أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد هاشم البطاط - هل كنا مخطئين















المزيد.....

هل كنا مخطئين


محمد هاشم البطاط

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 15:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما يكون التشبث بالاخر عناونا للوطنية واستجداء رضاه حفاظا على الهوية وجعل مصلحة البلد مقرونا بمصالح بلدان اخرى والانتماء لهذا او ذاك سببا لمشروعيته , ـــ فقد ذهب الحمار بام عمر— فلا رجعت ولا رجع الحمار ــ واصبح البلد جملة اعتراضية لا محل لها من الاعراب او باحسن الاحوال صفة تتبع الموصوف كما يقول السادة النحويون , وليس هذا كلام انشاء ولا النحيب على خراب البصرة بل هو المراجعة لما آل اليه الوضع , التفكر بسبب الهبوط لهذه الهاوية وهل كنا مخطئين في دفع ضريبة انتمائنا للعالمين العربي والاسلامي , هل كنا مخطئين كوننا عربا وليس اعرابا فحلت علينا لعنة النقص , هل اخطأ التاريخ حينما جعلنا سنام العرب وجمجمته ولكن من باب (سيد القوم) خادمهم , هل في كوننا آباء للعروبة والتشيع جرى علينا ما جرى على ذلك الشيخ الذي اشبعوه ضربا بنو ابنه فقال : شنشنة اعرفها من اخزم .
لماذا يجب علينا ان نتقمص دور الضحية في جميع الادوار التاريخية التي رسمتها سياسات المشرق والمغرب في كل افلامها الجبارة , وكسبت بها جوائز (الاسكار والعربدة) , وهل كان قدرنا ان نكون حطب المطابخ لفطاحل الساسة أللهامين فتراهم يتقاتلون على ارضنا ويزهقون انفسنا وعندما يتصالحون يذهبون الى مكة , عندما يجر الانتماء لهؤلاء الذل والعبودية والعودة اليهم كعودة الآبق الى مولاه فما الداعي بالاستماتة بالتشدق بفحوى الانتماء .
ان لم تجر على الامتين العربية والاسلامية سوى العبودية والتبعية فالاولى بنا ان نكون امة ينتمي الينا الاخرون ولا ننتمي الى احد . لقد خسرنا الكثير ولم نجن قليلا او كثيرا بل بدونا في نظر (الاشقاء) شراذم متفرقة , انظر الى حالة الاخوة الاكراد تراهم ينازعون اخوتهم العرب على جزء منهم ان يكون لهم وكأنهم دولة مجاورة والاخوة العرب السنة _اعني بعض ساستهم _ يجاهدون في نيل حصصهم في قيادة البلد فكأنهم في تحالف عسكري يريدون تقاسم غنائم حرب , وبعض ساسة العرب الشيعة فهم كما يقال بالدارجة ( مكروهه وجابت بنت ) ففي كل شاردة وواردة يدافعون دفاعا مستميتا عن ايران كانهم يأكدون صفة ( الصوفية ) التي التصقت بهم حقا وباطلا , فهم ملكيون اكثر الملك في الدفاع عن الجمهورية الاسلامية , ليس عيبا الدفاع عن قضايا الامتين العربية والاسلامية اذا كان موقفا مستقلا وعادلا , اما من باب التبعية او ما يتهم به فهو هزاءة موقف وعدم رجاحة عقل .
نعم ندافع بكل قوة عن امة لا يصيب اشقاؤنا أي مكروه ولكن لا يعني ان نكون ساحة حرب حتى تمنع وقوعها عن الاخرين . افلا يجب ان ننهي هذا اليتم السياسي فلا يعقل ان تبلغ القرون من العمر ولم تبلغ الحلم بعد , فاللحى التي خلقت للضحك عليها ( على الاحوط وجوبا ) ان تحلق , اما الوحدة تعني ان نكون وحدنا في الكوارث والمصائب والحرية تعني حرية الاخرين في قتلنا واستباحة دمائنا والاشتراكية تعني الحصة في الاشتراك في نهب ثروتنا باستثنائنا طبعا .
ففي الشرق ( ايران ) هناك وجه طائفي يختفي تحته هوى قومي , وفي الغرب (العرب) هوى طائفي يختفي تحته وجه قومي , ونحن ضعنا بين هذا وذاك بين المطرقة والسندان , حصل ما حصل وكان ما كان , فالاخوة العرب لا يريدوننا اخوة ولهم الحق في ذلك , والاخوة العجم لا يريدوننا اخوة ايضا لهم الحق في ذلك , فعند العرب مفتاح الدخول الى بيت الاسرة وهو المذهب ومفتاح العبور لبلاد العجم اللسان والعنصر , ونحن العرب الشيعة صرنا مسخا فلا نحن سنة كي نضمن رضا العرب ولا نحن فرس حتى يرضى بنا العجم , ولا خيار لنا بين الاثنين فمن الصعب جدا تغيير المذهب ومن المستحيل تغيير العنصر واللغة , ( ومن العجائب والعجائب جمة ) إننا لا نزال نصدق أنفسنا بأننا اخوة لكلا الجناحين أي نحن نصدق بالشعار رغم كل ما جرى علينا من الويلات خلال العقود والقرون المنصرمة .
كما اسلفنا لكلا الطرفين الحق في عدم اتخاذهم لنا اخوة والحق هنا تاريخي , والشواهد على ذلك كثيرة لشدة تعلق الاخرين بمذهبهم او قوميتهم ولا تجرنا الشعارات وظاهر التعاطي مع الاحداث وعلينا بما آلت اليه هذه السياسات فالامور بخواتيمها خذ مثلا تعامل العرب مع ( حزب الله اللبناني ) بصرف النظر عن موقفنا منه ومآخذنا عليه ان ما يهمنا هنا هو موقف العرب منه ومن صراعه مع من يصفه العرب بالعدو ( أي اسرائيل ) تحول هذا الموقف من مؤازر الى متفرج بل الى ابعد من ذلك , وفي الحقيقة لم يكن اتخاذ موقفا كهذا نابعا من الحرص على امن لبنان وسلامة شعبه انما هو النظرة الضيقة لموقف حزب ما مقرونا باتجاهه الطائفي وليس السياسي حتى , ادى هذا الموقف المخزي من العرب ردود فعل صادمة للبعض فجاهرت بانتقادها للموقف العربي واتهامه بالطائفية فلم يكن من العرب الا ان يتخذوا موقفا مشابها تقريبا من حركة حماس , محاولين الايماء ان اصل الموقف من الحركتين هو بدافع انساني او على اخف المعايير بدافع سياسي والضحية لتراكم هذه المواقف هما الشعبان اللبناني والفلسطيني , والنظرة ذاتها ان لم تكن اشد ضيقا تجاه العراق فما دام الضحية من عرب الجنوب فلا توجد جريمة اساسا والجاني هو بطل قومي وفارس الامة , والحال كذلك حتى اذا تغير الجاني ما دامت الضحية هي هي اذن لا مشكلة . فكم نحر المسلمون على مذبح الاسلام وكم قدم من قربان فداء للوطن والحال لا يعلم ـالمذبوح ـ عن الوطن شي او عن الملة شيئا الحقيقة الوحيدة التي يجب ان يعرفها انه اضحية تنحر في مناسبات شتى وعليه ان يرضى ويقنع بذلك وعليه ان يشكر الله على هذه النعمة مادام المرء قربانا يقدم على مذبح الحضارات ليس الا .
وليس له كمواطن ان يطالب بحق الحياة فهو ما خلق الا لاجل السياسيات العليا واحياء (كلمة الله وعزة الوطن ) وهذه عظائم الامور التي لا تناط الا بعظائم الرجال والمواطن ليس منهم قطعا وعليه ان لا يدس انفه في امور هو اجهل ما يكون فيها والا ضاع البلد وتبددت خيراته , ومعنى الضياع وتبدد خيراته أي انها تخرج من ايدي السادة القادة الى ايدي الرعية وهذا هو التبدد ان يكون للمواطنين الحق في محاسبة المقصرين ولهم الحق في رسم ما يرونه مناسبا لهم هذا هو تعريف الضياع , فالامر والنهي بيد واحد احد او حزب قائد او قادة الامة وسادتها فهم من طبقة السماء السابعة والناس من طبقات شتى سفلية ودونية , وكم مرت السنون والقرون وهذا المغبون المظلوم قابع في طرف الدنيا لا يدري ما حصل به وما يحل بأبنائه من بعده فيساق كما تساق البهائم لحتفها لا رأي له في الاحداث ويباع ويشترى في سوق النخاسة فهو عبد بمعنى الكلمة وان مات سيده لايعني حريته بل عبوديته لرب آخر . وان جاهر يوما برأي يخالف الرأي القدسي فتلك هي داهية الدواهي والطامة الكبرى فما انت والسياسة وكأنه لا يقع وبال هؤلاء العباقرة الا على رأسه والنتيجة عليه ان يحترم نفسه ويسكت ويدع هؤلاء الافذاذ يرسمون له الطريق الزاهر والنصر الباهر .
بين المشرق والمغرب ضعنا فضاعت هويتنا فمن ينكر اباه ويضعه موضع العبد والاخ الاصغر على اقل تقدير كيف له ان يصالحه ويعود لاحضانه فبالنسبة اليه عدم العودة مسألة اخلاقية . والتعويل على فهم الاخر ليست ذات جدوى خصوصا اذا كان فاقد الذاكرة والسبيل الامثل هو ان نعتبره ولدا عاقا وتنتهي المشكلة , فرغبتك فيمن زهد فيك ذلة , ان كنا بقرة حلوب يذهب خيرها لغيرها فما وجه الشهامة والاحتفاظ بهذا اللقب , وان يحسبنا الاخر فراشا يصلح للدوس ولا يصلح للغطاء فما وجه البطولة في التبختر بهذا اللبوس , لا اقول نحارب الشرق والغرب او نكتب يهم صك براءة فيغنينا عن ذلك النظر في ما لنا وما علينا ويفيد حساباتنا وحتى تحالفاتنا فيكفينا الفوز بالوطنية على حساب الوطن وما جرت علينا من آلام وأوبئة وملايين من الضحايا منذ ثورة العشرين والى اليوم بل ما قبلها الكثير .
روي عن علي انه قال (( من ضيعه الاقرب اتيح له الابعد )) واللبيب بالاشارة يفهم .






#محمد_هاشم_البطاط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد هاشم البطاط - هل كنا مخطئين