الجنوب واحد في كل العالم

احمد الطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

(يكاد الجنوب في كل العالم ان يكون واحد من حيث هاجس الاستلاب )
(الكاتب الروائي الاميركي وليم فوكنر )


الجنوب ارتبط بالاستلاب والفقر والثورة فعلى الصعيد العالمي معروف ان هناك تفاوت واضح في امتلاك الثروة بين شمال الكرة الارضية وجنوبها ، وهذا ناتج عن فترة الاستعمار القديمة والمستمرة بشـكل او باخـــروالتي اتت على ثروات الجنوب لتنقلها الى الشمال ليتقدم الشمال علميا واقتصاديا على حســــاب الجنوب الذي بقي يعاني من تخلفه وفقره ،حتى تفضل الشمال بالاعتراف بذنبه ليقوم باجتماع للحوار مع الجنوب لتحديد مشــاكل الجنوب ووضع بعض الحلول التي يمكن ان تعالج ما يمكن معالجته لتقليل الهوة بينهما كمايقال .
اما على صعيد البلدان فهناك دائما جنوب فقير يعتمد الزراعة والاعمال الاستخراجية الشاقة في اقتصاده وشمال صناعي تجاري غني متطور ،كما هو الحال في جنوب ايطاليا وجنوب فرنســـا والولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الامريكية .
اما حال البلدان العربية والمـــشرقية فها هو لبنان وجنوبه الذي عانى الامرين ولحقبة طويلة من الزمان من حــالة الفقر والاستلاب والاهمـــال وفوق ذلك جــاء الاحتلال الاسرائيلي ليزيد من مآســيه ، ولانه حيث يوجد الفقر توجـــد الثورة كان الجنوب اللبناني هدفا للتنكيل وزيادة الاستلاب من قبل الحكام وميليشياتهم واسرائيل ،فراحو يقــتّـــلون ابنائه ويزجونهم في السجون ويغيبونهم (كما حصل للسيد موسى الصدر ) .
اما الجنوب في العراق فقد كان على مر العصور مستلب ومنكوب ،فها هو في عصور الدول الاســلامية الاولى ثائر ومتمرد ولأسباب عديدة نحتاج ال كلام طويل لنحصيها ،لكننا سناخذ نموذجــا واحدا على الفقر والثورة،انها ثورة الزنج ثورة المعدمين العاملين في استصلاح السباخ (الاراضي البور ) العبيد الذين استقدموا من افريقيــــا ،
وصاحبهم المكنى بصاحــب الزنـــج (علي بن محــمد ) الذي تعاطف معهم وقادهم في ثورتـهم التي لم يكتب لها الاستمرار .
ونعود الى العصر الحاضر وحالة الفقر التي ورثها اهل الجنوب من ســــنين المماليك والملاكين والاقطــاع الذي امتصهم حتى ماعاد فيهم نبض ينبض ، وجاء الاحتلال الانكليزي فتركوا معاناتهم المادية خلفهم وتبعوا نداء الدين والوطن وقاوموا المحتل ومن ثم ثاروا بثورتهم التي سرقت منهم لتعطي ثمارها لغيرهم وليزيدوهم استلابا وفقرا مم اضطرهم لترك ارضهم والهجرة الى المدينة التى عاملتهم باحتقار واستصغار فكانت الهجرات المتتالية برغم تغير انظمة الحكم من ملكية الى جمهورية ومن دكتاتورية الى شعبية وحزبية كل هذه الانظمة لم تنصفهم وهـــم يتمنون الف مرة لو يرجعون الى جنوبهم لو انه لهم ويعطيهم الامان الذي يبغونه .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات