رويارى تربه سبيى
الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 18:06
المحور:
القضية الكردية
تترقب العيون بحذر وتخفق القلوب متوجسة مما يدور في فلك المسارات التي باتت تطفو على سطح بعد نتائج الانتخابات الكوردستانية التي جرت في 25 / 7 / 2009 في جنوبي كودستان وما افرزتها من حقائق ووقائع ميدانية على الساحة السياسية في الاقليم من ( احتقانات وتكتلات وحملات اعلامية ) خلال مراحل العملية الانتخابية التي جرت بانسيابية وسط اجواء من الحرية والديمقراطية و بتنافس سلمي مشروع وبالتنسيق وتوحيد كل الجهود والطاقات وخاصة اللائحة الكوردستانية ونتمنى ان تتوالى ذاك التناغم الفكري والمنطقي بمفهومها العملى من منطلق البناء نحو الافضل وما يليها من خطوات جادة تحافظ على مكتسبات ابناء جنوبي كوردستان التي كافح طويلا عبرمراحل شاقة في نضالها وصراعها المرير مع الانظمة المتعاقبة والى يومنا هذا .
فرغم اجراء تلك الانتخابات في ظل ظروف اقليمية معقدة واجواء مشحونة تعيشها المنطقة باسرها ولازالت . فقد اثبت الناخب الكوردستاني نجاح هذا التجربة بكل مقايسها من حرية التعبير وبديمقراطية مطلقة قل مثيلها في شرقنا الاوسطي الموبوء بالانظمة التسلطية والاستبدادية . لقد كانت الممارسة العملية لذاك الاستحقاق المشروع بمثابة رسالة موجهة الى العالم اجمع يثبت بما يوحي مضمونه لرسم الصورة الحقيقية والمشرقة لافاق تعبيرية و بمدلولاته الفكرية عن مبدأ وقتاعة تامة وبكل حكمة وتدبير...
وبما يتطلع اليه الكورد نحو المستقبل في بناء كيانه بكل جدارة وثقة .
وبأقتدائه لهذه التجربة الديمقراطية ( النادرة في المنطقة باسرها ) لتعد خطوة جريئة ومسبوقة بمقياسها الشرق الاوسطي وبهوية كوردستانية مستمدا قوتها من الروح المنبثقة من اماله وامنياته نحو ذاك الهدف المشروع .
فقد كان الاصرار واضحا وجليا على خوض غمار ذاك الاستحقاق باسلوب منهجي و بنقلة نوعية في المفهوم السياسي وتطويرا في العقلية الكوردية بمنظورها المستقبلي نحو التحرر. متجاوز كل المعوقات والاشكاليات التي كانت تسعى دوما الى اجهاضها ( محليا واقليميا ) ومحاولاتها لسد ذاك الطريق باسلوب او اخر .
الا ان ابناء هذا الشعب ثابر بجد لاثبات الذات من المنطلق الفكري والعملي والتي دأب الكورد للسعي اليها بكل ما لديهم من تصميم وارادة قوية والتي تمخضت عنها اخيرا بولادة نواة لاساس بنيوي ومتين على اسس ديمقراطية لسلطات دستورية ( برلمانية – تشريعية – تنفيذية ) لكيان بات امرا واقعا وجليا بقوة
وايضا تم انتخاب رئيس للاقليم ضمن ذاك الاستحقاق الدستوري من قبل ابناء الشعب عن طريق الانتخاب المباشر وعبر صناديق الاقتراع بكل حرية ( وليس استفتاء على سيادة الرئيس كما يجرى ذلك في المنطقة ) بل كانت هناك منافسة من العديد من المرشحين على ذلك المنصب وقد تم كل ذلك تحت الانظار وبأشراف العديد من المراقبين الدوليين والمنظمات الدولية المختصة كما في العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال .
وبذلك قد سجل الكورد انجازا مسبوقا بأرساء ذلك الاسس المبنية على الديمقراطية والحرية في هذه المنطقة . وهذه ايضا شهادة تسجل للكورد بكل جدارة واستحقاق .
وايضا تم افراز بعض المفارقات التي تعتبر بديهية ولا بد منها ....
و هي بروز معارضة برلمانية ملموسة على الساحة تتمتع بشعبية لا تقل عن من يديرون دفة البلاد ( ونأمل بان تكون هذه المعارضة معارضة حقيقية بما للكلمة من معنى وتتبع سياسة بناءة في مسار الاصلاح والتقويم نحو الافضل بعيدا عن اجندات ومزاودات نحن بغنى عنها في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية او الوقوع بمسارات المتربصين وبما يخدم اجندة اعداء ابناء هذه الامة )
لكن ما يؤرقنا ويضعنا في هواجس تقض مضاجعنا بعد هذه الاشهر التي تلت تلك الانجازات المفرحة والمأمولة بما يدور حاليا من حوارات وسجالات في اروقة الكيانات السياسية في الاقليم لرسم خارطة الطريق نحو تلك الاماني وتطلعات ابناء الشعب الكوردستاني وامالها في الكابينة السادسة المنبثقة بمشروعية عن ذاك الاستحقاق .
وايضا على رؤية مصيرية للاستحقاق الصعب القادم وذلك بحزم الحقيبة الكوردستانية ( الواحدة ) الى البرلمان العراقي في بغداد بعد اشهر قليلة بخطوط عريضة وصيغة توافقية بعنوانه الكوردستاني لكل حقوقه المشروعة وذلك ضمن اطار منهجي على مبدأ القضية الكوردستانية اولا ...
ولتثبيت ما اتفق عليه ضمن دستور الحكومة المركزية ( الفدرالية ) من اتفاقات موقعة سابقا حول العديد من الامور العالقة ما بين المركز والاقليم وخاصة تنفيذ المادة 140 والمناطق الكوردستانية الاخرى التي تسمى بالمتنازع عليها . والتي ها هو نرى ومع الاسف الشديد قد تراجع العديد من اولئك الذين وقعوا على ذاك الدستور وتلك الاتفاقات عن وعودهم و(معظمهم الان في مركز القرار) فقد بدؤا يتنصلون من تلك الوعود الواحدة تلو الاخرى برؤى واجندة عنصرية وشوفينية محضة لا تقل عن ما كانت ترمي اليه الانظمة السابقة في قراراتها ورؤيتها الى حقوق ابناء الشعب الكوردستاني بمنظورها الفكري وابعادها الشوفينية الصرفة . ( وحسب رؤيتي للواقع بان ذلك ليس بجديد على اولئك ....)
والسؤال المطروح بعد كل هذه الانجازات العظيمة والمكتسبات التي قد دفع ثمنها ابناء هذا الشعب من الدم والنضال عبر كل هذه السنين من الكفاح المسلح من اجل الحياة و بفرضية المنطق وما كان يتوجب القيام به في تلك المراحل من عمر الزمن
الا انه بات علينا لزاما الان وفي ظل هذه المتغيرات الجوهرية ومراحلها المتطورة بتكثيف كل الجهود والطاقات وذلك بالتوحيد وتجسيد كل الامكانات والمواقف وبعيدا عن ( الانا ) التحزبية او ممارسة الاجندة الذاتية ... ؟او المحاصصات والدخول في متاهات مبهمة او الغوص في سراديب المراهنات الخاسرة .... وكل ما يتطلب في هذه المرحلة المصيرية وبجدية بالاعلان عن الاستنفار الكوردى العام لمواجهة كل المتربصين لاجهاض هذا الحلم الكوردي وذلك دعما وترسيخا لتلك النواة الديمقراطية التي تمخضت بولادة للكابينة السادسة للقيام بدورها وللانطلاق بمهامها الجسام وخياراتها الصعبة المنتظرة و ذلك لاستكمال المسيرة وقيادتها خلال السنوات الاربعة المقبلة نحو البناء والتحرر وتنفيذ كل المشاريع التنموية المنتظرة بمفهوها المؤسساتي بما يخدم المجتمع الكوردستاني بذات الروح والنهج بمضمونها الديمقراطي وبمفهومها العلمي نحو رؤى وافاق مستقبلية مشرقة لتطلعات ابناء الشعب الكوردستاني بالتطوير والازدهار ........!!!!!!
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟