أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احميدة عياشي - يااهل مصر -نحن لا نكرهكم- وانتم ؟














المزيد.....

يااهل مصر -نحن لا نكرهكم- وانتم ؟


احميدة عياشي

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 22:15
المحور: الصحافة والاعلام
    


يا أهل مصر•• نحن لا نكرهكم•• وأنتم••؟
بقلم : احميدة عياشي
مدير عام ومسئول النشر
في صحيفة الجزائر نيوز

منذ أيام اتصل بي الصديق الشاعر والمسؤول الأول على قطاع الإتصال لدى الوزير الأول عز الدين ميهوبي، وكان الاتصال عبارة عن دعوة إلى مأدبة عشاء أقيمت على شرف الوفد الإعلامي المصري بالفندق التابع لمؤسسة الجيش ببني مسوس
وللشهادة، فلقد كان اللقاء الذي جمع بين قادة إعلاميين وكوادر في مؤسسات
الدولة والوفد الإعلامي القادم من مصر مليئا بالصراحة والصدق والدفء، واتصف بالتركيز على تغليب صوت الحكمة والحفاظ على العلاقة بين الشعبين الشقيقين والوقوف الحاسم في وجه كل دعاة الغلو والتطرف والتعصب من المغامرين والمنخرطين في هذه الحركة الهستيرية التي تريد أن تجعل من المقابلة المصيرية بين الجزائر ومصر فرصة لتفجير الضغائن والأحقاد بين أبناء وبنات البلدين والعصف بكل ما يميز العلاقة التاريخية بين القاهرة والجزائر من عمق ودلالة
وأعتقد أن مبادرة مثل هذه يجب الثناء عليها، وذلك لأنها تميزت بالشجاعة والوعي من حيث ضبط الأعصاب والترفع عن كل ما يمكن أن تثيره غريزة النصرة من انفلات وتجاوزات• وأنا هنا لا أقول مع القائلين بأن المسألة هي مجرد لعبة كرة تنتهي بإنتهاء 90 دقيقة فذلك يعتبر تقزيما، وكل تقزيم لهذه المواجهة هو تعبير غير حقيقي وغير صادق ومضلل، لأن هذه اللعبة، قصدت لعبة الكرة المستديرة، وما كشفت عنه من حمولات ذات مستويات عاطفية زخمة وكثيفة ومعقدة وموحية برغبة عميقة وتوق جامح للمشاركة في المونديال تعكس من حيث بلاغة الايحاء وفصاحة الدلالة عن حيوية هذا الوجدان الوطني المتجلي لدى قطاعات عريضة من الشعبين وهما -عنيت الجمهورين الشعبين- في حاجة ملحة وضرورية إلى ممارسة مثل هذه اللغة المادية والمجازية ذات الشكل المتنوع والمركب للتعبير عن هذا الوجدان بقوة وعنفوان، كمحاولة لتجاوز كل لحظات القنوط واليأس التي تفجرها فيهما الإحباطات الدفينة والمريرة ذات المنشأ الاجتماعي خصوصا، والمنشأ السياسي عموما•• إن كل الهزائم التي تجرعها هذا الوجدان سواء في مصر أو الجزائر من جراء ما تابعه من إذلال للفلسطينيين على يد المحتل الإسرائيلي، ومن احتلال للعراقيين وانزلاقهم نحو حرب شبه أهلية وطائفية على شتى القنوات، وما تعرّض له من خيبات وانكسارات، تجعل هذا الوجدان يبحث عن منفذ، عن خلاص حقيقي من هذا القدر الملعون، هذا القدر الذي يحاصره ليل نهار، ويحاصره في البيت وفي الشارع وفي مقر العمل•• هذا الوجدان الذي طالما انتظر لحظة انتهاء ظلام النفق دون جدوى، وانتظر خروجه من عنق الزجاجة دون جدوى، وانتظر استعادة هنيهة النشوة، نشوة الانتصار والفرح دون جدوى••• هذا الوجدان الطريد، المحاصر، الحزين والتعيس رمى بكل ثقله في أتون هذه اللعبة المستديرة، هذه اللعبة الساحرة التي تحولت بالنسبة إليه بديلا عن كل الحلول السياسية والوعود الاجتماعية•• بديلا عن كل الأكاذيب السياسية والأوهام الإيديولوجية، بديلا عن الأسى السياسي والكرب الاجتماعي، وهذا البديل في كل الحالات ليس كما يمكن أن يدعي آخرون على أنه أفيون•• إن الكرة ليست أفيونا•• بل هي دواء مضاد للأفيون السياسي والإيديولوجي•• إنها لا تغذي الوهم بقدر ما تعريه وتكشف عن بواطنه، وعن كل المناطق الكامنة في المنظومات، سواء كانت منظومات خطاب أو منظومات مؤسسات أو منظومات أداء على صعيد الثقافة والسلوك السياسيين••
لقد فشلت كل الخطابات والشعارات العربية الرسمية وغير الرسمية في إشاعة الأمل لدى الشعوب•• وكان إخفاقها بمثابة لعنة على الأمل ذاته، الأمل الذي طالما طال انتظاره فتحوّل إلى كابوس•• وهنا كانت هذه اللعبة، لعبة كرة القدم كمشروع بديل، كمخلص وكديناميكية تحفر ثغرتها في قلب هذا الجدار المظلم•• هذا الجدار السميك الذي راح يتعالى لحظة فلحظة، ويوما فيوما كسد منيع بين الوجدانات الشعبية والوطن••• لقد أخفقت الخطابات والشعارات لتحقق هدفها، هدف النصر فحققته هذه اللعبة الساحرة التي لا يجب في أية حال من الأحوال النظر إليها والتعاطي معها بتعالٍ أو استخفاف••• ومثال على ذلك، لنتأمل كيف راح الشبان المناصرون للفريق الوطني الجزائري يستعيدون شعلة الوطنية من خلال إعادة اكتشاف ـ وما أعظمه من اكتشاف ـ حي وصادق للراية الوطنية ذات اللون الأبيض والأحمر والأخضر ـ ونفس الأمر حدث للشبان المصريين من خلال اكتشافهم عظمة مصر المتجددة من خلال فريقهم القومي الذي تمكن من إعادة مصر التاريخية والحية للمصريين المغمورين والمهمشين
لكن هذا الانبعاث العميق للوجدان إذا لم يحصن بالحس العميق والإنساني للوعي الجماعي، يبقى عرضة للاغتيال على يد الأعداء الحقيقيين لنضارة هذا الوجدان وعفويته•• ومن هنا تأتي مسؤولية النخب الثقافية والإعلامية في كلا البلدين للرقي بهذا الوجدان وترشيده نحو تحقيق ما فشلت في إنجازه الأكاذيب السياسية والأوهام الأيديولوجية••
إن ما أقدم عليه الفنان الجزائري الشاب خالد والفنان المصري محمد منير بتقديم أغنية وحفل مشترك في سبيل الرقي بهذا الوجدان المشترك يستحق الثناء والتقدير ويكشف عن مثل هذا الوعي الذي يجب أن يوسع ويعمق•• ولقد أسعدني موقف الفنان الكبير صلاح السعدني الذي رافع من أجل وجدان مشترك متعال عن كل الإنزلاقات المؤدية إلى الضغينة عندما تحدث عن العلاقة التاريخية بين الشعبين، خاصة أثناء حرب جوان 1967، وكيف امتزج الدم الجزائري بالمصري في مواجهة إسرائيل، وكيف يمكن أن يحول هذا الرأسمال الثمين إلى رمزية تمنح لهذا الوجدان قوته وصفاءه ورونقه
من حقنا الحلم بالنصر على الفريق المصري، ومن حق المصريين أن يطمحوا بالفوز، لكن ليس من حق أحد، سواء في الجزائر أو في مصر أن يختفي وراء هذا الانبعاث للوجدان قصد تخريبه وتقويضه وتحريفه عن مساره السليم والحقيقي••

احميدة• ع

مديرالعام ومسؤول النشر
صحيفة الجزائرنيوز



#احميدة_عياشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احميدة عياشي - يااهل مصر -نحن لا نكرهكم- وانتم ؟