أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لؤي عجيب - أوغاريت














المزيد.....

أوغاريت


لؤي عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


وطارت بعيداً
اسراب الطيور المهاجرة
وكانت لها عندنا
محطة ...
الشمس
والماء ....
الدفء
والزرع....

وأوغاريت
يقف أعلى التلة
ويرمي بسهامه
في كل الإتجاهات ....

.... ..... ..... .....
لقد مر أوغاريت من هنا يوماً ....
..... .... .... .....

وعند الكورنيش الجنوبي لمدينة اللاذقية.... حالياً.....
تجول يبحث عن فتاة تشاركه احتفاله الليلة
بخروج ألذ نبيذ من مدينته إلى البحر ليغزو به الشعوب الأخرى
وهناك طلب ود فتاة ....
تدخن الأركيلة وتشرب الشاي
وتجلس في إحدى مقاهي الرصيف ... سابقاً....
تتضحك وتتحدث مع صديقاتها
وبأطراف عينيها تراقب المارة
تميل بوجهها عن أوغاريت الذي أمتلأت عينيه بها
وتنظر إلى شاب يترجل من سيارته الجيب الحديثة
تنتظر التفاتته لتسارعه بإبتسامة وتذبيلة عيون....
لكن أوغاريت المعجب... قطع عليها بداية الصيد
عندما مد يده باتجاهها راكعاً على الأرض و طالباً ودها...
نظرة سريعة إلى سيارة الجيب ومن ثم إلى أوغاريت ... وثيابه الغريبة....
وابتسامة سخرية .... ومن ثم قهقة مع صديقاتها .. رشفة شاي وشفطة أركيلة والدخان يعلو رأس اوغاريت المذهول ....
وضعت خمس ليرات في يده ... فظنها ذكرى منها
بادلها بابتسامة وحاول لمس يدها ليقبلها
لكن يدها المتمرسة... كانت أسرع بالصفع....
انتصب على قدميه
وفتح يديه للسماء وصرخ عالياً
أوغارو .....
ياحقول القمح
يا سفن الأمل
وميناء الحياة
أوغارو....
يا ميدان الأبطال والمغامرين
والمزارعين ....
قد أصبحت النساء تصفعك و ترد طلبك .... يا ...أوغارو....
في أي حياة ملعونة أنت .....
علت قهقهات البنات
وصاحب الجيب إلتفت إلى الفتاة .....
وعاد إليها يشاركها المرح ....
نظرأوغاريت المصعوق إلى الفتاة وصديقها
وإلى أمواج البحر التي تعلو وتنخفض
لملم خيبته ...
وجر أذيال المهانة ...
وركب التاكسي حيث أنزلته عند الجامعة
نظر بتفاؤل إلى الشباب والصبايا
وإلى الشلل المتنوعة بالألوان والأشكال
والضحكات والتمتمات
والعيون الحزينة والإبتسامات و....
ولمح فتاة تسير وحدها
طاردها بعينيه
وقرأ سمرتها التي تشبه حقول القمح الساحرة في أوغارو كما قال...
وعندما لمسها من كتفها
نظرت إليه من الأسفل للأعلى
وصرخت في وجهه ووصفته
بالمجنون
الأحمق
الغبي
والجاهل
صرخ أوغاريت عاليا... ملىء حنجرته
أماه ....
أوغارو غبي وجاهل
أماه...
النساء تسخر من ابنك
أماه...
أعيديني إلى الحياة ثانية ....

صرخات أوغارو
هزت الجميع
حتى أن السرافيس المتجهه إلى جبلة
القرداحة
الحفة
وحتى الشيخ ضاهر
توقفت جميعها
لترى الأبله الذي تجرأ على جميلة الجامعة....
وبعد خروجه زاحفاً على الرصيف
مهزوماً من المعركة
مصدوماً من البشر وتجرأهم عليه
أخذ سيارة أجرة
واتجه شمالاً
إلى تلته
حيث ترك
قوسه وسهامه....



#لؤي_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نخبٌ ... لأجل الحياة
- أحلام النهار
- حفلة سمر
- أمسية بحرية
- حالة حب 2
- رياح الشمال
- حالة حب
- نجمة تتكئ على غيمة
- قدرٌ سكران
- عليا
- فراغ
- نثريات
- وطني
- حبيبتي .....
- لؤي عجيب
- مساواة
- محاولات
- مايا
- بدون عنوان
- شعر


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لؤي عجيب - أوغاريت