أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد عبد الرحمن الجنابي - هل يمكن ايجاد حلول دبلوماسية جديدة للازمة العراقية السورية من خلال انهاء استدعاء السفير العراقي وعودته لمزاولة مهامه سفيراً لجمهورية العراق في دمشق















المزيد.....

هل يمكن ايجاد حلول دبلوماسية جديدة للازمة العراقية السورية من خلال انهاء استدعاء السفير العراقي وعودته لمزاولة مهامه سفيراً لجمهورية العراق في دمشق


سعد عبد الرحمن الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 11:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تشير الكتابات المنهجية في الدبلوماسية والتي تستند الى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية بان مفهوم الاستدعاء للسفير او رئيس البعثة من احد اسبابه هو حصول توتر في العلاقات بين البلدين حول قضية معينة . الاستدعاء من دون شك له تأثيراته في العلاقة بين البلدين من ناحية كونه يؤدي الى فتور في العلاقات في مراحله الاولى وصولا الى قطع العلاقات في اسوء حالاته وهذا بالطبع ينعكس على العديد من الصعد والمجالات الثنائية في العلاقة سواء السياسية او الاقتصادية او الثقافية او الاجتماعية . من جانب اخر يؤدي الاستدعاء الى اختلال في عمل البعثة الدبلوماسية ذاتها حيث ان ترك الشخص الاول للبعثة ينعكس من دون شك على وظائفها الجوهرية لا سيما وظيفة التمثيل والتفاوض مع الدولة حول القضايا سواء ذات التفاهم المشترك او القضايا الخلافية ، ووجود السفير له دور من جانب اخر حتى في حالة الفتور في العلاقة في احتمالات نجاحه في التوفيق في وجهات النظر بين البلدين واعطائه فرصة لتبيان دوره واعطاء تقييم حقيقي للواقع والاعتماد على تقييمه والوثوق به والبناء عليه في رسم العلاقة مع الدولة سلبا وايجابا.
ومن اجل عدم الاطالة في البحث النظري حول فكرة الاستدعاء ننتقل الى موضوع البحث وهو الازمة الدبلوماسية بين العراق وسورية وقبل الحديث عن فكرة استدعاء السفير وامكانيات رجوعه ، نتحدث ابتداءاً عن خصوصية العلاقة بين العراق وسورية ولانريد ان ننجر الى حديث عاطفي او قومي عروبي وانما سنحاول الحديث من منطلق ماوجده ابناء الجالية العراقية في سورية خلال عقود طويلة ، فسورية هي البلد والشعب الاكثر قربا في مشاعره وانتمائه العربي الى العراق مهما اختلفت السياسات بين الانظمة السياسية في البلدين وهو الشعب الذي لم تتغير طريقة تعامله مع ابناء الجالية العراقية بل لازال هناك تماسك وهذا نلمسه في الشارع السوري ونراه شاخصا امامنا ليس كلمة تقال فحسب وانما كلمة تراها صادقة عندما تسمع شفاه المواطن السوري تقول ((نحن اخوة))، فضلا عن استراتيجية العلاقات العراقية السورية وما يمكن ان تحققه من نتائج ايجابية للبلدين لو بنيت على ارضية صلدة، هذه الامور والمشتركات دفعتنا للكتابة عن آلية جديدة يمكن ان تنجح في تقريب وجهات النظر بين البلدين وحكومتي الشعبين ننطلق من ذلك ماردده السادة المسؤولين في كلا البلدين خلال الازمة بالقول ان العلاقات بين العراق وسورية لا تحتاج الى وساطات دبلوماسية.
البعد الرئيسي للازمة هو اتهام الحكومة العراقية لجماعات ارهابية تتواجد داخل سورية تعمل بالضد من مصلحة الشعب العراقي وتقوم باعمال تخريب وارهاب ضد الدولة .
ولابد من الاشارة ان القيادة السياسية في العراق اعلنت ان المقصود ليس سورية من هذا الاتهام وانما اطراف تعمل داخل سورية تهدد العلاقات بين البلدين وتهدد امنهما المشترك ، من هنا قامت الحكومة العراقية بمجموعة خطوات منها الطلب بتشكيل محكمة دولية وارسال بعثة لتقصي الحقائق والموضوع الاخر استدعاء السفير العراقي في دمشق د. علاء الجوادي للتشاور والازمة في طريقها للدخول الى الشهر الثالث منذ التفجيرات في 19 /8/2009 ولا حلول دبلوماسية جدية وواقعية تلوح في الافق .
وبعد الاعلان عن عدم التوصل بالوساطات الخارجية الى حلول وتصريحات سابقة من قبل الحكومة العراقية ببقاء الحوار مع سورية مفتوح وبقاء فكرة المطالبة بالمحكمة الدولية لمتابعة الجناة والارهابيين وارسال مبعوث اممي لتقصي الحقائق.
تظهر امامنا مسألتين اساسيتين الاولى فكرة بقاء الحوار مع سورية مفتوح
والثانية بقاء مطلب المحكمة الدولية قائماً
لو حاولنا ان نناقش موضوع الحوار وكيف يمكن ان نبقيه مفتوحا ماهي آلياته وكيف نحدد خطواته وكيف نصل فيه الى نتائج
في هذا الاطار ونظرا لخصوصية واهمية العلاقات العراقية السورية والاحتياج المتبادل للبلدين كل منهما للاخر نقترح الاتي
1- البدء بالحوار الدبلوماسي المباشر دون وساطات ، هذا الحوار خطواته الاولى هو عودة السفيرين وهذه نعتقد انها الخطوة الاهم في التوصل الى حلول وهنا يمكن للعراق ان يقوم بخطوة دبلوماسية تنم على الرغبة الجادة والحقيقية بالعلاقات مع سورية وبالتعاون الاستراتيجي وفي نفس الوقت مطالبة سورية بمتابعة الجماعات الارهابية التي تتسلل عبر الحدود او تتخذ من سورية مقرا لها . في اطار هذه الخطوة والتي تقوم الحكومة العراقية باستصدار قرار بعودة السفير العراقي الى دمشق بعد انتهاء استدعائه للتشاور وان تبنى علاقات جديدة وخاصة بين الحكومة العراقية والحكومة السورية من خلال السفارة واعطاء المجال للسفير في التحرك في ساحة العمل التي يعمل فيها من خلال اتصالاته الدبلوماسية وكيفية ايجاد الحلول المناسبة لانهاء الازمة وتقوم الحكومة العراقية بالاعلان بتصريح رسمي تعلن فيه عودة السفير العراقية الى سورية لمزاولة عمله وان يقوم بالتباحث مع الحكومة السورية من اجل التوصل الى نتائج مرضية بشان التحقيق الدولي وان تعلن الحكومة العراقية ايضا وصراحة بان موضوع التحقيق الدولي لن يكون مقتصرا على سورية ولن يكن مدعاة للتدخل في الشؤون الداخلية السورية وانما هو تحقيق في التدخلات الخارجية كافة ضد العراق من اي طرف كان اقليمي او دولي .
2- ان تعطي الحكومة العراقية للسفير وقتا لتقييم العلاقات الثنائية ولتقييم الاوضاع واعطاء رأيه بشان العلاقة واين تكمن مصلحة العراق ، وهنا نود ان نشير ان الازمة عندما بدأت وعندما قامت الحكومة العراقية باستدعهاء سفيرها لم يكن هناك اي تشاور مسبقا مع السفير قبل موضوع الاستدعاء ونعتقد كان الافضل ان تقوم الحكومة العراقية الطلب من السفير تقييم ساحة العمل من خلال تقرير متكامل ياخذ موضوع العلاقات الثنائية بابعاده المختلفة ويعطي مقترحه حول الازمة والعلاقات الثنائية ثم التوصل الى قرار بناء على تقرير السفير.
3- بعد الاعلان عن عودة السفير وفق المقترح اعلاه يمكن التباحث الثنائي من خلال السفير وتحركاته داخل الساحة السورية حول موضوع المبعوث الاممي والمحكمة الدولية والتوصل الى تفاهم ثنائي مشترك ان هذه الطلب هو من اجل مصلحة البلدين وليس المقصود منه سورية وانما القصد منه هو بناء علاقات استراتيجية متينة وطويلة الامد .
4- يمكن لسورية ولتثبت ايضا جديتها وحسن نيتها في علاقات ثنائية قوية ومتينة واستراتيجية ان تبدأ بخطوية دبلوماسية سياسية لها مغزاها داخل العراق على المستوى الرسمي والشعبي وهو ان تكون هناك زيارة رسمية على مستوى رفيع من الجانب السوري الى العراق.
5- هذا الامر لو تحقق سيوجه رسالة قوية لجميع الاطراف الذين يرغبون بعلاقات عراقية سورية ممتازة او الذين يرغبون العكس وهم كُثر وهنا يمكن للسيد السفير من خلال تحركاته ونشاطه ان يقرب الى حد كبير في وجهات النظر .
6- انا كمواطن عراقي بامانة اقولها ان لعودة السفير العراقي لمزاولة مهامه اهمية ومصلحة عراقية كبيرة لمسناها عندما استلم مهامه في بداية عام 2009 حيث استبشر الجميع خيرا بتواجده السوريين والعراقيين والجميع توقع علاقات استراتيجية ممتازة واستطاع بالفعل ان ينجح بتحقيق زيارتين مهمتين الاولى زيارة رئيس الوزراء العطري الى بغداد في نيسان 2009 والثانية زيارة رئيس الوزراء المالكي في آب 2009 نتج عنهما المجلس الاستراتيجي الاعلى . لذلك نحن نعول الخير الكثير في حال عودة السفير ان تنطلق فكرة الحوار الدبلوماسية المباشر والتوصل الى نتائج ايجابية تحفظ امن واستقرار البلدين بارضية صلبة وقوية.
7- اخيرا اود القول عندما نصر على هذا المقترح ونصر على ان نكون من المطالبين بعلاقات عراقية سورية قوية ليس معناه اننا لانبالي بالدم العراقي ولانبالي بالاتهامات للجماعات الارهابية الدم العراقي دم مقدس وهو خط احمر ولابد من محاربة الفاعلين من اية جهة كانوا ، وانما نقول ان البلدين في حال وضعوا خطوات وآليات حوار مفيدة يمكنهما التوصل الى نتائج تلبي طموحاتهما ومصالحهما السياسية والامنية والاقتصادية.



#سعد_عبد_الرحمن_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد عبد الرحمن الجنابي - هل يمكن ايجاد حلول دبلوماسية جديدة للازمة العراقية السورية من خلال انهاء استدعاء السفير العراقي وعودته لمزاولة مهامه سفيراً لجمهورية العراق في دمشق