رحلة الصمت

خالد جمال الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 10:34
المحور: الادب والفن
    

تزاحُمُ الأفكارِ يشكـِّلُ زخماً مرورياً على الذاكرة ِ؛ والحقيقة ُ تبحثُ عن نفسها في رجل ٍ ينقـِّبُ عنها منتظراً سنينا ً عديدة ً حتى حان اليوم الذي انطلقَ فيه بمركبهِ
متأزراً بعزمهِ ؛ وموجُ البحر ِ يسلِّيه طوال الرحلة ِ والأجواءُ تحتضنهُ بكلِ سرورٍ
والشمسُ مشرقة ٌ على همومِهِ لتتكاثرَ تحتَ أشعتها الضوئية واليأس مخيم ٌ على نفسِهِ وهذا لايمنعهُ من الوصول ِإلى مبتغاه بينما هو بهنيئة ٍاذ بحمامة ٍ منقارها
محمَّلٌ بالمعاني . تتخذُ من رأسه عـُشاً والغرقُ يخطفُ تأملاته استيقظ يلملم شملهُ المشتت والحمامة تفرُ باتجاهِ ماء وعيناه تلاحقانها حتى تدخل في بصرهِ جزيرة هائلة تزيد من سرعة القارب وسواحلها تقترب شيئا فشيئا يصل جنب سواحلها مجتازا خوفه تراوده ذبذباتُ شكوكهِ تقطعها موجاتُ يقينه المستعرَضة يلتفت ُ يمينا ويسارا فتتشظى أفكاره بين أنحاء الجزيرة ؛ يشقُ طريقها وهو محدق ٌ باشجارها فلا يجد فيها سوى الصمت اوراقه تنصحه بالعودة يجلسه ارهاقهُ تحت شجرة صمّاء ونظرهُ لايفارق السماء تبشره النجوم بالاقتراب من الحقيقة . واليوم التالي يجرفه بكل ما اعطي من قوة ليكمل مسيره فاذا بخطوات يسلكها يرى فتية ً وجوههم معتمة ٌ ورائحتهم كريهة يرتدون جلود الحيوانات مشكلين حلقات اسطوانية حول وثنين كبيرين يحدق بوجه الاول يلقاه مبتسماً وبيده خنجر والثاني له انياب ٌحادة والدم يخر من فمه ترتابهُ الرهبة ويحل في ذهنه الفرار بينما يهم بالفرار؛ الشيخ يناديه : قف ايها الرجل وقف متوجسا والريبة لاتحتاج الى تعليق والسؤال يصيغه فم الشيخ من انت ؟ ها ! رجلٌ يبحث عن الحقيقة فوجدتها في هذه الجزيرة والكرة تلقي نفسها في السؤال ماذا تريد ان تفعل فقال : الاجابة عما رايته من ابهام في الجزيرة وصمتها ؛ الصنم الذي يضحك وبيده خنجر والاخر الذي لهُ انياب ويسكب الدم من فمه فما معنى ذلك ؟ فتفوه الشيخ : اما الجزيرة فسكانها الصمت والصنم الاول هذا حال المنافقين والثاني انه الظلم يشرب من دماء الأبرياء ولايرتوي منها فلازم الرجل الصمت بعد ذلك طوال حياته .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل