أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الشيخ جمعة أحمد عباس - ما هكذا يا ابن الشيخ سلامة ترد الإبل















المزيد.....



ما هكذا يا ابن الشيخ سلامة ترد الإبل


الشيخ جمعة أحمد عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 15:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما هكذا يا ابن الشيخ سلامة ترد الإبل
========================
ردا على بحث شاكر الشيخ سلامة ( المرأة ... والنص المقدس )
=========================================
نقول أنه ما زالت بعض الأقلام تحاول التشكيك في كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) والترويج على صفحات الجرائد المجلات ،فتارة تشكك بالقضاء والقدر ، وأخرى بالحياة البرزخية ، وتارة بظلم المرأة في الشريعة الإسلامية والتي قد زلت فيها أقدام وتعطرت فيها أقلام وامتزج بها خيال الكاتبين ، لذا فانك لا تجد أمة أعزت المرأة ورفعت في شأنها مثل أمة الإسلام فقد كانت المرأة لا تساوي سقط المتاع في الأمم الجاهلية ، ومهما تنوعت حضاراتها ، بل إلى عهد قريب كانت المرأة في القانون الفرنسي تعد ( قاصر) لا تملك لنفسها أي إرادة فهي محجور عليها تماما ، فهي بجوار الصبي الذي لا يميز والمجنون الذي لا يعقل ، ولما كثر اضطهادها قديما وحديثا في المجتمعات غير الإسلامية ، قامت حركات كثيرة لتخلص المرأة من الظلم والتعسف الاجتماعي ، وأن هذه الحركات لم تعرف منهج العدل الإسلامي فقد ألقت بالمرأة في مهالك أخرى ، فصارت رخيصة مهينة في ثوب الكرامة ، فأصبحت للإباحة والعُري ولترويج السلع ، فلا تكاد ترى سلعة إلا وعليها صورة امرأة ، وهكذا انتقلت المرأة من وباء إلى وباء ، فقامت حركات أخرى شبيهة بتلك الحركات المأجورة مدعية تحرير المرأة تشبها بالغرب بحجة طلب المساواة ، وزاد من بلاء هؤلاء وأولئك أنهم أشاروا للإسلام بإشارات التهم لكتاب الله الذي أنزله على حبيبه المصطفى ، ثم ألقوا على كتاب الله وسنة رسوله الشبهات لتصغي لها أذان وتتناقلها أقلام ، وليقع في فخها من يقع كما جاء في مقالة أستاذنا الجليل موضوع المقال .
وهنا نتساءل ونتعجب ، ما ذنب الإسلام يتهم لأن المرأة ضاعت حقوقها ، بمعنى أن الذكور في الإناث والإناث في الذكور ، فلقد سما القرآن بالمرأة حتى جعلها بعضا في الرجال وأنزل الرجل في عليائه وجعله بعضا في المرأة فكلاهما يكمل الآخر ، ولا يستقيم أمر الدنيا إلا بهذه الطبيعة المزدوجة وبهذا التداخل الوثيق في كتاب ( المرأة وحقوقها في الإسلام لمحمد صادق ألعفيفي / ص 133 ) .
أما من ناحية المساواة في مجال المسؤولية والجزاء فالمرأة كالرجل من حيث أصل التكليف الشرعي ومن حيث الثوابت والعقاب في الدنيا والآخرة ، قال عز من قائل : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) سورة النمل الآية (97) .
كما قال الله تعالى : ( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله في فضله ) سورة النساء الآية (32) . كما أنها مشمولة بالنصوص التي تنهي عن الأبناء بالفعل كالنهي عن الزنا كما في قوله تعالى : ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) سورة النور الآية (2) ، ولعل مفتينا الجديد يعترض الآية الأولى ويقول لماذا قدم الله المرأة على الرجل في الزنا ؟ نقول له ، أن الزنا أكثر ما يقوم به هن النساء وذلك لأن درجة الشهوانية عندهن تفوق الرجال بعشرة أضعاف وهذا ما ذكره أهل العلم وأما تقديم السرقة للرجال في الآية الثانية هو أن هذه الخصلة يقوم بها الرجال على الغالب ، وأما مساواة الرجل للمرأة في مجال المسؤولية في الإسلام : نقول أن الإسلام قد جعل في المرأة قرينة للرجل بالإضافة إلى ما ذكرنا في آيات قرآنية لا يأتيها الباطل .. فقد قال الله في سورة التوبة آية (71) ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) كما جاء في الحديث الذي رواه الشيخان ( البخاري ومسلم ) برقم (6605)(3408) وحديث ابن عمر (رض) عنه (ص) ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .
في أوربا والمجتمعات الجاهلية .؟ فأن الإسلام قد اعزها ورفع من شأنها وأزال عنها كل الظلم فهي المصونة المكرمة في من يكفلها .
وأما اعتراضك على أن نصيب المرأة نصف نصيب الرجل ، نقول له هذا لك هذا له سبب وجيه يقتضي العدل بينهما وبين أخيها وذلك لأن أخاها عليه التزامات مالية في الحياة وليس في هذه الالتزامات على أخته ، فهي قبل أن تبلغ وتتزوج تكون نفقات حياتها على عاتق أوليائها الذكور من أب أو أخ أو غيرهما فهي غير مكلفة بنفسها ، وأما بعد زواجها تكون نفقتها ونفقة أولادها على عاتق الزوج هذا في الإسلام حتى ولو كان غنية ، قال تعالى في سورة البقرة آية (233) ( وعلى المولود لهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) .
وإذا افترقت عن زوجها بطلاق أو بوفاته عادت إلى أوليائها ليتكلفوا بنفقتها كلها ، فبعد هذا إذا ورثت من أبيها نصف حصة أخيها فإنما تأخذه للتوفير لا للحاجة . بينما أخوها فنصيبه الذي يأخذ هو ضعف نصيبها لينفقه على نفسه ومن يعول في زوجة أبناء وأقارب . ولهذا كان لها نصف حصة الرجل في الميراث ، بعكس المرأة في أوربا وأمريكا فمتى بلغت الأنثى سن الرشد لم يبق أحد مكلف بإعالتها في قوانينهم وما عليها إلا أن تعيل نفسها بشتى الطرق المعروفة لتلتقط قوت يومها أما بكد يمينها أو بإباحة جسدها للذئاب البشرية ، أو أن تلتحق يا أستاذنا الجليل (بالروتاري) فأني أسألك بالله أن كنت مسلما أي النظامين أكثر أنصافا للمرأة واحترامها وتقديرها ؟
واسمع واطلع معي لما قاله الحبيب (ص) كما روى النسائي برقم (3269) وابن ماجة واحمد برقم (87) في حديث السيدة عائشة (رض) قالت : أن فتاة دخلت عليها فقالت لها أن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وأنا كارهة ، فقالت لها أجلسي حتى يأتي النبي (صلى الله عليه وسلم ) فجاء النبي فأخبرته بالقصة . فأرسل إلى أبيها فدعاه فحيل الأمر إليها فقالت يا رسول الله قد أجزت ما صنع أبي ولكني أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء في الأمر شيء ، قال تعالى ( والله جعل لكم في أنفسكم أزواجا ) الآية(72) سورة النمل . فالمرأة مخلوقة في الرجل وفي عضوه وأما المساواة في الشؤون المدنية ، فأذكر مثالا فقط ، أن الحديث الذي يرويه لنا الأمام البخاري(4725) في حديث معقل بن يسار (رض) قال ( زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها فقلت له ( زوجتك أختي وفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها ، لا والله لا تعود إليك أبدا وكان زوجها رجلا لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه فقال الله عز وجل هذه الآية ( وذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن ) – بمعنى منعها من الزواج – فقلت الآن أفعل يا رسول الله ، قال ( صلى الله عليه وسلم ) فزوجها إياه .
ولهذا أستاذنا الجليل اشترط جهود العلماء الكفء بين الزوج والزوجة وأما المساواة في الحقوق العامة نوضح لك ما يلي :
أ‌- حق التعليم : فلقد اعتنى الإسلام بالعلم عناية عظيمة ، وأول آية نزلت تدعو إلى العلم قال تعالى ( أقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ) وأما ما قاله معلم الأمة ( صلى الله عليه وسلم ) فقد روى ابن ماجة في حديث أنس بن مالك (رض) ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) فالمسلم يشمل الذكر والأنثى وهناك العديد من الأحاديث والتي تحض شؤون التعليم . فقل لنا بربك أي تكريم هذا وأي احترام وتقدير وإجلال للمرأة من أكرم مخلوق وسيد الأنبياء محمد ( صلى الله عليه وسلم ) واسمع واطلع على ما رواه البخاري برقم ( 3190) في حديث أبو موسى الأشعري عنه (ص) قال ( إذا أدب الرجل أمته فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليما ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران ) لذا استحلفك بالله هل هذا الفعل يستطيع غير الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وغير أصحابه وأهل ملته الصادقين المخلصين أن يفعلوه ؟ وبعد هذا تقول في مقالاتك أن أقسى ما عانت المرأة في العصر الإسلامي من الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لم تعانيه في العصور الجاهلية المظلمة وأني أسالك ، هل قرأت كيف كان في العصر الجاهلي والمشركون قبل الإسلام يعاملون المرأة ؟
ب‌- وأما حق العمل : فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في حق العمل ، فأباح للمرأة أن تعمل بالوظائف والعمال المشروعة التي تحسن أدائها ولا تتنافى مع طبيعتها ، ولم يقيد الإسلام هذا الحق إلا بما يحفظ للمرأة كرامتها ويصونها عن التبذل وينأى بها عن كل ما يتنافى مع الشرع ، وفي الأعمال المشروعة على سبيل التذكير البيع والشراء ( التجارة 9 كما كانت تفعل أم المؤمنين خديجة ( رضي الله عنها ) وكذلك الخياطة والتعليم كما كانت تفعل ( أم الدراء ) حيث كان الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) يجلس في محاضرة أم الدراء للتعلم ونقول لك ، أن عمل المرأة دون هذه الضوابط سوف تعتريها الآثار السلبية ومنها على سبيل الحصر :
• أن المرأة التي تعمل خارج البيت غير أبهة بالتوفيق بين عملها وبيتها ، فهي تعمل في كثير الحالات مكان الرجل المكلف فلإنفاق شرعا عليها ، وقد يكون زوجها أو أخاها ثم هي ستجعل في بيتها مكان خاليا لا يملؤه أحد ، كما أن عملها الساعات الطوال يعرضها لأنواع الأمراض مثل (الصداع) كم أكد رئيس نادي الصداع (أندريه يواليه) أستاذ الأمراض الباطنية في كلية الطب بباريس ، أن الصداع خمسة أنواع وأن المرأة تتفوق على الرجل بأكثر في أربعة أنواع :
1 – انتشار التحرش الجنسي : يقول (لين فارلني) أن الاعتداءات الجنسية بأشكالها المختلفة منتشرة انتشارا كبيرا في الولايات المتحدة وأوربا وبدون استثناء بالنسبة للمرأة العاملة كما نشرت مجلة النيوزويك الأمريكية في عددها الصادر في مارس تحقيقا هاما بعنوان (سوء استخدام الجنس في المكاتب) أي أصبح خارج السرية وأصبح غير قانوني .
2 – كثرة أعداد أولاد الزنا : تقول الكاتبة الانكليزية (اللادي كوك) أن الاختلاط يألفه الرجل ولهذا طمع بالمرأة ومن خلال ذلك تكون كثرة أولاد الزنا .
3 – تحطيم سعادة الأسرة : يقول (سامويل سمايلس) أن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد ، فأن نتيجته كانت فادحة لبناء الحياة المنزلية .
4 – كما أجرى البريطانيون استطلاعا هاما للرأي حول المرأة بين البيت والمجتمع وجاءت النتائج مثيرة فقد أجمع 76% من الجنسين على أن الأم التي لديها أطفال أعمارهم دون الخامسة يجب أن يكون مكانها البيت وأن الأب هو المكلف وحده بتحصيل الرزق ، وأضاف (17%) أن على الأم أن تعمل بعض الوقت فقط للمساعدة في إعالة الأسرة بشرط أن لا يكون عملها متعارضا مع تربيتها ورعايتها لأبنائها .
ولا أريد أن أطيل في شرح الفارق بين ذاك الواقع وحالة المرأة في الإسلام وأنت ترى أن حقها قد هضم لا بل زادت معاناتها في العصر الإسلامي ليزيد الطين بله ، فأنه اتهام منك لا دليل لك عليه وأنه تجني على هذا الدين الحنيف الذي انتشل المرأة من عالم الرذيلة الذي كانت تعاني منه في العصفور السالفة قبل الإسلام إلى عالم الفضيلة ، وأظنك لم تقرأ كيف كان واقع المرأة قبل الإسلام عند الشعوب الأخرى ، واطلع معي كيف كان حال المرأة حينذاك ....
1. عند اليونان : بما أن اليونان كانوا متقدمين في ميادين الثقافة والعلوم ، إلا أن هذا التقدم لم ينعكس على وضع المرأة المزري ، حيث كانت معزولة عن المجتمع لا عمل لها سوى الإنجاب فكم من زوجة كانت تكره على الاستتبضاع من غير زوجها وكم من أم كانت تكره على هذا البغاء وكم من أخت كانت تنكح مكرهة بغير رضاها ، حتى قام خطيبهم المشهور (ديموستين) ليقول مقولته المشهورة (أننا نتخذ العاهرات للذة ونتخذ الخليلات للعناية بصحة أجسامنا ونتخذ الزوجات ليلدن لنا الأولاد الشرعيين) لذا كانت المرأة عندهم كائن ناقص مسلوب الإرادة .
2. عند الرومان : المرأة عندهم أدنى منزلة من الرجل فهي تبقى تحت سلطته يتصرف بها كيفما يشاء ، وقد جردها القانون من معظم حقوقها المدنية في مختلف مرافق حياتها ، وتعد الأنوثة سببا من أسباب عدم الأهلية ، كما أن من حق وليها إخراجها من الأسرة أو بيعها كما له الحق في حياتها وموتها .
3. عند الفرس : كانت المرأة في الحضارة الفارسية محتقرة مهانة ، فهي في نظرهم سبب كل شر وإذا حاضت أبعدت عن المنزل ولا يختلط بها أحد حتى الخدم ، وعندما كانوا يقدمون لهم الطعام كانوا يلفون أيدهم بلفاف من قماش خشية من نجاستها كما أن الإباحة وصلت إلى حد الزواج بالمحرمات بالأم والأخت والبنت مثل زواج (بهرام من أخته جوبيين) وتلك قصة معروفة .
4. عند اليهود : فالمرأة عندهم دائما في موقف اتهام لأنها أول معصية لآدم (ع) في الجنة فهي في نظرهم من حبائل الشيطان ، وهي أساس كل خطيئة بين بني البشر ، ويعتبرون المرأة نجسة طول مدة حيضها ولا يأكل الرجل من يدها . وقد جاء في سفر (اللاوبين) في الإصحاح الخامس عشر في التوراة المحرفة (إذا حاضت المرأة فكل من مسها يكون نجسا لا بل كل من مس فراشها فعليه غسل ثيابه مع غسل جسده ، ويبقى بعد الغسل نجسا إلى المساء .
5. عند النصارى : فهو امتداد لموقف اليهود حيث يرون المرأة على أساس أنها ينبوع المعاصي وهي بالنسبة للرجل باب من أبواب جهنم حيث يقول (ترتوليان) وهو أحد أقطاب النصارى مبينا نظرية المسيحية في المرأة ( أنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان وهي مشوهة لصورة الله بمعنى أنه الرجل ، كما يقول (كراني سوستام) وهو أحد كبار الديانة النصرانية ، : المرأة شر لابد منه ووسوسة جبلية ، وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت وأنها محبوبة فتاكة وما عليك سوى الإطلاع أستاذنا الجليل على :
- المرأة مركزها وأثرها في تاريخ العالم (ستراشي راند 2/ 389 .
- الإسلام والمرأة المعاصرة (البهي الخولي ص 12)
- المرأة في التاريخ والشريعة (أسعد الحمداني ص 25) .
- الإسلام والمرأة (سعيد الأفغاني ص 13) .
- قصة الحضارة ( ول ديمونت 2/424) .
- حقوق المرأة في الشريعة (إبراهيم النجار ص 6) .
فهذه الحضارات جميعها قد غالت في احتقار المرأة حتى صارت موضوعاتهم التي يتدارسونها في طقوسهم مثل :
1. هل للمرأة الحق أن تعبد الله كما يعبد الرجل ؟
2. هل المرأة تدخل الجنة ؟
3. هل هي إنسانة لها روح يسري عليها الخلود ، أم هي نسمة فانية لا خلود لها ؟
وهل بعد ما قدمنا من أدلة وبراهنين والواقع المرير الذي كانت تعيشه المرأة في ظل الحضارات المتقدمة أو ظل القوانين الحديثة التي لا تقر بالإسلام ثم تأتي بمقالتك بعد هذا كله لتتهم الإسلام أنه قد ظلم المرأة ؟
(ألزهد) من حديث أبي هريرة (رض) قال : جاء رجل إلى النبي (ص) فقال يا رسول الله أي الناس أحق مني لحسن الصحبة ؟ قال (ص) أمك ، قال ثم من ؟ قال أمك ، ثم قال ثم من ؟ قال أمك ثلاث مرات أمك ومرة واحدة أبوك ، وبعد كل هذا تقول أن الإسلام قد ظلم المرأة ؟
وأما قولك بأن المسلم إذا تزوج من كتابية لا ترث منه ، ومن خلال قولك هذا ومما أوضحتاه سلفا أتضح لنا بأنه ليس حرصا على المرأة وإنما هي (حاجة في نفس يعقوب قضاها) .
ومع ذلك أسمع ما يقوله العلماء ، أن من موانع الإرث اختلاف الدين بين المورث والوارث ، بالإسلام وغيره مانع من الإرث باتفاق المذاهب الأربعة فلا يرث المسلم كافرا ولا الكافر مسلما ، سواء بسبب القرابة أو الزوجية وليس الزمان ، ولا يدر هذا الجاهل أن السنة النبوية جاءت مفصلة وشارحة لهذا القرآن الكريم حيث لم تفصل أركان الصلاة وأوقاتها وهيئتها وعدد ركعاتها فيه وكذلك مناسك الحج ومبطلاته إنما جاء التفصيل في السنة النبوية .
ونقول لك لتتعض وتتعلم ما رواه أبو داود برقم (5162) في حديث أبو هريرة عنه (ص) قال : ( ملعون من أتى امرأته في دبرها ) ونفس المصدر برقم (3904) في حديث أبو هريرة عنه (ص) قال : ( من أتى امرأته في دبرها فقد برئ مما أنزل الله على محمد (ص) ) ، ولا نريد الإطالة لوجود العديد من الأحاديث الصحيحة بهذا الخصوص .
وأما بقوله تعالى : ( فأتوا حرثكم أنى شئتم .. ) فما عليك إلا أن تبحث عن الأسباب فنزلت هذه الآية بعيدا عن استخدام الفعل القاصر لفهم مراد الله ، فأن سبب نزول الآية كما ذكر الإمام القرطبي عن كان كاتب المقال قد سمع به فإنها نزلت ردا على قول اليهود ( إذا جاء الرجل امرأته من دبرها في قبلها سيولد الولد أحولا ) فلما سمع الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بهذا الإدعاء أنزل الله هذه الآية وثانيا فقد روى الإمام أحمد في حديث ابن عباس (رض) قال : ( جاء عمر – رض – الرسول – ص – فقال يا رسول الله هلكت ، قال ما الذي أهلكك ؟ قال : حولت رحلي البارحة ) ، فلم يرد عليه الرسول (ص) حتى نزل قول الله تعالى ( نسائكم حرث لكم أنى شئتو ) فأنظر الأساس في التفسير لـ - سعيد حوى – حتى تطلع تمام ولا تتهم جزافا وأنت مسلم ، فما بال غير المسلمين واعتقادهم ، فاسمع واطلع معي عن الكثير من الكتاب والأدباء والغربيين عما قالوه وأنصفوا في سيرة الرسول محمد (ص) ، حيث قال الكاتب الايرلندي : حينما مرت أزمة أخلاقية في ايرلندا وجلس علماء الاجتماع والنفس ليجدوا حلا للتحلل الأخلاقي فلم يجدوا حلا لذلك حتى قام الكاتب برناردشو وقال لهم : ( لو كان محمد بن عبدالله الآن بيننا لحل مشاكل العالم أجمع بينما يتعاطى فنجانا من القهوة ) وللأسف تصفه أنت بأنه تحول من مسامح إلى رجل يقود أكبر ميليشيا عسكرية مدنية ، منطق لا يورده عاقل إلا في نفسه غاية مقصودة ، متناسيا أنه لابد لهذا الدين الحنيف في بداية دعوته من حماية تحميه وحقوق الناس مسلمين أو ذميين يهودا أم نصارى فلكل حقه الذي حدده الله سبحانه وتعالى .
ولا ندري كيف يفسر الكاتب المرأة التي حملته في بطنها تسعة أشهر ويصفها بالحيوان وكمخزن ترمى فيه الحيامن فقط كما تفعل الحيوانات ، وحيائنا يمنعنا في الإجابة والتوضيح .
كما يدعي مفتينا الجديد في عالم العولمة هذا على تفسير قوله تعالى الآية (10) في سورة الممتحنة ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ، الله أعلم بإيمانهن فأن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وأتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن ) ، حيث يدعي بمقالته ويفسر الآية على ظاهرها أنه إذا جاء كافر إلى المسلمين ليسلم فيقبلوه ، أما إذا جاءتهم امرأة كافرة فر يقبلوها إلا بعد إجراء امتحان لها ، ثم يعود إلى قول الله تعالى ( جاءكم المؤمنات ) على اعتبار أن الله يعلم أنها مؤمنة إذا فلم الاختبار ، ( ثم يستنتج في تفسيره أنه هناك تميز واضح من قبل الله سبحانه وتعالى – وحاشى الله أن يكون هذا مرده – بين الرجل والمرأة في الإيمان ثم يقول على ضوء تفسيره هذا أن المرأة عبارة عن سلعة معروضة للبيع ولشراء ) ، ولا يدري طبعا أن هذه الآية نزلت في صلح الحديبية الذي وقع بين رسول الله (ص) وبين كفار قريش ، حيث اتفق الطرفان على إذا جاء رجل من قريش لابد أن يرده الرسول للكفار ، وهذا قول عروة والضحاك الزهري ، ثم أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده المؤمنين إذا جاءهم النساء مهاجرات فلا ترجعوهن إلى الكفار ( لا هن حل لهم ولا يحلون لهن ) . فقل لي بربك كيف يعرف المسلمون أن المرأة التي تأتي إليهم هي مؤمنة أم غير مؤمنة إلا بعد الاستجواب .
أما تفسيرك الخارج عن المألوف والحقيقة في الآية ( وأتوهم ما أنفقوا ) حيث تقول ما معناه أن المسلمين يعطوا ما أنفقوا عليها ، وهذا افتراء على الله ورسوله والمؤمنين وكأنك كعادة انسيابك مفردات مقالتك بأن المرأة لا قيمة لها وأنها سلعة معروضة للبيع والشراء ، ونقول لك أن معنى هذه الآية ( أعطوا لأزواجهم المهور ) ( الصداق ) الذي وقعوه عند الزواج وليس كما تدعي ( الإنفاق ) .
أم ما تدعيه عن الحور العين في الجنة أنه إذا فرغ منها الرجل الصالح ترجع مرة أخرى باكرا لاستقبال رجل آخر لتوفر له المتعة ، أهذا تصورك عن هذا الخلق العظيم في الحواري اللواتي أكرم المؤمنين بهن كأزواج لهم ؟ فأني أرى بوضوح أنه في مقالتك المنشورة تلك لم تنجو منها امرأة في الدنيا والآخرة حتى الحواري في الجنان ، حيث أدع الرد إلى غيري من القراء حيث أصاب مفرداتي الموت ولا أعرف كيف أصف شعورك وإحساسك كمسلم .
أن مفتينا العلامة الجديد يستدل في ادعائه بأن الله سيزوج الرسول (ص) بمريم بنت عمران وآسيا امرأة فرعون وكلثوم أخت موسى ... لذا نقول لك أن سلمنا بصحة هذه الرواية العجيبة واحتجاجك على الله سبحانه وتعالى كيف يزوج أختين للرسول (ص) هي مريم وكلثم أخت موسى ، فهذا دليل على جهلك المطبق ، حيث جاء في سورة مريم الآية (27) ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرئ سوء وما كانت أمك بغيا ) أتدري لماذا قال الله يا أخت هارون ، فهي ليست أخته بالنسب وإنما شبه الله عبادة مريم وتقواها بعبادة هارون وتقواه .
وتقول أنت أيضا ، أن الله قد وعد الرجل بآيات كثيرة بالخير الكثير في الجنة ، أما النساء فلم تأتي آية واحدة توعدهن بشيء في هذا الخير . وهذا افتراء أيضا فأعلم أن المرأة كالرجل في الإسلام من حيث الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة ، وهذا ما نسميه بعملية التضليل ، واسمع واطلع لما قاله الله تعالى في الآية (97) في سورة النمل ( من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حية طيبة ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) وقوله عز من قائل في الآية (32) في سورة النساء ( للرجل نصيب بما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وأسالوا الله من فضله ) ، وقال جلا وعلا في الآية (35) من سورة الأحزاب ( أن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والفاتنين والفاتنات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجر عظيما ) وهناك مئات النصوص القرآنية التي تذكر فيها المرأة والرجل سواء في العقاب والثواب ، فهل عساك أن تقول أن هذه الآيات غير موجودة في القرآن الكريم ، أم ماذا ؟
وعن أم حبيبة عنه (ص) ( أربعة يدخلون الجنة ، أول الداخلين إمام عادل وعالم عامل وشاب تائب وامرأة مطيعة لزوجها ) ز
أما ادعائك ن الإسلام هو الدين الوحيد من دون كل الأديان السماوية أباح الزواج من الطفلة التي لم تبلغ سن المحيض وكذلك أباح طلاقها ثم تستدل بالآية (4) من سورة الطلاق ( واللائي يئسن عن الحيض من نسائكم أن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن واولان الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ) ثم أنك تستدل بزواج الرسول (ص) من أم المؤمنين عائشة (رض) بافتراء على الرسول (ص) وتشويه شخصه متعمدا بادعائك أنه قبل زواجه من عائشة رآها وهي طفلة تسبح في طشت أو وعاء وبشكل طفولي في فناء الدار ، فنقول لك كي تتعلم وتبتعد عن هذا النهج الغير القويم ( أن الإسلام قد أباح الزواج والطلاق من صغيرات السن ) فأنه كلام حق يراد به باطل .. فلم يجيز الإسلام الزواج من النساء إلا بعد البلوغ .. وأن تكون عاقلة رشيدة وكانت السيدة عائشة (رض) وهي في السن التاسعة بالغة عاقلة رشيدة ، وأما ادعائك بأن الرسول (ص) وما أغرقه الله عليه ووصفه بقوله ( وأنك لعلى خلق عظيم ) حيث أن الله قد زكى بصره فقال في سورة النجم الآية (17) ( ما زاغ البصر وما طغى ) وأن ادعائك ينأى عن هذا النص ولتعلم بأن السيدة عائشة هي الباكر الوحيد بين زوجاته (ص) وقد جاء إتمام هذا الزواج بأمر من الله سبحانه وتعالى ، فقد رأى صورتها في مناه وقال له جبريل (ع) أنها ستكون زوجتك فقد روى البخاري برقم (3895) ومسلم برقم (2438) من حديث عائشة (رض) عنه (ص) قال : ( أرويتك في المنام ثلاث ليال جاء بك الملك قطعة من حرير ، فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول أن بك هذا عند الله يمضه ) فالله أمره بالزواج منها ولابد من تنفيذ الأمر .
ثم يتهم مثقفنا المدعي .. أن المرأة المسلمة المحجبة إذا سارت في الطريق عليها أن تسير بجانب الحائط ويشترط أن يحتك ثوبها به وغير مسموح لها بالسير وسط الطريق لأن هذا يعتبر تبرجا .. والقصد هنا حكمة الظالم على الإسلام وكيف يعامل المرأة ، لذا نقول بتحدي مؤمن أن يأتينا بدليل واحد من علماء المسلمين يقر بهذا النهج فأنه ادعاء لا يصدقه حتى راع الإبل في البادية ، فالمرأة لها مكانتها في الدين الإسلامي وحريتها مصانة .
وكيف تدعي بأن الله احتقر المرأة واعتبر نجاستها أقذر من نجاسة الغائط وتستدل بكلامك على أن الرجل إذا جامع زوجته عليه أن يغسل جميع جسده وإذا جاء من الغائط لا يغسله كاملا ، وحسب ترتيب الآية ( أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء ) فأنك بترت متعمدا أول الآية لتشكك في نصها وهي ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ) فهذا تعمد تبرير مسبق لتضليل القارئ مع علمك التام أن هذا النص له علاقة بالذي يليه ونقول لك .. ( إذا جامع الرجل امرأته فيجب الغسل على الاثنين وليس على الرجل فقط ، ثم تغتسل المرأة بعد المحيض ، وذلك لإزالة ما خالط جسم المرأة في إفرازات وجراثيم في الرحم إثناء فترة الحيض وهذا ما أوضحناه مفصلا سابقا ) ، ينصح الطب الحديث بالاغتسال بعد الجماع لأنه ينشط الدورة الدموية عند الرجل والمرأة لأن الجماع يؤدي إلى وهن شديد في الجهاز العصبي بعد الانتهاء ، ( أن الغسل يساعد على تنشيط الجسم والروح المعنوية خاصة بعد الجماع الذي يسبب وهنا نفسيا ورغبة بالنوم ) أن الجلد أثناء عملية القذف يفرز خلال مساماته عرقا ذو تركيز عال بسمومه ويمكن أن تحتفظ المسامات بها تارة أخرى ويصيب الجسم الأذى بعد ذلك ، فالاغتسال يطهر الجلد ومساماته من هذه السموم ، أن التفكير بوجوب الغسل بعد الجماع يجبر المرء الاعتدال في طلب الجماع فيحافظ بذلك على قدرته الجنسية لفترة أطول ، حيث قال العلماء أن الإنسان يصرف من عناصره الحيوية عند الجماع ما يقدر بما يحتويه نصف لتر من الدم ، عملية الجماع يشارك بها جميع خلايا الجسم فلابد أن يغسل جميعه ، أما الغائط فتغتسل بعض أعضائه لأنه يشترك به بعض الأعضاء ، لذا نقترح عليك النظر في موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة / ص 292 / ليوسف الحاج أحمد .
أما ادعائك إذا فطر الزوج في رمضان بعذر شرعي مطلوب من زوجته أن تفطر معه شرعا : نعم قد يكون هذا بشريعتك أنت ، ونقول لك كي تتعظ أن هذا الدين جاء يسرا وليس عسرا بدليل قوله تعالى ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) وقول الرسول (ص) ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) فقد جوز الله سبحانه وتعالى للمريض والمسافر والشيخ الفاني والحائض والمرضع أن يفطروا في رمضان ثم يعوضوا ما أفطر في أيام أخر ، فإذا فطر الزوج بعذر شرعي لا يصح له أن يجاهر في إفطاره حتى أمام أهل بيته ، وإذا أفطر الزوج من غير عذر كجماع فتكون كفارته إطعام ستين مسكينا أو صيام شهرين متتالين ، ولا يجوز له شرعا أن يأمرها بالإفطار كما تدعي أنت ، ولكي تكون على بينة أنه مهما فعل السفهاء والمذبذبين إلى يوم تقوم الساعة أن يحرفوا ما نزل الله أو سنة نبيه محمد (ص) فلن يستطيعوا ذلك ، فقد تعه الخالق سبحانه وتعالى بحفظ هذا الدين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فقد قال غز وجل من قائل ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) ...
ثم تستكثر جهلا وتقول ( أن الحور العين كيف يطأها أهل الجنة ولا تنجب ) ، فنقول لك لو نظرنا إلى أنفسنا من أين خرجنا عند الولادة لعلمت أن الله قادر على كل شيء .
أما ادعائك أن عقوبة المرأة تختلف عن عقوبة الرجل بالاستدلال بقوله تعالى في الآية (15) في سورة النساء ( واللائي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فأن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ) نقل لك لتفهم بأن هذه الآية نسخت بآية الرحم وأبطل حكمها بها ، والجلد في سورة النور ( والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) والنسخ هو إبطال الحكم مع بقاء النص ، ومن السنة المطهرة ، فقد روى الإمام أحمد ومسلم في حديث عبادة بن الصامت (رض) عنه (ص) أنه قال : ( خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مئة وتغريب عام ، والثيب بالثيب جلد مئة والرجم ) .
أما قولك أن الله أحل للرجل الزواج بأربع زوجات والاحتفاظ بهن ، وأحل للرسول محمد (ص) بأربعة عشر زوجة في نفس الوقت ، بالاستدلال بالآية (3) في سورة النساء ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فأن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) أنه كلام حق وإنما تريد أن تقول كما هو دأبك في كل سطور مقالتك بأن في القرآن تناقض في التشبيه ، وأن رسول الله (ص) يحب الزواج ، فأن كنت تعلم فتلك هي مصيبة ، وأن كنت لا تعلم وأنت الفيلسوف فريد عصرك فتكون المصيبة أعظم ، فأن هذه الشبهة المتجنية قد تطرق بها الكثير من قبلك من الذين قالوا بأن الذي جاء به القرآن غير منصف مع تكذيب الرسول (ص) فنقول لك أن الرسول لم يشرع تعدد الزوجات وإنما الخالق سبحانه وتعالى وقد سبق الرسول الكثير قد تزوجوا أعدادا متعددة ، فلماذا تجعل الواحد ( المسيح ) هو المرجح ولا تجعل الكثرة هي المرجحة ؟ ثم هل تعلم لماذا سيدنا عيسى لم يتزوج ؟ لأنه لم يكن له محل إقامة ثابت لأنه دائم الترحل وأنه لا يستقر في مكان إلا يرحل عنه ، لا بإرادة نفسه (ع) وإنما متطلبات دعوته ، وتنفيذا لأمر الله قام الرسول (ص) بالإيعاز لمن تزوج بأكثر من أربعة أن يفارق الباقي ليمسك أربعة نساء فقط ، فإذا ماتت إحداهن أو طلقها تزوج غيرها من أحب ، أما الرسول (ص) فليس له العهد وإنما المعروف الفرق بين العدد والمعدود هو أن المعدود أبيح للرسول (ص) بذات العدد ، فلا يجوز له أن يعوض له أن يتزوج ولا واحدة ، حيث قال تعالى في الآية (52) في سورة الأحزاب ( لا يحل لك من النساء من بعد ولا تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن .. ) ، فالله حكم بأن زوجات الرسول هن أمهات المؤمنين فلن يستطيع أحد أن يتزوجهن فمن يطلقها الرسول (ص) فلا يحق لها الزواج من غيره ، في حين هذا النص لا ينطبق على غيره ، فلا توهم أحدا أن الله وسع لنبيه في الزواج أو وسع أن يتزوج أربعا فأن ماتت أو طلقن جاء بغيرهن ولد بما يصل العدد على مر السنين إلى أكثر من زوجات الرسول (ص) والذي توفى عنهن (تسعة) وما عليك إلا أن تنظر في سيرة سيدات بيت النبوة للشعراوي ص / 176 وما بعدها ، ونعود لقولك ( ولكن من المدهش الذي جاء به الوحي بعد ذلك من خلال النص المقدس (129) من سورة النساء ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) ، ثم تستدرك القول أن الله يعلم بأننا لا نستطيع أن نعدل وكأنك تريد أن تخلق تناقضا في كتاب وكلام الله سبحانه وتعالى ، وهذا جهل منك أو تقوله تعمدا لغاية ما ، فنقول لك أن معنى الآية إذا يتقن الرجل في ظلم المرأة الثانية أو الثالثة وهذا الظلم بيّن كأن لم يقم بالإنفاق عليها أو لا يستطيع كسوتها أو لا يعدل بينهن في الفراش منها ( فأن خفتم ألا تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) فقد صرح الله تعالى بالنفي وعدم استطاعة العدل بين النساء وذلك في الميل بطبع المحببة والحظ في القلب ، فيكون هناك تفاوتا في الرغبة بين واحدة وأخرى ، حيث وصف الله حالة البشر أنهم بحكم الخلقة لا يملكون ميل قلوبهم إلى بعض دون بعض ، ولهذا كان الرسول (ص) يقول كما رواه أبو داود الترمذي والدرامي عنه (ص) قال ( اللهم أن هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما يمتلك ولا أملك ) وهناك العديد في الأحاديث والقصص لا نريد الإطالة فيها ، ولعلنا نعود لما تفتر به مجددا لتبديل كلام الله عن مراده وتلبسه غير لباسه لوصف المرأة بالوصف الهدام (بالوطء) حيث تقول أن الله عرف المرأة بالوطء وتعرفه أنت بأنه ما يداس بالأقدام ، وهذا كان نص كلامك ، فلا يدهشني ذلك ، لأنك لا تميز بين التعريف اللغوي والتعريف الشرعي أو الاصطلاحي ، أما الوطء في اللغة هو الوقف على الشيء ، وأما شرعا أو اصطلاحا فهو العقد بين الزوج والزوجة ويسمى ( المهر ) والشهود ثم الدخول بها ( الدخول الشرعي بالمرأة ) .
وأما قولك ( إذا اغتصبت الرجل امرأة وأرادت أن تشتكي فلابد من أن تأتي بأربعة شهود حضروا واقعة الاغتصاب بالتفصيل وإلا لا تقبل شهادتها ) والذي يدهشنا قبل الإجابة ما نحس به في نبرة استهزاء بالقرآن الكريم ، من جانب ذلك الكتاب يستدل به مناقضا نفسه بنفسه ، حيث يستدل بالآية (4) في سورة النور ( والذي يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا أولئك هم الفاسقون ) نقول لك أن هذه الآية نزلت بسبب القذف كما ذكر القرطبي معناها أن الذين يقذفون الحرائر والعفائف من المسلمات كأن يتهم أحداهن بالوانية مثلا فعليه أن يأتي بأربعة شهود ، لأن حد القذف فيه حقان ، هما حق العبد وحق الله تعالى وأن حق الله غالب ، لكون القذف جريمة تمس الأعراض ، وفي إقامة الحد على القاذف تتحقق مصلحة عامة وهي العبرة في صيانة الأعراض ودفع الفساد عن الناس . أنظر (فتح القدير 4/194 والبدائع 7/56 والمبسوط 9/113 ) فهذه الآية عامة وقد خصصت بآية أخرى وهي آية اللعان التي تخص الزوج والزوجة في سورة النور ( 5 – 9 منها ) .
وقصارى القول نعلمك بأن تلك المفاهيم المغلوطة التي أوردتها بمقالتك قد سبقك بها غيرك للطعن في هذا الدين الحنيف الذي أعطى الله فيه للمرأة مكانتها المرموقة ورد إليها كرامتها ، وفي الشبه المطلبة ليوقعوا الشقاق بين شطري المجتمع (الرجل والمرأة ) وحصرا المسلمون ، لتكون علاقة الريبة بينهما والشك والتربص بدل ذلك المستوى الكريم من السكن والاستقرار والمودة والتراحم ، ولكن هيهات هيهات لأن التكريم الذي حظيت به المرأة المسلمة لا يوجد له مثيل في أية ديانة أو ملة أو قانون ، وأن ما أوضحناه تبيانا لادعائات أستاذنا الجليل كان بإيجاز شديد وهذا قبض من فيض ، ونقول كفى لقد كفانا ما كان وكفى أن يخلط السم بالعسل ، والله نسأل أن يجعل عملن هذا خالصا له والحمد لله رب العالمين ...........
*******************************************
الشيخ جمعة أحمد عباس / إمام وخطيب جامع النصر / كركوك



#الشيخ_جمعة_أحمد_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الشيخ جمعة أحمد عباس - ما هكذا يا ابن الشيخ سلامة ترد الإبل