مغامرة العوم في أعالي الفرات

عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 19:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تقترب من فضاءات الجميلة المشبعة بروح الآلفة ودفء الانتماء للشمس والماء والأطفال , تغادر حواجزك النفسية , كما حواجز المنع و المصّدات ,ها أنك تحطّ الرحال بعد رحلة ذهنية وخوف يأتيك من الخوف نفسه , وأحياناً من محيطك .
أرجوك ألا تغامر , لا وقت لدينا لاقتحام الأسلاك والتسلل إلى النهر , الحرائق لم تخمد بعد , لا تصبح خبراً في صحيفة .
تلوح في الأفق لوحات الفنان رؤوف العطار والفنان وعد عدنان وفنان الكاريكاتير علي عاتب , وهذا الجمع من شعراء الكلمة والحبّ والألق تصدح في قراءات شعرية بين الرمادي ومدينة المياه والنواعير والتاريخ والانتماء الشعري إلى هيت .
يلتقي على المنصة وعلى ضفاف الفرات شعراء من العراق الآتي من القصيدة واللوحة والفنّ , والموسيقى , من الكلمة والصورة والحبّ , يتألق الشعراء : عمر السراي وعلياء المالكي وحبيب النورس وخالد الحسن , وعبد الستار الأعظمي والشاعرة سمرقند الجابري والشاعر هاشم مجلي مثلما تصدح أصوات الشعر في محافظة الأنبار في قاعة الرياضية في الرمادي بحضور السيد محافظ الأنبار , يظهر الشعر بين الفصحى والعامية , يعانق فضاء الحبّ والجمال والإنسان في العراق , يعتلي منصته الشاعر أحمد العبيدي والشاعر الدكتور خالد مشعان والشاعر محمد الربيعي ويتجدد صوت الشعر في مدينته / هيت بالشاعر الدكتور قحطان محمد صالح وخالد سلمان والشاعر الدكتور محمد ناظم بحضور السيد قائمقام قضاء هيت المهندس سعيد حمدان غزال , بعد أن قصّ شريط افتتاح المركز الثقافي في هيت , وبدأ مهرجان المحبة الثقافي يأخذ جرواه في الصورة والمعرض الفني المشترك , شارك فيه من الأنبار الفنانة المبدعة أزهار حميد, والفنان المبدع ثامر محمد إبراهيم الهيتي , وأعيد عرض لوحات الفنان رؤوف العطار من بغداد والفنان وعد عدنان وشاركت جمعية الثقافة للجميع بعرض نشاطاتها في صور فوتوغرافية , والرسم الكاريكتيري الساخر للفنان علي عاتب , وعرضت الجمعية كذلك نشاطاتها على الشاشة في الرمادي وهيت .
وكان التنويع في محاور المهرجان بين الشعر والمعرض الفني والموسيقي والدراسات النقدية التي تناولت الفنّ التشكيلي في العراق للفنان قاسم العزاوي وتاريخ بغداد للشاعر جبار سهم السوداني ومحاضرة عن تاريخ الأنبار قدمها الدكتور غسان متعب وأخرى ثقافية صحية للدكتور فؤاد عبد الرحمن عن أنفلونزا الخنازير ودراسة نقدية قدمها الناقد بشير حاجم وحديث عن التجربة الشخصية للدكتور عبد جاسم كاظم .
وبدأ مهرجان المحبة فقراته الأولى في مدينة الرمادي في فعالية لأطفال البيوت الثقافية في مدينة الفلوجة , وافتتاح المعرض الفني المشترك بين بغداد ومحافظة الأنبار , قدم الفنان المبدع هاني دله علي تجربته الفنية , ورافق الشعر والشعراء والفنّ التشكيلي الفنان طلال علي والفنان رعد جليل في عزف وغناء وموسيقى فرضت جلال السمع والهدوء والتناغم الشعري مع اللحن , إذ كان يتناوب الفنانان بين الرمادي وهيت على العود والكمان والصوت , مثلما اهتزت لها مشاعر الشباب في المدينتين لإيقاعات " الدبكة " الأنبارية المعروفة في العراق .
وأختتم المهرجان في حلقة نقاش ثقافية نقدية عن الهمّ الثقافي المشترك , أدارها الدكتور حميد جاعد والفنان نداء كاظم والدكتور عبد جاسم كاظم , شارك في الحوارات والأسئلة عدد مهم من الحاضرين , عبرت عن ضعف أداء وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية والحكومات المحلية وبخاصة في دعم الأدباء والمثقفين وغياب قانون يحمي هؤلاء المبدعين وقدم الدكتور حميد جاعد عرضاً ملخصاً لحال الاضطراب والقلق والغموض الذي يكتنف حركة الإعلام في العراق على المستوى الرسمي والشعبي , وأكد الفنان نداء كاظم على أهمية الانتماء والاستقلالية وحضور البعد الإنساني للمبدع بعيداً عن الصراعات الطائفية والسياسية .
قدم مهرجان المحبة في محافظة الأنبار , في الأعداد والتنظيم ومشاركة المنظمات الثقافي والمحلية ودعم محافظ الأنبار وقائمقام قضاء هيت , علامات جميلة على المحبة والتواصل الثقافي واكتشاف المكان , بعد غيبة طويلة , من العزلة والخوف , فعانق الأدباء كلمة العراق والحبّ والأطفال وشمس بغداد , وكان أهلونا في المحافظة غاية في الكرم والضيافة ودفْ الاستقبال , وستجدد فعاليات الأدب والشعر والفن والموسيقى , في بغداد وفي أعالي الفرات مرة أخرى فأكتشف المشاركون من بغداد على وجه التحديد الأبعاد الثقافية والإنسانية في مهرجان يؤكد الانتماء لعراق يسعى لأن يحقق أبناءه التآلف والتنوع والحضور بعد سني الخوف والرعب والعنف ...

#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل