وقفة عند تداعيات الانتحابات الايرانية

امير موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 19:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هذه قراءة سريعة لمحصلة ثلاثون عاما تقريبا من ادارة الكيان الايراني لفئة ذات توجه أحادي نتيجة للثورة الايرانية الاسلامية , وخضوع جميع مؤسسات الدولة الايرانية للقاسم المشترك العام للمؤسسة الدينية الاسلامية الشيعية ( قم ) واخضاع كافة السلطات السياسية والتنفيذية بالكامل تحت اشراف مباشر وحكم مطلق لولاية الفقيه ممثلة في المرشد العام للدولة ! ووضع مسئولية تنظيم جميع الاحكام القضائية واصدار الفتاوي والقوانين التي ترتب حياة الناس وتنظم المعاملات المدنية لكافة الملل الايرانية تحت يد المؤسسة الدينية الشيعية (قم) المنغلقة على طريقة المذهب الامامي الشيعي المتشدد والذي لا يقصي المغاير غير المسلم فحسب بل لا يتسع للمسلم من هو على خلاف المذهب الشيعي , ثم أخذ يضيق ويضيق حتى صار اليوم لا يتسع لأهل البيت الواحد سوى كانوا من أصحاب العمائم السوداء من الاشراف أنقياء النسب , أو من ذوي العمايم البيضاء من نصرة الامام علي عليه السلام . ومن بعد طيلة تلك الاعوام والزخم الثوري وصوت الحرس الثوري , الذي واجبه الاول حماية الفقيه الذي بدوره يحمي الاسلام الصحيح دين الدولة والفقيه . ماذا فعل هذا النظام النموذج الثوري المستنهض لهمم المسلمين وتوحيد الشرق ضد الغرب والتغريب ,هل تحرر اقتصاديا وتخلص للأبد من التبعية الاقتصادية لدول الكفر والشر المطلق هل بنى اقتصادا خاصا به كما بشرنا المبشرون من أهل التقى والدين بنمط انتاج اسلامي لا هو اشتراكي ولا رأسمالي ؟ هل وفرت الثورة الاسلامية الايرانية بصفتها أهم ثورات العصر والتاريخ لشعبها–الديمقراطية ؟ (عفوا لهذا اللسان المتغرب أعني الشورى) . لابد من الوقوف طويلا عند التداعيات التي خلفتها الانتخابات الايرانية الاخيرة والتي أعلن فيها المرشد العام فوزه أو فوز المرشح أحمد نجاد اذا لم يلتبس الأمر علي وقرأت المدلول الانتخابي للانتحابات الايرانية قراة أهل الظاهر . ان فوراعلان نتيجة الانتخابات جاءالرد الشعبي سريعا قويا عنيدا موحدا لقطاعات عريضة من الشعب الايراني , ولقد شهدنا القمع العنيف من قبل الأجهزة الأمنية وأصبنا بالاحباط والانزعاج من ممارسة الخطاب السياسي المضلل , واللجوء الى نظرية المؤامرة والزعيق بأن عملاء الخارج هم وراء أزمة الحكم السياسي الداخلي, لاشك أن دوام تلك المظاهرات يعبر عن أزمة ولاية الفقيه واعلان العصيان للتوجه المنحاز للوعي المتأخر للمرشد العام . هل فشلت المؤسسات الدعوية للمؤسسة الدينية (قم) على اعادة تشكيل وعي هذه الاجيال المتظاهرة أو على الاصح لم ينجح اسلوب نهج التعمية وسلب الوعي الحقيقي وتزويد الرعية بوعي زائف تمت حياكته علي أيدي فقهاء لا ينقصهم من الدين والعلم شيئا, أم أنه قد تم فضح المحجوب وكشف المستور لتلك المؤسسة الدينية العريقة.

#امير_موسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات