أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم غرايبة - انقسام «حماس» و «فتح» كارثة على الجميع؟!














المزيد.....

انقسام «حماس» و «فتح» كارثة على الجميع؟!


إبراهيم غرايبة

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 14:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناك مكاسب كبرى حقيقية لبقاء الحوار والاجتماعات بين «حماس» و «فتح» من دون التوصل إلى اتفاق. وبذلك سيتجنب الفلسطينيون حرباً إسرائيلية جديدة عليهم، لأن وجود قضية سياسية كبرى تشغل قيادة «حماس» في الخارج ستصرفهم عن التفكير في انتفاضة جديدة.
فلماذا وقعت انتفاضة عام 2000 ولم تندلع الآن على رغم تشابه الظروف، بل إن ما يحدث اليوم في القدس هو أكبر وأخطر بكثير من دخول شارون إلى حرم المسجد الأقصى؟ لأن القيادة الفلسطينية بشقيها الفتحاوي والحماسوي كانتا متفقتين وفي حالة مواجهة مع الفراغ والتهميش، أنقذتهما الانتفاضة (وأنقذت شارون أيضاً) وإن كانت خسائر الفلسطينيين كبيرة وكارثية، ومن الملفت هنا أنه جرت تظاهرات في الأردن في أثناء انتفاضة عام 2000 بالمئات، وقد تجمع في إحداها عشرات الآلاف، وكانت قيادة الحركة الإسلامية في الأردن التي نظمت هذه التظاهرات تعتبرها قيادة «حماس» متخاذلة، وتخلت بحسب تصريح الناطق الرسمي لحماس إلى وسائل الإعلام عن القضية الفلسطينية، وعندما حاولت القيادة الحالية للحركة والتابعة لحماس أن تنظم تظاهرة قبل أسابيع قليلة لم يحضرها سوى عشرات من المصلين يوم الجمعة.
وسيتيح الحوار اللانهائي لمصر القدرة على البقاء في التأثير والدور القيادي في القضية الفلسطينية، وسينشغل الفلسطينيون بشأنهم ويواصلون حياتهم وبقاءهم ومقاومتهم بطريقتهم وحدسهم الخاص بهم بعيداًَ من حسابات القيادات والدول التي لا ترى شأناً للدم المراق وصعوبات الحياة وطبيعة المعركة في فلسطين، يقول خالد مشعل مهوناً من نتائج الحرب على غزة بأن شهداء «حماس» كانوا أقل من قتلى إسرائيل، وكأن الألف وأربعمئة شهيد في غزة كانوا من بوركينا فاسو، وأما قيادة «فتح» فيكفيها عقد شركة الاتصالات، والبزنس الرائع الجميل. لقد أثبتت التجربة العملية أن فلسطين لا تتسع لحماس وفتح معاً، ولا مجال إلا أن تقصي واحدة منهما الأخرى نهائيا، وسيكون الحل الواقعي في انفصال غزة بقيادة حماس والضفة الغربية بقيادة فتح، وسيظل الحوار حيلة للتخفيف من قسوة هذا الواقع وخزيه، ويمكن أيضاً أن يقلل من تشدد حماس وبخاصة في غزة، ويحول دون دفعها إلى اليأس، طالبان على سبيل المثال لم تكتشف وجود تماثيل بوذا وأنها أصنام يجب إزالتها إلا بعد سبع سنوات من استيلائها على الحكم في أفغانستان، عندما دفعها الحصار إلى مزيد من التطرف والاستفزاز.
وأما الاتفاق فسيؤدي إلى استحقاقات كبيرة ومكلفة، فسيدخل إيران شريكاً فاعلاً في فلسطين، وذلك يزعج إسرائيل ومصر أيضاً، ولا يمكن الخروج منه إلا بحرب جديدة! أو أن تخرج حماس من تحت العباءة الإيرانية، وهذا يعني تحولاً كبيراً في فكرها واستراتيجيتها، أن تتخلى عن تاريخها ومبررات وجودها، وتتحول إلى فتح أخرى أو إلى فتح نفسها، وهو ما ستقاومه فتح (الأولى) بشراسة، وتدخل الفلسطينيين لأجل منعه في حرب أهلية كبرى.
الحل العملي بالطبع هو أن تتم تسوية إسرائيلية - سورية، ثمنها تسوية إيرانية - أميركية، وهنا ستحدث أزمة أميركية وإيرانية أيضاً عندما لا تعود هناك أزمة بين البلدين! فالأزمة ضرورة للدولتين، وسيصحبها بطبيعة الحال أزمة إسرائيلية - فلسطينية وأزمة في لبنان أيضاً، فالمنطقة لم يعد ممكناً تصورها من دون أزمة، لأن نهاية الأزمة يعني مراجعة للتاريخ والرواية المنشئة للدول والصراع منذ الحرب العالمية الأولى، وما تبع ذلك من حروب تسليح وتقنيات واختراعات ومصالح وشركات ومصانع، وأفلام وروايات، ستكون البيئة والفقر والغذاء والدواء والضمان الاجتماعي قضايا مملة لا تشغل مصالح وشركات وأعمال، وسينما، ستتغير العلاقات الداخلية للدول والمجتمعات، ما مصير إسرائيل نفسها بلا حروب وصراع؟ ما مصير أنظمة سياسية ومنظمات وأحزاب ودور نشر وصحف وفضائيات وجيوش وأجهزة أمنية ومعارضات وميليشيات وطوائف و(ديموقراطيات) وانتخابات ونخب سياسية واقتصادية تشكلت على رواية الحروب والصراعات والتهديد؟ الوحدة الوطنية لدول المنطقة والجمهوريات الوراثية ستكون مهددة، والتماسك الاجتماعي أيضاً، فلم يعد ممكناً تصور أنظمة سياسية جديدة وحياة اقتصادية واجتماعية جديدة ومختلفة إلا إذا أصر النموذج التركي والأوروبي الشرقي والصيني على الحضور، أو استيقظت المجتمعات واكتشفت أنها يمكن أن تجرب نموذجاً مختلفاً... كيف سندخل عصر المجتمعات؟ لا أمل لنا سوى أوباما، ولكن يبدو أنه لا أمل لأوباما نفسه.
في رواية/ فيلم «وايلد غيس» يقع انقلاب عسكري في دولة أفريقية، فترسل شركة أميركية كبرى تقيم استثمارات واحتكارات هائلة في ذلك البلد بالاتفاق مع النظام السياسي فيه كتيبة من المغاوير المرتزقة لإطلاق سراح الرئيس المخلوع وإعادته إلى الحكم، وفي الوقت نفسه تدخل في مفاوضات مع النظام السياسي الجديد، وتحصل على مزايا ومكتسبات أفضل بكثير مما منحها النظام السابق، تم ذلك في اللحظة التي استطاعت كتيبة الشركة أن تحرر الرئيس وتسيطر على المطار وتنتظر فيه الطائرة القادمة لتحملهم إلى الولايات المتحدة، فيأمر رئيس الشركة الطيار بالعودة ويترك الرئيس الأفريقي السابق ومرتزقته لجيوش النظام الانقلابي الجديد تمزقهم، لماذا اختار المخرج اللعين ذلك المسار، ماذا لو جعل الناس تعيش بسلام والاستثمارات الأميركية تزيد أيضاً... كأننا نعيش ونمضي حياتنا وحروبنا وفق قرار هوليودي ديكتاتوري.



#إبراهيم_غرايبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع الأطفال في العالم 2002


المزيد.....




- السعودية.. فيديو انفجار جسم في سماء حائل ليلا يثير تساؤلات
- بعد التحذير الإماراتي لإسرائيل.. أكاديمي يبيّن ما الأدوات بي ...
- بين الغرب والجنوب.. لماذا يختار الغزيون البقاء على حدود الخط ...
- انسَ الأسبرين.. قد يكون هذا الدواء أفضل للوقاية من أمراض الق ...
- الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل
- الصين تستخدم القطاع الخاص لتطوير الذكاء الاصطناعي العسكري
- بالفيديو.. كوريا الشمالية تحمي -الحمض النووي- للزعيم كيم
- فيديو الأسلحة والثالوث النووي الصيني يثير تفاعلا وتحليلات
- أشعلتها صاعقة.. نيران هائلة تلتهم بلدة تاريخية في كاليفورنيا ...
- عمليات احتيال بالذكاء الاصطناعي تستهدف الجيش الأمريكي


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم غرايبة - انقسام «حماس» و «فتح» كارثة على الجميع؟!