الحكومة العراقية تخاطر بحياة الشعب من اجل الانتخابات

نادية الخالصي

الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتشرت في الآونة الاخيرة في عدد من محافظات القطر حالات من الإصابة بوباء انفلونزا الخنازير (الأنفلونزا الوبائية) حتى نسمع من هنا وهناك ان عدد كبير من المدارس الابتدائية والثانوية قد تم غلقها ومنع الدراسة فيها لمدة اسبوع او عشرة ايام ، وتناقلت وكالات الأنباء إخبارا مشتتة عن حجم تلك الاصابات وخصوصا في محافظات الوسط والجنوب حتى اصبحت محافظة واسط اكثر المحافظات معاناة ومأساة من حيث العدد الكبير من الحالات التي شهدتها المدينة وخصوصا مدينة الحي .وكذلك تناقلت مصادر مختلفة عن انتشار خطير لهذا الوباء الفتاك في محافظات ذي قار والديوانية وبقية المدن العراقية الاخرى ..
كل ذلك وهناك امر ملفت للانتباه لا يمكن ان يمر على المراقبين مرور الكرام ، ألا وهو الصمت الرهيب والتعتيم والتحجيم من قبل الحكومات المحلية والحكومة المركزية عن تلك الحالات والإصابات ، وربما العذر لديهم حاضرا وهو( كي لا تحدث بلبلة وفزع في صفوف المواطنين ).. ولكن الذي نعرفه جميعا ويعرفه الشعب العراقي المظلوم ان ذلك السكوت والتعتيم هو لان الحكومة المركزية والحكومات المحلية وقفت عاجزة عن حماية ابناء الشعب من وباء يهدد مصير الآلاف بل الملايين من ابناء البلد ، فلم تتمكن الحكومة من ايجاد حل سوى إيقاف او تعطيل الدراسة وكان ذلك هو العلاج المضاد للوباء ..
انها مهزلة بل واكبر المهازل ان يهتم ساسة المنطقة الخضراء بصراعاتهم ونزاعاتهم ومناصبهم وكراسيهم وجلساتهم الكرتونية المضحكة ويتناسون خطرا مهولا يهدد البلد وشعبه .
ان الحكومة العراقية اليوم بتصرفها هذا وعدم اهتمامها بشعبها واهتمامها بتلك الزخارف الانتخابية فانها تجازف وتخاطر بحياة الملايين من اجل ان تستمر في خداعها وتزييفها لحقيقة واضحة وضوح الشمس وهي ان الفشل الاداري والسياسي هو السمة المميزة التي يمتازون بها بالاضافة الى الامكانية الكبيرة في نهب وسرقة ثروات البلد وخيراته.
وهنا اوجه نداء انسانيا الى جميع المنظمات الدولية لاغاثة العراقيين وانقاذهم ليس من الوباء فحسب بل من هؤلاء الذين يستهزئون ويسترخصون ارواح ابناء الشعب بعدم سعيهم واهتمامهم لإيجاد حل ومخرج من تلك الماساة والحفاظ على حياة العراقيين التي اصبحت رخيصة لدرجة تركها تموت موتا بطيئا .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل