أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طالب شريف آل طاهر - قضية العراق .. والمواقف اللا مسئولة














المزيد.....

قضية العراق .. والمواقف اللا مسئولة


طالب شريف آل طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 09:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لقد أفرزت حرب الخليج الثالثة علم 2003 في العراق ، انطباعات متباينة لدى الأوساط السياسية والشعبية ، تناقضت بحسب تفسيرات وقناعات محلليها ، فهناك من اعتبرها ضرورة لمعالجة أسلحة الدمار الشامل وحماية جيران العراق ، كما نالت خلسة ( لغرض التنديد إعلاميا ) مباركة الحكام العرب المخاصمين لشعب العراق ، حيال غزو صدام لدولة الكويت ، بينما انقسمت الشعوب العربية المغلوب على أمرها ، كالعادة وتنوعت آراءها باتجاهات متباعدة ، لشدة تأثير الإعلام العربي الرسمي ، خصوصا تلك التي خرجت عن منطق العقل ووجدت في اختفاء صدام المخزي عن ساحة المواجهة ولجوءه إلى الجحر ، عنوانا للشجاعة المسدّدة بالعناية الإلهية 0
وإذا استثنينا جدلا رأي الشارع العراقي ، ضحايا كانوا أو جلادين ، يقرا المتمعن في سطور هذا الخلط المتداخل من المسوغات الممجوجة ، حجم التدخل ونظرة الاستخفاف المقيتة التي ينظر بها إلى الشعب العراقي ، ويدهش أيضا لمستوى الانحدار الأخلاقي لأولئك الذين ينهشون ببقايا الفريسة ويستفزون ضحايا التهور والإجرام طوال الحقبة المظلمة من تاريخ العراق ، هذا الاستخفاف ، الذي لا يليق بشعب العراق العريق والفاعل في تحريك سياسة المنطقة وتوجيهها ، اخذ يدفع بفاتورة لا يدرك ثمنها إلا منتسبوا الطب العدلي والإنسانيون في العالم مما يجعل العراقيون اليوم بحاجة ماسة إلى تقويم منهج السياسة المتبعة خلال السنوات الأربع الماضية وباللغة الخاصة التي يفهمها القتلة والمجرمون من اجل اعادة تقييم الدم العراقي ومعادلة الهدر الذي نزفته الأجساد البريئة بين الأشلاء النتنة المرسلة عبر الحدود ، وبمواقف مماثلة تضع العلاقات الخارجية تحت المجهر وتتعامل مع ذوي الضمائر الميتة بما يحرك فيها روح المسؤوليات الدينية والأخلاقية والاهم ، البروتوكولات الدولية التي كثيرا ما تضع النقاط على الحروف في المسائل الإنسانية ، وبعكس ذلك سيفقد العراق المزيد من الدماء في ظل الحوارات التي تجري تحت المظلة المتهرئة لقدمها والتي نجم عن الكثير من قراراتها ، الماسي والمصائب الشائعة والتي لازال تأثيرها منصبا على رؤوس الشعوب العربية ، فمسببات الاحتلال الأمريكي ودعم الدكتاتورية المتسلطة على شعبه آنذاك مع ما يجري الآن في العراق من تدمير ونزف دافق كلها مدلولات لوقائع مصدقة تكشف النقاب عن الأزمة القيادية الحادة للأمة العربية وتسفر عن حالة الضعف والتشرذم والسطحية وعدم الاكتراث لقضاياها المصيرية .. فالدول العربية التي أضاءت اللون الأخضر للاحتلال بالأمس واقعة اليوم بين سندان الديمقراطية وبين المقايضة على دماء أبناء الأمة نتيجة عجزها عن انتهاج سياسة شفافة وجريئة مع شعوبها تساعد هؤلاء القادة – والحديث في سياق التفريط بمقدرات الأمة – على مواجهة كافة المتغيرات وبارادة صادقة باتجاه تماسك الأمة ، ومن هنا أضحى تجاهل الرأي العام من قبل الحكام العرب أدلجة مقصودة يراد من تجهيل المجتمع فيها تجنيدا لأولئك الجهلة في استهداف الشعب العراقي في الأسواق والمساجد بداع المقاومة ، ولا نعرف مقاومة من هل هم الاميركان المتواجدون في جميع بلاد المسلمين ام مقاومة العراقيين الآمنين في بلادهم ؟ ... ولذلك أصبحت قضية شعب العراق وماساته ، مع التغاضي العربي المطبق من المجازر اليومية التي ترتكب بدم بارد في العراق ، مرهونا بالمراجعة السريعة التي تؤطر كيان البلاد بتلاحم أبناءه وإبراز هويته الوطنية المستقلة دون مزايدات رخيصة من اجل توسيع نطاق المواجهة المشروعة التي يقتضيها الأمان الكامل على ارض الرافدين ، وبمساندة أصوات الخيرين في الإعلام العراقي الذين باتت الجهات المعادية لتجربتهم النادرة في المنطقة ، تستثمر مساحة هذا الإعلام الحر وتجنيد أفكاره البريئة إلى مآرب سيئة ضمن الإعلام الموجه والمقيد والمحسوبة حريته بالأحرف 0
ولذلك نستقرأ من معطيات التحرك العربي الخجول والمواقف اللامسؤولة التي ربما تنطلق بحكم الموروث السياسي الناشئ والذي لا يرتقي إلى حجم القضايا المعقدة للأمة العربية والإسلامية ، أن لا حلول تخدم العراقيين تنتظر من خارج البيت العراقي , بل هناك دعوات مغلفة للعنف والاحتلال يرافقها المزيد من الضحايا والدمار , ما لم يسارع العراقيون إلى وحدة الموقف من التدخل الدولي في الوقت الحاضر ، لكي نتمكن من فضح ما تتستر عليه ادعاءات المضاربين في بورصة الاحتلال ولسان حالهم يقول ياءيها الأمريكان رويدكم لا تتعجلوا الخروج من العراق ، وهكذا هي شعارات المواجهة مع ( الاحتلال ) على ارض العراق يوفر بطبيعة الحال الغطاء العسكري المطلوب لبقائه ، بل يبرر المطالبة بالمزيد من القوات المحتلة ... بهذه الرؤية وهذا المنطق يراد للاحتلال ان يرحل وبهذا النهج من القتل والدمار وترويع الأطفال يراد للدولة الإسلامية ان تكون في العراق .





#طالب_شريف_آل_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طالب شريف آل طاهر - قضية العراق .. والمواقف اللا مسئولة