علاء كولي الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 16:43
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
الطفل هو ذلك الكائن الذي يعتلي عرش البراءة بدون منافس .. فهو تجربة يحمل بين طياتها عنوان للإسلام والحب واللاعنف في بلد أضحت فيه الأسلحة عنوانا عند كل شارع ....رائحة البارود تعتلي أغصان الورود .... لغة الرصاص استحوذت على ألما عراقيا قديم لم يشأ احد أن يوقضه ... أمست لافتات الحروب فوق المباني بدون أي عذرا أو سبب....
لاشك في ان تربية الطفل تحتاج الى الكثير من الوعي لأنها مرحلة مهمة من حياة الإنسان لأن على أساسه تقدم الشعوب وتزدهر الحضارات بل أن لكل بلد هكذا عمل هو بلد بلا ادني شك بلد يعرف كيف ينهض بأمته ليرفعها من الجحيم الى النعيم فالطفل هو كائن بريء بطبعه يحتاج الى أسس رصينة وأسس صحيحة تقوم وفق منطلقات منفتحة وواعية تعرف ماهية الهدف وأيضا تقوم على ذهنيات معرفية جيدة حتى يمكننا أن نصنع جيلا خالي من المظاهر غير حضارية فمن الطبيعي إن الإنسان الذي يمتلك مصنع هو لايريد أن يخسر بل يعمل كيف سيكون إنتاجه ....؟ وبأي شكل ..؟ وكيف يستقبله الناس هذه غايته .. والطفولة هنا خطر يهدد المجتمع ... تحتاج الى من يوجهها بالشكل الصحيح حتى لايكون في المستقبل نقمة على المجتمع ودون فائدة بل يجب على استثماره ... لذلك نحن نخشى أن نسير في الاتجاه الخاطئ لتطور الأمم .. أو إننا لم نلحق بالقافلة مثلما كنا في الفترة المظلمة وكيف كانو يعملون على دثر تراث واخلاق امة هي اولى بأن تكون ارقى الامم .. وكيف عملو على (حشوا) اطفالنا بل حتى الكبار بمفاهيم خاوية ليس لها معنى تنحني حالما تهب عليها الرياح .... وكانت نتيجته خلق مجتمع ناقص لايمتلك من مقومات الحضارة شيء ولايعرف اين اصبح هو .. ورأيناها اكثر بعد زوال هذه الفترة المظلمة كيف كانت الذهنيات والافكار والثقافة منعدمة بل في بعض الاحيان هشة....
كنا نبتدأ من الفراغ أي على اسس واهية غير منطقية بعيدة عن الطموح وبعيدة عن الامل... لتصبح زوايانا مغاقة ضحلة في محيط لايسكنه الى الموتى ولنؤيد شعار( اذا كنت تملك المال حاول ان تأكل متى شئت اما اذا كنت فقير حاول ان تأكل متى استطعت )اصبح همنا كيف نعيش لا كيف نفكر .... والملفت للنظر بل والغريب في الامر اننا وفي هذه الفترة وبعد استقرار الاوضاع في العراق وبشكل نسبي والالتجاء الى الفكر والثقافة والتربية ولكن المشكلة قائمة بحد ذاتها وكأنها جبل لايريد ان يتنازل عن موقفه والادهى في ذلك لااجد من يهتم بجوهر هذه القضية بشكل متين جدا اذن لماذا لايزال الاطفال يتجولون في الشوارع ولماذا يتجولون في الاسواق..... ؟
قبل فترة ليست بالقصيرة التجأت بعض الاوساط الثقافية الى الاهتمام والعناية بشؤون الطفل وتأسيس بمايسمى ببرنامج ثقافة الطفل والعمل على الاهتمام بالاطفال والسمو بها نحو اماكن افضل واتقاذ الطفولة من قوقعة الفقر والجهل والتخلف لخلق نموذجا يعتمد عليه في صياغة وطن حر جديد يقوم على متبنيات حضارية تملئها القيم ... ولكن الكارثة عندما تجدهم من هم مسئولين عن ثقافة الطفل هل صحيح يعملون على نشر هذه الثقافة وهل هناك مصداقية العمل الانساني من يقوم او يتبنى هكذا مشروع ؟ وهل يقوم على عامة الاطفال دون تمييز وعدم حصرها على مجموعة معينة او انهم ابناء أي مسؤول في الدولة ؟ والمساعدات المالية والمعنوية التي تقدم هل تصل الى كافة المستويات ام تذهب الى جيوب من هم في غير محلها ام ان هناك طرقا اخرى والعلم عند الله طبعا .....
فالقضية الكبرى التي يعول عيها الاهتمام هي قضية بناء ذهنية الطفل وفق اسس اسلامية ديمقراطية حرة لاأقصد بأن تكون بحتة تقوم على تسقيط فلان لتصعد فلان ولانريدها ان تكون متطرفة تدعوا الى العنف بل الى السلام ....
اسس اسلامية معتدلة تقوم على فكرة الخير والشر والثواب والعقاب ولانريدها ديمقراطية مؤدلجة غربية بل الديمقراطية والحرية في حدود فهم الشعب والانسان لها ..ديمقراطية لاتتحدث في الحيثيات العميقة بل تلك التي تعني بشوؤن الانسان ونهجه تجاه الاخرين ...
.كذلك يجب ان يقوم بذالك العمل اوالتربية البنائية للطفل هم اشخاص أكفاء يعول عليهم الاعتماد ويجب ان يكونو على قدر المسؤولية لانه هذه المرحلة تعكس تأثر الطالب باستاذه أي انها تعكس تاثير الطفل بمعلمه فاذا كان المعلم اوالمربي غير حسن الاخلاق والسمعة ... فماذا ارجى من الطفل ان يكون ..؟ بل يجب ان يكون الاهتمام بالدرجة الاساس من قبل الاهل....الام والاب اللذان لهما دورا كبيرا في شخصية الطفل وتفريغ انفسهم لتربية طفالهم بشكل قويم وصالح حتى لايصبح في المستقبل اثما عليهم وهذه الامور والدلائل موجوده في المجتمع وبكثرةومع ذلك لانأخذ العبره وهذه مشكلتنا...؟ وكذلك الانريد ان نسمع الاب ان نهاره في العمل والام تقضي وقتها في امور هامشية والطفل يتاح له المجال لاحساب ولار... (عندما يغيب القانون تعم الفوضى ) والنتائج ماشاء الله هي تظهر نفسها دون عناء...
فالذي نريد ان نتوصل اليه هو يجب ان تكون هناك رقابات ومنظمات ومؤسسات انسانية وغير انسانية تعني بشؤون الطفل شرط ان تكون هذه المؤسسات لها مصداقيتها في العمل لاننا في الوقت الحاضر نفتقد الى المصداقية في العمل وهذا ما أخرنا عدة سنوات عن بلدان العالم ويجب ان تكون لهذه المؤسسات دورا في بناء الطفل ووضع الرقابات بشكل منظم لنظمن الحفاظ على الهوية الثقافية في مجتمعنا وبشكل لايقبل الشك ونرجو من تلك المؤسسات ان تعي الامر بالصورة الصحيحة ولاسيما قطاع التربية والتعليم لانه المعني بكل هذا لذلك نحن نعلم بان الكلام لاطائل منه لانه الكثير قد سبقني وطرح المشكلة واهتموا بقضية مستقبل الطفل ولكن الى اللحظة لم نرى أي تحركات جدية صادقة للعمل ونحن نعلم بأننا سوف نقف في الصف الاخير ممن نادوا بالاهتمام بثقافة الطفل ...ولكن نخشى ان تكون نداءاتنا في المقبرة لانه الضمير فيها قد مات .....؟
#علاء_كولي_الناصري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟