أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبد التاح السرورى - البكابورتوس















المزيد.....

البكابورتوس


محمد عبد التاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 19:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نـحو إلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة
البكابورتوس
ولا يزال السؤال مطروحاً وبقوة ما الذى يمنع المرأة فى بلادنا أن تأخذ المكانة اللائقة بها ككائن بشرى له آدميته وخصوصيته وإحترامه. المتأمل لحال المرأة فى بلادنا وفى سائر عموم البلاد العرب والمسلمين لا يحتاج إلى بصيرة حادة ليستبين مدى واقع حال المرأة الذى رغم كل ما تحقق لها لا يخلو من النظرة الدونية لها وهذه النظرة الدونية لا ترجع إلى قصور فى إمكانيات المرأة أو النساء محل الدراسة أو الازمة بل ترجع فى الأساس إلى كونها أمرأة فى الأساس إى ان العقبة الأساسية هى النوع (الجندر) وعندما نذكر هذا يهب رجال السلف والخلف فى وجوهنا صارخين مهللين تاهمين وشاتمين وما أسهل السباب فى أفواه رجال الدين وما أسرعه فى أفواه الرجال بصفة عامة.
وعلى الرغم من أن هؤلاء الرجال (وأقصد بهم رجال الدين و لا أدرى لماذا أجد صعوبة فى وصفهم بأنهم رجال فعقليتهم كثيراً ما يبدو ولى أن تخلو من الرجولة بمعناها الإيجابى) أقول أن رجال الدين الذين يتصدرون المشهد الإعلامى ويقودون عقلية الجماهير بالفعل ولهم التأثير الفعلى عليهم لا يخلو خطابهم من الترسيخ لهذه المفاهيم الدونية للمرأة أى أنهم يمثلون الدليل الفعلى لما ندعى ويمثلون الدليل الفعلى على نفى ما يدافعون به عن رأيهم ورأى فقهم فى المرأة.
وجدى غنيم نموذجاً
لمن لا يعلم فإن الأستاذ وجدى غنيم يعد من أقدم الدعاة ومن أكثرهم شعبية وله جماهيرية قديمة منذ أن كانت (شرائط الكاسيت) هى الوسيط الفعلى بين ما يمثله هذا النوع من الفكر وبين الجمهور المتلقى له ولمن لا يعلم أيضاً فإن الداعية وجدى غنيم يمتاز بصفة قلما نجدها فى كثير من الدعاة ألا وهى روح المرح والقدرة على الدعابة وعلى تطريز حديثه بالأمثال وذكر المواقف التى تثير ضحكات المستمعين وتجعله أكثر قرباً لنفوسهم ومعنوياتهم كما أنه لا يتقعر فى الحديث ولا تأخذه جلالة الدموع مثل غيره من الدعاة (محمد حسان على سبيل المثال) كما أن اللغة التى يتحدث بها الداعية وجدى غنيم لغة فى مجملها بسيطة هى أقرب ما تكون إلى لغة البسطاء من الناس وهذا يعنى أن الأستاذ وجدى غنيم قد ملك كثير من أدوات التأثير المعنوى والفكرى على نفوس وعقول مستمعيه وياليته قد أحسن إستخدام هذه الملكات التى حباه الله بها الإستخدام الأمثل لكنه للأسف أساء الإستخدام أيما إساءة وتجلت إساءته هذه عندما جاء فى سياق حديثه أمراً يخص تعليم الفتيات وهل الأفضل لهن التعليم أم الزواج وبطبيعة الحال وهذا هو المتوقع من رجال الفقه دائماً هو تفضيله لزواج الفتاة أكثر من تفضيله لتعليمها إلى هناك ويكاد يكون الأمر مفهوماً (ولكنه غير مقبول) أما غير المفهوم ولا المقبول أيضاً منه هو سخريته من الأباء الذين يفضلون تعليم بناتهن قبل تزويجهن.... من حق الداعية وجدى غنيم أن يلقى على أسماعنا ما يشاء من أراءه وأراء فقهاؤه الذين يستشهد بهم ومن حقنا نـحن أيضاً أن نقبل أو نرفض هذه الأراء(وأن كنت أشك أن من حقنا فى ظل الظروف الحالية) و ما ليس من حقه هو السخرية و الإستهزاء (برجال) (و اللفظ هنا فى محله) فضلوا تعليم بناتهن قبل تزويجهن ففى سياق حديثه المرح ذكر الأستاذ وجدى غنيم ما يقوله الأباء فى أنهم لن يزوجوا بناتهن إلا بعد أن يحصلن على البكالوريوس وبعد أن نطقها النطق الصحيح أبى ألا يمارس دوره المعتاد فى إضفاء روحه المرحه على أحاديثه واصفاً أسم الشهادة بأنها (البكابورتوس) ونـحن جميعاً نعلم ماذا يعنى هذا المصطلح وأى معنى سوف يتبادر إلى الذهن عند سماعه.
شئ مذهل ألا يكفى هذا الداعية وأمثاله أنهم قاموأ بدورهم الكامل فى تحجيب رأس المرأة وتنقيب وجهها فما بالهم لا يأبون إلا أن يلغوا عقلها أيضاً وهو الشئ الوحيد الذى تبقى لها بعد إستلاب حقها فى كثير من أمور الحياة (ممارسة الرياضة وإستكمال التعليم فى الخارج)وهذا على سبيل المثال فليس فقط إستكمال التعليم فى الخارج بل وفى الداخل أيضاً وكثيراً ما رشح مكتب التنسيق إحداهن إلى كلية لا تستطيع الفتاة بناءاً على رفض الأهل وإستنكار المجتمع الذهاب إليها وترضى بكلية قد تكون أقل فى المكانة العلمية أو حتى تتعارض مع رغبتها الشخصية أو طموحها العلمى هذا على إفتراض ان المناخ العام يسمح (للبنات) أن يكون لهن طموح صحيح أنه هناك كثير من الأسر توافق على إغتراب بناتهن والإقامة فى بيوت الطالبات ولكن حتى هذا الفكر المجتمع لم يوجد ولم يكن له وجود لولا جهود وكفاح (رجال) من نوعية قاسم أمين الذى نعرف جميعاً رأى(رجال) الدين فيه (ونساء الدين) أيضاً.
عندما سمعت الداعية وجدى غنيم وهو يتلفظ بهذا اللفظ على مرأى ومسمع الأشهاد فى ندوة عامة أذاعتها إحدى القنوات الفضائية لم أصدق أذنى فهذا الرجل المفترض فيه أنه قد نال قسطاً وافراً من التعلم فهو حاصل على مؤهل عالى على ما أعتقد أى أن له تكوين علمى و معرفى يتيح له إستبيان الأمور على نـحو جلى كما أنه قد بلغ من العمر مبلغاً وتعدى سن الحماس الدينى المعروف فبأى منطق يتحدث الداعية المذكور وعلى أى أساس يسوق حججه؟................................................ أحياناً أشعر أننا لا زلنا نـحيا فى مرحلة ما (قبل البديهيات) لو جاز التعبير لا زلنا حتى اليوم ونـحن فى نهاية العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين لا نزال نطرح قضايا عفا عن مطارحتها الزمن وحسمتها الأيام وبرهن على صدقها أو بطلانها الواقع ولكن ماذا نفعل مع عقليات تصر إصراراً سادياً عجيباً على نفى هذا الواقع وعلى طرح نموذج حياه هو فى كونه (ضد الحياة).
ومما لفت نظرى أيضاً أنه عندما تلفظ الأستاذ وجدى غنيم بهذا اللفظ (البكابورتوس) إذ بالقاعة تضج بالضحك أى أن المستمعين لم يستقبحوا اللفظ ولم يستنكروه بل تقبلوه ببساطة وضحكوا حينما ذكر وأستطيع أن اؤكد على ان الكثيرين ممن تلقفت آذانهم هذا اللفظ القبيح قد رسخ مفهومه ومعناه داخل فكرهم وقد يكون له تأثير فعلى على قرار يخص تعليم إحدى بناتهم أو أخواتهم فلا يوجد أكثر من الدعاة و الفقهاء تأثيراً فى عقول ونفوس ومعنويات الناس فى هذا الزمان النكد. وليس من قبيل التكرار أن نعود ونؤكد أن الفقه العام يغبن المرأة حقها وأن الخطاب العام يستخف بعقلها (هذا إن جاء ذكر عقل المرأة من الأساس فالحديث دائماً منصب على اما جسدها أو عطرها إذا إستعطرت) ويضاف إلى هذا أيضاً المناخ العام الذى يفترسها بالنظرات والبذاءات والمفارقه المحزنة أن الجميع لا يستنكر على الفاعل فعله ولكن يستنكر (المفعول بها) ويحملها نتيجة ما آل إليه أحوالها فإن تأخر زواجها بسبب التعليم فهذا ليس خطأ الفكر العام المتخلف ولكن بسبب الأب الذى رفض جهل أبنته أو الشاب الذى رأى أن تعليمها شئ زائد عن الحاجة ولا لزوم له ........البكالوريوس للفتى والبكابورتوس للفتاة.......................................... وأختيار الزوجة للفتى وقد لا يحق الرفض أحياناً للفتاة ........................والزواج الثانى حق للرجل والإعتراض عليه مستنكر للزوجة الأولى هذا غير ...
نصف الشهادة ونصف الميراث وبولها الذى ينقض الوضوء ... من أقر ببطلان الوضوء من بول الرضيعة لماذا نستنكر عليه إستنكاره لتعليمها وهى كبيرة .......ولا يزالوا على أن فقههم قد كرم المرأة مصرين.
فسبحان مدبر العقول
وكثيرأ ما كنت أتساءل فى عجب لماذا يكن بعض من يعتنقون الفكر السلفى هذه الكراهية الهائلة لبعض القيادات الثقافية التى أخذت على عاتقها تغيير الواقع المتردى للمرأة فى مصر وكثيراً ما كانت تأخذ هذه الكراهية إشكالاً من العداء متمثلة فى نوعية من السباب الذى يعاقب عليه القانون – شئ مذهل أن تجد فتاة جامعية عندما يأتى ذكر مفكر مرموق مثل قاسم أمين تجدها تكيل له السباب وتذكر سيرته بإستهجان مناقضة بذلك حقيقة فى حياتها وهى وجودها فى محراب علم لو لا رجال مثل قاسم أمين ما وجدت هى فيه أصلاً.
ينسى هؤلاء أن الثقافة العامة التى ظهرت فيها دعوات تحرير المرأة وتعليمها كانت ثقافة منكرة لهذه النوعية من الأفكار وفى هذا المقام نذكر البيت الشعرى القائل
مال النساء والخطابة والقراءة والكتابة
فالنساء لا مجال لهن فى مجال الخطابة ولا داعى لأن يتعلمن القراءة والكتابة فهى أمور قاصرة على الرجال هم بها أولى أما هى فلها مجالات أخرى غنية عن الذكر ونـحن لا ننكر أن للمرأة دورها المعتاد لكن هذا لا يمنع من الاعتراف لها بحق التعليم كما تريد وإلى أى مرحلة تختار ورغم بديهية هذا الأمر إلا أنه لا يزال بين أظهرنا من يحتاج لتذكيره دائماً بهذه البديهية.و مع مرور الوقت اتضح لى ان اسباب هذه الكراهية يرجع الى ان هذه القيادات المستنيرة قد برهن الزمن على صدق اراءها وقدم الواقع الدليل الفعلى على مدى بعد النظر الذى كانوا يستمتعون به بعكس رجال الفقه الراكد الذى ينفى الواقع اراءهم وهم لا يزالوا على قيد الحياة .
البكابورتوس الذى ذكره وجدى غنيم فى مجمل حديثه لا يمثل مجرد لفظ عابر ورد على خاطره وهو يتحدث... لا ... أنه يمثل نسق كامل فى التعامل مع قضايا المرأة أنه يمثل حالة فكر عام عندما يتعلق الأمر بالمرأة وأمورها ... ليس مجرد لفظ عابر أنه لفظ (مقيم) لو جاز التعبير وأعتقد أنه فى هذا المقام يجوز.



#محمد_عبد_التاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...
- شروط منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر وخطوات التسجيل عبر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبد التاح السرورى - البكابورتوس