وقد يلتقيا


نضال عقلة خليف

الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 01:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


سعى والي مصر محمد علي إلى بسط نفوذه على السودان المجاور رغبة منه باستخراج الذهب من أراضيه والسيطرة على وادي النيل والقضاء على المماليك المناوئين لحكمه والمقيمين في السودان، فأرسل ابتداءً من عام 1820 عدة حملات عسكرية نجحت تدريجياً بالسيطرة على أراضي السودان. في عام 1881 اشتعلت في السودان الثورة المهدية نسبة إلى قائدها المصلح الديني محمد أحمد الذي لقب نفسه بالمهدي وأعلن أن الثورة قامت بسبب الأوضاع الاجتماعية والدينية والاقتصادية المتردية التي يعشها شعب السودان من ضرائب باهظة وسوء الأحوال المعيشية وفقدان الأمن وانتشار العادات الغربية والبدع الدينية والتفسخ الأخلاقي فالتف السودانيون حوله ودعموه. حقق أنصار المهدي عدة انتصارات على القوات المصرية والتركية مما زاد من التحاق الناس بالمهدي الذي كان يتمتع بكاريزما عالية. بعد احتلال بريطانيا لمصر عام 1882 في أعقاب ثورة أحمد عرابي، شاركت القوات الانكليزية في محاربة المهديين لكنها مُنيت بخسائر عسكرية فادحة وتمكن أنصار المهدي من دخول العاصمة الخرطوم وقتل الحاكم الانكليزي تشارلز غوردون فانسحبت القوات الانكليزية والمصرية عام 1885. لكن ما لبث أن عاد الانكليز إلى السودان بعد وفاة المهدي.. ما بين انكلترا و السودان أواخر القرن التاسع عشر تدور أحداث فيلم "الريشات الأربع": هاري فيفرشام ( هيث هيدجر) شاب انكليزي محترم ومحبوب من قبل أصدقائه وممن حوله . تربطه علاقة حب قوية بايثني ( كيت هدسن) وينويان الزواج. هاري ضابط في قوات المشاة في الجيش الملكي. جاك ( ويز بنتلي ) صديق هاري الحميم يعشق ايثني ويغار من هاري دون أن يظهر الأمر. في السودان عناصر الثورة المهدية ينهكون القوات الإنكليزية ويلحقون بها خسائر فادحة مما يستدعي إرسال المزيد من القوات إلى هناك.أصدقاء هاري المتحمسون للمشاركة في المعارك الميدانية يستقبلون خبر إرسالهم بفرح بالغ خلافاً لهاري الذي يتقدم باستقالته لضابطه المسؤول لعدم رغبته الابتعاد عن حبيبته وعدم قناعته بجدوى الحضور الانكليزي في السودان. هاري يقول لجاك:" أحيانا أتعجب ما علاقة الملكة المعظمة بهذه الصحراء القاحلة المنيسة من الرب" ويسأله :" جاك ..ألا تخاف ألا تعود من هناك أبداً" فيرد عليه جاك :" طبعا أنا خائف لكني ذاهب لأنك أنت ذاهب إلى هناك وترينش ذاهب وكاسلتن وحتى ويليبي، لكن على الأخص أنا ذاهب من أجلك. ولن أؤمن على حياتي إلا معك". يتفاجأ الجميع بخبر الاستقالة ويحاولون اقناع هاري بالعدول عن رأيه لكنه يصر فيتخلى عنه أبوه وأصدقاؤه الذين ينعتونه بالجبان ويرسلون له باستثناء جاك، ريشات بيض ثلاث- كما كان العُرف سائداً حينها- دلالة على على جبنه ويتلقى ريشة رابعة من حبيبته التي ترفض أن يكون حبيبها جبانا. الجنود يُودَعون باحتفالات شعبية عارمة. في ساحات القتال في السودان القوات الانكليزية تواجه مقاومة شرسة لكنها تقاتل بشجاعة. أخبار الخسائر البريطانية تصل تباعا إلى لندن.جاك يتحول إلى بطل في الميدان. هاري الذي يفقد الجميع من حوله ولاسيما ايثني ويشعر بالعار الذي لحقه ولحق ايثني بسببه، يترك لها رسالة يقول فيها أن يريد أن يثبت لنفسه وللآخرين أنه ليس جبانا فيقرر السفر وحده إلى السودان حاملا معه ريشاته الأربعة وبعض المال. هناك يتعرف على أجنبي في نادٍ ليلي في الخرطوم ويعرض عليه أن يوصله - مقابل أن يدفع له - إلى معسكر القوات الانكليزية في منطقة كورتي. الأجنبي وعلى الأرجح أنه فرنسي يخبره أنه سيصحب بعض العاهرات إلى كورتي الأسبوع القادم ويمكنه أن يأتي معهم. جاك يعود إلى لندن لبعض الوقت ويلتقي ايثني ويتفقان على المراسلة، فجاك لا يزال يمنِّي نفسه بالفوز بقلب ايثني بعد غياب هاري فتراه يحتفظ برسائلها ويعيد قراءتها كلما تسنح له الفرصة.الأجنبي وهاري وعدة فتيات ومعهم عبد إفريقي يقطعون بالصحراء. إحدى الفتيات تحتج على تبذير الأجنبي للماء فيبدأ بضربها بالسوط لكن هاري يوقفه. الأجنبي يقول لهاري" هل تتوقع أن تشكرك.. هؤلاء المتوحشون كالأطفال ليس لديهم مفهوم عن الولاء أو العرفان وهذا ما لا تستطيعون فهمه أنتم البريطانيون تأتون إلى هنا وتحاولون أن تمدِّنوهم بقيمكم المسيحية" الأجنبي يضع درهما في يد العاهرة كي تضاجع هاري ويقول له:" الآن ستشكرك" في الليل العاهرة تضع الدرهم بجانب رأس الأجنبي النائم ثم تضربه بحجر تحمله حتى تقتله وتمنع الشاب الذي يرافقهن من قتل هاري. في الصباح الفتيات يغادرن ويتركن هاري وحده. في الصحراء الواسعة يعثر السوداني أبو فاطمة على هاري على حافة الموت مرهقاً من العطش والجوع ويحمله إلى منزله. هاري يتنكر في زي عربي ويعمل مع أبوفاطمة كحمّالين في معسكر القوات الانكليزية التي يخدم فيه أصدقاؤه. في الليل بعض رجال المهدي المندسين بين العمال يهربون. هاري وأبو فاطمة يتبعانهم. هاري يسأل أبو فاطمة :" لماذا تحميني؟" فيرد عليه :" الرب وضعك في طريقي وليس لدي خيار" فيرد عليه هاري مستغربا:" الرب؟ أنا الانكليزي والمسيحي! لا بد أنك ارتكبت شيئا كبيرا لتـُعاقب بهذه الطريقة" الاثنان يضحكان. رجال المهدي يصلون لقلعة أبو قليّة التي يتواجد فيها قوات انكليزية كما يشرح أبو فاطمة لهاري. هاري يستغرب لماذا جواسيس المهدي يدخلون قلعةً يسيطر عليها الانكليز. هاري وأبو فاطمة يكتشفان الجواب عندما يدخلان القلعة ويجدان أن قوات المهدي قد سحقت القوات الانكليزية وسيطرت على القلعة. داخل القلعة يتعرض هاري للاعتقال فيطلب من "أبو فاطمة" الرجوع لإنذار القوات الانكليزية القادمة إلى القلعة وليس لديها علم بما جرى هناك. جاك ورفاقه لا يصدقون "أبو فاطمة" ويعتقدون أنه أحد رجال المهدي ويريد خداعهم ويتعرض للتعذيب. القوات الانكليزية تتعرض لهجوم مباغت من أتباع المهدي تنجح في صده لكن الطرفان يتكبدان خسائر فادحة. جاك يفقد بصره فينقله هاري إلى مكان آمن. جاك لا يتعرف على هاري الذي يعثر على رسائل ايثني المرسلة إلى جاك فينهار. جاك يعود إلى لندن ويعرض الزواج على ايثني التي توافق بعد أن تأخذ موافقة والد هاري المفجوع لغياب ابنه. في السودان قوات المهدي تأسر بعض الجنود البريطانيين. هاري يأمل أن يكون صديقه المفقود ترينتش من بين الأسرى في سجن أم درمان فيقرر إنقاذه. هاري يسلم نفسه للمهديين كونه جندي بريطاني كي يتمكن من دخول السجن.هناك يعثر هاري على صديقه في وضع سيء. الاثنان يتحملان أوضاعاً مأساوية داخل السجن: جوع وبرد ومعاملة سيئة لكن في النهاية يتمكنان بمساعدة "أبو فاطمة" من الهروب. هاري في لندن يلتقي بايثني ويسألها عن جاك فتقول له :" أعتقد أنه سعيد" فيرد عليها :" هو يستحق ذلك وأنت أيضاً" هاري يزور جاك ليشكره لوقوفه إلى جانبه عندما قدم استقالته من الجيش. جاك يعترف لهاري أنه يعرف أن ايثني كانت دائما تحبه ( تحب هاري). فيعود هاري وايثني ليجتمعان من جديد.

نظرة على الفيلم

"الريشات الأربع" فيلم عن قيم الرجولة والشرف والتضحية. لكن شرف مَن؟ ورجولة مَن؟ الجواب لايتأخر عن المشاهد بل يصل إليه في اللقطات الأولى حيث يجري صناع الفيلم مقارنة بين عالمين مختلفين: عالمنا وعالمهم. في العالم الأول نتعرف على أبطال الفيلم في محيطهم الاجتماعي. نتعرف على معاني الرجولة والشجاعة والعزة التي يتحلى بها الجنود الانكليز.. على روح الفريق التي تجمعهم ..على الانضباط والتقاليد.. على المرح والحب والرغبة في الحياة. على العلاقات الاجتماعية الراقية .. على القصور الانكليزية الفخمة والمروج الخضراء والشوارع النظيفة. ثم ينقل المخرج المشاهد إلى العالم الثاني المناقض تماما للعالم الأول وكأنه يسقطه من السماء إلى الأرض دفعة واحدة فأول ما يشاهده هاري لدى وصوله إلى السودان في زقاق ضيق، عرس فيه نساء متشحات بالسواد، صامتات لا يبدو عليهن الفرح. ثم يدخل نادٍ ليلي ترقص فيها إمرأة بدينة بكسل فهذا جزء من الاكسسوارات الاستشراقية لابد من حضورها. هذه التقسيمات والتعارضات كانت حاضرة بقوة في الفترة التي تجري فيها أحداث الفيلم وتمّ وتقديمها على انها أمر طبيعي وقدر لا مفر منه لدرجة أن علماء التشريح " أثبتوا" أن جمجمة الأبيض الأوروبي تدل على وسامته وجمجمة الأسود تجعله أشبه بالقرود. تاريخيا، قال فلاسفة اليونان بتفوق اليونانيين على غيرهم بالذكاء والشجاعة بحكم موقع اليونان الجغرافي في الوسط بين البلاد الباردة والحارة وكانوا يعتبرون أن أثينا هي المركز وكل الشعوب التي تقع خارج فضاء اليونان برابرة، وأن اليوناني خلق للقيادة والابداع في حين أن الشعوب الأخرى لديها استعداد طبيعي للعبودية فقسموا الناس إلى أحرار وعبيد. وفي ذروة الاستعمار الأوروبي ظهرت العديد من النظريات في علم الأجناس واللغة والبيولوجيا أكسبها مؤلفوها صفة القداسة لا تبرر للحكومات الأوروبية استعمار الشعوب الأخرى فقط بل وتضفي عليها الشرعية. هذه النظريات قسمت البشر على أساس العرق، اللون، الجغرافيا أو الدين. أصحاب هذه النظريات استندوا إلى مقولات فلاسفة الإغريق القدامى ولاسيما أرسطو باعتبارهم ورثة شرعيين للفلسفة اليونانية وأن أوروبا هي ابنة الحضارة اليونانية. أصحاب هذه النظريات التي تحولت فيما بعد إلى أعمدة حاملة للتمركز الأوروبي على الذات أرادوا من عملية التوحد مع العرق اليوناني حيازة الصفات والطبائع المتفوقة للعرق اليوناني. فأنقسم العالم جغرافيا إلى اوروبا التي هي المركز وكل ما حولها هوامش تابعة لها تدور في فلكها. وانقسم الناس إلى "نحن" و "هم" . نحن أي الأوروبيون وهم أي الشعوب الأخرى. نحن متحضرون انسانيون وهم برابرة متوحشون. شعوب فاتحة وشعوب مفتوحة. "نحن" عرق أسمى مؤهل للقيادة ومنتج أول للحضارة وقع عليه عبء تنوير الشعوب البدائية وتهذيبها وهذه مهمة كلف الله بها العرق الأبيض الأوروبي فقبل بها راضيا. و"هم" عرق أدنى عبيد خلقوا للعمل وتنفيذ الأوامر ( كالأفارقة والأسيويين) ليس لديهم القدرة على حكم أنفسهم يحتاجون لمن يأخذ بيدهم حتى يتمكنوا من تدبير أمورهم.التقسيمات التي بدأت على أساس اللون ( أبيض وأسود وأصفر) انتهت على أساس الدين بين المسيحي المتسامح المسالم والمسلم العنيف المتوحش فعندما يخطب العقيد هاملتون بالجنود يقول لهم :" جيش من المتعصبين المحمديين بقيادة من نصب نفسه المهدي المنتظر هاجم قلعة انكليزية في السودان. جنودنا سقطوا جميعهم كأبطال والوضع مخيب للآمال". أما عن الأسباب التي تدعو الامبراطورية لإرسال أبنائها إلى هذه المناطق " المنسية من الرب" كما يقول هاري فيوضحها كاهن الكنيسة الذي يخطب بالجنود قائلاً:" الرب وهب العرق البريطاني امبراطورية عالمية شاسعة كي يتمكن البريطانيون من تحقيق مهمته العليا في هذا العالم. الانتصارات التي ستحقق ضد هؤلاء الوثنيين هي انتصارات الروح الأسمى". الكاهن لا يقصد بالمهمة الإلهية العليا التي أناطها الله بالبريطانيين- كونهم عرق راق- نهب ثروات الشعوب وفتح أسواقها والتحكم باقتصادها، بل تمدين الشعوب البدائية الوثنية واخراجها من الظلمات إلى النور. لذلك لا يفهم البريطانيون لماذا يقوم هؤلاء الهمج - كما يصفهم جاك- بمقاومة الجنود البريطانيين بدلا من شكرهم والتعاون معهم وهذا ما يعبر عنه الأجنبي الذي يقود الداعرات للجنود الانكليز بقوله لهاري:" هؤلاء المتوحشون كالأطفال ليس لديهم مفهوم عن الولاء أو العرفان وهذا ما لا تستطيعون فهمه أنتم البريطانيون تأتون إلى هنا وتحاولون أن تمدِّنوهم بقيمكم المسيحية" لأن هؤلاء يملكون روح العبيد ولا يفهمون إلا لغة السوط ومن العبث التعامل معهم باحترام لأنهم سرعان ما يغدرون بك ما ان تغض النظر عنهم. صحيح أن الفيلم ليس درس في التاريخ أو في علم السياسة لكن صحيح أيضاً أن معظم أحداث الفيلم تجري في مستعمرة انكليزية أدى نشوب ثورة فيها إلى إرسال رفاق هاري إلى هناك وكانت السبب في تغيير مجرى حياة هاري نفسه ومع هذا يتجاهل الفيلم أسباب هذه الثورة ولو بشكل عابر. كما لا يشير الفيلم إطلاقا إلى معاناة السودانيين فحياتهم لاقيمة لها.أما أنصار المهدي فيبدون بدائيين همجيين قذرين عديمي الرحمة يقاتلون بلاسبب يتساقطون كالذباب أمام الجنود الانكليز الشجعان لأنهم يقبلون على الموت بطريقة عدمية غبية. أما عامة الناس فوجوههم تبدو متشمعة وكأن عمرها ألف سنة لا حياة فيها، يقفون جامدين، صامتين، أشبه بالأشباح، لامشاعر لديهم. لا يشاركون في الأحداث, موجودون فقط ليكونوا خلفية للأحداث التي يحركها هاري ورفاقه. وبكلمات أخرى هم موجودون ليستعيد هاري شرفه ورجولته على حسابهم . لكن صناع الفيلم يرون – وكما هي العادة في الأفلام التي تتناول الأشرار المسلمين – أنه لا ضير من وجود مسلم طيب للتخفيف من حدة النَفَس العنصري. الشخصية المسلمة الايجابية الوحيدة في الفيلم هي شخصية "أبو فاطمة" الذي ينقذ هاري من الموت أكثر من مرة، ويقف إلى جانبه ويتحمل الكثير من أجله . "أبو فاطمة" ليس من أتباع المهدي أو المتعاطفين معه كما أنه ليس مسلماً محايداً بل هوعميل مخابراتي سابق للجنرال الانكليزي هيكس الذي قـُتل في السودان وكأن المسلم لا ينفع أن يكون جيدا إلا إذا كان عميلا أو متعاونا. من خلال علاقة الصداقة التي تجمعهما يترك الفيلم بصيص أمل بإمكانية إقامة علاقات إنسانية بين بعضنا البعض عندما نتخلى عن نظرتنا الاستعلائية والدونية تجاه هذا الآخر فحتى بنت الهوى لم تغفر للأجنبي عنصريته تجاهها فنراها تعيد له درهمه (وهي التي تعمل مقابل المال) ثم تقتله بقسوة لكنها لم تنس لهاري معروفه أنه وقف إلى جانبها. أخيراُ ورغم أن الفيلم معمول برواية مفعمة بروح الاستشراق صدرت عام 1902، فإن المشاهد لا يمكنه إلا أن يسقط أحداث الفيلم المنتج عام 2002 على الأوضاع الجارية في العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والحرب على الارهاب والحرب في العراق. في تلك الفترة كانت بريطانيا "الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" وكان الشباب البريطاني يعتبر الانضمام إلى الجيش مدعاة للفخر والرجولة أما رفض الخدمة العسكرية فكان يجلب العار للشخص وأسرته وأصدقائه.وكانت الفتيات يحلمن بالزواج من شبان الجيش وكان من المألوف أن تنتظر الفتاة عودة زوجها أو حبيبها من جبهات القتال. لذا فإن الحديث عن مبررات الحرب أو لماذا ترسلون أبنائنا إلى الموت لا وجود لها في الفيلم وحتى احتجاج هاري جاء ضعيفا وباهتا وفرديا وغير مقنع سرعان ما يتراجع عنه. أما اليوم فلم يعد الأهالي يرسلون الجنود إلى ساحات الحرب بالزغاريد بل صاروا يحتجون و يتساءلون عن أسباب إرسالهم أبناءهم إلى صحار ٍ " منسية من الرب" لمقاتلة الارهابيين ( التسمية العصرية للمتوحشين) ولم يعد التخلف عن الواجب العسكري يجلب لصاحبه ريشات العار. أما الشيء الذي لم يتغير ما بين أمس الاحتلال الانكليزي في السودان وحاضر الاحتلال الأميركي في العراق فهو السلوك العنهجي لأبناء الامبراطورتين." أبو فاطمة" يقول لهاري :" أنتم أيها البريطانيون تمشون على الأرض بتكبر" وكأن التاريخ يعيد نفسه فهل سنسمع اليوم من يرد على" أبو فاطمة" كما رد هاري بحرقة :" صلِّ من أجلي يا أبو( فاطمة)... فأنا لم أعد أمشي متكبراً"



#نضال_عقلة_خليف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم -هيدالغو- – التهجين مشوهاً


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال عقلة خليف - -الريشات الأربع- - الشرق شرق والغرب غرب وقد يلتقيا