حديث يؤدي إلى الجنون

إيهاب عبد الوهاب

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 21:27
المحور: حقوق الانسان
    

الابتسامة كانت تملئ وجهي حينما كنت أقرء في تاريخ أجدادي الفراعنة وكيف كانوا أسياد العالم وكيف كان لديهم علم التحنيط الذي لا نملكه الآن وكيف صانعوا حضارة عريقة وكبرت الابتسامة الفخر حينما تذكرت قول مصطفى كامل لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً ونظرت إلى صورة أبائي وهم رافعين علم مصر عاليا أثناء حرب 73 فزادت الابتسامة وكبرت لكن فجاءهً وبدون سابق أنظار تحولت إلى دموع تفيض بكثرة وبكاء لا ينقطع عندما تذكرت القرية الصغيرة التي لا تجد ماء صالح للشرب لا تجد سوى ماء الصرف الصحي يشربون منه حتى لا يموتوا ولكن وأسفا يموتون بوباء التيفوت الذي ظهر في هذه القرية بجانب وباء انفوانز الخنازير وغيره بسبب عدم وجود ماء صالح للشرب من السؤال عن هذا ومن المسؤل عن المناطق العشوائية مثل حي العصارة في مصر الجديدة مصر الجديدة التي يسكن بها الوزراء وكبار راجل الدولة وغيرهم حي العصارة الذي لا يوجد به لا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي بيوت تتكون من جدران سقفها من الخشب والفئران وثعابين اللذان من الممكن أن يجدهم بجانبهم على الفراش أما الحمامات فلا توجد يوجد فقط حفره يوضع فيها شيء يقضون فيه حاجتهم ثم يفرغونه ولكن الرائحة لا تتركهم بل تصل إليهم وبين كل حين وأخر يرمى إليهم خرطوم ماء يتقاتلوا عليه ليشربوا ويملئوا ماء ليستطيع العيش حتى يرمى إليهم مره أخرى من العمارات التي أمامهم ولا يفصلهم عن هذه العمارات التي يصلها الكهرباء والماء ولديها صرف صحي سوى سور وكأن هؤلاء أناس وهؤلاء لا أما مطر السماء يجعلهم لا ينمون في الليل لسقوطه عليهم ويصرخون بالنهار من حرارة الشمس الحارقة

الحكومة لا ترى إلا الناس النظيفة كلمة قالها شاب من ساكن هذه المنطقة قالها وكادت الدموع أن تفيض من عينيه معها قال حين جاء الرئيس أوباما إلى القاهرة تم تنظيف الأماكن التي سوف يتواجد بها الحكومة لا ترى سوى الناس النظيفة لكن إحنا لا شاب اكبر أحلامه أن يحصل على وظيفة أو أن يسكن في شفة بها حمام هذه أحلامه وأحلام ساكن هذا الحي أصعب هذا الحلم أن يتحقق أليس هم بشر مثلنا ؟؟؟ أيعقل أن يترك أناس تعيش هكذا في القرن الواحد وعشرين وكأنهم يعيشون قبل الميلاد؟؟؟ ولا اعرف أأبكي عليهم أم أبكي على أهل منطقة الدويقة الذين من يوم 7-9-2008 إلى الآن لم يجدوا منازل تداويهم بعد أن سقطت صخرة من جبل المقطم على منازلهم ولا اعلم أهم المسؤلون لأنهم لم يتوقعوا سقوط الصخرة وعقاب لهم أن يسكنوا طوال حياتهم في عشش من الخوص والخشب تغطيهم مياه المطر وتكويهم الشمس الحارقة وتهدم منازلهم كلما أرادت الحكومة (( أزاله العشوائيات)) أم ابكي على الفقر في مصر الذي وصل إلى 64% من السكان منهم 36% تحت خط الفقر (( لا يستطيعوا أن يلبون مطالبهم الأساسية )) متوسط دخل الفرد في الدول المتقدمة يصل 12 إلى 17 ألف دولار سنويا ًوالدول الفقيرة 3 إلى 5 ألف دولار سنويا ً أما مصر 800 دولار سنويا ً 15 مليون فرد يصل داخلهم أقل من دولار واحد أم أبكي على المدارس والجامعات و المستشفيات التي يوجد بداخلهم وأمامهم قمامة أكثر من عدد الطلاب و المرضى وبدل من أن تكون المستشفيات سبب في عالج الناس سارت سبب في المرض من كثرة الإهمال أم أبكي على حال التعليم في مصر ((تعليم لا أدامي)) الطلاب لا يجدون شيء يجلسوا عليه المعلمين لا يشرحون الدروس والعصيان وسيله لإجبار الطالب على الدخول في الدروس الخصوصية وبعد هذه ألمعناه التي يتلقها الطالب وبعد أن يتخرج يجلس بجانب والدته لأنه لا يوجد شغل والقلة النادرة جدا التي تجد شغل في الحكومة (دون تعين) يكون بمرتب لا يحلمون به وهو 120 جنيه شهرياً اقل من عشرين دولار يصرفونهم في الموصلات ويضعون من جيوبهم أم ابكي على القانون السائد الذي يتبعه الكثيرون من اجل العيش وصار عادي جدا قانون بيع الضمير وتخديره قانون يتبعه (لا للتعميم ) المعلمون والدكاترة والممرضات وموظفي الحكومة وعساكر المرور وغيرهم لسد مطالبات أسرية أساسية لم ابكي لان ليس لدي ظهر في هذه البلد يحميني (أنت عارف أنت بتكلم مين) فيستطيع أي شرطي اعتقالي دون سبب ويجعلني مجرم أو مهرب مخدرات ليحصل على ترقيه وإذا حاولت أن اثبت إني بريء يكون التعذيب مسيري كما فعلوا مع غيري

من كثرة الأسباب و من كثرة الدموع صرخت حتى جننت وكيف لا اجن بعد كل هذا الإهمال والتلوث و ألمعانه ومصر بلد الخيرات (لدرجة أن شعبها لا يجد الطعام ) يدخل لها ملايين سواء من قناة السويس أم من الخصخصة (وما كثرها) أم من الجمارك (التي تأخذ أكثر من ثمن البضائع بكثير) أم من الشعب (ما أكثر ما يدفعه الشعب ) أم من السياحة أم من السد العالي أم من الصادرات (يصدر أفضل الأنواع ويبقى لنا الرديء ) أم أم ..... لكن أين تذهب هذه الأموال ؟؟ أليس للمواطن حق في المال العام الذي تم تخصيصه ؟؟؟؟ ألم يكفيهم بعد مع جمعوه من أموال

الصمت أن ما يحدث أكبر أهانه والحديث عنه يؤدي إلى الجنون المهان لا يستحق الحياة والجنون لابد أن يأتي يوماً وينتهي


أحلم ولكن دائماً أحلامي
تنتهي بـ استيقاظي
فـ أنهض مسرعاً من على فراشي
أبحث عن أوراقي و أقلامي
وأكتب سائلاًً هل العيب في أم العيب في زماني
ولما أعيب في الزمان وقد تركني في حالي
فضاق صدري وتوجع فؤادي
حتى وجد أجابه سؤالي
العيب في حكام حكموا البلادِ
نشروا الظلم والطغيان والفسادِ
يرفعون يداً يقولون الشباب الشبابِ
وهم باليد الأخرى يقتلون من نظر إلى الأمامي
يصرخون بالحرية وحقوق الإنسانِ
ويمحون من نطق بحرف الحاءِ
فرضوا الضرائب ورفعوا الأسعارِ
ومحوا من قال أرحموا الفقراءِ
فلما الصمت يا أصدقائي
على ظلم وقهر وعدوانِ
وأشخاص لا يعرفون سوى الدماءِ
ويفترض أنهم من جنس الإنسانِ
فالخوف لن يفيد والصمت لن يغير الأحداثِ ....(اعتذر لأني لم اكتب بوزن و كافية كتبتها ولا اعرف لما)

#إيهاب_عبد_الوهاب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات