أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير سعيد الاسدي - برلمان متخم وشعب محروم














المزيد.....

برلمان متخم وشعب محروم


تيسير سعيد الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2820 - 2009 / 11 / 5 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اجل ان يكون المرء إنسانا عظيما إنسانا ذا منزلة كبيرة يجب ان يكون ذا سجية ورأي صائب في الامور وذكاء لامع ومقدرة على رؤية المشاكل برمتها وحقيقتها ( وبعبارة اخرى يجب ان يرى الاشياء بغير مبالغة او تأثر بالعاطفة ) وفوق كل ذلك يجب ان تكون لديه المقدرة على القرار ، واعني بذلك القرار الصائب الصحيح طبعا لذلك فان الدول المتحضرة جوهريا لا مظهريا تضع القوانين التي ترعى حالة مجمل الشعب لا الصفوة والمنتفعين والحاشية ، ويكون فيها الفرق بين مميزات اعلى مسؤول سواء في راتبه مع باقي مميزاته وبين ادنى موظف لا يتجاوز عادة 20 ضعفا كما هو الحاصل في اليابان وباقي الدول المتحضرة مدنيا بما في ذلك المخصصات الظاهرة والخفية.
وهذه الايام و بينما كان العراقيون بانتظار المصادقة على قانون الإنتخابات الجديد وإذا بمجلس الرئاسة يفاجئنا بمصادقته على قانون يقضي بأمتيازات جديدة لنواب الشعب وفي اخر ايامه ويمنح عوائلهم وأولادهم جوازات سفر دبلوماسية لمدة 12 عاما علما ً أن هذا القانون صادر من مجلس النواب الموقر ومرفوع الى مجلس الرئاسة , وقد برر مجلس الرئاسة هذا القرار بقوله " نظرا ً للدور المهم الذي يقوم به السادة النواب ومساواتهم بالوزراء في جميع المجالات طبق القانون رقم 50
هذه الامتيازات تعكس مدى الاستهتار بمقدرات الشعب وحقوقه لأنها كثيرة تدمي قلوب المخلصين لكنها تنشر النشوة في قلوب أعضاء مجلس النواب لما حققوه من مكاسب ذاتية هذه الامتيازات هي عبارة عن نهب لثروات الشعب باسم القانون في الوقت التي يعاني فيه شعبنا من مشاكل سياسية، واجتماعية واقتصادية، فالتخلف منتشر في ربوع البلاد والأمراض والجوع يقضي على الآلاف يوميا، وكل الخدمات شبه معدومة من كهرباء ومياه صالحة وخدمات بلدية ومدارس تليق بعراق الحضارات والأديان السماوية عراق الأنبياء والأئمة كما جاء في ديباجة الدستور، عراق مازال الإرهاب يفتك بأبنائه بينما المشرعون والمنفذون يجلسون في المنطقة الخضراء ويتمتعون بامتيازات خاصة لهم ولعوائلهم اثناء فترة تواجدهم بالخدمة وما بعد الخدمة"
أن الذاكرة العراقية لا تحمل ذكريات مريحة عن أداء اعضاء مجلس النواب العراقي الذين فشلوا في إتخاذ القرارات المهمة والحاسمة والتي تهم المواطن وتساعد على توفير حياة كريمة له هم اليوم في مواجهة الناخب العراقي الذي بات يتساءل هل ان العوائل التي تعيش أكثرها في الخارج أصلا وتحمل جوازات سفر أجنبية بحاجة الى مثل هذه القرارات
لقد كانت حالة فريدة في السلوك البرلماني ليس على مستوى العراق بل على المستوى العالمي أن يخصص مجلس النواب جلسة خاصة له لسن قانون يمنح ابناءه وذويه امتيازات خاصة لا يمكن أن يكون أحد منهم قد حلم بها حتى في أفضل أحلامه لتتجاوز في مجموعها مئات الأضعاف لامتيازات موظف قضى في خدمة الدولة ثلاثين عاماً أو أكثر، في الوقت الذي لم يكن بعض هؤلاء النواب قد خدم يوماً واحداً في دوائر الدولة أو قدم خدمة واحدة لهذه الدولة! إن ذلك يدلل على قناعة أكيدة لدى هؤلاء السادة أن الشعب إنتخبهم لا ليمثلوه ويدافعوا عن حقوقه ودولته، بل ليؤمنوا مستقبلاً زاهياً مترفاً لهم ولعوائلهم وحاشيتهم
وهنا اتساءل بأي حق دنيوي أو إلهي يمنح هذا البرلماني نفسه هذه الإمتيازات الخيالية في الوقت الذي لا تستطيع الملايين من الشعب العراقي تأمين حياتها الطبيعية وهل هذه الامتيازات حق لأشخاص لم يعرف الناخب حتى أسماءهم، عندما صوت لقوائم مغلقة
بأي حق تمنح الإمتيازات الخيالية للوزراء وذوي الدرجات الخاصة وتمليك الدور والأراضي لهم وهم موظفون لدى الشعب الجائع والمظلوم؟

لقد عملت الأحزاب المنتخبة خلال السنوات الأربع الماضية لحسابها وليس لحساب الشعب, أغتنت من حيث أفقرت الشعب, وأسعدت من حيث أتعست الشعب، وأمنت من حيث أقلقت الشعب. لا يختلف موقف الشعب العراقي تجاه البرلمان عن العبيد الذين يرفعون هودج الأمراء على سواعدهم, فالرفعة للأمير والمشقة للشعب. البرلمان يعيش المنطقة الخضراء والشعب في المنطقة الحمراء و الجسور مقطوعة بين الطرفين. وضع شاذ يستلزم من كل مواطن عراقي ان ينزل ما على راسه ويتعامل بروح وطنية محضة مع الإنتخابات القادمة
رحم الله المفكر الاسلامي محمد باقر الصدر حينما عرض َ عليه أحد التجار ان يشتري له بيتا ً فرفض قائلا ً أن من طلاب الحوزة ما لا عهد له بالسكن وهو مهدد فلا يجدر بي ان أتمتع بسكن والطلبة لا يجدونه , وحينما قيل له أنك قائد ومرجع قال قولته الشهيرة يجدر بالقائد والمرجع أن يكون قدوة للآخرين وان يتحسس آلامهم
ان الغرض من السياسة هو ان تحسن استعمال السلطة الممنوحة لك وان تمارسها بلا تردد او شك وان الزعيم السياسي اليوم نراه يرنو الى السلطة بدرجة تجعله يميل الى اهمال المبادئ . وعلى القادة الوطنيين في العالم الحر ان ينظروا الى التصادم بين السلطة والمبدأ بمنظار احسن ،وليعلم الجميع ان هناك فرقاً شاسعاً بين رجل السياسة ورجل الدولة ، فنرى ان عين السياسي ترقب الانتخابات القادمة لغرض الترشيح والفوز بها ، واما عين رجل الدولة تنظر الى الجيل القادم
اتقوا الله يا قوم في بلادكم فليس التدخل الاجنبي وحده هو المهدد لنا بل هو ظلمنا لبعضنا وانانيتنا ومحاباتنا "






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -اكتفيت إلى هنا-.. دانا مارديني تعلن اعتزالها -كممثلة في مجا ...
- اليابان: رئيس الوزراء ينوي البقاء في منصبه بعد توقعات بهزيمة ...
- إسرائيل تأمر الفلسطينيين في وسط غزة بالتوجه جنوبًا.. ومنتدى ...
- -آليات لأعداء الأمة-.. ضاحي خلفان يحذر من مخاطر الميليشيات و ...
- أزمة السويداء: ما الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه في سوريا؟
- إذا اندلعت حرب جديدة مع إيران.. ما الجديد في حسابات تل أبيب؟ ...
- ألمانيا ودول أوربية أخرى تستعد لبدء محادثات جديدة مع إيران
- طواف فرنسا: البلجيكي تيم ويلينس بطلا للمرحلة الخامسة عشرة
- غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث
- دمشق تعلن تهدئة الأوضاع في السويداء وقلق أميركي من سياسات نت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير سعيد الاسدي - برلمان متخم وشعب محروم