أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - صلاح الأنصارى محمد - نقابات وباشاوات ( 2)















المزيد.....

نقابات وباشاوات ( 2)


صلاح الأنصارى محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 22:48
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


بينا في الحلقة الأولى عن تطور الصراع بين السلطة وعباس حليم وكيف أن العمال اختاروه رئيسا لاتحاد نقابات عمال القطر المصري وذكرنا أن عباس حليم يعد صاحب عمل وما نود أن نشير إليه في هذا الموضوع ؛ أن عباس حليم كان وكيلا لشركة اورليكون الإيطالية؛ والأمر المهم أن عباس حليم انشأ شركة للسجائر باسم ( شركة سجائر الاتحاد ) في عام 1935 نسبة إلى اتحاد نقابات القطر المصري؛ ودفع من جيبه راس مالها الذي بلغ ثلاثين ألف جنيه ؛ على أن يشترى العمال أسهمها بالتقسيط حتى يكونوا هم أصحابها.

تفاصيل الأحداث
دخلت حكومة صدقي باشا في صدام مع عباس حليم في يوليو 1931 عندما قامت بحل الاتحاد العام لنقابات القطر المصري وهو الأمر الذي انتهى بتوقف عباس حليم عن نشاطه في هذا الميدان إلى حين !

استمر هذا الحين ثلاث سنوات تقليبا ؛ وحتى يوم 21 يونية عام 1934 حين حدثت الواقعة التي تصدرت عناوين الجرائد وخاصة جريدة الأهرام التي نشرت على صدر صفحتها الأولى تقريرا مدعما بالصور..؛ تكشف عناوينه عن فحواه ( معركة بين البوليس والعمال عند دار عباس حليم – إصابة سبعة من العمال برصاص البوليس ونقلهم إلى المستشفى وإصابة ضابطين ومخبرين وثلاثة جنود من الطوب والحجارة – اعتقال 86 عاملا ).

تحت هذه العناوين قالت جريدة الأهرام أن فريقا كبيرا من العمال من طبقات مختلفة يقدر بنحو مائتين ذهبت في الصباح إلى منزل عباس حليم الواقع عند ملتقى شارع الوالدة بشارعي السراي الكبرى و مضرب النشاب بجاردن سيتي فوجدوه محاصرا بقوة البوليس لمنع دخولهم إليه – يذكر أن العمال كانوا يتخذوا من منزل عباس حليم مكانا للحماية- ولما حاول قائد هذه القوة منع العمال من الدخول ؛ هجم اثنان منهم عليه وضربه احدهما بقبضة يده ودفعه الأخر فوقع على الأرض وتشتت القوة ودخل العمال المنزل عنوة وهم يهتفون يحي العمال.

وصلت إمدادات كبيرة من رجال البوليس أطلقت النيران على العمال فأصابت سبعة منهم إصابات بالغة _ والملاحظ أن أعمار هؤلاء قد تراوحت ما بين 21 و 35 سنة؛ وأنهم وفدوا من فئات عمالية مختلفة ؛ فقد ضبطت طاهيا إلى جانب اثنين من الدباغين هذا فضلا عن طرابيشي ( نسبة إلى مهنة صناعة الطرابيش) ومبيض وحلاق وجزار!
تم نقل العمال المقبوض عليهم (86) إلى قسم بوليس مصر القديمة في سيارات كبيرة حيث بدأ التحقيق معهم .
ومن الأحداث الطريفة عن موضوع الطوب الذي أعلنت الشرطة أن العمال استخدموه في ضربهم؛ أن سيدة أتضح أنها من قريبات عباس حليم نزلت من سيارتها أمام باب المنزل والتفتت إلى كوم الطوب والحجارة الموضوعة أمامه ثم خاطبت الحكمدار ومفتش البوليس بقولها ؛ من أين أتيتم بهذا ووضعتموه بهذا الشكل أمام منزلنا ؟ فرد عيها بان العمال هم الذين استعمله في الاعتداء على البوليس ولم تصدق السيدة وقالت مستحيل اصدق أن العمال المساكين يعملوا كدة .
ومن المفارقات أن عباس حليم لم يكن موجودا في داره وقت قدوم العمال إليه ؛ إذ كما تقول جريدة الأهرام انه كان في الإسكندرية وفور وصول الخبر إلية استقل قطار الصعيد الظهر ووصل في الساعة السادسة والنصف مساء وذهب إلى منزله فوجد جنود الخفر وهم جلوس على مقاعد من الخوص في حديقة المنزل بعد أن تناولوا غذائهم من الخبز والعدس .
وكان لحادث التصادم بين البوليس والعمال أمام منزل عباس حليم أثره عند طبقات العمال المختلفة ؛ ففي اليوم التالي ذهب فريق من عمال سيارات الامنيبوس – الأتوبيس- المفصولين بسبب اضرابات سابقة إلى جراج الشركة ببولاق والتي تبعد عن جاردن سيتي بـ ( ثلاثة كيلو مترات تقريبا ) حيث حرضوا العمال على الإضراب ؛ وفى العاشرة مساء هجم خمسين عاملا على سيارات الشركة المار بشارع فؤاد-26 يوليو الآن- ومركبات الترام المجتازة الشارع ورشقوها بالطوب والحجارة وكان بعضهم يحملون هروات غليظة ويهون بها على مؤخر السيارات وجوانبها وهى سائرة في طريقها ويهتفون ..التضامن ..التضامن..يعيش العمال.
وبعد أن أمكن تفريق العمال المتظاهرين ؛ استشعرت السلطة أن عباس حليم وراء هذه الحوادث ؛ وحقيقة الأمر أن عباس حليم كان موجودا في مكتب الأستاذ شوكت التونى محامى الاتحاد بشارع حسن الأكبر القريب من قصر عابدين الأمر الذي دعا المسئولين إلى إرسال قوة من البوليس لمحاصرته حتى انصرف؛ وأرسل ومعه شوكت التونى المحامى برقية إلى النائب العام يحتجان فيها على سرية التحقيق مع العمال التي فرضتها النيابة وأعربا عن رايهما بان لا مبرر لها.

رأينا كيف تصرف عباس حليم وأرسل برقية للنائب العام محتجا على سرية التحقيق و إننا نرى ونسمع في وقتنا الحاضر إذا حدثت اضرابات يعلن رئيس الاتحاد أن العمال يفتقدوا إلى لغة الحوار ! وعندما تنشأ نقابة الضرائب العقارية يعارض قيامها رئيس الاتحاد ويهاجمها!
على كل الأحوال؛ فقد ذهب عباس حليم بنفسه إلى مكتب النائب العام ولم يكن يعلم بما يدور في الخفاء..وبدت نية التدبير من قدوم رئيس محكمة مصر الابتدائية الأهلية إلى المكتب حيث عرضت عليه النيابة أوراق التحقيق وطلب أمر بحبس عباس حليم ؛14 يوما على ذمة التحقيق _ وما لبث احمد نشأت بك ( اسم القاضي) أن أصدر أمره بحبس عباس حليم.
ولان كل شي كان معدا سلفا فقد اصطحبه اليوزباشى( النقيب) اسكندر افتدى يعقوب إلى السجن.ولم يبدى عباس حليم اى تأثر أو انزعاج وذهب إلى السجن وبقى بة 24 يوما على وجه التحديد ؛ وقد جاء رد الفعل سواء من بعض أبناء الأسرة العلوية الذين عز عليهم ان يلجأ الملك إلى وضع احدهم في السجن ؛ حتى لو كان سجن الأجانب حيث يلقى المسجونون معاملة أفضل من السجون الأخرى ؛ أو من حزب الوفد الذي تحالف معه عباس حليم في قيادته للحركة النقابية ؛ثم أخيرا من العمال الذين رأوه شهيدا لقضيتهم..
ظل النبيل السجين في زنزانة انفرادية في الدور الثاني من العنبر(ب) وكان هذا الدور خاليا من المسجونين واعدت الزنزانة بسرير ومنضدة عليها قلة للشراب وكانت معنوياته مرتفعة وكان يرتدى بنطلون ابيض وقميص اسبور وكان يقضى وقته في المطالعة للكتب التي طلبها و كان يمارس رياضة الجمباز - تماما مثلما يفعل اى مسجون سياسي ولا ندرى من أين أتى بهذه الخبرة- ولم يخلو السجن من الشخصيات التي كانت تزور عباس حليم مثل النبيل إسماعيل داود وزوجة عباس حليم ومكرم عبيد سكرتير حزب الوفد ومنع مندوبى الصحف والمصورين من تغطية الزيارات وكانت تحدث المقابلات مع الزائرين في غرفة المأمور وبحضوره .
يبقى العمال ؛ الذين تعددت مظاهرتهم واضراباتهم احتجاجا على اعتقال زعيمهم؛ كان أهمها إضراب سائقي سيارات الأجرة في القاهرة وتعرض العمال إلى حملات لاعتقال المحرضين ؛ وبعد مرور الـ 14 يوما دون إتمام التحقيق مع عباس حليم قرر عباس حليم الإضراب عن الطعام لإحراج المسئولين بدءا من يوم 14 يوليو ونشرت الصحف أخبار القضية و الإضراب عن الطعام ؛ مما سبب إزعاجا شديدا للسلطات وقررت النيابة الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة وحفظ وكان واضحا أن القرار سياسي فقد اعتقد الملك أن هذه المدة كافية لتأديبه وعودته إلى الحظيرة الملكية!

فهل يعود الابن الشارد إلى حظيرة أجداده ؛ هذا ما سوف نتناوله في الحلقة الثالثة من نقابات وباشاوات ؛ كما سنوضح موقف ال86 عامل المقبوض عليهم.
إلى اللقاء في الحلقة الثالثة





#صلاح_الأنصارى_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- للموظفين والمتقاعدين 25 مليون دينار سلفة مصرف الرافدين بأقسا ...
- حكومة إسرائيل تتجه لاعتماد -موازنة تقشف- وسط حربي غزة ولبنان ...
- حربا غزة ولبنان تدفعان إسرائيل نحو موازنة تقشف
- وزارة المالية العراقية توضح mof.gov.iq موعد صرف رواتب المتقا ...
- حقيقة زيادة رواتب التقاعد العراق 5000 دينار.. وزارة المالية ...
- طهران تستدعي القائم بالاعمال الالماني لديها احتجاجا على قرار ...
- طهران تستدعي القائم بالأعمال الالماني احتجاجا على القرار غير ...
- الجمل يدعو العمال إلى التمسك بروح أكتوبر والوقوف أمام من يحا ...
- من احتفالية عمال مصر بذكرى انتصارات اكتوبر.. رئيس نقابة البت ...
- وزارة المــالية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر 50 ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - صلاح الأنصارى محمد - نقابات وباشاوات ( 2)