نضال العياش
الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 16:33
المحور:
الادب والفن
((لإهلي الذين أقتـُرحوا قرابينا ً لنهارات الموت أختبأ خلف خصر ٍمؤوَّل شهداء الأربعاء الدامي وباقي أيامنا العراقية ))
1
في بلاد تلدها الحرب دائما ً ... تسقط اللغة
ويبلغ الموت درجة الشره القصوى...
قال الشهيد وهو يرفع أنقاض الدم والحديد
عن آثار عِـناق ٍ علق ذات دفء ٍ برأسه المقطوعة
للعابرين خيمة ٍ في الشمال
تضيق بالكلام المعاد......
وتضج بالصمت المعاد.....
يحرسها صدى شجرة ٍ كانت
تمد ظلها على ماتيسر من الشواهد
قال الثاني ...
ـــ مذ ْ خبأت أمي سرّتي
في تجاعيد ذاكرة الحرب
صارت الشهادة واجبا ًبيتيا ً لي
ــــ فلتخـرج من دخانك وترا ً منفيا ً بين قذيقة ٍ وجديلة
كي تمرَّ البلادُ جنائـزا ً مأهولة ً بأغاني الحصاد..
وترتمي رذاذا ًعلى أطراف زرقة وشم أَرّخ ذكرى القبلة الأولى...
2
قال المغيـَّب ُ وهو يتكاثف حضورا ًمؤذيا
على أمل يتكسرعلى مربعات الصبر...
ــــ كلما شرعوا بإستئصال ذاكرتي..
كبّرت أمم ٌ من الأشلاء تحت جلدي..
تستودعني صرخة ً مسجاة على قباب خوذ ٍمثقوبة الجبين..
ــــ فلتخـرج من دخانك وترا ً وترا ً منفيا ً بين قذيقة ٍ وجديلة
ًكي تمر َّ البلادُ جنائـزا ً مأهولة ً بأغاني الحصاد...
صوب عراقك يا أبي ...
عراقك الذي تتهجى الأنهار جبهته
عراقك المعبأ بغصة ِموعد مضاع
ولهفة موعد آت ...
والمعمـّدُ بندى الإصطفاف المدرسي الأول
تسائل مجهول الهوية
ـــ الشمس ُ أجمل في بلادك من سواها ؟
قال الثاني وهو ينقي جرحه من أصابع أخوته
ـــ عفو َحنينك .. يا سياب..
سأعتـرف لك
فالشـُراة ...
جعلوا الموت ساقياً دميم الوجه
يوزع الأشلاء على البيبان التي تتمخض من خمسين عاماً.
.بوطن ٍ لم يولد بعد....
دمه.. متداول ٌ كالبغايا..
وبسيط.. كأحلام الصغار
قال الذي طفرته أحصائيات الطب العدلي
ـــ ربما قلصوا فضاءات البوح
وأوصدوا آفاق الحلم..
بنبي كذاب..يعنعن الكراهية
أو شهيد ٍ مرتش ٍ يبسمل الجريمة
لكن لم يزل بوسع الأغنية أن تعثر على شاعرها ..
المذاب ً بشفق يطوِّق حلمتين تكتظان بالصهيل..
بوسع الليل أن يتسع
قال الذي تخلــَّف...
ـــ بأي حبر أعيد تعريفك ؟
وأنت صيرورات تقاطعت على رفات تقاويم ساقطة
أو وجوه تناثرت في رسائل الذاهبين الى القتال...
تنـزَّل من أعالي اللغة .. ومن وهم ِ الرواة كي ألتقطك ..
أو أقتبسك من سمار خرنوبة ٍ تظل ُّ قبرة ً
تصنع الصوت في صمت البراري
وتشق للرعاة دروبا ً لحداء لاينتهي...
سأقولك لهم ....
سورة َ جنون مجيد....
صورة َ أهل زرعوا رحيلنا..
مواويلا ً.. وحكايات
فجرا ً تهادى على رفيف نداءات الله ..
وتهشم ببلادة مجنزرة تجـرِّف ذكريات المطر
عن صدر قرانا..
3
ذريني أتوهج من ثناياك ِ قمرا ًً راعفا ً بالتفاصيل التي أودعتها السماء
خاصرة البيت العتيق.... حيث كانت جدتي تنغرس قبالة َ بابها
صبيرة ً ... تنطرُ يوسفها ...
الذي خلفه الموج في بياض درب المـلايات المنساب تحت خطى عاشق يدس في خزائن الريح مكاتيبا ًلن تقرأ ...
أنه الليل ... فأرتحلي فـــي َّ حتى أخر الشهيق ...
عما قليل سيتسع الفضاء لي ..كي أستعيد لون البرق في شفتيك
وأنتي تعـرّشين لهاثا ًًً مطعونا ً على قارعة صليبي الأخير...
حرضيني على البكاء دائما ً كي لا أنسى طفولتي
4
ضباب أسود يهب على المدينة....
ضوء خجول يحرس تباطؤ قبلة ٍ مفترضة ٍ
تتسلق لقطاف شفاه مهمله...
ـــ أيمكن ُ تأليف ظمة ٍ في وسادة ألقتها الحرب في منافي
الصوم المحاصر بالكلام المعلـّب ؟
ـــ رباه كيف أطارد نهرا ًأفلت من قبضة الضفاف
تهمس أرملة وهي تلملم ًٌ أطراف أرقها المديد...
وتعد ُّ السرير لتشرد ٍجديد
سيلقم فاكهة خريفها ...
لفكوك الأشتهاء المستحيل
ـــ هو الليل ياحبيبي...
دمي يهزج بك ...
فأنهض ْ من ثياب طفولتي ...
لإعتنقك مشاهدا ً تأخذُ شكل الحلم
فأدن ُ مني ... كي أصوغ شظاياك قمرا ًدامي الشرفات
قم... نصنع من غبش النعاس جسدا ً للفجر القادم
بارك لنا هذا النشيد
تهاوى فأرض هواي مـُلـْك ٌ
لخيل صبوتـَك...
أسر ِ بي صوب واديك َ المقدس
كي أتقلدك بلادا ً تخرج من العصف بغير سوء
بلادا ً تواشج رطوبة جيـد ٍ
لا تدركه الأبصار...
تعتــِّقه ُ الملافع لتقبيل آت
بلادا ً...
لا تقايض القمح َ بالتوابيت..
ولا تقايض الصلوات بالمآذن ...
ولا تقايض المعنى بهذيان يحنط الأنبياء بأطراف
خناجر تنهش جسدا ًمستلب !
أحتشد الصغار على صفحة الصباح...
توضأوا برذاذ الطباشير...
واكملوا النشيد
وطني ...
تترهل المرايا كلها
ليبقى وجهك
ذو النخيل...
والشعراء..
والأنهار..
المحامي
نضال العياش
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟