أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حيدر قاسم - شهادة الجنسيه والعراق الحديث















المزيد.....

شهادة الجنسيه والعراق الحديث


محمد حيدر قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 01:49
المحور: المجتمع المدني
    


كما هو معروف ومنذ ألقدم بأن لكل أنسان في ألعالم هوية لأنتسابه لبقعة معينه من ألأرض وتسمى بالوطن , وللمواطن أمتيازات في وطنه وله واجبات معينه تجاهه. فلأثبات حق آلمواطنه وإنتساب المواطن لوطنه أوجد ألمعنيون بطاقة تعريف تثبت ذلك وتسمى مجازا بالجنسيه أو بطاقة ألأحوال ألمدنيه وغيرها من ألمصطلحات ألوافيه لنفس ألمضمون .
فلا يوجد سلطة معينه في معظم دول ألعالم وحتى في آلدول ألناميه من جرد ألمواطن من هذا ألحق بعد إكتسابه ومهما كان جرمه تجاه وطنه وآلآخرين وخاصة عندما ينحدر ألأنسان منه.
جميع السلطات آلرسمية منها أو غيرها تكنون أحترامهم لهذه ألبطاقه ولهم كامل ألثقة بها ومن آلمستحيل التشكك بصحتها وخاصة لاتصدر إلا من قبل جهات حكومية وموثوقة ولا تمنح الا لمن له حق ألمواطنه.
فحق ألمواطنه تمنح بعدة طرق , إما عن طريق أنحدار ألأنسان أو أقامته بصورة قانونيه في بلد معين ولفترة زمنيه معينه ولكل بلد قانون خاص لهذا ألغرض , وقد تمنح بصورة إستثنائيه لبعض آلأشخاص ففي كل آلأحوال للمواطن نفس آلحقوق وعليه نفس ألواجبات .
ولكن ومع ألأسف ألشديد لكل قاعدة شواذ وهذا ألشواذ لايوجد من دون كل دول آلعالم سوى في آلعراق ، فالسلطات ألرسميه ومنذ تأسيس ألدوله ألعراقيه آلحديثه في عشرينات آلقرن آلماضي أوجدوا ورقة مقرفه وبمنتهى آلشذوذ وأسموها بشهادة ألجنسيه وكما يبدوا لعدم ثقتهم بالجنسيه ألعراقيه والسلطات آلمسؤولة عن أصدارها .
فهذه ألورقة أصبحت وبال مستديم على جميع العراقيين وعلى ضوءها تم تقسيم آلشعب آلعراقي ألى تبعيتن رئيسيتين هما آلتبعية لبلاد آلأناضول أو لبلاد فارس وتسمى مجازا بالتبعيه آلعثمانيه أو آلإيرانيه ولم يستثنوا عراقيا واحدا ومهما عظم شأنه أو نقي أصله من هذا آلتقسيم آلجائر ، وكأن آلعراق ومنذ آلقدم كان خالي من ألبشر وكل آلعراقيين لهم أما أصول أناضوليه تركيه أو فارسيه أيرانيه .
وقد أستغلت آلحكومات آلمتعاقبة من أستغلال هذه ألحالة آلشاذه أبشع إستغلال وذلك بحرمان معارضيهم وقسم كبير من آلشيعة وآلأكراد من إشغال ألوضائف ألمرموقة وآلحساسة في آلبلد وتمادى نظام صدام من إستغلال عنصري لهذه آلثغره آلقانونيه إذ أقدم على تهجير مئات آلاف من آلعراقيين وبعد تجريدهم من مستمسكاتهم آلرسميه وآلدراسية وأموالهم وممتلكاتهم وزج أبنائهم في سجون لايعلم سوى آلله ولحد آلآن بمصيرهم وحتى بأماكن مقابرهم ، ولاتزال مئات آلعوائل منهم ومنذ ثمانيات آلقرن آلماضي يعيشون في مخيمات تفتقر ألى أبسط شروط آلمعيشيه وتحت خط آلفقر ولم ينالوا من آلعراق آلحديث سوى زيارة بعض آلمسؤولين وبعض آلخطب آلرنانه وآلوعود آلمجانيه ٠
وأما آلعائدون إلى آلوطن فمعضمهم لم ينالوا أي شئ من ممتلكاتهم وحقوقهم آلمسلوبه ولايزالون يدورون في دائرة آلشهادة آلجنسيه وتبعية آلأب آلأصلية ومن غير بصيص من آلأمل ٠
وبعد سقوط آلطاغية ظن آلعراقيون بأن جميع آلقوانين آلشاذه ومن ضمنها آلشهادة آلجنسيه قد قبر مع نظام آلبعث آلشاذ ولكن وللأسف آلشديد فبدلا من آلأنتهاء بالعمل بها بادر آلحكام آلجدد بآلأصرار عليها أكثر من سابقيهم وسارع آلكثيرون من آلمسؤولين آلجدد بآلحصول عليها وبتغير تابعيتهم آلفارسيه إلى آلعثمانيه آلأناضوليه ليفتخروا بها أمام زملائهم في ألحكومه وآلبرلمان بآلأصل آلجديد طبقا للمثل آلمصري"محدش أحسن من حد". فأتعجب وبصورة خاصة من آلسيد آلمالكي وبشعاراته حول دولة آلقانون ، أمن آلمعقول كل شعاراته فقط من أجل آلدفاع عن آلقوانين آلموروثة من آلأنظمه آلسابقة ومن ضمنها قانون شهادة آلجنسية بنوعيها آلآناضولي وآلفارسي .
فالعراقيون كان لهم آلأمل بان آلأنسان آللذي أستطاع من توقيع حكم آلأعدام بحق صدام له آلقدرة على إيجاد قوانين جديدة تصون بها حرمة وكرامة آلمواطن آلعراقي إسوة ببقية شعوب آلعالم ٠
في قواميس ألدول ألمتحضرة لاتوجد لأصل آلأسان أي مفهوم فالمواطن آلأبيض آلأمريكي آلمسيحي وآليهودي قد ذهب ألى صناديق آلأقتراع بملأ إرادته ليتتخب رئيسا أسودا ومن أصول أفريقيه ومسلمه لبلده لمدة أربع وربما لثمان سنوات ، لا أحد منهم سأله عن شهادة جنسيته إو تبعيته ومحل مكان ولادة والده وجميعهم يعرفون جيدا بأن والد رئيسهم لم أمريكيا وحتى لم يكن مهاجرا أفريقيا كان يعيش في أمريكا لحد مماته بل كان فقط طالب للدراسات آلعليا ورجع إلى بلده بعد حصوله على شهادته آلدراسيه وعاش هناك لحين مماته .
لنفرض بأن والد أوباما قد درس في ألعراق وترك أبنه مع أمه في آلعراق وحتى ولو كانت أمه عراقية إلى آلنخاع فالسلطات آلعراقيه وطبقا للقوانين ألعراقيه ألجائره كانت تعتبره ذو تبعية أجنبيه وعليه فقط أن يحلم بحصوله على آلشهادة ألجنسيه وكان محروما وطوال حياته وحتى من الدراسة في آلجامعات وآلمعاهد آلعراقيه ولم يكن بمقدوره ألحصول وحتى على أدنى وظيفة وفي أسوأ دائرة حكوميه وفي أية مدينة عراقيه .
فعلى أحسن آلأحوال كنا نجده آلان إما عاملا غير حكوميا أو صاحب أحد آلبسطات آلمنتشرة في آلمدن آلعراقيه وليس كما هو آلآن رئيسا لأعظم وأقوى دولة في آلعالم وقد نال ثقة آلمواطن آلأمريكي فقط لكفائته كأنسان ٠
عشت ومع عائلتي بعد تركي للعراق مرغما في دولتين أوربيتين ولسنوات معدودات في كل منهن وقد حصلنا من كلتا آلدولتين على حق آلمواطنه وجوازات سفرهم ولايفرقنا آلقوانين في آلدولتين مع بقية آلمواطنين آلأصلين وحتى مع رئيس وزرائهم بشئ ، لنا نفس آلحقوق وفرص آلعمل وعلينا نفس آلواجبات ، وأمارس آلآن عملي في واحد من أحسن مستشفياتهم وبأعلى درجة وظيفيه طبقا لشهاداتي ومؤهلاتي آلعلميه وآلمهنيه وليس طبقا لأصل والدي أو قوميتي أومذهبي أو أنتمائي الحزبي إو آلطائفي.
قبل فترة وجيزة راجعت سفارة العراق في إستوكهولم لأمر بسيط قد يحل في أوربا بالهاتف أوعبر آلشبكة آلعنكبوته ، وبعد ساعة من آلأنتظار فوجئت بالموظف آلمسؤل وقابلني بنفس أسلوب موظفي آلعهد آلسابق وبأسلوب غير حضاري طالبا مني قبل كل شئ ألشهادة آلجنسية آلعراقية وجواز آلسفر آلعراقي ولحسن حضي قد أحتفضت بشهادة جنسيتي طوال السنوات آلسابقه وقدمتها له ، فأستهتزأ مني ورافضا قبولها ومن تمشية معاملتي بصورة مطلقة لعدم أمتلاكي للجواز آلعراقي ألجديد وقد بادرته بطلب للحصول على آلجواز بأعتباري عراقي بالولادة ومن أب وجد عراقي بالأصل والولادة , أجابني بسخرية يجب علي آلسفر إلى آلعراق والحصول على آلجواز السفر آلعراقي ونسخة جديدة من آلشهادة آلجنسية في آلعراق وليس للسفارة وحتى آلسفير أو آلقنصل أية صلاحية لمساعدتي !
هذه آلحادثة ذكرتني بحادثة مماثلة حدثت لي قبل عدة أشهر وأنا في مطار أستوكهولم مهيئا نفسي لحضور مؤتمر طبي في جنيف وعند تسليم حقائبي فوجئت بنسياني لجوازسفري ولم يبقى على موعد آلطيران سوى أقل من ساعتين , راجعت على آلفور مركز شرطة آلمطار وسردت للشرطي آلمسؤل مشكلتي وأجابني وبأبتسامة بأنه سوف يجد حلا لي ، وقام بعدة مكالمات هاتفيه ودقق من بطاقتي آلشخصي ومن خلال آلحاسوب وبعد مدة أقل من نصف ساعة أستلمت منه جواز سفر جديد وتمكنت من حضور ألمؤتر وأنا مرتاح آلبال .
وكل مايربطني بالسويد هو معيشتي وأقامتي بصورة قانونيه لسنوات معدودات ، وأملك ورقة مكتوبة عليها بأنهم منحوني حق ألمواطنه , ليس لي وحتى وثيقه أخرى أسمها ألجنسيه أو شهادة ألجنسيه.
فأود أن أطلب من آلسيد آلمالكي وآلجميع واثقون من وطنيته بأن يبادر بتصحيح هذا آلخطأ وأزالة هذا آلوبال آلتأريخي واللذي كلف مئات آلآف من آلعراقيين حيتاهم وممتلكاتهم ومستقبلهم ولاسيما بأنه قد قضى فترة من حياته في آلمهجر وآلتقى وعايش آلكثيرين من ضحايا آلشهادة آلجنسيه آالمشومة.
وكما نرجوا من سيادته أن يعير بعض آلأهتمام للمواطن ألعراقي ليشعر ببعض ألأحترام ولاأتصور بأن توجد دولة في ألعالم كانت مجحفة بحق مواطنيه ومنذ تأسيسها مثل ألعراق .
جميع آلسفارات في آلعالم تستقبل مواطنيها بإحترام وتساندهم وتحل مشاكلهم عدا سفارات العراق وفي معظم دول آلعالم وفي جميع آلعهود ، أذ تضع أمام آلمواطن سلسلة من آلأجراءات آلتعسفيه ولاتحل لهم أبسط آلمشاكل ولاتصدق أية وثيقة رسمية ألا بعد أن تستوفي منهن رسوم مادية مجزية وأحينا شبه معقولة وترهق كاهله بما لايطاق من آلشروط آلغير آلمنطقيه وآلتعجيزيه .
فبصراحة تامه ندمت كل آلندم على مراجعتي للقنصليه آلعراقيه لأنهم ذكروني بدوائر آلدولة في آلعهد آلبائد ، فالوجوه نفس آلوجوه وآلأستقبال نفس آلأستقبال وإلأجراءا نفس آلأجراءات وحتى بناية آلقنصليه مهملة من كل آلنواحي ولاتشبه إلا آلبنايت آلقديمه آلمهملة في آلعالم آلثالث ، وأما آلحق فيجب أن يقال فقد وجدت بعض آلأختلافات آلطفيفه مثل عدم وجود صورة للمقبور صدام وبعض آلموظفين يتكلمون آلكردية وآلتركمانيه.
فرجائي آلأخير للسيد آلمالكي أن يراقب عمل آلقنصليات آلعراقيه ليسهلوا أمر ألعراقيين وآلكف عن آلأجراءات آلتعسفيه بحقهم وتخويل آلسفارات صلاحية أكثر كإصدار بطاقات آلأحوال آلشخصية وجوازات آلسفر ، وأما شهادة ألجنسيه فيجب إلغاءها وتحويلها إلى آلمتاحف وبقانون صائب وشجاع من رئيس دولة آلقانون .



#محمد_حيدر_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعنف وأسبابه في عراق أليوم


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حيدر قاسم - شهادة الجنسيه والعراق الحديث