أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مصباح قطب - اختبار لإيماننا بالعالم التعددي : كيف سنستقبل كلمة رئيس وزراء الصين للعالمين العربي والإسلامي؟















المزيد.....

اختبار لإيماننا بالعالم التعددي : كيف سنستقبل كلمة رئيس وزراء الصين للعالمين العربي والإسلامي؟


مصباح قطب

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 20:08
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ما شكل الترتيبات يا ترى التي ستقوم بها العاصمة المصرية استعدادا لقيام رئيس الوزراء الصيني بإلقاء كلمة إلى العالمين العربي والإسلامي من مبنى الجامعة العربية العتيد بوسط القاهرة يوم 7 نوفمبر المقبل ؟

أي الشوارع سيمر منها الضيف الكبير وأيّ اللافتات سترفع له وأيّ أنواع الزهور ستتزين بها المواضع التي سيجوبها موكبه؟ كم ستنفق العاصمة على التأهل لاستقباله وهل ستحتشد له كما احتشدت لزيارة أوباما الشهيرة التي ألقى خلالها كلمته إلى عالمنا العربي الإسلامي من جامعة القاهرة منذ أشهر؟ ما المواقع التي اختيرت ليزورها ليرى فيها أيضا رسالتنا ورسالة الدولة المضيفة- مصر - إلى الصين وشعبها ؟ ما شكل الاهتمام الذي سيبديه أبناء ذينك العالمين تجاه هذا الخطاب المرتقب وأيّ المقاطع يا ترى سيتوقفون عندها وأيها سيصفقون لها أو يستعيدونها ويركزون عليها فى التحليلات الصحفية والفضائية؟

هل سيستعين الضيف الشيوعي بآيات من القران والإنجيل فى خطابه؟ ماذا إذا افتتح بالقول " السلام عليكم" باللغة العربية اقتداء بما يقوم به الكثير من المسئولين الصينيين فى كلماتهم أمام أي محفل عربي أو إسلامي.. هل سيكون لذلك نفس مذاق استخدام أوباما للجملة؟.

هناك الكثير من الأسئلة على هذا الطريق ولا أريد أن استطرد فما أود التأكيد عليه أن تلك اللحظة يجب أن تكون بداية لتتويج وعى جديد بالتعددية الاقتصادية والسياسية التي تنشا على حساب عالم القطب الواحد و بأهمية آسيا فى صياغة مستقبل الإنسانية الذي يتشكل حاليا. منذ زمن واهم نقد يوجه إلى الثقافة المصرية أو العربية هو إهمالها للشرق وإدمان التوجه غربا والانبهار بالثقافة الأنجلو سكسونية دون نقدها بشكل جاد والآن أصبح علينا " واجب" دراسي ثقيل لفهم آسيا ونفسية شعوبها ما يقتضى الكثير من المذاكرة لتعويض ما فات من جهلنا. إن من الغريب أن واحدا من أهم المفكرين فى العالم السباقين فى مجال توقع أن تتحرك صناعة التاريخ والحضارة شرقا ومنذ نحو أربعين عاما هو مصري ألا وهو الدكتور أنور عبد الملك صاحب الكتاب الشهير "ريح الشرق" وهو – أي د. عبد الملك - أكثر من رايتهم فى العالم العربي اهتماما بهذا البعد حتى الآن كما يتجلى فى كتاباته الأسبوعية بجريدة " الأهرام" وأحاديثه. لقد فعل ذلك فى الوقت الذي كان المفكرون الغربيون ينتجون تنظيرات تتوقع أن تظل آسيا فقيرة دوما بسبب ما هو راسخ فيها من معتقدات معطلة للتقدم من وجهة نظرهم. ولم تكن النخبة العربية الثقافية هي الملومة وحدها فالساسة أيضا كانوا طوال الوقت يتكلمون عن أهمية الصين وعن العلاقات العربية الصينية الوطيدة وعن حضارة الصين والهند بيد أنهم لم يبذلوا أبدا الجهد الكافي لاستيعاب نتائج الصعود الصيني/ الهندي الاقتصادي والاجتماعي المهول ( والآسيوي بعامة ) وأثره على تغير موازين القوى الدولية وكيفية توظيف ذلك لتحقيق الأماني العربية كل ذلك أيضا رغم كثرة البروتوكولات التي تم توقيعها بين الصين و دول المنطقة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري.

والطريف أننا كنا ننظر إلى اليابان فى صعودها بعد الحرب العالمية الثانية وكأنها استثناء أو جزء من الغرب الذي دمرتها قواته التي أناخت على أرضها متمثلة فى القواعد الأمريكية ولم يستطع اغلبنا على الأقل أن يتبين دلالة ذلك الصعود على مسار خروج آسيا من شرنقة التخلف وإمكان أن يشمل دولا أخرى كما حدث لاحقا مع الصين ثم كوريا ثم تايلاند وهونج كونج وتايوان وماليزيا واندونيسيا والهند.

الأنكى مما تقدم كله أن رجال " البزنس" العرب أدركوا ومنذ نحو ربع قرن أهمية الصين كمورد للبضائع الرخيصة حيث السوق العربي بشكل عام هو سوق سعر قبل أن يكون سوق جودة وانهالوا استيرادا للبضائع الصينية بل وتهريبا لها أحيانا إلى بلادهم وكثرت الكتابات الساخرة من انتشار البضائع الصينية فى كل متجر وعطفة بل ووصولها إلى البيوت وهى بضائع شملت حتى سجادتا الصلاة وفوانيس رمضان وتذكارات الكنائس وفوط الحلاقين ووصلت أخيرا إلى محطة غشاء البكارة ! ! إن أحدا من رجال الأعمال العرب ومنظماتهم لم يقدر أن هذا الصعود التجاري للصين لابد سيعقبه صعود سياسي مواز وكأننا تصورنا أن الأدب الصيني الجم سيظل قانونا فى السياسة كما هو فى المعاملات الرسمية مع الغير أو كأن الصين مهما قويت اقتصاديا لن ترفع عينها على الغرب عملا بالمثل العربي " العين ما تعلاش على الحاجب" والمؤلم أن رجال الأعمال لم يلتفتوا اللهم إلا مؤخرا وجزئيا إلى أن فى الصين شيئا مهما ابعد من الفوانيس والسجاجيد ألا وهو التكنولوجيا الرخيصة والقدرة المدهشة على ابتكار التصميمات الجديدة...

لقد رافقت وفدا رسميا مصريا برئاسة وزير التجارة والصناعة لتلك البلاد منذ عامين ونصف ولمست كيف هال رجال الأعمال بالوفد أنهم يستطيعون شراء مصانع الاسمنت بنصف ثمنها الغربي كمثال وشاهدوا بأعينهم أن الصين ليست ذلك البلد الذي يبحث عن رزق يطعم به أهله من خلال إنتاج سلع خفيفة ورخيصة وتسويقها ولكنه بلد مبتكر ولديه طموح جامح للوصول إلى مكانة فى عالم الغد والى تكنولوجياته الخاصة والسبق فى مجالات الاقتصاد الجديد وعلى رأسها الطاقة والزراعة الحيوية وهو يغلف طموحه بمسحة تواضع كأنها توجيه سياسي لان الكل يقول وفى كل مناسبة وبنفس اللغة تقريبا : إننا مجرد بلد نام ومن العالم الثالث. ! !. لا أحد يحتاج الآن إلى التذكير بموقع الصين الاقتصادي ولا قوتها واحتمال أن تقود الاقتصاد العالمي بدلا عن الولايات المتحدة العام 2020 وكيف أصبحت لاعبا مؤثرا فى مجموعة العشرين التي ستقود العالم من الآن فصاعدا بديلا عن أي تجمعات أخرى.

لقد بات كل ذلك معروفا لكن من المهم أن نرتب عليه النتائج الصحيحة ولذلك أدعو إلى ألا نتعامل بعدم جدية مع كلمة رئيس وزرائها التي سيلقيها قبل يوم واحد من قمة الصين وأفريقيا التي ستعقد فى منتجع شرم الشيخ المصري الشهير وسيفتتحها الرئيس المصري محمد حسنى مبارك. لقد انشغلنا عن الأصل فى خطاب أوباما الذي هو الاقتصاد واستغرقتنا المحسنات البديعية الجميلة وكاريزميته المؤكدة ولم نقم بإدارة حوار عقلاني مع إداراته فى التو حول المصالح المشتركة بأعمق معانيها بل ولم نهتم بما تطوع به هو نفسه واقترحه كالتعاون فى مجالات التدريب والطاقة النووية ورعاية المتفوقين ونوادي التكنولوجيا ومساعدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والبعثات العلمية.

إن إعلاء المصالح المشتركة العادلة مع أمريكا على ما عداها هو وحده الذي سيجعل أجواء سوء الفهم والتطرف خلف ظهورنا بل وهو أهم مدخل لتخفيف وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل تدريجيا وإضعاف العلاقة العضوية التي تربطهما والتي أضرت إلى ابعد مدى بأمتنا العربية وبعالمنا الإسلامي .

ضعوا من الآن سلة مطالبكم من الصين وقدموا لها ما يؤكد إنكم راغبون فى تعاون بعيد المدى ومتسع ومستمر.فاوضوها بشكل جماعي واع فى مبادئ التعاون..اربطوا التجارة بالاستثمار ونقل التكنولوجيا واربطوا أيضا الاقتصادي بالسياسي بشكل حصيف فإسرائيل تزحف إلى الصين منذ سنوات وقد أدركت أنها الحصان العالمي المقبل وكعادتها لابد أن تتحالف مع القوى الصاعدة أيا ما كانت وتلتصق بها وتبدل تحالفاتها بكل يسر وبلا عواطف. اقترح أن تكون الزراعة أهم مدخل للتعاون مع الصين فهي لن يضيرها أن نأكل مما نزرع حيث لا مجال للتنافس في هذا المجال بيننا وبينها فصادرات الصين الزراعية تبقى محدودة فى النهاية.

إن الأسوأ أن نستمع إلى الخطاب ثم نرمى وراء ظهورنا كأننا بإزاء حدث بروتوكولي.

الصين تأخذنا بجدية كما تأخذ غيرنا ولعل المتابع لتوغلها فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية يدرك ذلك وإذا لمست إننا مصرون على الخروج من التاريخ فستذهب إلى غيرنا وسيكون الفارق بينها وبين السلوك الإسرائيلي عند التبديل فى هذه الحالة هو أنها قد تنعم علينا بانحناءة كبيرة حين تنصرف عنا.. يا له من أدب ويا لنا من قوم وقتئذ !!.
-- نشر سابقا في عمان ديلي




#مصباح_قطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قميص واقٍ من الرصاص
- مطلوب تشريع لإشهار الإفلاس السياسي لحكومات مصر


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مصباح قطب - اختبار لإيماننا بالعالم التعددي : كيف سنستقبل كلمة رئيس وزراء الصين للعالمين العربي والإسلامي؟