أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالرزاق العبودي - يالرخص الدم العراقي















المزيد.....

يالرخص الدم العراقي


عبدالرزاق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 15:21
المحور: المجتمع المدني
    


كان للجرائم المؤلمة التي وقعت مؤخرا في وسط العاصمة بغداد والتي نعتت بالاحد الدامي والاربعاء الدامي والذين قد يتبعها( لاسمح الله) يوم او ايام اخرى من الاسبوع يمكن ان تكون اكثر دموية ( ان لم يتم وضع حد لذلك) وقع اليم في نفوس ابناء شعبنا جميعا ومعهم الشرفاء في كافة انحاء العالم وذلك لهول المصيبة وعظم البلاء الذي يمكن ان يشبه بالكارثه . لقد كان من نتائج هذه الجرائم النكراء ازهاق ارواح المئات من الابرياء بلا ذنب ارتكبوه او عمل مارسوه سوى كونهم عراقيون بسطاء من اباة الضيم الذين لم يرتضوا في يوم من الايام بان يكون بلدهم طعما للوحوش الكاسرة التي كشرت انيابها من كل حدب وصوب مستهدفة ابتلاع هذا البلد الذي كان وسيبقى عصيا على الاعداء ومن كل المشارب والاتجاهات.
ان الحديث عن هذه المصيبة وماسبقها من ابتلاءات واعما ل ارهابية قذرة ابتداء من سقوط الصنم ودخول قوات الاحتلال الاجنبية للعراق تحت غطاء دولي وحتى الان بعيدا عن الاوصاف الجاهزة والمسميات الفضفاضة يدعونا للوقوف وبجدية امام موضوع هو في غاية الدقة والخطورة ان لم نقل بل هو ناقوس الخطر بعينه والذي لم تنتبه له الغالبية العظمى من ابناء شعبنا الصابر المجاهد واعني به رخص الدم العراقي قياسا للدماء العربية الاخرىفان كانت ذاكرة التاريخ قدخانتنا ولنقل نست او تناست ماكان لاجدادنا العراقيين من دور في الفتوحات الاسلامية وتثبيت اركان الدولة الاسلاميه فلا يمكن ان تنسى تلك الذاكرة مثلا ماكان لهم في العصر الحديث من مواقف مشهودة في حرب 1948 و1967 و1973 عندما روت دماء شهدائنا الطاهره الارض العربية في فلسطين والاردن وسوريا ولبنا ن ومصروماكان لنا من مواقف مشهود في الدفاع عن الحق العربي والاسلامي اينما كان ولايمكن ان تمحى من الاذهان تلك الاناشيد التي كنا نتغنى بها اطفالا وشبابا ....
بلاد العرب اوطاني من مصر لبغداني
وكم كانت تشدنا حناجر المنشدين العرب عندما تهتف
ياقدس .. يامدينة السلام لفيروز... ومرحبا يامعارك المصير..... مرحبا ياعوادي الزمن
وغيرها الكثير من الكم الهائل الذي يصب في مجال التعبئة والجهاد ونصرة الاخوان.
ان مايحز في النفس فعلا هو هذا الموقف العربي الهزيل الذي اعجز عن وصفه واعني به موقف المتفرج ولنقل الشامت بنا احيانا من قبل بعض الاخوة العرب الذين لايكلفون انفسهم بموقف ادانة بسيط في محطة اذاعة او على صدر صحيفة مثلا لما يجري من استهداف للعراق برمته ارضا وشعبا .. بل الانكى والامروالاسوء من ذلك كله هو وقوف عدد كبير من الحكومات العربيه بكل ثقلها الى جانب هؤلاء القتلة الذين يتلذ ذون بتفجير اجسا مهم النتنة في الاماكن المكتظة بالعراقيين في الاسواق والتجمعات ودور العباده بغية قتل اكبر عددممكن منهم وتدمير البنية التحتية للبلد.
ان مما تشمأز منه النفوس وتقشعر له الابدان هو تلك البيانات الرنانة التي تصدر عما يسمى بالمجاهدين من الجيش (اللاسلامي) ودولة العراق(اللاسلاميه) وامثالها من زبانية القاعدة الذين شوهوا الاسلام بشعاراتهم المتهرئه الفا سده والتي تتباهى بقتل العراقيين العرب الذين ينعتون (بالشيعة او الروافض) وغيرها من المسميات التي يقصدون بها المسلمين العراقيين من اتباع اهل البيت وهم بالمناسبة عرب اقحاح لاشائبة في انسابهم من ابناء عدنا ن وقحطان بقبائلهم المعروفة للجميع من( ربيعة ومضروزبيد وعنزه وبني لام وطي وغيرها) وان لم نكن نقصد ذلك للتفاخر او الزهو الا ان سياق الحديث يجرنا لهكذا امور بغية فضح هؤلاء الذين يصورون للعرب بان الشيعة (كفار من الفرس المجوس كما يسمونهم ولذا يصح قتلهم) وكانهم قد انكروا ماكان للفرس من دورعظيم في الاسلام فهؤلاء الفرس هم الذين اوجدوا مذاهب اهل السنة التي يعتنقها اكثرية العرب واعني بذلك الامام الاعظم ابوحنيفة النعمان ومالك والشافعي ثم اننا نتسائل عن اصحاب الصحاح كالبخاري والترمذي وابن ماجه وابو داود والنسائي وغيرهم فاليس هؤلاء من الاعاجم وهم زعماء مذاهبكم وائمة الحديث المقبولون لديكم.
لقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم((ياايها الذين امنو انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان ا كرمكم عند الله اتقاكم)) ولم يكن الاسلام يوما قد دعى للتفرقة على اسا س قومي او طائفي او عرقي او مذهبي فلقد كان الرسول الاكرم (ص) يعامل صهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي اسوة بالمقداد وابوذر وعمار ولم يفرق يوما بين هؤلاء بل عا شوا اخوان متحابين متماسكين تجمعهم رابطة الاسلام المحمدي الاصيل الى ان انتقلوا الى جوار ربهم اعزاء مكرمين(رحمهم الله جميعا).
وفي نهاية المطاف فانني اود ان اكشف عن بعض الحقائق التاريخيه التي تشهد بوطنية الشيعة العراقيين بالذات ومن العصر الحديث ليس الا فقد ذكر الاستاذ المفكر حسن العلوي في كتابه الشيعة والدولة القومية في العراق ص71(( قاد المجاهد الكبير محمد سعيد الحبوبي جموع العراقيين الشيعة من الفرات الاوسط والجنوب وزحف بهم من الناصرية باتجاه البصره والتحم شاعر الموشحات وفقيه النجف بمعركة غير متكافئة مع القوات الانكليزية الغازية في معركة الشعيبة عام 1915م وقد قاتلوا المحتل لسبعة شهور واوقفوا زحفه على الناصرية لاربعة شهور حيث لم تقع الناصرية في ايدي الانكليز الا في 24تموز1915م اي بعد وفاته )) وقد كان القتال الى جانب الجيش التركي الذي يعتنق المذهب السني كما نعلم ثم كانت الوقفة الوطنية المعروفة للشيعة ( واؤكد الشيعة فقط) من عشائر الفرات الاوسط والجنوب في الثورة العارمة في حزيران عام 1920 م التي افضت لتاسيس الدولة العراقية وقيام الحكم الملكي عام 1921م .
لقد تعرض الشيعة للاضطهاد طويلا على ايدي مختلف الحكام وقد ان الاوان لانصافهم واعطائهم حقوقهم المشروعة في الوطن وبغية التوضيح نذكر ماجرى للطائفة الشيعية في العراق من ظلم ايام الحكم العثماني فقط فقد ورد في كتاب تاريخ الدولة العثمانية لمؤلفه فريد بك ص74((امر السلطان سليم الثاني بحصر عدد الشيعة المنتشرين في الولايات المجاوره لبلاد العجم بطريقة سريه ثم امر بقتلهم جميعا فقتلوا ويقال بان عددهم يبلغ الاربعين الفا)) وعلى نهجه سار مراد الرابع حيث يذكر الشيخ محمد حسين المظفر في كتابه تاريخ الشيعه ص102بانه الى اليوم (أي سنة تاليف الكتاب وهي 1933م) يعرف الكثير من الموصليين ابارا في الموصل ملئت من قتلى الشيعة وقبورا اخرى من القتلى واخرين اردم عليهم البناء وهي من اعمال مراد هذا وقد تسنن البعض من الشيعة تحت الترهييب على مذهب ابي جنيفة حفاظا على ارواحهم كالسادة الاعرجية في الموصل والحيادرة في السليمانيه.
انني لم اكن ابغي من الموضوع سوى توضيح بعض الحقائق وخصوصا للاخوان السنة الذين قد يجهلون بعض الامور عن اخوانهم الشيعة ونحن في الوقت الذي ندعو فيه لانصاف اخوانكم الشيعه فاننا نامل ان يضع الجميع نصب اعينهم اننا جميعا مسلمون ولافرق بين شيعي وسني فلا تجعلوا الدم العراقي رخيصا وكفاكم استهانة بالعراق واهله فقد طفح الكيل .



#عبدالرزاق_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخبر السري
- دستور كردستان مشروع للانفصال ام نظرية للتقسيم
- نظرية الضرورة في الحكم سلاح ذو حدين


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالرزاق العبودي - يالرخص الدم العراقي