أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - العفيف الأخضر - كي لا تكون مقترحات بوش ( المؤجلة ) فرصة أخري ضائعة















المزيد.....

كي لا تكون مقترحات بوش ( المؤجلة ) فرصة أخري ضائعة


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 170 - 2002 / 6 / 24 - 07:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(الكاتب: العفيف الأخضر )
(ت.م: 23 -06-2002 )
(ت.هـ: 12-04-1423 )
(جهة المصدر: )
(العدد: 14339 )
(الصفحة: 16 - تيارات )

في الشرق الأوسط الذي تحكمه الأمزجة العكرة والقرارات الارتجالية كل شيء ممكن. ذهاب شارون الي الحرب الاقليمية لقبض استحقاقات هزيمة السلطة الفلسطينية العسكرية والسياسية والنفسية لتعميمها علي كل من لبنان وسورية، أو ذهاب الاسرائيليين والعرب طوعاً أو كرها الي مؤتمر دولي لمحاولة حل معضلات النزاع الاسرائيلي - العربي، ذلك يتوقف في المقام الأول علي مدي توازن السياسات والاقتراحات الاميركية المحتملة ومدي استلهامها لمقترحات بيل كلينتون تلك الوثيقة التي لا ينبغي ان يطويها النسيان والتي اعطت الفلسطينيين بين 94 و96 في المئة من الضفة الغربية وما تضمه اسرائيل من أراض تقع مبادلته بما يساوي 1 الي 3 في المئة من الأراضي الاسرائيلية وسيادة مشتركة علي القدس وعدة حلول لمشكلة اللاجئين ، كما كتب الاسبوع الماضي وزير خارجية فرنسا السابق هوبير فيدرين.
للمرة الأولي في تاريخ علاقة الادارات الاميركية بالنزاع الاسرائيلي - العربي، نجد ادارة تتداخل فيها المواقف ويلغي بعضها بعضاً حتي يخال المراقب السياسي نفسه ازاء قارتين: قارة الصقور المصرين علي الانفراد بالقرار الدولي لتقرير مصير البشرية من وراء ظهر البشرية. وقارة الحمائم المجندين لشراكة دولية في صنع القرار الدولي جسّدها كولن باول بالتشاور مع الرباعية التي تضم الولايات المتحدة، الامم المتحدة، الاتحاد الأوروبي وروسيا. لسبب عقلاني هو ان اميركا تجد نفسها في مواجهة نزاع معقد بين حلفائها يفرض عليها ان تلعب فيه دور الحكم، وهو دور محفوف بالمخاطر اذا لم يحظ بتغطية دولية غير متحيزة، أُشيع مؤخراً ان بوش يفكر جدياً في حل التناقض بين جناحي ادارته بتقسيم العمل بين الحمائم والصقور. بتكليف هؤلاء قيادة الحرب علي الارهاب وأولئك قيادة عملية السلام الاسرائيلي - العربي. اذا صح فهو خبر جيد للفلسطينيين والسوريين.
مع مقترحات بوش التي أُجّل اعلانها، سيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من سياسة الادارة من النزاع الاسرائيلي - العربي. اذا اندرجت في منطق سياسة كلينتون المتوازنة التي صنعتها مؤسسات أكاديمية متخصصة في شؤون المنطقة فذلك سيعني ان الادارة الحالية اتخذت فعلاً قراراً عقلانياً بالتخلي عن ادارة النزاع، التي استنزفتها الاحداث واستُهلكت، فباتت تعد بشرق أوسط مهتز وغير قابل للحكم، الي الشروع في حل النزاع بما يلبي مطالب كل طرف بتعريف الحد الأدني: الأمن للاسرائيليين والأرض للعرب كمدخل لشرق أوسط آخر مسكون بهاجس التنمية المستديمة لا بهاجس الحرب الدائمة.
اما اذا خضعت مقترحات بوش للابتزاز الشاروني فتبنت الاساسي من لاءاته التي هي - يا للمفارقة في جزء كبير منها لاءات جبهة الرفض الفلسطينية - لا للمفاوضات، لا لإيقاف الاستيطان، لا للدولة الفلسطينية، لا لمبادرة السلام العربية وتفسيرها السعودي والمصري، لا لشرق أوسط يحارب أهله الانفجار السكاني والأمية والفقر بدلاً من محاربة بعضهم بعضاً، فذلك سيعني ان تحالف اليمين الجمهوري واللوبي الصهيوني ما زال صاحب الكلمة الأخيرة في البيت الأبيض وان كل ما يسعي اليه هو تخفيف درجة حرارة المواجهة الاسرائيلية - الفلسطينية لتوسيع الحرب علي الارهاب من افغانستان الي العراق، وبعد ذلك لكل حادث حديث. البشري التي تلقاها شارون وصقور الادارة الاميركية هي قرار دول الاتحاد الأوروبي الـ15، وهي عادة نصيرة لحقوق الفلسطينيين، وضع الجبهة الشعبية وكتائب الأقصي، بعد حماس والجهاد الاسلامي، علي قائمة المنظمات الارهابية بسبب تبنيها عمليات انتحارية ضد المدنيين الاســرائيليين. ولا بأس من ارسال الشـــيخ الدكتور يوسف القرضاوي ليشرح لحقوقيي البرلمان الأوروبي نظريته الفقهية البعيدة النظر عن عدم وجود مدنيين يهود في اسرائيل لأنهم جميعاً جنود احتياط بمن فيهم الشيوخ والاطفال والمقعدون والعميان، نحرهم والانتحار معهم أسمي مراتب الشهادة!
في السيناريو المتفائل سيقرر بوش الانتقال من سياسة المراحل المفلسة التي هي في أصلحها تقليد في غير محله لسياسة الخطوة خطوة الكيسينجرية التي استأنس بها شارون في الاتفاق المرحلي الطويل الأمد ، الي التفاوض علي التسوية النهائية التي برهنت علي نجاعتها في الحالتين المصرية والأردنية وتحديد أفق زمني - ولو سراً - للمفاوضات علي وضع القدس، اللاجئين، المياه، والحدود.
اصلاح السلطة الفلسطينية الاشكالي مطلب اجماعي، فهي في شكلها الحالي العشائري الاوتوقراطي الفاسد كاريكاتور سلطة لا تبشر بدولة فلسطينية مدنية وديموقراطية بما فيه الكفاية. وهي مرفوضة فلسطينياً قبل ان تكون مرفوضة دولياً والجميع يطالب بإصلاحها اصلاحاً ناجعاً لتصبح جديرة بإدارة الدولة. لكن المشكل الحقيقي هو من يحق له ان يكون الحَكَم ليقول رأيه الحاسم في الاصلاحات. إذا كان شارون سيجعل من الاصلاحات علي غرار أيام الهدوء السبعة التعجيزية، وإذا كانت الولايات المتحدة وحدها فلا شيء يضمن ان لا يكون شارون، من خلال تحالف اليمين الجمهوري مع اللوبي الصهيوني، هو في النهاية صاحب القول الفصل. ما العمل؟ تحكيم الرباعية التي تتوافر فيها شروط عدم التحيز لأي من طرفي النزاع وتسعي فعلاً - خصوصاً الاتحاد الأوروبي - الي انهاء الكابوس الجاثم علي صدر شعوب المنطقة والذي يهدد مصالحه الاستراتيجية في فضاء يعتبره حدوده الجنوبية. فما هو المعيار العقلاني الذي علي السلطة الفلسطينية ان تقيس به جدارة مقترحات الرئيس الاميركي بالقبول؟ أمران اساسيان سيعجّلان المواجهة المؤجلة بين شارون وبوش: الاعتراف بدولة فلسطينية قابلة للحياة جغرافياً واقتصادياً وايقاف الاستيطان، اما الباقي فتفاصيل. في هذه الحالة يرجي من السيد عرفات ان لا يكرر مأساة رفض مقترحات كلينتون التي فوتت علي الشعب الفلسطيني فرصة نادرة يتمني اليوم من رفضوها بالأمس ان تعرض عليهم من جديد ليقبلوها شاكرين. لكن هيهات، فما فات مات لأن نهر الزمن لا يعود القهقري ليصب في منهله. سفير اميركا السابق في اسرائيل مارتن انديك قال ان رئيس المفاوضين الفلسطينيين اعترف بندمه علي رفض مقترحات كلينتون ويتمني ان تعرض عليه مرة اخري. بدوره قال الرئيس مبارك: أخطاء السيد عرفات كزعيم أتاحت الفرصة للضغط عليه للقبول بتنازلات لم يكن مستعداً لقبولها سنة 2000 (...) عرفات سيكون اليوم اكثر استعداداً من أي وقت مضي للتحلي بالمرونة .
فمرحباً بالمرونة علي انقاض التصلب والجمود الذهني اللذين اصابا منذ رفض قرار التقسيم سنة 1947 الي رفض مقترحات كلينتون سنة 2000 القيادات الفلسطينية في مقتل. التحلي بالمرونة يتطلب التخلي عن التفاؤل الساذج باسطورة ان الزمن يعمل لصالحنا التي أضاعت بالأمس 55 في المئة من فلسطين التي اعطاها قرار التقسيم لنا، وقد تتسبب اليوم في تضييع البقية الباقية من فلسطين أرضاً واسماً اذا تركنا الزمن يعمل منذ 35 عاماً لصالح سرطان الاستيطان الذي يأتي يومياً علي الأرض الفلسطينية ويندر الماء النادر في بلد موعود بالجفاف والعطش.
المطلوب نخبة فلسطينية واعية تتغلب علي الخوف السقيم في مواجهة المزاج الشعبي لتقول للفلسطينيين بأن الزمن لا يعمل لصالحهم، بل هم في سباق محموم معه، وان اعداءهم ليسوا المستوطنين والمحتلين وحسب بل ايضاً محترفي الشعارات التعبوية المستحيلة التحقيق لأنها في قطيعة مع الواقع التاريخي مثل غرغرة شعار عودة 3.3 مليون لاجئ الي ديارهم وقراهم في اسرائيل في الوقت الذي يتأهب فيه شارون لتسفير عشرات بل ربما مئات آلاف الفلسطينيين الي كل من الأردن وغزة مجازفاً باحتمال الحرب مع مصر! أين هي الطليعة الفلسطينية التي تقول للقيادات الفلسطينية المهجوسة بالعمليات الانتحارية ان الارادوية لا تكون إلا هاذية، والتبسيطية لا تكون الا ساذجة، والمانوية لم تنجح قط الا في توجيه الرسائل الخاطئة الي الرأي العام العالمي والديبلوماسية الدولية، وان العمليات الانتحارية لنسف كل بارقة أمل في السلام هي اسوأ عقاب يعاقب به قادة حماس والجهاد الاسلامي شعبهم بتركه أطول فترة ممكنة فريسة للاحتلال والاستيطان؟ وأين هو صاحب القرار الفلسطيني الذي يمتلك الشجاعة السياسية الكافية ليختار، عندما يكون هامش الخيارات ضيقاً والبدائل الواقعية معدومة، أقل الخيارات سوءاً ليجنّب شــعبه اكثر الهزائم فداحة؟


#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراهنة علي ضبط تلاقح الثقافات والحضارات
- العمليات الإنتحارية مجازفة بمستقبل الشعب الفلسطيني
- ما العمل بعد الزلزال ؟


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - العفيف الأخضر - كي لا تكون مقترحات بوش ( المؤجلة ) فرصة أخري ضائعة