بغداد... لقد مزقت جواز سفري

حمودي خزعل المقدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 01:35
المحور: الادب والفن
    

(( بغداد .. لقد مزقتُ جواز سفري ))

ايتها الملكة الجميلة .
يا سيدة القصائد .
هل تسمحين بأن القي شعري بين يديكِ.
فكل قصائدي كحلٌ على عينيك .
وحروف اسمي مرسومة على شفتيكِ .
يا ملعب الطفولة .
يا حبيبة الصبا والشباب والكهولة .
أهلك ..
قد سافروا .. وهاجروا .
حملوك نبضاً في القلوب .
ونوراً في العيون .
يخنقهم البكاء ..
لو ارادوا ان ينطقوا احرف اسمك الجميلة .
اعذريهم .
لكنني .. يا حبيبتي .
أقسمت أن لا اسافر .
ولن أسافر .. ولن أهاجر .
منذ ان جرحوكِ ..
مزقت جواز سفري .
وأحرقت حقائبي .. وكل وثائقي
لا أحمل الآن ..
إلا بطاقة الاحوال المدنية .
هي بيان مسقط رأسي .
(( بغداد – الاعظمية ))
خُلقتُ من ترابكْ .
ومن ماء نهركْ .
فيك عشت العمر احزاناً وافراحاً .
عشت احزان عاشوراءْ .
في الكاظمية .
وافراح ليلة مولد الرسولِ ..
في الاعظمية .
هكذا كنا .
نعيش احزاننا وافراحنا جميعنا .
كم انت حزينة ..
وانت ترين دجلة يذوي بين يديك .
يا أم الخير والبساتين .
يا ملكة العواصم .
نحن أبناءك الشرفاء .
لا نجيد قتل الابرياء .
نحن نجيد الحب.. والشعر..والادب.. والحوار..
والفن والغناء .
انظري شارع المتنبي .
هناك ينتصب المتنبي .
هناك يحتفى بذكرى المبدعين ..
ابناءك الاصلاء
الجواهري .. والبياتي
والسياب .. ونازك الملائكة ..
والتكرلي .. وقاسم محمد .. والقبانجي
وناظم الغزالي .. وعمو بابا .
وتكبر القوائم بالاسماء .
يا آلهة الشعر والجمال والنماء .
هل سمعت قصيدة " العقابي "..
في (( تألق الورد وانحنى الذهب )) .
هل قرأت قصائد عريان ..وكاظم اسماعيل..
وحمزة الحلفي .
وهل سمعت فؤاد سالم ..
والسنطور والمقام ..
أو انغام عود كوكب حمزة .
يا ملكة المواسم .
اهلك قد عادوا ..
ومزقوا جوازات سفرهم .
ومزقوا حقائبهم .
فأبتسمي رغم الرزايا .
قد انجلى عنك ليل الاحتلال .
ستزهر الحياة .. وتندمل الجراح .
يا بغداد ..
انت سمفونية ابدية .
تعزفها فرقتنا السمفونية الوطنية
وانا سأبقى أغني شعري بين يديك
وان لم ألق حتفي فيك يوماً
فأني سوف أفنى فيك عشقاً.


30-6-2009

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل