أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أبو هزاع هواش - لماذا أنا لست من هواة وفاء سلطان














المزيد.....

لماذا أنا لست من هواة وفاء سلطان


محمد أبو هزاع هواش

الحوار المتمدن-العدد: 2786 - 2009 / 10 / 1 - 19:00
المحور: حقوق الانسان
    


في يوم الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١ كعادتي إشتريت جريدة القدس وأستقليت الصبوي (القطار التحت أرضي كما يدعى هنا في نيويورك) وذهبت لعملي. كنت أعمل في محطة تلفزيونية في برنامج حول التبني. في ذلك اليوم كان علينا اللقاء برحلة من رومانيا فيها حولي ٣٠ طفلاً وطفلة. كان البرنامج الذي أعمل فيه حول زوجة وزوج يبغيان تبني أحد الأطفال الرومان وفي ذلك اليوم سوف نصور لقائهم الأول بهؤلاء الأطفال المعروضين للتبني. كان واضعوا البرنامج قد قرروا أن يأخذوا الجميع برحلة قصيرة بالقارب إلى ستاتن أيلاند وعند عودتنا فعلينا الصعود إلى برج التجارة العالمي لتكملة التصوير. حسب برنامجنا كان علينا أن نكون على سطح برج التجارة العالمي حولي الساعة العاشرة.

كنا في منطقة تدعى سوق السمك أمام الفندق حيث ينزل الرومان عندما إبتدأت غدرة سبتمبر دقائق قبل الساعة التاسعة. كنا نتجمع للبدء بيومنا العادي عندما تغير كل شيء إلى الأبد. شاهدت ماحصل وكان البشر في بداية الأمر يعتقدون بأن طائرة إرتطمت بالبرج عن طريق الخطأ. لكن هذه الأمور تغيرت عندما أتت الطائرة الثانية من إتجاه أخر وإرتطمت بالبرج الجنوبي مصدرة كتلة من نار لن أنساها ماحييت. بعد ذلك تغيرت الأمور في الشارع ولن أنسى أبداً أحدهم يصرخ ويشتم العرب والمسلمين فوراً.

رأيت البشر يسقطون من نوافذ البرج محاولين الهرب من النار المستعرة. لن أنسى هذه المناظر ماحييت. لن أنسى هذه الغدرة أبداً ولن أنسى ما فعلته بنا نحن العمال القادمين من الشرق الأوسط ذووا الأسماء الدالة على أنهم ربما من متتبعي الإسلام.

إنهار البرج الجنوبي أولاً وهجمت بإتجاهنا عاصفة من الرماد والموت. كان موقعنا قريباً من النهر الشرقي وهربنا جميعاً من تلك المأساة التي إنحفرت في ذاكرتي إلى الأبد.

أشاهد كوابيساً منذ ذلك اليوم وفي بعضهم أنا على سطح البرج عندما أتت طائرات الغدر.

وصلت إلى شقتي بعد عناء طويل ومناظر مهولة لن تمحى من الذاكرة للأبد.

أما عن جريدتي العربية فمن الواضح أنني أخفيتها في حقيبتي وكانت ثقلاً وعبئاً ومصدراً للخوف كلما صعد أفراد الشرطة إلى الصبوي أو عندما شاهدتهم في الحي الذي أسكن فيه.

دخلت إلى الحمام وإغتسلت ورأيت بعيني الرماد العالق في ثيابي وشعري المنساب مع الماء الوسخ في ذلك اليوم القذر.

في ذلك المساء وعلى التلفزيون إبتدأت الإتهامات للمسلمين قبل أن تخمد النار وقبل أن يختفي الدخان المتصاعد من مكان الجريمة.

نصحني أصدقائي الأمريكان بعدم ترك المنزل لعدة أيام وعندما نزلت لشراء بعض الحاجيات مررت لشراء جريدة القدس، صديقتي اليومية، قال لي صاحب المحل بأنه توقف عن شرائها منذ ذاك اليوم وحتى يومنا هذا.

اليوم وبعد ثمانية سنين لم تخمد نار التفرقة ضد المسلمين والعرب في أمريكا، بل على العكس إستعرت وفي تصاعد.

خلال هذه السنوات الثمانية سمعت وشاهدت التفرقة والظلم ضد كل ماهو عربي أو مسلم.

خلال هذه السنوات الثمانية صعد نجم فرسان الكراهية.

خلال هذه السنوات الثمانية شاهدنا حروب وقتل وتشريد بسبب تلك الغدرة العقيمة البائسة اليائسة الحقيرة.

خلال هذه السنوات الثمانية لم أرى جريدة عربية في الصبوي ومن تدل ملامحة على أنه عربي أو مسلم تراه ينظر حواليه بخوف.

وفاء سلطان إستفادت من هذه المصيبة. وفاء سلطان تسعر النار بدلاً من إخمادها. وفاء سلطان تبذر الكراهية. وفاء سلطان تركت الطب ولحقت أبو هريرة كمجرمي غدرة سبتمبر.
وفاء سلطان صنيعة أعداء العرب والمسلمين فرحت في قرارة نفسها لإرتطام الطائرات بالبرج. وفاء سلطان إستفادت من إرتطام الطائرات بالبرج.

يميز ضدي بسبب أمثال وفاء سلطان.

نصحني البعض بتغيير إسمي من محمد إلى شيئ آخر كما فعل الكثير ولكنني لم أفعل مقتنعاً بمقارعة عالم الظلم إذا كان هذا العالم السخيف يميز ضدي بسبب إسمي.

إنها مهزلة عندما لاترى جريدة عربية في قطارات نيويورك.

وللكلام بقية........











#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام فاضي


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد أبو هزاع هواش - لماذا أنا لست من هواة وفاء سلطان