أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأمين السويد - البهيمية! و ما أدراك ما البهيمية؟















المزيد.....

البهيمية! و ما أدراك ما البهيمية؟


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 13:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في حوار طريف ذكر امامي أحد الاحبة أمراً استوقفني قليلا فقررت أن أكتب ما شاء الله لي أن أكتب , فقد ذكر الاية الكريمة التالية من سورة الرحمن:" فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56)"ثم أردف متسائلا يقول وصدق التسائل يقطر من عينيه نظرات مستغربة ومن فيه كلمات تقول: أليس ما قرأناه دليلاً على بهيمية ودونية و سلعية للمرأة المقدمة في هذه الاية؟ ألا تُعرض المراة هنا على أنها شيء رخيص يخدم نزوات الرجل الحيوانية؟
في البداية حمدت ربي على أن صاحبي "يستفسر" فالاستفسار يعني نية نحو الحوار, بالرغم من أن استفساره كان من نوع المُقِر بالشيء فهو باستفتاحه ب "أليس" وايراد باقي سؤاله على تلك الصيغة يريد أن يهيء و يوجّه سامعه, بالضرورة المنطقية التي يراه هو ,على أن يقول "بلى". تلك ال- "بلى" التي تقر ببهيمية ودونية وشيئيىة وسلعية المرأة.
سعدت لسماع استفساره هذا والذي هو حق له, وواجب علينا أن نوضح الامر الذي التبس على محاوري هذا أولا ,وثانيا استفساره هذا يدّل على أنه ينتمي الى عقد فئوي يقرُّ بأن الله موجود, وأن هنالك ميزان , وشكل جنة , وشكل نار, و شكل عقاب وشكل ثواب وكل مشكلته هو استهجانه للمعاملة الدونية القميئة التي تتلقاها الانثى هذا المخلوق الضحية على يد هذا الحيوان الذكر وطالما أن الامر على هذه الشاكلة فهذا يعني أنها مسألة صحة بداهة أومرضها فقط لا غير. فهلموا معي في هذه الجولة القصيرة لكشف تلك الخفايا والعلل. حيث أنني ولتفهم العيب في تلك التساؤلات المشروعة , سأسلك طريقتين اثنتين: الاولى تستهدف نقد واقع فهم صاحبي والثانية تتعلق بواقع الفهم الصحيح والحقيقي للاية الكريمة ذاتها.
الطريــــــقة الأولـــــــى:
ينظر صاحبي الى عدم المساواة في الكرامة بين الذكر والانثى التي تقدمه الاية ويتأمل في الظلم الجائر الذي تناله الانثى "المرأة" فقط لمجرد كونها انثى تُأتى, فهو يستهجن هذا الوضع اللانساني الذي لا يقبله عقله. وبهذا يُفهم من كلامه أنه اذا ما قُدمت له أنثى بهذه الطريقة في الثرى كان ام في الثريا ,رفضها واستنكر فعل تقديمها وفضّل أن يعيش بلا أنثى تأتيه بهذه الطريقة ما شاء الله له أن يعيش وهو بذلك يُقرن فعله بمبدأه الذي نصفق جميعنا له وهو بذلك أيضا يفسُق من سهم اتهامنا له بازدواجية المعايير ان هو قبل أن يأخذ أنثى جائته بتلك الطريقة المخزية وحًّرم ذات الفعل على غيره.
انها نظرة انسانية واعية متحضرة يُحسَدُ عليها مثقفونا الواعيين ,ولكن لنا وقفةٌ وبعض تساؤلات أيضا. فبالرغم من أنه لن يقدم أحد ما في الارض انثى لتخضع لذكر ما ليستمتع بها مثلما تقدم احدى حور العين الخاضعات الراغبات الى الذكور في الجنة , نقول أن قبول امتلاك المراة وفعل ما يشاء الذكور بها أمر ضد مبادئ الانسانية والعدل والمساواة, فالمرأة مخلوق له كيانه واستقلاليته وكرامته وله كامل الحق في الحياة السعيدة الامنة المحترمة. وبذلك نتوقع من صاحبي ان لا يطبق ازدواجية معايير هنا وأن لا يقبل الانثى المقدمة له بتلك الطريقة الاستعلائية فيعيش حياة مختلفة عن أقرانها ممن لم يمتثلوا لمبدئه وقبلوا ما جائهم .
والحيوانات شكل من أشكال المخلوقات شأنها شأن الانسان ذكرا كان أم انثى ولها ذات الحقوق من استقلالية وكرامة وحياة حرة. والخراف والجمال والابقار والدجاج والسمك والطيور هي أشكال من المخلوقات وذبحها من قبل الانسان للأكل وحشية وسادية وفوقية استعلائية, فملايين الخراف المسكينة تذبح في كل عام بمناسبة وبدون مناسبة ومليارات طيورالدجاج يُتَفنَنُ في طهيها دون النظر الى كينونة هذه المخلوقات وكرامتها وحقها الكامل في الحياة وبذلك نتوقع من صاحبي ان لا يطبق ازدواجية معايير هنا وأن لا يغتصب حياة حيوان أو طير لمصلحة شخصية سادية استعلائية فيعيش بدون لحم دابة أو طير.
والماء شكل من أشكال المخلوقات, فهو لم يأت من عدم, والاغتراف منه لاجل مصالح الشرب واطفاء الظمأ هو نوع من أنواع الاغتصاب لحق مخلوق في الوجود والحياة باستقلالية محترمة, ففعل شرب الماء هو جريمة في حقه وحق البيئة من حوله, فبعد أن كان مستقلا متكونا من الهيدروجين والاوكسجين أصبح نتنا مقززا تختلط به أحماض البول القميئة, وبتحويل الماء الصافي الى شكل من أشكال القذارة هو جريمة مثلها مثل افناء خروف من الوجود بسادية مقززة, ومعاشرة انثى باستعلاء متكبر. وبذلك نتوقع من صاحبي ان لا يطبق ازدواجية معايير هنا أيضا وأن لا يغتصب كينونة هذا المخلوق المائي المستقل الصافي لمصلحة شخصية سادية استعلائية فيعيش بدون شرب ماء كما عاش بدون لحم دابة أو طير وكما عاش بدون معاشرة تلك الانثى.
والهواء شكل من أشكال المخلوقات, فهو لم يأت من لا شيء وادخاله الى الرئتين هو نوع من أنواع جرائم الاغتصاب الاستعلائي السادي لان الهواء هو مخلوق يرفل بالاوكسجين وهو كائن لا حول له ولا قوة يدخله البشري جوفه فيبدل طبيعته ويحمّله بأوساخ جسمه ثم يطلقه في الفضاء مرة أخرى فيرمي بذلك الطبقات الجوية بطلقة اضافية تزيد من التسخين الحراري فضلا عن طعن الهواء في مقتل. واذ ذاك نتوقع من صاحبي ان لا يطبق ازدواجية معايير هنا أيضا وأن لا يغتصب كينونة هذا المخلوق الهوائي المستقل الصافي لمصلحة شخصية سادية استعلائية فيحيا بدون هواء و بدون شرب ماء كما عاش بدون لحم دابة أو طير وكما عاش بدون معاشرة تلك الانثى.
لست مستهزءا أو غمّازا بسخرية وانما أطبق منطق صاحبي على شرائح أوسع من شريحة المرأة. فالانسان ذكرا كان أم أنثى هو شكل مخلوق, والحيوان شكل مخلوق, والطير شكل مخلوق, السمك شكل مخلوق, والماء شكل مخلوق, الهواء شكل مخلوق وبما أن ما ذُكر جميعا هي أشكال مخلوقة فهي متساوية في حق الوجود وحق الحياة وحق الحياة بكرامة واحترام مثلما يجب احترام حصانة حرية المرأة واستقلاليتها فمن غير المنطقي "حسب منطق صاحبي" أن يتجاوز شكل مخلوق حدوده ويعتدي على شكل مخلوق أخر ليحقق رغبات سادية استعلائية رخيصة تماما مثلما اعتدى شكل المخلوق الذكري على الشكل المخلوق الانثوي أو شكل المخلوق الانساني على شكل المخلوق الحيواني أو شكل المخلوق المائي أو الشكل المخلوق الهوائي.
وبما أن البداهة تقتضي منا أن نقر أن الشكل الانساني لا يمكن له أن يستمر في الوجود دون الاعتماد المطلق على الاشكال الاخرى بشكل من الاشكال ويتضح لنا هنا خطأ فهم صاحبنا و اعتلال بداهة ما يقول وازدواجية معاييره انتقائيته, فلماذا يرفض معاملة شكل المرأة بالطريقة التي يعتقد أن فيها اذلالا لها ويقبل ان يفني شكلا من أشكل الحياة عن الوجود في حالة تعامله مع شكل الخروف أو شكل الهواء النقي أو شكل الماء النقي؟ ان هذه الازدواجية في المعايير يفرضها مرض نقص البداهة أو اعتلالها الذي يتحواه صاحبي العزيز وهذا مرض شأنه شأن أي مرض أخر مثل الانفلونزا أو الايدز أو الجرب أو الصداع الذي يمكن الشفاء منها وان كان بعض ما ذكر من أمراض مازال مستعصيا و في طور البحث عن دوائه تماما مثل أمراض أو اعتلال بعض البداهات المستعصية التي تحتاج وقتا لاقناع صاحبها بالشفاء.
الطريــــــقة الثــــانــــــية:
من الواضح ان نص الاية يشير الى شكل من أشكال الوجود الما ورائي, فالله والجنة وشكل الذكر وشكل الانثى وشكل الحور العين اللواتي لم يطمثهن انسان هي أمور ما ورائية غير محددة المعالم أو الوصوف أو الوظائف أو القوانين, فكيف نطبق قوانين غير ماورائية "دنيوية" على أمور غيبية لم يثبت شكلها بشكل قاطع؟ ان الفاعل لهذا الامر انما هو تماما قد ذهب مذهب صاحبنا الافتراضي في القصة التالية:
" شخص جالس تحت شجرة يشرب الشاي راح يتخيل ويحدث نفسه قائلا: أخي أحمد شاب قوي ووسيم و شبق وهو محط أنظار نساء القرية جميعا ولابد ان زوجتي الشابة الجميلة مغرمة به ولا بد انها تواقعه الغرام أثناء غيبتي. فاستل مسدسه وترك كوب شايه وانطلق الى بيته ووجد زوجته تخبز في التنور لان فرن الضيعة متوقف بسبب قطع الكهرباء فقال لها غاضبا والشرر يتطاير من عينيه " يا خائنة يا xxxx" وأفرغ مسدسه في راسها انتقاما لشرفه وقد اقدم على ذلك متسلحا بالقوانين المخففة لاحكام جرائم الشرف"
ان وصف تمكين الشكل الذكري من الشكل الانثوي بالبهيمية والدونية الظلامية والاستعلائية جاء نتيجة لتطبيق قوانين محسوسة على أمور ظنية تماما مثلما جاء الحكم على الزوجة بالخيانة وقتلها.
فحور العين هي شكل من أشكال المخلوقات التي قدمها القرأن الكريم على أنها من الامور التي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولم تخطر على بال. فلا عين رأت ولا أذن سمعت سهلة الفهم والتقدير. أما "لا تخطر على بال" فهذا تحدٍ يضعه الخالق لخلقه من الشكل الانساني, فجنته وكل ما فيها هو نوع من ــــ "لا تخطر على بال"ـــ أي هي من النوع الذي لا يمكن تخيله أو رسمه أو وصفه مهما تخيلنا أو رسمنا او وصفنا فهناك "حيث الجنة أو النار" دائما شيئ مختلف ومختلف جدا. فكيف نطبق ما بين ايدينا أي المحسوس والمادي على ما "لا يخطر على بال" أي على ماليس بأيدينا أو ليس بعلمنا؟
هب أننا طلبنا من شخص ان يشتري منا مئة سمكة في البحر, لنعتنا بالخبث والنصب والاحتيال بالرغم من أن مئة سمكة أمر ممكن الوصول اليه فكيف لنا ان نفرض على "ما لا يخطر على بال" قوانينا من تلك التي تخطر على بال وخصوصا تلك التي تستخدم الاذلال و الاستعلاء في طريقة تقديمها الذكر على الانثى؟
لا بد ان نفكر بعقلية متوازنة فنحكم على ماهو حسي أو مادي بطريقة حسية أو مادية وعلى ما هو ظني بطريقة ظنية والا كُتبنا في الذين يجادلون للجدال.
كلـــــــــــــــــمة أخــــــــــــــيرة
في الواقع من المفروض ان تكون الجنة (كما هي بالفعل) غير الذي نتخيله دائما , وأن الخلق الذي فيها غير الخلق الذي نعرفه, وبالتالي فالمشاعر والاحاسيس المتوقعة ان تكون في الجنة هي غير الاحاسيس التي نعرفها ونختبرها, والاحساس بالرفعة أو الذل الذي نتوقعه هو غير الاحساس الذي نعرفه.
ومن البدهي أن الماء وجد ليُشرب, وأن اللحم وجد ليُأكل ,وأن الهواء وجد ليتُنفس, وان المرأة وجدت لتُسعَد مع وتَسعِدَ الذكر تماما كما وجد الذكر ليُسعَد مع ويُسعِدَ الانثى . أما وجود الحور العين في الاخرة فهو وجودٌ مثل وجود اللحم أو الماء أو الهواء في الدنيا. فان كان الهواء يضيق ذرعا باستعلاء وسادية البشر بتنفسه, وان كان الماء يضيق ذرعا باستعلاء وفوقية وسادية البشر بِشربه, وان كان الخروف يضيق ذرعا بذبحه وأكله من قبل البشر , فحورالعين سيضقن ذرعا باستعبادهن ومعاملتهن معاملة شيئية ظالمة من قبل الذكر في الجنة.







#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيس خيار


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأمين السويد - البهيمية! و ما أدراك ما البهيمية؟